علماء سودانيون يخططون: كيف يمكن تحقيق رؤية السودان الوطنية؟

 


 

 

سبق لكاتب هذا المقال، أن كتب مع بدايات حكومة عبدالله حمدوك الأولي، مقالا بعنوان ( رؤية السودان الوطنية 2050) وفق مرتكزات علمية ونظرة تخطيطية شاملة كما تفعل كل الدول، ولم يجد المقال، وقتها، اهتماما من أحد، فالقوم كانوا منشغلين ب ( العربة) وما تحمله من خيرات ، وتركوا ( الحصان ) وحيدا.
ويتنادي ، هذه الأيام، نفر كريم من أساتذة الجامعات ومراكز البحث العلمي ومعهم ثلة متميزة من الخبراء والاستشاريين، لتكوين ( منتدي) أو( تجمع) أو( كيان)...سمه ما شئت ،ولكنه جسم بشري ،يمتلك حسا وطنيا وتفكيرا عقلانيا شاملا، يبحث متضامنا ،لتشكيل رؤية متكاملة لمعالجة قضايا السودان المصيرية وفق منهج علمي ،يأخذ بكل المتغيرات،علي أسس علمية مبنية علي العلم والمعرفة والتجرد من كل مظاهر الشوفانية والطفولة السياسية التي تتمتع بها كل الأجيال السابقة من السياسيين وحتي يومنا هذا.
لقد صادفت هذه الدعوة،هوي واستحسانا لدي قطاع كبير من العلماء السودانيين، داخل وخارج حدود الوطن، خاصة اؤلئك العاملين في مجلات البحث العلمي والتخطيط الاستراتيجي..وبعضهم يشغل مراكز رفيعة في منظمات اقلبمية ودولية..وآخرين في مواقع حساسة وقريبة من مراكز اتخاذ القرار في الدول الغربية والعربية..ومعظمهم علي استعداد لتلبية نداء الوطن اذا دعاه.
لقد غاب المثقف السوداني الشريف، وكذلك العالم والباحث والخبير المتمرس، عن المشاركة في شئون الوطن الحقيقية ردحا من الزمان..وتخلي عن لعب دوره المحوري في قضايا التنمية وشئوون الحكم وترك المجال شاغرا لتحتله نماذج هلامية الخالية من الفكر والوطنية ، وقد آن له الآن ان يعود ،بعد نجاح هذه الثورة العظيمة..وان يسدد ضريبة الوطن ..فالسودان ملىء بالكفاءات والخبرات الوطنية في شتي المجالات.. ها هم الآن يتنادون لبناء السودان الجديد.
وليس من مهمة هؤلاء العلماء والخبراء الباحثين ،تولي الوظائف العليا أو الوزارات أو التنظير..بل انتشال البلاد من هذه الهوة العميقة والعودة بها الي جادة الطريق وتحقيق أماني شعبها في السودان الذي نحلم به.
نعم هناك مشروع رؤية يمتلكه هؤلاء العلماء لسودان المستقبل بغض النظر عن الدولة الحاكمة..فالمشروع عبارة عن( خارطة طريق) ليس لها أي ارتباط بالفئة الحاكمة، بل لها ارتباط وثيق بالشعب السوداني ومستقبل أيامه القادمة.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء