علمانيون وثنيون يعبدون التنظيم ويدعون انهم حركة إسلامية
عمار محمد ادم
22 March, 2022
22 March, 2022
الانتماء للتنظيم عند الكثير من عضوية ما تعرف بالحركة الاسلامية اقوى من الانتماء للدين بالرغم انه من المفترض ان يكون التنظيم وسيلة لاقامة الدين ولكن اصبح العكس فالدين عند الاخوان المسلمين في السودان هو غطاء لاهداف التنظيم الذي يجعل من الوصول الي السلطة هدفا لذاته واستغلال الدين لبلوغ الهدف وقد لا يقتصر ذلك علي الاسلاميين وانما يشمل مكونات سياسية اخرى لذلك فان الوصول الي السلطة يعتبر جائزة واجر لمن سعي وعمل في التنظيم لذلك فان تبني مايعرف بالاسلاميين للاسلام السياسي يفتقر الي عنصر اساسي هو العقيدة والايمان ويجعل الامر مجرد فكرة جافة تنتج عنها اجراءات والتزامات تنظيمية تتحول بعامل الزمن الي مايشبه الطقوس والتي تكتسب قدسيتها من كونها صادرة من الكيان او التنظيم المقدس برمزية قيادته وهياكله وهذا ما يدخلهم فى دائرة الشرك بالله حين يجعلون لله اندادا من الاجهزة وللمؤسسات التنظيمية وقد امروا ان يعبدوا الله وحده لذلك فان الذكر والاستغفار والصلاة علي الرسول عليه افضل الصلوات والتسليم امر لا وجود له عند الاسلاميين وقد يحولون المساجد الي مجرد مقار وملتقيات تنظيمية وتخلو الصلاة عند الكثيرين منهم من الروح فهم تنظيم هدفه الدنيا لاجل الدنيا ولايفكرون في مرضاة الله بقدر مايفكرون في ارضاء كهنة معبد التنظيم وانا اتحدث عن نفسي يوم ان كنت بينهم فقد كنت اؤدى الصلاة خالية من الروح واتعجل الفراغ منها للاجتماع بعدها للالتقاء بافراد التنظيم وقل ان تجد اخا مسلما يؤدى اذكارا بعد الصلاة او يدعو ولكنه ينهض مباشرة ليلتقي اخا مسلما قد نهض قبله
موضوع الدين عند الاسلاميين في السودان ليس حقيقة ولكنه ذريعة ليضفون علي تنظيمهم نوع من القدسيية وحقيقته انه تنظيم علماني لايستمد وجوده من بركة السماء ولكنه يعتمد علي الوسائل البرغماتية بل ان الغاية عندهم تبرر الوسيلة وهم قد يخدعون عامتهم او انفسهم انهم يعملون لاجل الدين وقد ظهرواعلي حقيقتهم في محك السلطة والمال .
الكثير من قيادات الإسلامية بل وعلي مستوي أعلي الهرم لربما يكون لهم راي في الدين نفسه وتتفشي بينهم الدعوة الي الإسلام الإبراهيمي حتي انني أشك أن لدي بعض قياداتهم
حينما جئنا اخوانا مسلمين من الولايات الي الجامعة كنا مازلنا بنقاء الثانويات نصلي الصلوات كلها في المسجد ونقيم الليل ونلتزم التزاما صارما بتعاليم الدين الاسلامي ولكننا فجعنا في اخواننا في الله في جامعة الخرطوم فقد كان كثير منهم يخالط الطالبات ويجلس اليهن يتجاذب معهن اطراف الحديث وبعضهم يتعاطون التبغ واخرون يضيعون الصلوات ولايقيمونها في اوقات وكثير منهم يحلق لحيته فاختلط الامر علينا واصبحنا في حيرة من امرنا ولم يكن امامنا الا ان نلوذ بشيوخ فى مسجد الجامعة منهم الشيخ عبيد ختم ومحمد كبير عز الدين وهناك قد وجدنا ضالتنا نصلي الاوقات في مسجد الجامعة ونحرص علي حضور حلقة التلاوة بعد صلاة الفجر وكان يحضرها مدير الجامعة الدكتور عمر بليل ونختم كل شهر ونجتمع بعد حلقة التلاوة نحتسي الشاي باللبن ونقضم اطراف الزلابية . ولكن مجموعة اغلبهم من ابناء امدرمان واخرون ابوا الا ان يعكروا علينا صفونا خاصة وانهم يتبنون فكر التجديد وهو العلمانية في ثوب إسلامي قشيب وادى الي انقسام التنظيم حين خرجت جماعة الصادق عبد الماجد والحبر يوسف نور الدائم كانت هذه المجموعة تحاول ان تغرس فكر التجديد العلماني فينا ولكن فطرتنا كانت تنكره وتربيتنا ترفضه وقد لفظته مكونات الحركة الاسلامية التقلبدية وظل منحصرا في هذه المجموعة والتي كان علي راسها من كان ياتي بافكار غريبة ولا اقول شاذة وكانت مجموعة المنتدي تضم خريجيين من جامعة القاهرة فرع الخرطوم واخرين من خريجي جامعة الخرطوم م
يبدو ان مهمة هذة المجموعة كانت تغيير الاتجاه الفكرى للاسلاميين واعتماد منهج التجديد العلماني الذى يتبناه التنظيم عمليا ويسكت عنه اعلاميا ويدعو له عمليا وكانوا اكثر ما يتحدثون فيه هو موضوع المراة والفن و كان متحدثهم يطالب بان تتحول اركان النقاش فى الجامعة الي داخل صحن المسجد وان يكون فيه حوض للسباحة وما الي ذلك من ترهات وهم لايؤمنون بان المسجد مكان مقدس تدخله برجلك اليمين وتخرج منه برجلك الشمال وهنالك دعاء للدخول ودعاء للخروج وركعتين تحية للمسجد ويمنع منه الصغار والمجانين ويجمر بالبند والبخور ويعطر .
كان المرحوم عماد حسن بابكر دفعتي في الجامعة وكان طالبا بالطب وكنت طالبا بالاداب ونحن الجيل الذى ولج جامعة الخرطوم في مطلع ثمانينات القرن المنصرم ولقد ساءه التساهل وعدم الانضباط الديني بين الاخوان والاخوان الذين لم يكونوا يجدون حرجا في الجلوس الي بعضهم وتبادل اطراف الحديث كما يفعل عامة طلاب الجامعة ولا ادرى ان كان من وراء ما كتب اسباب اخرى ولكنه قد كتب ما كتب مستهجنا سلوك الاخوان مع الاخوات من حيث عدم الالتزام الصارم باحكام الشريعة الاسلامية والتي تضع حدودا لعلاقة الرجل بالمراة وهذا ما كان يتبناه التيار السلفي في الحركة الاسلامية وقد تلقفت التنظيمات ذلك البيان واعطته ابعادا اكثر مما يحتمل
مثل آخر لعلمانيةالحركةالاسلامية.هي هذه البنوك الربوية والتي عليها لافتات اسلامية وان الكارثة التي تعرض لها ألاقتصاد السوداني هي من جراء تعاملات النظام المصرفي الذي ينطوي اصلا علي خلل أساسي فيما يعرف بالصيغ الإسلامية التي لا ينفذ منها حقيقة سوي صيغة المرابحة وهذه في ظاهرها الرحمة وفي باطنها من قبله العذاب فلكم تشردت اسر من جرائها ولكم اغلقت بيوت وحدثت هزات اجتماعية فالبنك يمنح المال بادعاء انه يبيع البضاعالصيغةة
والتي لم يكن يعرضها اصلا وانما يقوم الشخص باحضار فاتورة لبضاعة محددة ويفترض ان البنك قد اشتراها من اصلها وابتاعها اليه وبذلك يحصل المواطن علي المال مقابل رهن عقاري او غيره بعد ان يضع ربحا غالبه ما يدفعه المواطن مقدما وصيغة المرابحة قد تأتي الادلة النظرية علي صحتها ولكنها علي ارض الواقع مجانبة للصحة تماما والأموال التي تؤخذ بصيغة المرابحة تصرف في شراء الدولار لاستجلاب سلع استفزازية من قبل الشكولاتات وامثالها والاقتصاد السوداني المريض بحاجة الي كل دولار من اجل توفير السلع الاساسية والصحة والتعليم.
هذا النظام المصرفي فاسد برمته لانه لاتنطبق عليه المعايير والاسس المصرفية الحديثة فالكثير من المصارف هي في حقيقتها ملك لعدد من الاشخاص باسمائهم او اسماء ذويهم واقاربهم وهذا ما يتعارض مع سياسات بنك السودان التي لاتسمح لتملك شخص واحد او احد فروعه لعدد من الاسهم يتجاوز الخمس ولكن انظروا ماذا يدور في الساحة المصرفية والتي يكون فيها رئيس مجلس الادارة متحكما في المصرف يصرفه عن من يشاء ويوجهه الي من يشاء حتي غدت المصارف مجرد(كناتين)يتملكها بعض الاشخاص الذين ليس لهم اصلا اي علاقة بالنظام المصرفي وتصلريفه الدقيقة المعقدة حتي انها من حيث الدقة والانضباط يجب ان تماثل(الضبط والربط)في الجيش ولكن الذي يحدث ان رئيس مجلس الادارة اذا لم يكن المدير طوع بنانه اقاله ورفع نائبه ورقاه وعلاه ليتعظ بما ال اليه سابقه ويتعلم من(راس الضبع الطائر).
هذا حال اغلب المصارف التي فقدت الانضباط المصرفي وكثير منها يتصرف في اموال المودعين وينشئ بها الاصول ويجري بها العمليات في تجاوز واضح لسياسات بنك السودان الذي اعتراه ما اعتراه خلال الفترة التي كان صابر محافظا للبنك المركزي وكان يؤثر فيه حتي من بعد خروجه منه ومغادرته سوحه وباحاته ولم تجر حتى الآن مراجعات لبنك السودان وكيف نفد الاحتياطي فيه من الذهب والدولار.
رجال الاعمال الذين يحتكرون التعامل مع الكثير من المصارف لايلتزمون بالمعايير الاخلاقية والاسس المصرفية وقد تجري عمليات مصرفية بارقام خرافية دون اي ضمانات وقد تذهب اموال المودعين الي سوق الدولار واللافتات الاسلامية معلقة من فوق تلك البنوك ويؤذن للصلاة فيها وتقام حلقات التلاوة ومنافسات حفظ القران والاسلام براء من كل ما يدور في تلكم البنوك من معاملات تزيد الغني غني والفقير فقرا وتضر بمصالح المواطنيين الأبرياء واقتصاد البلاد العليل وحتي الان لم تجر مراجعات شاملة لتلك البنوك من اين اتت بذلك المال وفيما انفقته واي ضرر اصاب البلاد والعباد واي كارثة حلت بهم.
الحركة الإسلامية اسلامية في شعاراتها ولكنها علمانية في,ممارستها وحقيقتها.فالحركة الاسلامية في السودان
كخضراء الدمن.. المرأة الحسناء في منبت السوء.
وظل تنظيم الاسلاميين وتاريخهم حبيس جامعة الخرطوم التي لم تؤسس علي تقوي من الله ورضوان. لذلك جاءت حركتهم كما كانت وظلت جامعة الخرطوم اسسها المستعمر احياء لذكري غردون باشا وكانت تسمي كلية غردون التذكارية احياء لذكري حاكم عام السودان الذي قتله الانصار ولا شك انها انطوت علي حقد دفين علي الانصار والاسلام الذي كانوا يحملونه عقيدة وفكرة ويمارسونه جهادا في سبيل الله.
صحيح انها كانت هنالك حركة اسلامية جاء بها الشيخ علي طالب الله من ذ مصر ومن بعده الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد وهما لم يكونا من العلماء علي طريقة الاخوان في مصر الذين كانت رموزهم من علماء الازهر أمثال الشيخ سيد سابق والشيخ محمد الغزالي والشيخ الدكتور القرضاوي وغيرهم ولكن غلبت عليهم جركة الاسلاميين بقيادة الاسلاميين في جامعة الخرطوم وعلي رأسهم بابكر كرار والاستاذ الرشيد الطاهر بكر وكانت هي الاقوي في الساحة حتي من بعد انشقاق الاتجاه الديني السلفي بقيادة الدكتور جعفر شيخ ادريس وكان الترابي منه وفيه وذلك قبل سفره الي الغرب وتخرجه من جامعة سربون بفرنسا.
أسست جامعة أمدرمان الاسلامية علي تقوي من الله ورضوان وهي امتداد وتطور للمعهد العلمي الذي كان يعني بالفقه والعلوم الشرعية وكان الوضع الطبيعي ان تخرج الحركة الاسلامية من الجامعة الاسلامية لتكون الحاضنة العلمية والعملية للحركة حتي تكون ملتزمة تماما باصول الشرع وقواعد الدين الاسلامي الحنيف. وهذا مالم يحدث فقد كانت الجامعة الاسلامية تأتي في مرحلة متأخرة في أولويات الحركة الاسلامية حتي أن جامعة القاهرة فرع الخرطوم كانت تتقدمها في ذلك بل حتي الاسلاميون القادمون من خلف الحدود في الجامعات المصرية او الهندية او غيرها قد حظوا بمواقع مؤثرة في التنظيم والدولة من بعد باكثر من خريجي الجامعة الاسلامية وحتي المؤسسات الدينية مثل منظمة الدعوة الاسلامية والمركز الاسلامي الافريقي والمصارف الاسلامية كان يتصدر الامر فيها خريجو جامعة الخرطوم وهنالك الكثير من الامثلة في ذلك..
النفحة العلمانية في جامعة الخرطوم كانت أقوي من النفحة الاسلامية فيها والتي تقتصر علي قسم الشريعة في كلية القانون والذين ظلت تطارد خرجيه عقدة او مشاعر الاحساس بالنقص او الدونية مقارنة بخريجي القسم العلماني في الكلية وبقية كليات الجامعة.
اذن فان الحركة الاسلامية قد بيضت وفرخت في بيئة علمانية فكانت كالوليد الذي ولد في بيت الدعارة حتي وان كان نتيجة زواج شرعي كمثل الحديث( اياكم وخضراء الدمن. فقالوا وما خضراء الدمن يارسول الله فقال المرأة الحسناء في منبت السوء) وحتي الان مايزال يتصدر الامر ويتصدي لقيادة الحركة الاسلامية كوكبة من خريجي جامعة الخرطوم وأمثالها. ويأتي العلماء والفقهاء من خريجي الجامعة الاسلامية يأتون علي استحياء وتوكل اليهم بعض المهام و الادوار الهامشية ولايكونون علي قمة العمل السياسي والاقتصادي وغير ذلك
لذلك فان طابع الحركة الاسلامية في السودان التنظيمي أقوي من الطابع العلمي والديني لانه قد تصدر الأمر فيها خريجو اكبر قلاع الاستعمار والعلمانية في افريقيا والعالم العربي وهي جامعة الخرطوم فجاءت كما هم وقد روي عن الامام محمد احمد المهدي انه قال (عرضت دعوتي علي العلماء فرفضوها ثم عرضتها علي العوام فقبلوها فجاءت كما هم) فالحامل الاجتماعي لأي فكرة أو تنظيم يصبغ الفكرة بصبغته ويلونها بلونه فالاسلام الفارسي ليس كالاسلام اليمني او الصومالي وهكذا.
تنظيم الحركة الاسلامية يحتاج الي عملية اقتلاع من الجذور لانه قد فسد وأفسد .افسد عضويته أولا بالتجسس والتحسي واكل المال الحرام والفساد . وأفسد بهم البلاد اثناء حكمهم لانهم يبررون لأخطائهم بل جرائمهم بل ويعطونها صبغة دينية وصفة شرعية .اما الفكرة في اصلها وحقيقتها فلاغبار عليها من بعد تجنيبها نفوس البشر المتخثرة من طول المكث في هذا التنظيم القمئ الامني والاستخباراتي بجدارة. وبقاء الفكرة الوضيئة النيرة في هذا الاناء المتسخ يجلب لها الذباب والنمل والبعوض والحشرات وكل هوام الارض...الا هل بلغت اللهم فاشهد..ان اريد الا الاصلاح ما استطعت (وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)
موضوع الدين عند الاسلاميين في السودان ليس حقيقة ولكنه ذريعة ليضفون علي تنظيمهم نوع من القدسيية وحقيقته انه تنظيم علماني لايستمد وجوده من بركة السماء ولكنه يعتمد علي الوسائل البرغماتية بل ان الغاية عندهم تبرر الوسيلة وهم قد يخدعون عامتهم او انفسهم انهم يعملون لاجل الدين وقد ظهرواعلي حقيقتهم في محك السلطة والمال .
الكثير من قيادات الإسلامية بل وعلي مستوي أعلي الهرم لربما يكون لهم راي في الدين نفسه وتتفشي بينهم الدعوة الي الإسلام الإبراهيمي حتي انني أشك أن لدي بعض قياداتهم
حينما جئنا اخوانا مسلمين من الولايات الي الجامعة كنا مازلنا بنقاء الثانويات نصلي الصلوات كلها في المسجد ونقيم الليل ونلتزم التزاما صارما بتعاليم الدين الاسلامي ولكننا فجعنا في اخواننا في الله في جامعة الخرطوم فقد كان كثير منهم يخالط الطالبات ويجلس اليهن يتجاذب معهن اطراف الحديث وبعضهم يتعاطون التبغ واخرون يضيعون الصلوات ولايقيمونها في اوقات وكثير منهم يحلق لحيته فاختلط الامر علينا واصبحنا في حيرة من امرنا ولم يكن امامنا الا ان نلوذ بشيوخ فى مسجد الجامعة منهم الشيخ عبيد ختم ومحمد كبير عز الدين وهناك قد وجدنا ضالتنا نصلي الاوقات في مسجد الجامعة ونحرص علي حضور حلقة التلاوة بعد صلاة الفجر وكان يحضرها مدير الجامعة الدكتور عمر بليل ونختم كل شهر ونجتمع بعد حلقة التلاوة نحتسي الشاي باللبن ونقضم اطراف الزلابية . ولكن مجموعة اغلبهم من ابناء امدرمان واخرون ابوا الا ان يعكروا علينا صفونا خاصة وانهم يتبنون فكر التجديد وهو العلمانية في ثوب إسلامي قشيب وادى الي انقسام التنظيم حين خرجت جماعة الصادق عبد الماجد والحبر يوسف نور الدائم كانت هذه المجموعة تحاول ان تغرس فكر التجديد العلماني فينا ولكن فطرتنا كانت تنكره وتربيتنا ترفضه وقد لفظته مكونات الحركة الاسلامية التقلبدية وظل منحصرا في هذه المجموعة والتي كان علي راسها من كان ياتي بافكار غريبة ولا اقول شاذة وكانت مجموعة المنتدي تضم خريجيين من جامعة القاهرة فرع الخرطوم واخرين من خريجي جامعة الخرطوم م
يبدو ان مهمة هذة المجموعة كانت تغيير الاتجاه الفكرى للاسلاميين واعتماد منهج التجديد العلماني الذى يتبناه التنظيم عمليا ويسكت عنه اعلاميا ويدعو له عمليا وكانوا اكثر ما يتحدثون فيه هو موضوع المراة والفن و كان متحدثهم يطالب بان تتحول اركان النقاش فى الجامعة الي داخل صحن المسجد وان يكون فيه حوض للسباحة وما الي ذلك من ترهات وهم لايؤمنون بان المسجد مكان مقدس تدخله برجلك اليمين وتخرج منه برجلك الشمال وهنالك دعاء للدخول ودعاء للخروج وركعتين تحية للمسجد ويمنع منه الصغار والمجانين ويجمر بالبند والبخور ويعطر .
كان المرحوم عماد حسن بابكر دفعتي في الجامعة وكان طالبا بالطب وكنت طالبا بالاداب ونحن الجيل الذى ولج جامعة الخرطوم في مطلع ثمانينات القرن المنصرم ولقد ساءه التساهل وعدم الانضباط الديني بين الاخوان والاخوان الذين لم يكونوا يجدون حرجا في الجلوس الي بعضهم وتبادل اطراف الحديث كما يفعل عامة طلاب الجامعة ولا ادرى ان كان من وراء ما كتب اسباب اخرى ولكنه قد كتب ما كتب مستهجنا سلوك الاخوان مع الاخوات من حيث عدم الالتزام الصارم باحكام الشريعة الاسلامية والتي تضع حدودا لعلاقة الرجل بالمراة وهذا ما كان يتبناه التيار السلفي في الحركة الاسلامية وقد تلقفت التنظيمات ذلك البيان واعطته ابعادا اكثر مما يحتمل
مثل آخر لعلمانيةالحركةالاسلامية.هي هذه البنوك الربوية والتي عليها لافتات اسلامية وان الكارثة التي تعرض لها ألاقتصاد السوداني هي من جراء تعاملات النظام المصرفي الذي ينطوي اصلا علي خلل أساسي فيما يعرف بالصيغ الإسلامية التي لا ينفذ منها حقيقة سوي صيغة المرابحة وهذه في ظاهرها الرحمة وفي باطنها من قبله العذاب فلكم تشردت اسر من جرائها ولكم اغلقت بيوت وحدثت هزات اجتماعية فالبنك يمنح المال بادعاء انه يبيع البضاعالصيغةة
والتي لم يكن يعرضها اصلا وانما يقوم الشخص باحضار فاتورة لبضاعة محددة ويفترض ان البنك قد اشتراها من اصلها وابتاعها اليه وبذلك يحصل المواطن علي المال مقابل رهن عقاري او غيره بعد ان يضع ربحا غالبه ما يدفعه المواطن مقدما وصيغة المرابحة قد تأتي الادلة النظرية علي صحتها ولكنها علي ارض الواقع مجانبة للصحة تماما والأموال التي تؤخذ بصيغة المرابحة تصرف في شراء الدولار لاستجلاب سلع استفزازية من قبل الشكولاتات وامثالها والاقتصاد السوداني المريض بحاجة الي كل دولار من اجل توفير السلع الاساسية والصحة والتعليم.
هذا النظام المصرفي فاسد برمته لانه لاتنطبق عليه المعايير والاسس المصرفية الحديثة فالكثير من المصارف هي في حقيقتها ملك لعدد من الاشخاص باسمائهم او اسماء ذويهم واقاربهم وهذا ما يتعارض مع سياسات بنك السودان التي لاتسمح لتملك شخص واحد او احد فروعه لعدد من الاسهم يتجاوز الخمس ولكن انظروا ماذا يدور في الساحة المصرفية والتي يكون فيها رئيس مجلس الادارة متحكما في المصرف يصرفه عن من يشاء ويوجهه الي من يشاء حتي غدت المصارف مجرد(كناتين)يتملكها بعض الاشخاص الذين ليس لهم اصلا اي علاقة بالنظام المصرفي وتصلريفه الدقيقة المعقدة حتي انها من حيث الدقة والانضباط يجب ان تماثل(الضبط والربط)في الجيش ولكن الذي يحدث ان رئيس مجلس الادارة اذا لم يكن المدير طوع بنانه اقاله ورفع نائبه ورقاه وعلاه ليتعظ بما ال اليه سابقه ويتعلم من(راس الضبع الطائر).
هذا حال اغلب المصارف التي فقدت الانضباط المصرفي وكثير منها يتصرف في اموال المودعين وينشئ بها الاصول ويجري بها العمليات في تجاوز واضح لسياسات بنك السودان الذي اعتراه ما اعتراه خلال الفترة التي كان صابر محافظا للبنك المركزي وكان يؤثر فيه حتي من بعد خروجه منه ومغادرته سوحه وباحاته ولم تجر حتى الآن مراجعات لبنك السودان وكيف نفد الاحتياطي فيه من الذهب والدولار.
رجال الاعمال الذين يحتكرون التعامل مع الكثير من المصارف لايلتزمون بالمعايير الاخلاقية والاسس المصرفية وقد تجري عمليات مصرفية بارقام خرافية دون اي ضمانات وقد تذهب اموال المودعين الي سوق الدولار واللافتات الاسلامية معلقة من فوق تلك البنوك ويؤذن للصلاة فيها وتقام حلقات التلاوة ومنافسات حفظ القران والاسلام براء من كل ما يدور في تلكم البنوك من معاملات تزيد الغني غني والفقير فقرا وتضر بمصالح المواطنيين الأبرياء واقتصاد البلاد العليل وحتي الان لم تجر مراجعات شاملة لتلك البنوك من اين اتت بذلك المال وفيما انفقته واي ضرر اصاب البلاد والعباد واي كارثة حلت بهم.
الحركة الإسلامية اسلامية في شعاراتها ولكنها علمانية في,ممارستها وحقيقتها.فالحركة الاسلامية في السودان
كخضراء الدمن.. المرأة الحسناء في منبت السوء.
وظل تنظيم الاسلاميين وتاريخهم حبيس جامعة الخرطوم التي لم تؤسس علي تقوي من الله ورضوان. لذلك جاءت حركتهم كما كانت وظلت جامعة الخرطوم اسسها المستعمر احياء لذكري غردون باشا وكانت تسمي كلية غردون التذكارية احياء لذكري حاكم عام السودان الذي قتله الانصار ولا شك انها انطوت علي حقد دفين علي الانصار والاسلام الذي كانوا يحملونه عقيدة وفكرة ويمارسونه جهادا في سبيل الله.
صحيح انها كانت هنالك حركة اسلامية جاء بها الشيخ علي طالب الله من ذ مصر ومن بعده الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد وهما لم يكونا من العلماء علي طريقة الاخوان في مصر الذين كانت رموزهم من علماء الازهر أمثال الشيخ سيد سابق والشيخ محمد الغزالي والشيخ الدكتور القرضاوي وغيرهم ولكن غلبت عليهم جركة الاسلاميين بقيادة الاسلاميين في جامعة الخرطوم وعلي رأسهم بابكر كرار والاستاذ الرشيد الطاهر بكر وكانت هي الاقوي في الساحة حتي من بعد انشقاق الاتجاه الديني السلفي بقيادة الدكتور جعفر شيخ ادريس وكان الترابي منه وفيه وذلك قبل سفره الي الغرب وتخرجه من جامعة سربون بفرنسا.
أسست جامعة أمدرمان الاسلامية علي تقوي من الله ورضوان وهي امتداد وتطور للمعهد العلمي الذي كان يعني بالفقه والعلوم الشرعية وكان الوضع الطبيعي ان تخرج الحركة الاسلامية من الجامعة الاسلامية لتكون الحاضنة العلمية والعملية للحركة حتي تكون ملتزمة تماما باصول الشرع وقواعد الدين الاسلامي الحنيف. وهذا مالم يحدث فقد كانت الجامعة الاسلامية تأتي في مرحلة متأخرة في أولويات الحركة الاسلامية حتي أن جامعة القاهرة فرع الخرطوم كانت تتقدمها في ذلك بل حتي الاسلاميون القادمون من خلف الحدود في الجامعات المصرية او الهندية او غيرها قد حظوا بمواقع مؤثرة في التنظيم والدولة من بعد باكثر من خريجي الجامعة الاسلامية وحتي المؤسسات الدينية مثل منظمة الدعوة الاسلامية والمركز الاسلامي الافريقي والمصارف الاسلامية كان يتصدر الامر فيها خريجو جامعة الخرطوم وهنالك الكثير من الامثلة في ذلك..
النفحة العلمانية في جامعة الخرطوم كانت أقوي من النفحة الاسلامية فيها والتي تقتصر علي قسم الشريعة في كلية القانون والذين ظلت تطارد خرجيه عقدة او مشاعر الاحساس بالنقص او الدونية مقارنة بخريجي القسم العلماني في الكلية وبقية كليات الجامعة.
اذن فان الحركة الاسلامية قد بيضت وفرخت في بيئة علمانية فكانت كالوليد الذي ولد في بيت الدعارة حتي وان كان نتيجة زواج شرعي كمثل الحديث( اياكم وخضراء الدمن. فقالوا وما خضراء الدمن يارسول الله فقال المرأة الحسناء في منبت السوء) وحتي الان مايزال يتصدر الامر ويتصدي لقيادة الحركة الاسلامية كوكبة من خريجي جامعة الخرطوم وأمثالها. ويأتي العلماء والفقهاء من خريجي الجامعة الاسلامية يأتون علي استحياء وتوكل اليهم بعض المهام و الادوار الهامشية ولايكونون علي قمة العمل السياسي والاقتصادي وغير ذلك
لذلك فان طابع الحركة الاسلامية في السودان التنظيمي أقوي من الطابع العلمي والديني لانه قد تصدر الأمر فيها خريجو اكبر قلاع الاستعمار والعلمانية في افريقيا والعالم العربي وهي جامعة الخرطوم فجاءت كما هم وقد روي عن الامام محمد احمد المهدي انه قال (عرضت دعوتي علي العلماء فرفضوها ثم عرضتها علي العوام فقبلوها فجاءت كما هم) فالحامل الاجتماعي لأي فكرة أو تنظيم يصبغ الفكرة بصبغته ويلونها بلونه فالاسلام الفارسي ليس كالاسلام اليمني او الصومالي وهكذا.
تنظيم الحركة الاسلامية يحتاج الي عملية اقتلاع من الجذور لانه قد فسد وأفسد .افسد عضويته أولا بالتجسس والتحسي واكل المال الحرام والفساد . وأفسد بهم البلاد اثناء حكمهم لانهم يبررون لأخطائهم بل جرائمهم بل ويعطونها صبغة دينية وصفة شرعية .اما الفكرة في اصلها وحقيقتها فلاغبار عليها من بعد تجنيبها نفوس البشر المتخثرة من طول المكث في هذا التنظيم القمئ الامني والاستخباراتي بجدارة. وبقاء الفكرة الوضيئة النيرة في هذا الاناء المتسخ يجلب لها الذباب والنمل والبعوض والحشرات وكل هوام الارض...الا هل بلغت اللهم فاشهد..ان اريد الا الاصلاح ما استطعت (وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)