على الأسلاميين والمتصوفه تكفير خطأهم فى حق السودان!

 


 

 


 royalprince33@yahoo.com
تقديرا منى للقارئ الكريم، اجد نفسى من وقت لآخر فى حاجه للرد على بعض الأسئله والمداخلات فى مقال سابق حتى تتضح الرؤيه فالهدف فى الأول والآخر أن نستفيد جميعا وأن نزداد علما ومعرفة.
ولذلك وقبل أن اواصل فى الموضوع الجديد اعلاه والذى حرضنى عليه الحراك السياسى الذى يدور فى مصر بعد الثوره بين (الأسلامويين والليبراليين)، أود أن أوضح بعض النقاط فى المقال السابق بعنوان (أبيى جنوبيه والمرعى للمسيريه).
وأقول نحن الجيل الذى بدأ ينهل تعليمه قبل سلم (محى الدين صابر) التعليمى، درسنا دون أن يعترض أحد بأن (البقاره كانوا يتجهون فى فترة من شهور السنه نحو بحر العرب من أجل المرعى) ولم يحدث قط أن ذكر بأنهم أصحاب منطقه أصليين، وهذه النغمه لم تردد أو تعلو الا بعد أن أتضح تماما بأن الجنوبيين ذاهبين نحو الأنفصال بسبب سياسات المؤتمر الوطنى الخرقاء وبعد الحرب الجهاديه الظالمه التى خاضوها ضد شعبنا فى الجنوب، وبعد أن رفضوا تفكيك الدوله الدينيه (الأسلامويه) فى السودان فى اتفاقية نيفاشا وقائضوا وحدة السودان (العزيزه) بدولتهم الفاسده التى لا علاقة لها بالدين أو الأخلاق!
وقلت فى ذلك المقال حتى لو كان للمسيريه حق فى جزء من الأرض، فعليهم ان يتنازلوا عنها كتعبير عن اعتذار للفظاعات والقتل الذى حل بالجنوبيين من قبل الأنظمه المتعاقبه فى المركز، ونحن فى مقدمة من يقدمون تلك الأعتذارات فى اى محفل ولا نستحى من ذلك ولا نستثنى شماليا من ذلك الأعتذار الواجب.
وقلت أن الأنسان أهم من (الأرض) والمسيريه لهم مناطقهم الرئيسه المعروفه وحاضرتهم هى (المجلد) وكلما يهمهم هو (المرعى) الذى يجب أن يؤمن وفق اتفاقية  وديه بينهم وبين اخوانهم (الدينكا) وأن يضمن تلك الأتفاقيه عقلاء السودان خلاف (المؤتمر الوطنى) الذى لا يوجد فيه عاقل، ولا دور له غير بذر الفتن والخلافات بين أهل السودان وفى كل الأحوال هناك قرار صدر عن محكمه دوليه ولا بد أن يحترم.
وهذه سانحه اقول فيها (لعقلاء) المسيريه، لماذا لايسألون نظام (الأنقاذ) اذا كانت (ابيى) على هذه الدرجه من الأهميه حتى وصل الأمر (بالبشير) أن يهدد بعدم اعترافه بدولة الجنوب، اذا ضمنتها ضمن حدودها أو خريطتها – ودولة الجنوب ليست فى حاجه لأعترافه -  فلماذا لم يفعل ذلك مع قضية (حلائب) ولماذا يخرج كل يوم رمز من رموزه ليقول بأن نزاع (حلائب) لن نجعله سببا لخلاف بيننا وبين المصريين، فلماذا لا ينطبق نفس الفهم على (ابيى) ويقال بأن النزاع حولها لن يجعلنا نخوض حربا أو نسفك دماء الجنوبيين والشماليين مرة أخرى؟
وأختم هذه الردود على التعليقات التى وصلتنى برساله من اخ عزيز على الأيميل ذكر فيها أن (ابيى) كانت تابعه للمسيريه أو اقليم كردفان قبل 200 سنه !
وهذا يؤكد ما قلناه فى أكثر من مرة بأننا ومنذ الصغر نعرف بأن (ابيى) منطقة جنوبيه ترعى فيها ابقار (المسيريه) فى بعض فصول السنه، لكنهم لا يقيمون فى تلك المناطق بصورة دائمه.
وأن أهل ابيى المقيمين فيها بصورة دائمه هم  ناس (جفور، ودينق، وملوال، والور وفرنسيس).
وأتمنى أن يدرك العقلاء فى كافة الأطراف ما يرمى اليه (المؤتمر الوطنى) ورئيسه بعد أن ثبت فشلهم وأنهارت دولتهم اقتصاديا ولذلك يسعون لجر السودان فى شماله وجنوبه لحرب ضروس ولأستقطاب وتدخل اجنبى، يجعلهم آخر المطاف يستجدون ويتوسلون ايقاف القصف والدمار كما يفعل القذافى الآن فى ذلة ومهانة.
وبقدر اهمية قضية (ابيى) والنزاع الذى يدور حولها، فأن تكفير الأسلاميين والمتصوفه (الحقيقيين)، عن خطأهم التاريخى فى دعم نظام الأنقاذ منذ أن أغتصبت الحكم وخدعتهم بأسم الدين واجب عليهم واذا لم يفعلوا ذلك فسوف يحاسبون حسابا عسيرا.
والتكفير يكون بوضع يدهم فى ايادى الشرفاء من أهل السودان لأحداث التغيير المنشود الذى اصبح اهل السودان جيعا تواقون اليه، دون الطموح فى سلطة أو حكم أو مغنم.
وهنا لابد من التمييز بين (الأسلاميين) وهم غالبية اهل السودان، الذين يعيشون الدين بقيمه السمحاء وفى معاملتهم للآخرين.
لا (الأسلامويين) أو جماعة (الدين السياسى) الذين يستغلون الدين من أجل السلطه ومن أجل الوصول لكراسى الحكم ثم يتحولون بعد ذلك الى فاسدين وباطشين وقامعين لا يعترفون بالديمقراطيه أو التدوال السلمى للسلطه، ويضائقون العباد الذين لا ينتمون لهم ولا ينافقونهم فى رزقهم.
وهم (أسلامويون) بهذا الفهم الذى علاقة له بالأسلام و(أسلا - مويون) أى هم يسيرون على نهج (بنى أميه) الذين قطعوا راس سبط (رسول الله) ولعبوا به بأرجلهم كما تلعب كرة القدم!
ولهذا يجب أن يتبرأ منهم (المتصوفه) الحقيقيون الذين خدعوا فيهم وفى دعوتهم للتمسك بالشريعه، التى لا يعرفوا منها غير (الحدود)!
وحتى فى تلك (الشريعه) فأن الحدود لا تطبق الا بعد أن يوفر الحاكم (حد الكفايه) للمسلمين ولغير المسلمين، وحد الكفايه يتمثل فى "المأكل والمشرب والعمل والسكن، والقدره على الزواج والترفيه".
وحينها تصبح لا حاجه لتطبيق الحدود بسبب انعدام الجريمه أو قلتها.
وهذا ما لم يحدث فى اى دولة أو نظام اسلامى بعد وفاة الرسول أو دعنا نمدد الفترة ونقل بعد الخلفاء الراشدين مع أستثناء فترة (عمر بن عبدالعزيز).
فهل يستطيع أمام أو مرشد مهما كان حجمه فى هذا العصر من أن يعيد ذلك الزمن للوراء مرة أخرى، أم خير لنا أن نتوافق على دولة مدنيه ديمقراطيه اساسها المواطنه تفصل الدين عن السياسه وتمنع تدخله فيها، حتى تحفظ للدين قدسيته وكرامته وتجعل مواطنى ذلك البلد على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم متساويين فى الحقوق والواجبات دون شعور بدونيه أو غبن أو حق مهضوم؟
 

 

آراء