على حركات دارفور أن تستفيد من اخطاء وسلبيات نيفاشا؟! … بقلم: تاج السر حسين
9 February, 2010
royalprince33@yahoo.com
السودان .. ليس أقطاعيه أو ملكا حرا للمؤتمر الوطنى ولم يبدأ تاريخ هذا البلد العريق والأصيل والجميل بالمؤتمر الوطنى ولن ينتهى به، حتى يضطر ابناء السودان المختلفين معه أو غير القادرين على الأتفاق أو التعامل معه لأختيار الأنفصال كبديل وحيد، عند تعنته وعدم استجابته لصوت العقل ولما يجمع اهل السودان كآفه على مختلف دياناتهم وأفكارهم وثقافاتهم.
ولهذا اتمنى من العقلاء فى الحركات الدارفوريه - وما أكثرهم - لا كما يروج المؤتمر الوطنى وشيعته بأنهم مجرد أعضاء وقاده فى حركات متمرده انفصاليه .. أتمنى أن يطلعوا جيدا على اتفاقية نيفاشا وأن يعكفوا على دراسة بنودها فى هدوء وتمهل وأن يستفيدوا من اخطاء وسلبيات تلك الأتفاقيه التى خير ما فعلته انها اوقفت نزيف الدم السودانى العزيز فى جنوبنا الحبيب، والتى أشعر بأنها فرضت على عجل وبضغط من الدول العظمى للتوقيع عليها باى ثمن ومهما كانت التضحيات والتنازلات مهما كانت ناقصه وغير محققه لتطلعات وطموحات وأحلام جميع أهل السودان، ولذلك كان حق تقرير المصير خيار بديل عن دولة المواطنه أو الدوله المدنيه أو العلمانيه الذى طرحته الحركه الشعبيه فى نيفاشا ، ورفض من قبل المؤتمر الوطنى بشده لا حبا فى الدين وانما أستغلالا للدين كعنصر لخداع وأستغلال عاطفة شعب طيب بسيط يحب الدين ويعبشه فى حياته اليوميه دون وصاية أو تنطع أو فرض من احد.
على ابناء دارفور فى الحركات وهم سودانيين اصلاء ان يتمسكوا بحقوقهم كاملة دون نقصان والا يتعاملوا مع المؤتمر الوطنى فى مفاوضاتهم من منطلق تحقيق المكاسب الشخصيه والآنيه الزائله.
عليهم ان يجنبوا هوى النفس وأن يتنكروا لذواتهم والا يكتفوا بحلول لأقليمهم وحده، وأنما بحل شامل وعادل لمشاكل السوادان كله، فكل حل جزئى لن يفعل شيئا غير زيادة ازمات السودان وظهور مشاكل جديده لم تكن فى الحسبان.
من حق ابناء دارفور ان يطالبوا باسمهم واسم اهل السودان جميعا بدوله لا دينيه دوله المواطنه التى تعترف بتعدد الديانات وبتعدد الثقافات والتى تحترم حقوق الأنسان وتهيئ له السبل فى أن يعيش كريما دون اهانه أو دونيه أو ذله.
ومن حقهم ان يطالبوا بمنصب نائب رئيس اذا لم يصل رئيس للجمهوريه من منطقتهم، وهذا ليس منة من احد ولا غريب عليهم فقد كان لهم حكام وكانت لهم دوله وحضاره قبل اجزاء كثيره من ارض السودان وتعداد أهل دارفور يمنحهم هذا الحق.
ومن حقهم ان يطالبوا بتوزيع عادل للثروه يبنى على اساس الكثافه السكانيه لأهل السودان جميعا ويبنى على اساس الخيرات الموجوده على باطن وظاهر ارض اى اقليم من الأقاليم.
ومن حقهم ام يطالبوا بحكم فدرالى لكافة اقاليم السودان يحقق مفهوم (وحده فى تنوع).
وعليهم ان يفاوضوا وان يطالبوا وأن يتمسكوا بمطالبهم العادله لكن عليهم ان يستفيدوا من اخطاء نيفاشا والا يضطروا لخيار الأنفصال وتقرير المصير رغم عدالة المطلب فى بعض الآحيان.
وأن كان من حقى أن أوصيهم وأن اطلب منهم شيئا ، فعليهم الا يضموا بين صفوفهم شخصيات لا تثبت على المبادئ، مثل بعض الذين ضمتهم الحركه الشعبيه فتحولوا الى خنجر مسموم يطعن خاصرة الوطن وتحولت لغتهم ومواقفهم واتجاهاتهم من اجل تحقيق مكاسب شخصيه الى اتجاهات غريبه ومريبه فى هذا الوقت الذى يحتاج فيه السودان للتغيير من أجل ان يبقى موحدا.
وعلي ابناء دارفور الشرفاء ان يرفضوا تطبيع العلاقات مع الكيان الأسرائيلى فى هذا الوقت وأن ينصحوا اخوانهم غير المدركين لخطورة المساله الذين انجرفوا نحو هذا الطريق الخطر وأقدموا علىهذا التصرف الغريب على اخلاقيات شعب السودان كله وأهل دافور خاصة، وأن ينصحوا الذين يخاطرون بأنفسهم وارواحهم مهما كانت الظروف ومهما صعبت الحياة بالا يتجهوا نحو كيان متغطرس متجبر يمارس ابشع انواع العنف والأضطهاد لأخوان لهم فى الأنسانيه مهما كانت المغريات!
ان الثائر والمناضل الحقيقى الشريف الذى يستحق كل تقدير واحترام لا يمكن ان يستنجد بمتغطرس قامع باطش باخوة له فى الأنسانيه دعك من علاقة الدم والمصير المشترك، ويعانون مثلما يعانى ويتوقون للعدل واللحريه والسلام مثلما يتوق ويحلم وينتظر..
ان الشعور بالغضب أو الظلم لا يدفع الأنسان الحر لردة فعل غير محموده تقبح وجه تاريخه المشرف.
آخر كلام:-
قال الشاعر التونسى ابو القاسم الشابى.
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد ان ينكسر