على طريقة محمد علي باشا .. مرسي يتخلص من عسكر مبارك
سارة عيسى
13 August, 2012
13 August, 2012
أخاف أن أغضب إخوتنا في شمال الوادي إذا زعمت أن مصر يسهل حكمها بواسطة الغرباء ، لم يكن محمد علي باشا مصرياً منذ النشأة ، ومصادر التاريخ تقول أنه لم يكن يتقن العربية ، كان محمد علي باشا داهية سياسة فأستغل حنق السكان المصريين على المماليك بسبب الظلم والجور وتمكن من تأسيس الدولة المصرية بالشكل الحالي ، غرر محمد علي باشا بخصومه المماليك وأستدرجهم ليقضي عليهم فيما عُرف بمذبحة القلعة ، بعدها تمكن محمد علي باشا من حكم مصر وبسط سلطته ، بل أنه سير الجيوش نحو السودان والجزيرة العربية
في سيناء اجتمع كل من الرئيس المصري ووزير دفاعه ورئيس أركانه في مائدة الإفطار الرمضانية ، لم تكن تعابير وجه الفريق طنطاوي تدل أن هناك chemistry بينه وبين الرئيس مرسي ، تحس أنه مرغم على الجلوس في هذا الموقع ، وكذلك تعابير وجه الفريق سامي عنان ، لم يكن الرئيس مرسي يملك خيارات عديدة ، فهو لو رضى بسلطة المجلس العسكري سوف يحترق في خاتمة المطاف ، كان الرئيس مرسي أشبه بطارق بن زياد عندما غزا الأندلس ، وقد كان لا بد من حرق المراكب ، وعلى طريقة محمد علي باشا تمكن الرئيس مرسي من الإطاحة بالرجلين ليضع بذلك بصماته على المؤسسة العسكرية التي توهم الكثيرون أنها بعيدة عن أيدي الإخوان ، عزل وزير المخابرات الفريق موافي كان بمثابة جس النبض المبكر ، فأعتقد عسكر مبارك أن صياد الإخوان سوف يكتفي بفريسة واحدة ، لذلك أرتهنوا إلى هذا التفكير ولم يدركوا أن أول الغيث قطرة ، شهوة الإخوان نحو بسط السلطة والنفوذ لا تتقيد بعدد المقاعد ، فمشروعهم الحضاري يختار المدرس ومدير الجامعة وإمام الجامع والحانوتي وغيرهم ، هؤلاء يجب أن يكونوا جميعاً من الإخوان ، أما من خالفهم في الرأي فهو من الزنادقة والمرجفين في المدينة ، لا يهتم الإخوان كثيراً بمستقبل الدولة أو المجتمع المدني ، وتجربتهم في السودان كانت أشبه بأول إكتشاف حالة مرض ايدز في العالم ، وهم في غزة أسسوا دولة تعتمد على إقتصاد الأنفاق والتهريب ، حكموا مجتمعاً محاصراً وتوهموا أنهم حرروا الأرض المحتلة ، وفي سبيل الإحتفاظ بالسلطة اقاموا هدنة غير معلنة مع إسرائيل وتوقفوا عن إستهدافها بواسطة الصواريخ . أزمة معبر رفح الأخيرة بدأت بقرارات سياسية للرئيس مصري عندما قرر فتح المعابر مع غزة وإطلاق سراح أعضاء تنظيم الجهاد ، لكن الرئيس مرسي استطاع النجاة من تحمل المسؤولية ، وعن طريق وسائل الإعلام التي اصبح يمتلكها الإخوان نجح في تصوير العملية بأنها تقصير من الأجهزة الأمنية ، القرارات الأخيرة أفضت إلى تمكن الرئيس مرسي من بسط سلطته التشريعية والتنفيذية في آن واحد ، هذه هي سياسة القلعة والمماليك ... لكن السؤال الأهم كيف يستخدم الرئيس مرسي هذه الصلاحيات مجتمعة ؟؟؟
سارة عيسي
sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]