على هامش المؤتمر العام السابع لحزب الأمة … بقلم: رباح الصادق

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤامرة.. والعلاقة مع كيان الأنصار (5)
rabahassadig@hotmail.com
للقارئ الكريم العذر أن ظللنا هكذا في محطة المؤتمر العام السابع لحزب الأمة القومي ونزمع الاستمرار، برغم الأحداث الجلل التي مرت بالوطن وتمر، فهذا المؤتمر يعد علامة بارزة في تاريخ حزب تعول عليه البلاد كثيرا، والغبار الذي ثار حوله مقصود وبفعل فاعل يزمع أن يدكنا دكا ويركلنا (كفا) أو كما قال، ونحن نؤمن يقينا بمقولة الإمام المهدي عليه السلام: ناري هذه أوقدها الله، وأعدائي حولها كالفراش، كلما اقتربوا منها أحرقوا بها وصار أمري فاشي.. ونؤمن كذلك أن كتاباتنا وكتابات غيرنا  من جنود الكيان هي من جنس حرق ناره عليه السلام للفراش، وقد عجبنا كيف حينما تتحدث باسم الكيان تنتشر كالنار في الهشيم، ولا نريد أن يفوتنا شرف التعريف بما جرى بكل مصداقية وبدون رتوش وكذلك كشف ألاعيب الفراش ذاك وطيرانه في أجواء قزمة.
وأول الأسباب لهذا الطلب المتزايد لكتاباتنا حول حزب الأمة أن الحزب مع تواضع إمكانياته المادية وإمكانياته الإعلامية لأسباب عديدة نذكرها في مقام آخر بإذن الله، يواجه هجمة إعلامية مخططة استعانت بحسب ما رشح من أقاويل بخبراء في الإعلام من خارج الحدود، هذه الهجمة منطلقة من تحالف متعدد الجبهات نكتفي بتسمية ضلعين ظاهرين أولها جهات داخل الحزب كانت تقود الحملة التشكيكية قبل المؤتمر العام السابع واستمرت بعده لهزيمة أجندتها، والضلع الثاني (صدّق أو لا تصدّق) هو الجماعة المنسلخة بقيادة السيد مبارك الفاضل والتي تود لو تدك حزب الأمة دكا أيضا لفش غباين تمساكه في وجه تفتتها، فزج عبارات مستنسخة من أقوال السيد مبارك الفاضل وتكرار ذكر السيد عبد الله الفاضل رحمه الله وأحسن إليه بدون مناسبة ظاهرة أو إدخال الحديث عن إبعاد الناس في أسرة المهدي وهو ما سنتطرق له لاحقا بإذن الله، كلها أحاديث مأخوذة عن الضلع المباركي من أجل (تضافر الجهود) بين أعداء الأمس أخوة اليوم من أجل هدف مشترك، ومن الضروري أن يعي جماهير حزب الأمة خاصة والرأي العام السوداني بعمومه أبعاد هذه الهجمة الجديدة التي يقابلها حزب الأمة والتي تخرج في شكل مسرحية إعلامية مخططة تشترك فيها صحف كثيرة ذات صلة بأحزاب عديدة تصنف حزب الأمة عدوا إما كمنافس أكبر في انتخابات مزمعة أو للاستياء من اتفاق التراضي الوطني، فتصطف في ذلك (الرائد) كتفا بكتف مع (أجراس الحرية) ومع (رأي الشعب) والقائمة تطول! فتجد الأبواق الكاذبة من الداخل حتى ولو جاءت كتصريحات من أفراد ومصادر غير مسماة، تجد مساحات ممتدة داخل الصحف، بينما يكون حظ المؤتمر الصحفي الذي عقده الحزب بأكمله بتاريخ 2 مارس وتحدث فيه عدد من قادته، يجد إهمالا لا يليق بأي خط صحفي باحث عن الحقيقة وليس التشهير فحسب. بل إن التقرير المنشور في هذه الصحيفة أول أمس حول مؤتمر الحزب لا يستحي من الرجوع لمبارك الفاضل، ولمصادر أخرى محمية مع أن الفاضل ليس له في الأمر ناقة ولا جمل لولا نية الدك والنسيج المحبوك ذاك، وهو نسيج لم يصدقه حتى الذين خرجوا معه فإذا ببعضهم معنا، فبضاعته لا تباع وتشترى داخل حزب الأمة الإصلاح والتجديد ناهيك عن القومي، ولم يكن للصحفية التي استنطقته ذاك لولا الغرض، وهو مرض أصاب مهنية صحافتنا في مقتل وكذا نزاهتها.
الخطاب الإعلامي لهذه المسرحية فيه لاعبين كثر إضافة للمذكورين من الداخل أو الخارج القريب ففيه جهات خارجية عن الحزب تماما، ويركز الخطاب كثيرا على الهجوم عبر كتابات يلعب فيها صاحبهم الذي يريد أن يدك (صرحنا) موقع رأس الحربة بيد أنها حربة مشروخة بالإسفاف ولجلجة القول وضبابية العبارة المصنوعة! والمسرحية  تستعين بتسريب حرب نفسية لبعض كادر الحزب (البريئ) من المؤامرة ولكنه مهزوم نفسيا في مواجهة الآخر بدون أن تمتد إليه يد المعلومة الصحيحة، وهذا خطا حزبي ارتكب في الدورة السابقة للأجهزة الحزبية نرجو أن يتم تداركه في الأجهزة الجديدة، وبهذا الرباعي تتم محاصرة الحزب داخليا وخارجيا في سبيل (دكه دكا، وركله كفا) ولكن الله متم نوره ولو كرهوا! إننا نزعم أن كتابتنا وكتابة غيرنا في أمر حزب الأمة على قلتها ستهزم عشرات الأقلام التي هيأت نفسها الآن واستعدت لإرداء حزب الأمة قتيلا.. وكم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة بإذن الله، والمصداقية هي الفيصل، والكلمة المسبلة لله ورسوله وللوطن لها قوة نفاذ مضاعفة، والله أكبر ولله الحمد!
صحيح أن المؤامرة الآن محبوكة بشكل أفضل من مسرحية الانسلاخ في عام 2002م إذ تمت الاستفادة من التجربة المرة السابقة، ولكننا أكيدين أن مصيرها سيكون كسابقتها بإذن الله وسيذهب القائمين عليها إلى مزبلة التاريخ كما ذهب المأخوذون بعزة الإثم في سوبا 2002م، وسيعود المخلصون الذين خدعوا وستجني الجهات الضالعة فيها مزيد عض لأنامل الغيظ، وقد عاد الآن كثير من العائدين وشاركوا في مؤتمر الحزب السابع منهم الدكتور علي حسن تاج الدين والسيد الفاضل عبد الله الفاضل المهدي والأستاذ يوسف تكنة والدكتور عمار إبراهيم والأستاذ مدثر البوشي  وغيرهم وسيعود كل من به إخلاص لهذه الراية بإذن الله ولو بعد حين فمرحبا وأهلا. والله أكبر ولله الحمد.
هنالك أدلة كثيرة على أن البعض داخل  تيار (التغيير) يستبطن مؤامرة- مع أن كثير من المنتمين إليه منجذبون لشعارات المؤسسية والإصلاح داخل الحزب فحسب وهي شعارات مطلوبة ومقبولة لدى القطاع الأعرض داخل الحزب ولا يرفضها إلا قليلون ممن يعتقدون أن المؤسسية نفسها شر أو غير مناسبة لمجتمعاتنا وهذه الدعوة لها مؤيدون داخل قطاع المثقفين أنفسهم عبر كتابات لأستاذنا الدكتور عبد الله علي إبراهيم وللشيخ عمر الأمين مثلا، ولها كذلك مؤيدون داخل كل الكيانات ولكن داخل حزب الأمة نجدهم القطاع الأقل جماهيرية. إن ما قام به الأستاذ محمد عبد الله الدومة يثير التساؤل. شهد الأستاذ الدومة الجلسة التي أقرت فيها الهيئة المركزية بأغلبية ساحقة منطق زيادة عضويتها والتخريج القانوني برفع الزيادة للمؤتمر العام القادم ووافق عليها فالزيادات كانت ترجح بميزانه كما فصلنا في مقالنا السابق، ووقع مندوبه لدى لجنة الانتخابات بقبول نتيجة انتخابات الأمين العام ونزاهتها بعد أن تساءل عن عدد بطاقات التصويت وعدد المصوتين وراقب عملية الفرز، ثم جاء الأستاذ الدومة بنفسه في رابع أيام المؤتمر أي في 1 مارس وبعد إعلان النتيجة وأعلن على عضوية الهيئة المركزية قبوله الكامل بالنتيجة، وكل ذلك موثق بالفيديو وقبلها في قلوب الناس وعقولهم، جاء للمنصة في الساعة الرابعة و47 دقيقة وقال: أولاً أشكر المنصة ولجنة الانتخابات للمعاناة التي عانوها من تعب وإرهاق. وأحب أن أقول وقصدت من ذلك أن تكون عملية الانتخاب سلمية ونرتضى بها، أقول إن هذا الحزب هو حزب واحد قد نختلف في الرأي ووجهات النظر ولكننا متفقون عليه تماما،  إن هذا الحزب مستهدف لذا وجب علينا أن نعمل من أجل وحدة الحزب وقوته وهذا لا يمكن أن يتحقق إذا تشتتنا، المناصب زائلة ويبقى الشخص ونحن نبقى مع الأمين العام ونعمل جميعاً في هذا الحزب ليبني قويا ويكون الحزب الأول في السودان وأفريقيا، وقال أيضا: كل ما أرجوه ألا تترك الممارسة التي تمت البارحة شيء في الصدور وإن الشخص الذي يشغل منصب الأمين العام يعمل على إزالة ما ولده الترشيح للانتخابات. أنا شخصيا ً لا احمل أي شيء وأتمني من الأخ صديق أن يحمل مثل مشاعري. وظل يكرر هذا الموقف لزائريه ومنهم (الأخ صديق) الأمين المنتخب، وسجله هذا الموقف كقيادي حقيقي حتى خرج بعد أسبوع بأقوال جديدة فتحت لها الصحف أذرعها كاملة.. هذه الأقوال الجديدة نابعة ليس عن معطيات جرت داخل المؤتمر العام السابع ولكن بناء على حبكة صيغت من الرباعي المذكور أو ضلع فيه على الأقل كتخطيط للتدابير البعدية للمؤتمر العام.
هذا عن المؤامرة التي أفشتها دلائلها (والفيه بخور بنشم!)، أما القضايا المثارة حول المؤتمر فكثيرة، ويهمنا في المقام الأول أن نتتبع القضايا التي أثرناها من قبل انعقاد المؤتمر العام السابع ونرى ماذا حل بها. تحديدا: العلاقة مع كيان الأنصار، والأسرية، وهيئة الضبط ورقابة الأداء، ومسألة النساء وتمكينهن. وسنزيد قضية العنف الذي حدث وما راج حوله، ولنبدأ من النهاية.
فقد جاء لأرض المعسكرات بسوبا أحد أعضاء المكتب السياسي الآفل وقد جمدت عضويته لإثارته بلبلة إعلامية حول الحزب بشكل رأت فيه هيئة الرقابة وضبط الأداء سوء النية والقصد فعاقبته بالتجميد لثلاثة أشهر، وبالرغم من ذلك حضر لموقع المؤتمر وهو ممنوع من الدخول وخاطب البعض محاولا إحداث بلبلة داخل المؤتمر، فحدثت مشادة بينه وبين الحرس قاموا بضربه إثرها، ورد على ذلك بعض تابعي تيار التغيير بأن ضربوا الأستاذ أحمد الحاج من مكتب الإمام الصادق المهدي الخاص في ذات اليوم. رفع الأمر لرئيس الحزب فشجب الحادثتين وكون لجنة للتحقيق فيهما ومعاقبة الجناة. ولكن المذكور أراد استغلال ذلك الحدث سياسيا فتمت التعمية على العنف المضاد، ثم صيغت القصة في شكل مفبرك وادعى أن الحادث مقصود من قيادة حزب الأمة! وأن الذين ضربوه كانوا وراء الحادث الذي تعرض له الدكتور آدم مادبو قبل نحو شهر!!! مع أن الدكتور تعرض لحادث حركة عادي أثناء رياضته الصباحية إذ أصابته حافلة ركاب بالمرآة الجانبية وكان ذلك هو الذي نشرته الصحف في حينها فكيف تتم إعادة صياغة القصة من جديد؟ ثم تضاف لها قصة عن اعتداء وسطو على مكتب الدكتور آدم مادبو أيضا ويجري الحديث عن أن الجهات التي ضربته هي التي فعلت هذا وذاك! ولمصلحة من تعاد صياغة الأحداث وتفبرك في شكل سيناريو رديئ لا يمر على طفل صغير؟ تماما كما فعل الأستاذ محمد عبد الله الدومة على النحو المذكور فأنكر قبول النتيجة واعرض عن التعاون مع الأمين العام المنتخب..
هذا الاتساق في تصرفات وتصريحات بعض المندرجين في الحملة التشهيرية وتناقض مواقفهم مع الحق هو لحن القول الذي ينم عن شيء وراءه. روي عن الإمام علي كرم الله وجهه أنه ذكر أربعا أنزل الله تعالى تصديقه بها في كتابه منها قوله: المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم ظهر، فأنزل الله (أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ).
يلوح البعض الآن بالرجوع لمسجل الأحزاب وللمحكمة الدستورية! يريد أن يسلط علينا أذرع الحكومة؟ ومتى كنا نحتكم لمسجل الأحزاب أو نظن أنفسنا في صف أحزاب التوالي؟ إذن إما ذهبنا مذعنين متوالين أو دككنا دكا؟! هــا!! كفأر يهدد ضرغما، أو جعل يطاول سلما! فليجربوا هذا وقد جربه من قبل جماعة سوبا 2002م حين أرادوا من الحكومة أن تمحونا لهم!. إن المؤسسية التي خطها حزبنا لا يرقى لها حزب على خارطة بلادنا اليوم، والمؤتمر العام هذا الذي يراد طمس معالمه واختزاله في زيادة الهيئة المركزية كان تمرينا ديمقراطيا حقيقيا سبقته نحو ستة آلاف مؤتمر قاعدي بثلاثمائة وحدة إدارية صعدت مندوبيها له، ومؤتمرات قطاعية للطلاب في 30 جامعة، وللمهجر في ست قطاعات عبر الأرض، وللمرأة حضرته ثمانمائة مؤتمرة من كافة البقاع داخل السودان وخارجه، وللمهنيين والفئويين.. قدمت برامجها وانتخبت قياداتها صعودا للهيئة المركزية ثم المكتب السياسي. إنه مؤتمر عكفت على تنظيمه سبع لجان واصلت اليوم بالنهار وكان عرسا للديمقراطية والمؤسسية والشفافية، فيه تدافع وتنافس حقيقيين، وأجندة قاطعة عبر التيارات نوعية ومهنية وجهوية وعمرية، وفيه مساحات للالتقاء الثقافي في المعارض المصاحبة والندوات، والتلاقي الروحي في الصلوات، والمران البدني في الجولات الرياضية المنظمة، ولولا عرج الإعلام والمؤامرة لظهر للناس وصار مضربا للمثل. نقول لمن يريد أن يسلط علينا سيف السلطان إن فاتحة الجهات السلطوية (لا تصرف) لدينا، وأية عودة عن القرارات المتخذة داخل المؤتمر العام أو احتكام لن تكون إلا عبر مؤسساتنا ذاتها، وليس مسجل الأحزاب أو المحكمة الدستورية، فهل مثيرو الغبار قادرون على مواجهة جماهير حزب الأمة بعد أن انفضح منطقهم وعوى بالبهتان وساقط القول بوقهم؟ والله أكبر ولله الحمد.
نحن نظن أن القصد من البهتان والإسفاف صرفنا عن بناء الحزب الذي افتتح عهدا جديدا ليجد سيره وإثارة غبار حوله، ونتيقن أن حاسبات الذكاء السودانية أبرع مهما تعددت أقلام الزور، والعضم الما بلعتو ما بخنقك! ولا يصح في النهاية إلا الصحيح.
لنتجه بعد هذا لتتبع القضايا التي خاطبنا بها المؤتمر العام السابع قبل انعقاده ونقيس مدى ما حققه في تلك الملفات المثارة. وأولها مسألة العلاقة مع كيان الأنصار.  على أن نتطرق للقضايا الأخرى: الأسرية وهيئة الضبط، وركب النساء، تباعا بإذن الله.
كنا قلنا إنه ظهرت في الآونة الأخيرة نوع من العدائية بين حزب الأمة وهيئة شئون الأنصار سببها كان التركيز على التمييز بدون الاهتمام اللازم بالتنسيق. ودعونا للتنسيق والاهتمام به في إطار التمايز بين المؤسستين. وفي الحقيقة فإن المؤتمر العام السابع ذهب لأبعد من ذلك، لقد كان جرح الأنصار نازفا في المؤتمر بالعدائية التي وجهها بعض قادة الحزب في المرحلة السابقة  تجاه الهيئة. فوجدنا قيادات في الهيئة تلقي بثقلها في سند السيد صديق محمد إسماعيل، وكان الذي رشحه في انتخابات الأمين العام هو نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار مولانا آدم أحمد يوسف، واعتبر البعض ذلك تجاوزا لهذه القيادات  وتدخلا فيما ليس لها فيه وأنه كان على قيادات الهيئة جميعا أن يقفوا بالحياد، وأشار الأستاذ الدومة في لقاء صحفي لـ(شخص اسمه آدم يوسف) مع أن مولانا علم على رأسه نار بين الأنصار، وهو (فاكهة المكتب التنفيذي للهيئة) بتعبير الأمير عبد المحمود أبو لظرفه وخفة دمه ودماثة خلقه. الشاهد، نحن نرى أن وقوف الجميع داخل الهيئة في الحياد مستحيل فهم أعضاء داخل الحزب ولهم حق دعم المرشحين والاختيار بينهم ولكن يكون الأمر مشجوبا لو تحدث احدهم باسم الهيئة –لا باسم شخصه- ودعم مرشحا ما، صحيح أن حاملي المناصب وضعهم حساس، ولكن لو كان الأمر يسير وفق المطلوب من تعاون لما اضطر هؤلاء للسعي لمساندة مرشح يرحب بالهيئة وبعطائها ومستعد للتنسيق معها، فالسيد صديق عضو في مجلس الحل والعقد للهيئة وهو أمين منظمات المجتمع المدني أي عضو بالمكتب التنفيذي للهيئة، ولذلك جاء ذكر الهيئة في كلمته الأولى بعد الفوز باعتبارها جناح آخر له دوره الهام.. إذن فمساندة بعض القيادات (الهيئجية) للسيد صديق مفهومة في إطار الرد على محاولات الإقصاء للهيئة ولمظاهرها ولشخوصها، فقد مر وقت على بعض الكادر يسيء فيه للبعض الآخر بأنه (هيئجي) وقد قيلت في حق كثير من القيادات التي برز دورها من داخل الهيئة حتى مع أن الهيئة كانت المتنفس شبه الوحيد للعمل في سني الإنقاذ الصماء، وكان الكادر الذي ظهر خلالها هو الذي قاد البلاء والعطاء ومحصته السجون وحصحص الحق في ألسنته عبر المنابر.
وبهذه النتيجة يكون الاتجاه نحو الهيئة قد فاز بهذه الجولة، بيد أننا ننصح الأمين العام المنتخب ألا تأخذه ردة الفعل في أمر العلاقة بالهيئة، ويتجه في اتجاه متزن يركز على التمييز بين المؤسستين والتنسيق فيما يقتضي التنسيق، لأن أي اتجاه للاندغام بين المؤسستين ونسيان تجربة الاندغام ثم التمييز المرة ستأتي بردة تجعلنا نعيد اكتشاف العجلة من جديد، ومن لا يتعظ بغيره يتعثر في ذات العثرات ويقع في ذات الجحور والمطبات..
نواصل بإذن الله،
 وليبق ما بيننا

نشرت في صحيفة أجراس الحرية بتاريخ الاثنين 16 مارس 2009م

 

آراء