علي الجندية السلام: الاحساس بالخذلان وعدم الامان يسود الناس في السودان

 


 

محمد فضل علي
19 November, 2021

 

تسود السودان والعاصمة الخرطوم ومعظم مدن واقاليم البلاد سحابة من الاحزان علي خلفية القتل الذي حصد الناس من مختلف الفئات والاعمار اطفال وكبار وشباب واحساس كبير بالخذلان في غياب النصير بعد ان تحولت البندقية التي من المفترض ان تحمي الامة والشعب الي صدور الناس ولسان الحال يردد علي الجندية في السودان السلام.
اعادوا خدمة الانترنت مجبرين ولكنهم شددوا الحصار والرقابة الاليكترونية علي كل الانشطة الاعلامية والسياسية داخل البلاد واستمرار الهجمات الاليكترونية والانشطة التجسسية التي تستهدف جماعات المهجر السودانية في كندا والولايات المتحدة وفرنسا وكل انحاء العالم.
لقد احتلت الجندية من قبل مكانة عزيزة في عقل ووجدان الناس في السودان القديم واشاروا اليهم تلميحا حتي في اشعارهم العاطفية الرمزية :
ما بنكر المعقول آمنت بالأيمان
بالطلسم المصقول بدل لخوفى أمان
بالنور سحرت عقول كانت صميمة زمان
يا من تحق القول قتل النفوس حرمان
وما الجندى والمكتول و طالب الغفران
من أيده راح منتول واتوهد النيران ..
واليوم غير الامس بعد ان غابت المهنية والاحترافية والروح الوطنية في المؤسسة العسكرية السودانية واجهزة الامن والشرطة السودانية وللاسف فلم يتعرض الجيش السوداني والمؤسسات الامنية المشار اليها الي هجوم بواسطة قوات اجنبية وانما تعرض جيش البلاد القومي الي عملية تفكيك عقائدي ومنهجي مدروس منذ الثلاثين من يونيو 1989 بواسطة جماعة سودانية نزعت ثياب الجندية السودانية لترتديها شرازم موتورة من المتاسلمين سنين طويلة بعد ان قبرت الجندية مع اول فوج من شهداء الامة السودانية المغدورين الذين تم دفنهم في مقبرة جماعية .
ماحدث في الايام القليلة الماضية لايجب ان ينتهي بمجرد تسوية سياسية مجرد تسوية ينفض بعدها السامر والسمار لتعود ساقية النهب والفساد والاستبداد واللف والدوران والاستهبال وتعطيل العدالة مع سبق الاصرار وعقد الاتفاقيات الاجنبية باسم الحرية والديمقراطية الليبرالية ومصادرة حق الامة السودانية الاصيل في الحكم و التشريع ..
لانريد زيد او عبيد او اي قادم من خارج حدود الدولة السودانية مهما حسنت نيته ان يتحدث عن هيكلة الجيش السوداني واصلاح اجهزة الامن السودانية لكن في نفس الوقت ليس من العدل ان يترك الحال علي ماهو عليه وهذا واجب وطني مقدس ان يفتح الناس الطريق امام اصلاح وهيكلة القوات المسلحة السودانية واجهزة الامن والشرطة بايدي وقدرات سودانية مهنية بعيدا عن التسيس والاجندات الحزبية حتي يعود هذا الوطن العزيز قويا كما كان وحتي تعود هيبة العدالة والحكم والعافية الي الاقتصاد الوطني والتعليم والخدمات الصحية المجانية والمحاسبة علي قاعدة محاربة الفساد وازالة التمكين الذي قد يحتاج الي الاصلاح والتطوير وضبط الامور لكنه لن يذهب ادراج الرياح ابدا كما يريد له بعض المتوجسين والمتضررين من المحاسبة.
الموت حق علي الجميع ولكن اقل ثمن مفترض لهذه الدماء الغالية التي سالت علي التراب السوداني ان لايقبل الناس بالموت وهم علي قيد الحياة بالعيش في مسرح هزلي عريض يتبادل فيه بعض محترفي السياسة الادوار بدون تفويض.
كما يجب الانتباه الي ان عودة الحكومة والسلطة الانتقالية الي ممارسة المهام الموكولة لها لايعني انها كانت علي حق او بلغت الكمالات في ادارة البلاد مما يستدعي فرض المزيد من الرقابة الشعبية علي اداء السلطة الانتقالية فيما تبقي لها من فترة في الحكم وضرورة وضع عملية الانتخابات الديمقراطية الحرة نصب اعين الجميع باعتبار البرلمان والحكومة المنتخبة ستكون اكثر قدرة علي عملية اعادة بناء مؤسسات دولة قومية مهدمة وحفظ الامن والاستقرار الامر الذي يفتقده الانسان السوداني وحده وليس اي جهة اخري وللاسف فقد تواصل الامر بنفس الايقاع والوتيرة حتي بعد التضحية العظيمة والكبيرة وانتصار الانتفاضة والثورة الشعبية وسقوط النظام .

 

آراء