عمائم ناصعة البياض .. وغبش جياع

 


 

 

يتدافع هذه الايام للصفوف الامامية ولعدسات الكاميرات افراد وكيانات بمسميات مختلفةبدعوة التوافق الوطني وتقديم وصفة لاخراج السودان من الانغلاق وضيق الافقالسياسي .. وهذا شيء ايجابي أن يكون هناك حراكا لاجل الاستقرار وللخروج من هذاالنفق المظلم .. وهو في ذات الوقت .. وكما يصفه البعض تدافع بالمناكب والحلاقيم ليسمن أجل الوطن بل لحجز مقاعد مميزة ولحيازة قسمة معتبرة من كيكة السلطة .. ويصفهالبعض الأخر بأنه يؤطر. لانقسامات بداخل الكيانات والاحزاب عوضا علي أنه عليحساب قضايا مفصلية ومهمة جدا أهملت تماما ولم يتراصص لها هؤلاء ومن لف لفهموهي قضايا الانتاج والتنمية التي تلامس مباشرة معاش الناس أكلهم وشربهم صحتهموتعليمهم وأمنهم ..
ليس وحدهم " الملاقيف " لابسي العمائم ناصعة البياض بل ظهرت بعض الشخصياتبجلاليب فاقعة الالوان أخضر وأصفر وأحمر وربما لون زينب والذي يميز فقط أثواب نساءالسودان .. هذا الهندام كونه أختيار شخصي فلا غبار عليه لكنه غير أنه " أشتر " وربمايناسب " الجهال " يظهر الطبقية والبون الشاسع جدا بين حال المواطن الاغبش المعطونبالعدم وربما " الاوساخ " رغم ان النظافة من الايمان لكن من أين للغبش بأبجدياتالنظافة الماء والصابون … غالبية المواطنين أعياهم ضيق العيش واسقاطات هشاشةالوضع العام وهم في قاع المدن يصارعون للقمة العيش ويفتقدون أسس الحياة الكريمة .
وحينما تتحرك عدسات التلفزيونات تتشكل الذائقة الغير متكافئة بين ذوى العمائمناصعة البياض " والكروش " الممتلئة بأطايب الطعام فيظهر البون شاسعا جدا بينهموبين الغبش ملح الارض اللذين باتوا يتراصصون لاستلام المساعدات و لقمة لاطفالهموربما كانوا يتحينون عيد الاضحية كيوم لتناول اللحوم حتى ولو كانت أحشاء وبعضعظام .. فاغلبهم عافوا شراء ملابس العيد لصغارهم لسد صوصوة البطون الجائعة ..
صحيح الجميع يعرف ان الزولات مغرمين بساسة يسوس ولا دولة تتقدم دون استقرارسياسي ولكن لابد من معادلة متزنة تعلي من قيمة العمل والانتاج حفاظا علي ملح الارضفي بلد تقول الحقائق انه سلة غذاء العالم فهل يا ترى هذه العمائم والجلاليب فاقعةالألوان تعلم أن الاقتصاد هو قاطرة الشعوب أم هم فقط يسعون ليكونوا قوادا لقطارات من الجياع .
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com
--
Awatif Abdelatif

 

آراء