عناوين أفريقية في جريدة الميدان (1957-1958): هل كانت أفريقيا نسياً منسيا قبل مجيء العقيد جون قرنق

 


 

 

قيل من جهل شيئاً عاداه. وربما كان الأدق قولنا إن من جهل شيئاً ضل عن نفسه ذاتها. وبت أؤكد مؤخراً أن طائفة كبيرة من أهل القلم والرأي من متعلمي المدارس لا تجهل تاريخ الحزب الشيوعي فينا فحسب، بل تجدها أيضاً شديدة الاقتناع بأن تمام العلم في جهلها به. وعليه انبني خطابنا السياسي على ضلال كبير.
فمن رأي المتأفرقة الجدد، في مصطلح لود المكي الشاعر، أننا استدبرنا أفريقيا حتى ظهر العقيد قرنق، المبعوث فينا، فأخرجنا من ظلمات إهمال أفريقيا وازدرائها إلى إدخالها عميقاً في نظرنا السياسي وفعلنا. ووافقت هذه العقيدة البلهاء هوى معارضين أرادوا بها الكسب ضد نظم حكمت بحديد الإسلاموعروبية.
وبلا تطويل استعرض في هذا المقال عناوين أفريقية من جريدة الميدان، لسان حال الحزب الشيوعي، لسنوات 1957 و1958 (من ملف غير كامل) حملت أخبار نشاط سوداني هميم في التضامن مع نضال بعض الأفريقيين للتحرر من الاستعمار. وسمة ذلك النشاط، وميزته، هو أنه نشاط قاعدي جماهيري مؤرق مما تسميه انتماء لأفريقيا بلا حتى واسطة الدولة، بل وبرغمها. وسبق أن عرضت عليكم مع ذلك خدمة الدولة السودانية المستقلة، على سجمها، للمسألة الأفريقية كما جاءت في كتاب للمرحوم عبد الهادي الصديق.
وكانت بؤرة هذا النشاط السوداني لأفريقيا في الحزب الشيوعي وتميز فيه رفيقنا جوزيف قرنق (جو).
الميدان 21 أكتوبر 1957
الصفحة الرابعة
بيان من أعضاء وفد الكمرون في الخرطوم رداً على نشرة من سفارة فرنسا عنوانها "الكمرون دولة ذات حكم ذاتي". قال البيان إن النشرة استضعفت قوة حزب اتحاد الكمرون ووصفته بأنه منظمة إرهابية. وروجت النشرة الفرنسية للحكومة الصورية التي صنعتها فرنسا في الكمرون وقالت إنها هي الممثلة انتخابياً لشعب الكمرون. وفصل البان في تاريخ الكمرون تحت الاستعمارين الفرنسي والبريطاني.
الميدان 24 أكتوبر 1957
الصفحة السابعة
الدكتور مكي شبيكة رئيساً للهيئة القومية للتضامن مع شعب الجزائر
الميدان 30 أكتوبر 1957
الصفحة الأولى
كسرة: محافظ الخرطوم يمنع موكب التضامن مع شعب سوريا ضد تعد تركي.
18 نوفمبر 1957
الصفحة الأولى
قيام هيئة التضامن الآسيوي الأفريقي
25 نوفمبر 1957
الصفحة الأولى موكب شعبي لأجل الجزائر

الميدان 9 ديسمبر 1957
الصفحة الثانية
محاضرة بعنوان "مؤتمر آسيا وأفريقيا منذ عهد مؤتمر باندونق" قدمها السر علي
الميدان 26 ديسمبر 1957
الصفحة الأولى
مؤتمر التضامن الآسيوي الأفريقي ينعقد في القاهرة. قدم وفد السودان ورقة عن التفرقة العنصرية كما سيقدم مندوب الكمرون تقريراً عن الاستعمار.
ركن نقاش عن مؤتمر التضامن الآسيوي الأفريقي في مدينة مدني نظمته هيئة السلام وقدمه أمين تكلا.
5 ديسمبر 1957
كسرة: الصفحة الأولى
اتحاد الطلاب السودانيين في لندن يستنكر محاكمة الشباب الذين شاركوا في مهرجان الشباب العالمي بموسكو. ووقع على البيان عون الشريف قاسم السكرتير العام للاتحاد بالإنابة.
الميدان 6 أكتوبر 1958
الصفحة الأولى
قرر الوطنيون الكينيون ترك البلاد بعد رفض الحكومة منحهم حق اللجوء السياسي. عرضت كل من مصر وغانا والحبشة القدوم إليها. طلب جيمز أوكوانا رأس القائدة لمجموعته المكونة من 4 مناضلين شكر الشعب السوداني على ما قاموا به نحوهم.
الصفحة الثالثة
صفحة للجنوب واضح أن جوزيف قرنق من حررها وعادة ما جاءت بمادة أفريقية. مادة الصفحة كانت عن نضال دكتور باندا الزعيم الوطني لملاوي (نياسلاند).
"رمبا أورنجو" مهمة ثقافية في الجنوب
الميدان 13 أكتوبر 1958
الصفحة الأولى
قالت جريدة الأمة (حزب الامة) إن رئيس الوزراء، عبد الله خليل، قد رتب منزلاً حسن التأثيث لسكنى لاجئي كينيا المناضلين. وعلقت جريدة الميدان أن ذلك كذب. فما يزال المناضلون يسكنون في فندق النيل الأزرق بلا مساعدة. وما يحتاج له هؤلاء الرجال، في قول الميدان، هو حق اللجوء السياسي لا الضيافة.
الميدان 16 أكتوبر 1958
الصفحة الأولى
رئيس الوزراء يقول للاجئي كينيا افتحوا دكاكين ومقاهي وابقوا معنا. التقى نائب وزير الخارجية بمناضلي كينيا وقال لهم إنه أعطاهم صفة المواطن السوداني لا حق اللجوء السياسي بالنظرة للضائقة الاقتصادية. وقال بوسعهم بصفة المواطنة السودانية تلك فتح مكتب وإصدار نشرات. ولكنه لم يقبل تأكيد حتى صفة المواطنة بخطاب رسمي. رئيس الوزراء قال لهم نفس ما قاله نائب وزير الخارجية وهو أن يفتحوا دكاكين. وسألوه إن كان سيسمح لهم بمواصلة نضالهم ضد الاستعمار البريطاني في بلدهم. فقال لهم إن بريطانيا دولة صديقة ولن نسمح لكم بالشوشرة عليها، أو الإساءة إلى الملكة ورئيس وزرائها. ووعد المناضلون بالتفكير في الامر.
الصفحة الثالثة
كلمة بقلم جوزيف قرنق "الشعوب الافريقية: مؤتمر ضد الاستعمار يعقد في شرق أفريقيا.
الصفحة الثالثة
جامعة الخرطوم تنتصر لثوار كينيا. بيان موقع باسم إبراهيم الحاردلو، سكرتير اتحاد الطلبة، يساند ثوار كينيا، ويطلب من الحكومة منحهم حق اللجوء السياسي.
الصفحة السابعة
السلطات الفرنسية تغتال روبن نيوبي سكرتير حزب اتحاد الكمرون. مناضلون لاجئون من الكمرون يعقدون مؤتمراً صحفياً بدار الصحف الاستقلالية (السوق العربي عمارة أبو العلا القديمة). وحضر مناضلو كينيا المؤتمر وناشد الكمرونيون السودان أن يغير موقفه منهم في الأمم المتحدة بالوقوف مع مطلب توحيد شعب الكمرون (الكمرون الفرنسية والكمرون الإنجليزية). وتفاصيل عن خبر مقتل السكرتير.
الميدان 20 أكتوبر 1958
الصفحة الثالثة
"الشعوب الأفريقية: واجباتنا نحو مؤتمر تنجانيقا" بقلم جو أي جوزيف قرنق
. توحيد نضال شعوب يوغندا وكينيا وتنجانيقا وزنجبار ونياسلاند ضد الاستعمار.
واجباتنا في الشرق الأوسط أن تلفت أنظار الشعوب العربية للقضايا الأفريقية الإنسانية.
"وأنا أقرر بأنه حتى حزبنا المتقدم الواعي (الشيوعي) لم يعط القضايا الأفريقية الاعتبار الكافي الذي تستحقه في نضال اليوم".
الصفحة السادسة
"لكي لا ننسى: المناضل روين نيوبي لم يمت ابداً". كلمة بقلم جو (جوزيف قرنق). ونيوبي هو سكرتير عام حزب اتحاد شعب الكمرون.
الميدان 3 نوفمبر 1958
الصفحة الثالثة
الشعوب الأفريقية
عقد وفد كينيا ووفد الكمرون مؤتمراً صحفياً تحدثا فيه عن نضال القارة وعن بيانهما المشترك بعد مباحثاتهما. أدانوا في المؤتمر مقتل نيوبي سكرتير حزب اتحاد الكمرون.
وأحالت الصفحة قراء الميدان للاطلاع على ملحقها الإنجليزي "أدفانس" الذي حرره جوزيف قرنق لتفاصيل أوفى عن المؤتمر.
10 نوفمبر 1958
الصفحة الثانية
كسرة:
وزع العدد الخاص من الميدان عن ثورة أكتوبر الاشتراكية في عيدها 1850 نسخة في عطبرة و800 نسخة في مدني. واحتفلت الفاشر بالعيد بحفل شاي، وليلة سياسية شعارها (اسقاط حزب الامة)، ومحاضرة عن الدولة والثورة لأعضاء الحزب، التزام الحزب بضم 4 مواطنين له، وكسب 50 مشتركاً للميدان، احتفالات منزلية، برقية للسفير السوفيتي بالتهنئة على العيد.
الصفحة الثالثة
الشعوب الأفريقية أنباء سارة من الكمرون لكن اليقظة ضرورية. بقلم جو (جوزيف قرنق). قررت فرنسا الانسحاب من الكمرون لإعطائه الحكم الذاتي في 1960. ونبه المقال على أن يتعظ الكمرون من تجربة السودان في الحكم الذاتي.
الميدان 1 ديسمبر 1958
الصفحة الأولى
رسالة جومو كنياتا إلى مؤتمر الشعوب الأفريقية منقولاً من مجلة روز اليوسف المصرية.
الصفحة الثانية
ارحلوا عن أفريقيا
مؤتمر التضامن الآسيوي الأفريقي يؤيد مؤتمر أكرا (غانا) الذي جمع القوى الأفريقية المناضلة ضد الاستعمار مازالت.
إذا بحثت عن مأزق الوطن الراهن لوجدته في لاعبين في فكره وسياسته كفوا عن الاطلاع منذ وضعوا القلم في آخر امتحان لهم في المدراس والجامعات. وهذا أقل الضرر. الضرر الأكبر في الخشم السنين فوق هذا وذاك.

umdarag1936@gmail.com

 

آراء