عندما تم بيع الوطن

 


 

 


العمل السياسى فى السودان بنى بنيانا هشا من اساسه فهو فى محصلته بزينس واستغلال بشع للانسان السودانى وللوطن بكل موارده
فالبيتين الكبيرن استوليا على الكعكة الكبرى باقتسامهما الولاء الطائفى مستغلين الدين والامية التى كانت بمعدل اكثر من 80% وكانت كل الانتخابات التى تجرى يقود الاب او ولى الامر اسرته للتصويت لناس سيدى ايا كان هذا السيد انصارى او ختمى . بل بلغ الامر ان صرح احدهم وهو من المثقفين تبع احد السيدين وفى دائرة بوسط الخرطوم ان يقول وفى ليلة سياسيه انهم لو رشحوا حجرا لفاز مما يعنى الاستعباد السياسى الذى كان سائدا
فلا محاسبه تحدث للمرشح لانه اساسا لا برنامج لديه لتتم محاسبته عليه لاحقا بل ربما لايراه الناخبين بعد الانتخابات
وظهر على السطح تنظيم الصفوة او المثقفاتيه الا وهم العقائدين الاخوان والشيوعين ، والانكى هو نقل جرثومة العمل الحزبى الى اوساط العمال والطلاب وتم تسيس هذه الجهات بالكامل فكانت العناوين فوز قائمة الحزب الفلانى بانتخابات اتحاد الطلاب او العمال ومن ثم لا التفات اطلاقا للمهام والقضايا الحقيقيه لتلك الجهات اى انها لم تكن مهنيه بحته ولو تركوا امر السياسه للمارسه وسط القواعد الشعبيه فى الاحياء وتركوا مجالات العمل والدراسه لمهامها الاساسيه لكان الامر مختلفا ونتيجته اليوم بكل اسف هو الاستلاب التام لهذه الفئات واخر الزمان نرى اتحاد الطلاب يتبرع لنفرة الحزب بمليارات الجنيهات خلاف ما يتنعم به الكادر الحزبى من امتيازات كنوع من الشراء وكسب الطلاب ورغم ذلك فالطلاب الذين يعضون على جمر القضيه هم من يدفعون الثمن غليا
السؤال الذى يطرحه الجميع وكانهم فى حيره لماذا يصبر الشعب السودانى على كل هذا العناء
الاجابة ببساطه لان القوى السياسيه حاكمه ومعارضه افتقدت الثقة من الشارع فليس لها القواعد التى تستطيع تحريكها وكل الحراك الناتج هو حراك ذاتى لا علاقه لاى لون سياسى فيه سواء ما حدث فى سبتمبر او ما يحدث للاطباء من ضرب ممنهج من قوى الامن لكسر الشوكه والمضحك ان الجميع ساروا فى تيار تامين الاطباء والمستشفيات وهذا ما يريده النظام وهو كما فعل فى الجامعه بعسكرة الجامعه سيتم الاستجابه وادخال شرطة المستشفيات
لكن الفاجعة والمصيبة الكبرى وهى واحده من الامور الاساسيه لنفور الشعب من كلمة معارضه هى انه وبعد تجربة نيفاشا والتى شارك فيها الحكومه والمعارضه باعطاء الجنوب حق تقرير المصير تحت مخدر الوحده الجاذبه وكانت النتيجه الحتميه هى الانفصال لان لا الحكومه {وهى بسببها} عملت جذب ولا المعارضه سعت لتجعل الوحده جاذبه حتى ولو بالتواصل فى معسكرات الاخوة الجنوبين الموجودين بالشمال ناهيك عن نقل نشاطهم للجنوب للتبشير بالوحده الجاذبه فكان عراك الثنائى باقام وعرمان مع الحكومه والجماعه خلفهم شايلين الطار . واذا نتاسينا كل هذا
فان السؤال الالم والموجع ماذا فعلت المعارضه بكل الوان طيفها بعد ان احتلت مصر حلايب وشلاتين وعملت على تمصيرها تماما اكثر من عشرين عامين يعنى جيلين من السودانين ينالون تعليمهم وخدماتهم وممثلين لهم فى البرلمان المصرى
هل اتخذت المعارضه سواء المسلحه او السلميه موقفا صارما اتجاه هذا الامر لان هذا شان لا يهم المؤتمر الوطنى وحده وهو من مصلحته لكى يامن جانب مصر ان يسمح لها باخذ حلفا ودنقلا ايضا فما هى مصلحة المعارضه فى ذلك المثل السودانى يقول انا واخى على ابن عمى وانا وابن عمى على الغريب
فرضا انه تمت ازالة النظام اليوم فهل يا ترى سيتنازل لكم المصرين من حلايب وشلاتين وهم من يسعون الى الذهاب الى لاهاى لاعادة السودان كله الى الحظيره المصريه التى كانت عام 1882 وهذه ايضا لم نسمع لها ردة فعل من قبل المعارضه
ان تفريط المعارضه وعدم وقفتها الجاده والقويه حيال قضية الاحتلال المصرى للاراضى السودانيه هو اكبر خيانه للوطن وهذه من اسرار عدم تجاوب الشارع السودانى مع بربونات السياسه الجدد وركلهم اساسا للقدامى الا تختشوا ؟؟ هل يحتمل امر المكايدات السياسيه الاستهانه بسيادة الوطن لقد ساهمتم بفصل الجنوب وهذا امر يمكن تداركه لاحقا اما ان تتهاونوا فى امر ان تحتل دوله جزء من الوطن فهذا العار بعينه . والله هذا الامر لو كان عكسيا وان احتل السودان مترا من مصر لدافعت المعارضه قبل الحكومه عن التراب المصرى الا تستحون ؟
اؤكد صادقا لو كانت المعارضة اتحدت وبعثت باحتجاجات قوية اللهجة للحكومة المصريه والخارجيه المصريه وصعدت الامر كما تفعل مع الحكومه للجهات العالميه لكسبت احترام شعبها ولعرت النظام حقيقه بانه غير مؤتمن على البلاد بل لكسبت حتى الدوائر العالميه احتراما وتقديرا لانها اعلت شان الوطن فوق كل اعتبار وان الشان الداخلى بعد كل ذلك ملحوق بل ربما تنازلت لهم السلطات المصريه واستجابت لاحراج الحكومه السودانيه والانتقام منها سياسيا
ولان فاتورة ايواء المعارضه خارجيا باهظة الثمن يمكن بيع الوطن من اجل ذلك ولو رجعنا لماذا كان عدم الاستقرار السياسى بعد الانتفاضه لان الصادق كان مطالبا بتسديد فواتير المعارضه من ليبايا مثلا التى املت عليه الغاء اتفاقية الدفاع المشترك خلاف امور اخرى
فيا ترى ماهى الفواتير التى سيتم سدادها بل والتى تم تسديد جزء منها وهو السكوت المذل للمعارضه بعدم مجرد الاحتجاج لدى مصر وكده عيب

waladasia@hotmail.com

 

آراء