عندما تهرف الحركة الإسلامية العائدة من القبور !

 


 

 



Ali Ibrahim [alihamadibrahim@gmail.com]
ما يسمى  بالحركة  الاسلامية السودانية ، البعاتى العائد للتو من  تجاويف  القبر  الذى دفنها  فيه  الشيخ  الترابى  صبيحة  الانقلاب  الذى دبره  بالاشتراك  مع  العميد عمر البشير، انفتحت  شهيتها  على  الآخر  للتهريج  والبرطعة فى اول  مناسبة  واتتها  تمثلت فى  الازمة  المصرية  الحالية ربما  لأنها غابت عن  دائرة  الفعل  مدة  الطويلة . فقد  برطعت  الحركة  الموظفة  لدى  حكومة  السيد  البشير ،  وهرفت  فى  الشئون  المصرية ،  والحقت  ضررا  كبيرا  بالعلاقات  السودانية  المصرية   حين  اطلق  منسوبوها  اساءات بالغة  بالقيادات  المصرية . ولم تترك  نعتا  قبيحا   واحدا  لم  تلحقه  بالقيادات  المصرية  الجديدة  فى تنطع   وبجاحة  ولماضة   ولطاعة  خارجة  عن  الحدود .   الاعتذار  اكمله  نقدمه لاشقائنا  المصريين من  تطفل  هذه  الحركة  الضامرة  فى   الشأن  الداخلى  المصرى   باسم  الشعب   السودان  رغم  انها  تعرف  انها  لا تمثل  الا  نفسها .  ونريد  ان  يفهم اشقاؤنا  فى  شمال  الوادى ان هذه  الحركة   تهرف و تتنطع  باسم  الشعب  السودانى دون  اذن او  تفويض منه  فى  تسطيح    مناف   للعرف   الدبلوماسى   السائد . بل   ومناف  حتى  لموقف  وزارة  الخارجية  السودانية  التى  ما برحت  تؤكذ  ان  ما يجرى  فى مصر هو  شأن  داخلى لا دخل  للسودان به . تكشف  هذه  الحركة  الحبيسة  فى دولاب  حكومة  السيد  البشير ، تكشف  عن  تجوف  فكرى   وسياسى  فارق   حين  تعتبر     كل  الحراك  الثورى  الذى  يجرى فى مصر اليوم  بأنه عمل  صهيونى   فقط  لا غير آت  من خارج  الحدود  المصرية ، فى تنطع  وتبسيط  جاهل ،  وساذج،  يعكس عمق ازمة  هذه  الفئة  المعزولة   وهى  تبرطع   و تهرف  بما  لا تعلم ، وهى  لا تعرف  انها  تهرف   فيما  لا تعلم   وتلك  هى  مصيبتها  المتجددة. ان الشعب  السودانى  الذى تهرف  باسمه هذه  الجماعة  بلا تفويض  منه  يعتذر   للاشقاء   فى  شمال  الوادى  ويطلب  منهم عدم  مؤاخذة  اشقاءهم  فى  جنوب  الوادى  ببيانات  شجب  معلبة  ضد  شعب  مصر وقياداته  تصدر من  مجموعة  وقواقة  عينت  نفسها  وصيا  اسلاميا على  شعب  مصر. مثلما عينت  نفسها  وصيا  على  شعب السودان  وناطقا رسميا باسمه عنوة  واقتدارا  منذ  ان  دخلت عليه  كما  يدخل  الريح الاصفر  من  النافذة.   هذه  الجماعة التى  تشتم القيادات الوطنية  المصرية بحجة الانقلاب  على  الديمقراطية  هى  نفسها  الجماعة  التى  نحرت  الديمقرطية  بليل  فى اقذر عملية  غدر لأنها  كانت  مشاركة  فى  الحراك  الديمقراطى  القائم  فى اعلى  مستوياته  قبل  ان  تغدر به. وكانت الفرصة  متاحة لها لكى تشارك  فى  عملية التصحيح  المطلوب  بدلا  من  هد  المعبد  فوق  رؤوس  ساكنيه. وماذا  كانت نتيجة  العملية  الغادرة   فى سودان  التوجه الحضارى. كانت  النتيجة هى  المأساة  الماثلة اليوم؛  وطن  يتمزق ، وحروب  تتمدد  ، وانسان  سودانى  يعيش  العوز الشامل ،  يمد  يديه  الى الاسرة  الدولية  لكى  تطعمه  وتكسيه  وتعالجه  حتى  لم  يبق  فى محياه  مزعة من لحم  وتلك هى أبأس  صفة  للانسان  المؤمن  كما اخبرنا  رسولنا  الكريم .   لقد تركت  حكومة  الحركة  الاسلامية  انسان  السودان  مجدوعا  فى  معسكرات  المذلة  والهوان  يأكل  من  فتات  ما  يجود  به  الكفار بحسب  منطوق  الحركة  اللطيمة  بلا  حياء  . الانسان  السودانى  المنسى  فى  معسكرات  الذل  والمهانة  هذا  هو  نفسه  الانسان  الذى  وعدته  حكومة  الحركة  الاسلامية  وبشرته  بأنه  سوف  يأكل  مما  يزرع . و يلبس  مما  يصنع . و سوف  يفوق  العالم  اجمع فى  الغد  القريب . طريف جدا  ان  تتباكى الجماعة  التى لا  تحسن  التذكر ، تتباكى على  ديمقراطية  مصر التى نحرها السيسى . و تسكت  فى  خجل مضنى عن  ديمقراطية  السودان  التى نحرتها  هذه  الجماعة   بليل  وقد  كانت   مشاركة  فيها  بأعلى  المستويات .انه  الغدر  الذى  لا تؤمن  بوائقه  . فهو يعود  دائما  لياخذ  بتلابيب  اخيه   فيقتله.  اعلان الحرب  الجهادية  ضد  الجنوبيين  المطالبين  بتحسين  اوضاعهم  كانت هى  القشة  التى  قصمت  بها الحركة  الاسلامية  ظهر بعير الوحدة  الوطنية  السودانية . فبعد  كل  اناشيد  الانتصار الجهادى ، وبعد  الوف  القتلى  من  الشباب  النضير الذى  توسد  الثرى   فى  احراش  الجنوب  ، وبعد  اساطير  الميل اربعين ، سلم  قادة  الحركة  الاسلامية  الجنوب  بقضه وقضيضه  الى  انفصالى  الحركة  الشعبية  التى  ما لبثت  ان  اعلنت  على الفور عن دولة  الجنوب المستقلة  بعد ان  كسبت  رهان  الاستفتاء  ورهان  الحرب  فى الميدان .  وهم  يغنون   فى زهو  مع  الشاعر  الشعبى  حدربى  محمد  سعيد "  تحسبو  لعب". الذى  اضاع  ثلث  بلاده  فى  وضح  النهار  بعنتريات  كاذبة   لم  قتلت ذبابة  حرى  به  ان  ينطم ! .  الآن  اري  وميض  نار  تحت  الرماد  فى  مجال  العلاقات  الدولية  التى لا يفهم  فيها  المبتدئون   واخشى  يكون  لها ضرام .

 

آراء