عندما يصبح حزبى محايدا من قضية الشعب الليبى!!

 


 

 


خرج علينا حزب الامة ، على  لسان اللواء  برمة ناصر بمبادرة  للتوسط بين الثوار الليبيين  ونظام  الدكتاتور القذافى .  ووصف ناصر موقف حزبه بالحياد بين الدكتاتور والثوار ! اللهم لا اعتراض  على حكمك  فينا  وفى حزب الامة . ولكننا  فقط  نطلبك  اللطف  فيه . أى حياد هذا مع  نظام  يقتل  شعبه بطائرات  الميج  وبالدبابت  والصواريخ  ÷ هذه الآلات  الصماء التى  لا تفرق  بين  امرأة وطفل  وشيخ .  وتحيل  العامر الى  ركام  من خراب . الشعب الليبى يريد اسقاط النظام  الذى قهره لاكثر من اربعين عاما . لذلك  فهو  يتدافع  نحو  الصفوف الامامية  بصدور مفتوحة للرصاص  ليكون له شرف المساهمة فى اسقاط  النظام الباغى .  ربما  لم  تر  قيادة  حزب الامة كل ذلك ، لأنها مشغولة  هذه  الايام  بالتفاوض  مع نظام  نظام دكتاتورى شبيه . الم  يقل  السيد رئيس  حزب الامة  انه سيواصل حوار الطرشان مع النظام الى آخر المدى ، رغم ان حواره  مع  النظام  لم يحرز اى تقدم  بعد  مضى  شهر كامل . منتهى التشبث  والحميمية  والتلهف   والسردبة . مبادرة حزب الامة التى  لن  يهتم  بها  احد من  الثوار ،  و ربما  لا يعيرها  القذافى نفسه  أى  اهتمام ، هى  محاولة  لرمى  طوق النجاة  لنظام اخذ يتفكك على مدار الساعة . و هى مبادرة  منسجمة  مع مبادرات  قيادة حزب الامة  المرسلة عبر الاثير  فى كل ساعة وحين و التى  لا تحصى  و لا تعد . والتى  تصبح  هباءا منثورا  ما أن  يقبل عليها  صبح  جديد. لأن مبادرة  جديدة  ستأخذ  مكان  مبادرة الأمس التى تكون قد سقطت  بالتقادم . القذافى كان  ومازال هو  المدمر الاساسى  للديمقراطية الثالثة فى السودان التى تولى حزب الامة فيها قيادة الجهاز التنفيذى  بتدخله السافر فى شئون السودان الداخلية  وفى ازكاء  الفتن  بين القبائل السودانية . وقد استمر هذا الدور حتى اليوم . فهو يعقد المؤتمرات فى بلاده  لا لتناقش امور شعبه انما  لتناقش امور الشعب السودانى ، يساعده على  ذلك وجود  حكومة سودانية قبلت هى الاخرى ان تجعل من  السودان  حديقة  على الشيوع الدولى  يدخلها ويخرج منها  كل من هبّ  ودبّ . بل   وجعلت السودان سلة  مبادرات العالم . الشعب السودانى كان سعيدا  بذهاب  مبارك  الذى  مارس  بدرجة أقل  نفس ما مارسه القذافى مع السودان. وقطعا سيكون اكثر سعادة  بذهاب القذافى ، الذى  يجسد  ،  فوق كل ما تقدم ، الدكتاتورية التى يعانى منها شعب السودان اليوم . استغرب  كثيرا  اتساع  صدر قيادة  حزب الأمة  للطغاة . وهو الحزب الذى استهدفه  الطغاة  و شرزموه  شذر مزر على مر السنين. وكان اعنفهم  تمزيقا  له هو النظام الحالى . ومع  ذلك  فقيادة  هذا  الحزب لا تغضب  من الطغاة  الا  بمقدار .  ففى حين اعتبرت   جلد  قائد الانقلاب الذى اطاحها ،  وبهدلها ،  واهانها  ، هو جلدنا  . . . وما بنجر  فيه  الشوك ! و فى حين  حذرت فيه هذه القيادة القاصى  والدانى  بأن محاولة  اطاحة   النظام  الدكتاتورى ستفتح على الشعب السودانى ابواب جهنم  ، فى  واحدة  من اخطر الرسائل  المثبطة للهمم  الثورية  ،  وفى حين حذرت  هذه القيادة من  استيراد  النموذجين التونسى والمصرى ضد الدكتاتورية  السودانية الحالية . وفى حين  سمحت  هذه القيادة  لاقرب الاقربين من  أهل  بيتها  بأن  تكون فى خدمة  النظام  الدكتاتورى  ، نراها  الآن تحاول فلفلة حبل المشنقة  من حول عنق دكتاتور ليبيا  فى  مبادرة  قد ترقى الى مصاف خيانة امانى الشعب الليبى الشقيق .  وهى مبادرة  لا تعبر عن مشاعر جماهير الانصار ولا تعبر عن وجدانها  المتفحم  بالاحتراق غضبا  ضد الدكتاتوريات فى كل زمان ومكان.   انها فقط  مبادرة  قدمت باسم  الانصار فى ساعة صفاء  .  و هى مبادرة  تذكرنا  بأمثالنا  الشعبية  ذات  الدلالات  العميقة من قبيل " العريان  ولا بس سديرى ! ومن قبيل باب النجار المخلع . اليس من  الاولى  بقيادة حزب الأمة أن تلم شعث حزبها فى المقام الأول . قبل أن تحاول لم شعث الشعب الليبى .  او شعث شعب السودان حتى .  اننى اصرخ  فى البرية واصيح  فى المدى باسم اهلى الانصار واقول يسقط النظام الليبى. وابلغ الشعب الليبى الشقيق  معتذرا  اننا غير محايدين فى قضيته  ضد الدكتاتور القذافى .
 وأخ  . . .  ياوطن  !
Ali Hamad [alihamad45@hotmail.com]

 

آراء