عندما يكتب صاحب (العقل الرعوي) عن امنياته ويتناسى الشعب

 


 

 

abdelrahimhassan299@hotmail.com

ربما يرى كثيرون أن مثل هذه الدعوات لا تستحق الردود ويجب إهمالها لكني اختلف في أن من يطلقون هذه التصريحات والدعوات يجب الرد عليهم ومناقشتهم ومناقشة اتباعهم وهو جزء من تثبيت الثورة واستمرارها وشق دروبها في التغيير الجذري الذي يجب أن يشمل كل شي بمن فيها الشخصيات التي فرضها الواقع فالحفر للثورة يكون بهذه الطريقة بتبخيسها والتقليل منها واخفاء شعاراتها والبحث لمكان في المنصات لاعدائها.
دعوة دكتور النور حمد للمصالحة مع الإسلاميين ليست بالجديدة فالرجل ترك المهجر وعاد الي السودان قبل سنوات في عهد الإسلاميين وبدأ ينادي بالانتخابات وترك المعارضة والقبول بالآمر الواقع .
هكذا تفكير يجرد الإنسان من صفة المفكر لأنه مبني على طمس الحقائق ومحو التاريخ البشري ومحاولة تناسي النتائج وتستدعي مراجعة درجاته العلمية ومدى أهليته لتلك الدرجات .
القرب من الاسلاميين في السودان مخيف لأنهم اجرموا في حق الشعب السوداني كثيرا وهولاء هم الإسلاميين الذين يتحدث عنهم الدكتور النور حمد تاريخهم ملئ بالجرائم التي لم يتم اكتشاف معظمها والقرب مخيف لان النور حمد ومن سماهم لا يريدون الذهاب الي الإسلاميين لوحدهم وليست لهم الشجاعة لفعل ذلك بل يريدون الجميع يصالح معهم لكنهم يرغبون أن يثبتوا لجهة ما يعتقدون فيها أو يحسون بالذنب تجاه بعدهم منها يريدوا أن يثبتوا لها أنهم منهم وأنهم واحد كلهم من نفس الدين .. ولا نستغرب ولا تستبعد ما يمكن أن يفعله الإسلاميون ونذكر دوما مقولة الاستاذ الشهيد محمود محمد طه واصفا الإخوان المسلمون ( أنهم يفوقون سؤ الظن )
الدكتور النور حمد لم يقل أو يدعوا الإسلاميين للاعتراف بجرائمهم ولا للإعتذار للشعب السوداني ولا نقد تجربتهم بل يدعو للتعامل معهم ويدعوهم لدخول المساومة ، وهو يعلم تماما أنهم لا امان لهم لكنه يدعوهم للمصالحة بعد كل هذا الشك منه هو المفكر لماذا ؟ (ويجب أن يكونوا صريحين وليس ورقة مكشوفة وأخرى مكفية ) وكأن النور حمد هو صاحب السودان ومن يمتلك السودان أو من اتى محمولا بانتخابات وحاز على غالبية الاصوات الناخبة .
ويشير في تصريحه الي مبادرة رئيس الوزراء حمدوك التي يمرحلها النور حمد ويدخل في مراحلها المصالحة مع الإسلاميين لكنه يقول على أن حمدوك يرى الوضع النفسي للسودانيين الان لا يسمح بذلك ليؤكد النور حمد أن المساومة قادمة قادمة فقط ينتظر حمدوك الوضع السايكلوجي للشعب السوداني حتى يتقبل المصالحة . ومن المعلومات المغلوطة التي يذكرها النور حمد في تصريحه هذا والذي يجعلني أرى دناوة الرجل وميله للإسلاميين في السودان والعمل من أجل عودتهم الي الساحة ذكره أن حزب المؤتمر الوطني ( حزب الإسلاميين ) محظورا من النشاط خلال الفترة الانتقالية الحالية بينما القانون حظر حزب المؤتمر الوطني ولاجرامه في حق الشعب لمدة عشرة سنوات فما هو الغرض من إيراد معلومة مغلوطة بهذا الشكل واظنه يعلم أن الجرائم التي ارتكبها المؤتمر الوطني في السودان وخارجه تضع الحزب في مصاف الفاشية والنازية فالقتل في دارفور والنيل الأزرق والمجازر المتواصلة لا يكفي من مارسوها عقابا لمدة ٤ سنوات والتي لا اظنها في ظل الوضع الحالي تكفي لمحاكمتهم .
يعطر دكتور النور حمد مقاله بمقولة أن السياسية فن الممكن والتي يستخدمها للدفاع عن مشروعه في التسوية لأجله ولأجل الإسلاميين اما بقية الشعب يقول لهم أن الثورة أدت وسبقت السياسيين وان الثورة ولدت يتيمة، هذا تقييم وتحقير للثورة وإحباط بمجهودات وتضحيات الشعب وقواه السياسية بل إصرار على إثبات وإقناع الناس بأنه من الأجدى كان المصالحة مع النظام وخوض الانتخابات كما كأن ينادي الدكتور حمد وهذا تاريخ مكتوب وموجود ومدون في الصحف .
فالثورة يا دكتور ولدت بقيادتها لكن الإسلاميين وأتباعهم وأعوانهم قتلوا قادتها أمام أعينكم ومازلتم تدافعون عنهم وتريدونهم للجلوس معكم لانكم تعتقدون فيهم . هذه هي الحقيقة فقادة الثورة تم قتلهم واصطيادهم بتوجيهات قادة الإسلاميين فمن هم الإسلاميين الذين تودوا مصالحتهم ومساومتهم اي منهم علي عثمان ،البشير ،نافع ،كرتي ،عوض الجاز ، ام بقية تنظيم الحركة الإسلامية.
التصريح فيه حقيقة واحدة لكنها أتت في سياق الدفاع عن الإسلاميين وهو الدعوة إلي الابتعاد عن المحاور وهو يعلم تماما أن المحاور تدعم أبعاد الإسلاميين فهذا التصريح يصب في مصلحة الإسلاميين والتقرب لهم ودعم المساومة ويتناسى خطر المحاور على قرار البلد السياسي والسيادي والتدخلات السافرة في الشؤون الداخلية وليس مجرد فتن كما أشار الدكتور.
الثورة السودانية مستمرة في انجازاتها رغم العثرات والتراجعات ومحاولات جرها إلي الوراء ودماء قادتها لن تضيع هدرا واهما من ظن أننا سننسى من قتل عبدالعظيم وعبدالحميد وكشة ومطر وعباس فرح وعثمان ووليد ومطر وصحبهم ومن سبقوهم ومن بتر ايادي الثوار ومن فقع أعينهم ومن ثكل أمهاتهم ولن ننسى مجازر نيرتتي وتابت والجنينة والابيض والفاشر والمعسكرات ولن ننسى مجازر فض الاعتصام أمام القيادة العامة والتي أيادي الإسلاميين والغة فيها دون شك ولا يصح أن يفلت مجرم من العقاب وما اقذر المساومات التي ترخص الدماء والأرواح في ثورة سلمية شعارها حرية سلام وعدالة

 

آراء