عن المرأة السودانية ومارس والثورة، نحكي
جبير بولاد
7 March, 2022
7 March, 2022
.. يطل علينا يوم 8 مارس كيوم عالمي للمرأة، كما اتفق العالمين ، و من وجهة نظري المتواضعة، لا احفل بالتواريخ المحددة للمرأة( اليوم العالمي للمرأة ) او الحب( فالنتاين ) فهي محاولات علي نياتها الرفيعة و لكنها جهد المقلين، اذا لم أقل شحيحي الحلم و الخيال، فالمرأة لها حضور اكثر ديمومة من اي شيء آخر في حياتنا و كذا مشاعر الحب التي لا توقيت لها مثل الأوكسجين الذي نتنفسه كل ثانية حتي دون ان نفكر في ذلك .
.. للمرأة مطلق امرأة في الوجود لها احتراماتي و لكني هنا أخص بالكتابة المرأة السودانية و التي رافقتني في كل ثنايا رحلتي الوجودية و ما زالت و منذ ان تفتحت عيناي علي هذا الوجود، كانت جدتي الحاجة حواء الميزان و كانت أمي بت الشيخ و خالاتي و عماتي و جاراتي و زوجتي و بناتي و بنات اخواتي و اخواني و الصديقات الماجدات عبر سواحل الدنيا و عند شواطئ الابحر كما عبر الراحل سيف الدسوقي في المع قصائده ، كل هذا البهاء كان يحيطني و ما زال يجدد في التماسك و معني ان تعيش ليوم آخر في الحياة .
.. للمرأة خصوصية جمة، فهي ذات تاريخ عريق مرتبط بهذه الأرض و أولي الحضارات الإنسانية خاصة السودانية ، المرأة كما يعلم كل المشتغلين في حقل الانثربولوجيا هي التي حفظت الحضارات و استمرارها و الرجل الذي كان يقتل و يعارك من أجل الحفاظ علي ما حققته المرأة، و اليوم أنا إذ اكتب هذه الحروف اليتيمة ممجددا لتلك المسيرة، أري أمام عيوني جسارتها و استماتتها البطولية في هذا الحضور الثوري الآخاذ في كل تفاصيل ثورتنا السودانية المستمرة، إذ ما زالت مع شقائقها الثوار تضرب النموذج الفريد للعالم و المنطقة و ما زالت تقول بأعلي صوتها اني هاهنا .. أنه صوتي انا إبنة النور أنا .. انا من دنياكم احلي المني.. كل حب في الوري رجع حناني .. انا نصف قد حوي كل المعاني .. ما نرجي من مني نحو سودان سعيد ) و لو لم يكتب شاعر القصيدة غيرها لكفاه و لو لم يغني العملاق الراحل الكابلي غيرها لكانت نشيد الاناشيد و كفي ، هذه الكلمات الشاعرات عبرت تماما عن المرأة السودانية في اجيالها المختلفة و دورها و أثرها الكبير في كل ثابت و متغير في حياتنا السودانية .
.. جاءت سنوات كالحات اهينت فيه هذه السيدة ذات التاريخ و الألق و الأشياء المنمازة عن كل العالمين، من ثقافتها و تجاربها الغزيرة و الي (حلومرها) و (كبريتها) حتي ، و الي مفرداتها العميقة الدلالة و الصوت(كر علي .. آجي) و بهذه المناسبة احكي قصة لأول مرة اكتب عنها، صادفت في مرحلة الجامعة _جامعة الجزيرة _ الدكتورة اللامعة(نفيسة صبير ) و من لا يعرفها فهي الاسم و الوزن و الدرجة العلمية و هي من كتب فيها الشاعر الحسين الحسن قصيدته الباتعة(حبيبة قلبي تفشي الخبر ) و كتب كاتبنا الفحل الطيب صالح عن بنات صبير في احدي مكتوباته الرائعة، علي كل ، كانت استاذتي و كانت تقترب في سنها من الستين عاما و لكنها كانت وضاءة الجبين و جميلة المحيا كما تحكي سيرتها و كانت تلمع في خدودها شلوخ تحكي قبسا من سيرة الجمال السوداني و تاريخه، كنت معجب بكل تلك التفاصيل و فخور بأنها استاذتي في الجامعة و كنت بعيد كل محاضرة اتحين الحوار معها عبر المسافة التي تفصل مدرجات الدراسة و مكتبها و قلت لها مرة هاتي حقيبتك لأحملها عنك و بدون شعور منها قالت لي:"آجي .. انت ما راجل سوداني " .. حملت الحقيبة و رددت عليها:" انتي بالله بتقولي آجي برضو بعد دراستك في المانيا دي كلها ؟" و ضحكت و ضحكت و كانت من اجمل اللحظات التي حملتها ذاكراتي لأستاذة سودانية في تبسطها علي تلميذها و انا اودع السودان المكلوم بتجربة الانقاذيين الاسلامويين، حيث احالوا كل هذا الجمال الي رماد .
.. للمرأة السودانية لمن في حوجة للعلم، ايادي بيضاء علي كل مراحل تاريخ النضال الوطني، منذ عهد الكنداكات الملكات و الي رابحة الكنانية و ليس ختاما بست النفور، لذلك يجب علينا كسودانيين أن ندرك مكانتها في القلب قبل التاريخ، حبوهن و اجعلوا من كل سيدة سودانية صديقة لك و رفيقة و ملكة تعتني بتفاصيلها حتي لو قابلتها عرضا في الطريق او في احدي المطارات او اي جغرافية علي هذا العالم .
.. رسالة الي اسراب النسويات و اللاتي يظنن ان هنالك معركة مع الرجل السوداني، اقول لهم بكل بود، هذه اوهام عوالم لا تخصنا، صحيح اننا معبأون بالمشاكل و لكن مشاكلنا واحدة كرجال و نساء و أنشأتها أوهام ليس من صميم تربتنا و امتدادنا الحضاري ، نحن كلنا ضحايا واقع اذا لم نعمل كتفا بكتف لتغييره فسوف نظل نعارك بعضنا و نسفك مشاعر بعضنا قبل الدماء و ننتهي في النهاية الي الانمحاق .
..كلنا نسيج هذا الواقع.. تشوهاته .. امراضه .. نقصه .. لذلك قومي مع شقيقك السوداني (نعم اب جيقة ) لنخرج من هذا النفق المظلم الذي جعل منه أب جيقة و جعل منك ام جيقة ، تائهة المعاني و الملامح .
.. يا ايها السوداني ،الرجل، الشاب كن جدير بثقتهن و حبهن و احترامهن .
.. التحية لكن و بكن و معكن و التحية لثوار بلادي حين يقفون في خط ثوري واحد معكن و الثورة وعي و بناء و فعل مستمر .
jebeerb@yahoo.com
.. للمرأة مطلق امرأة في الوجود لها احتراماتي و لكني هنا أخص بالكتابة المرأة السودانية و التي رافقتني في كل ثنايا رحلتي الوجودية و ما زالت و منذ ان تفتحت عيناي علي هذا الوجود، كانت جدتي الحاجة حواء الميزان و كانت أمي بت الشيخ و خالاتي و عماتي و جاراتي و زوجتي و بناتي و بنات اخواتي و اخواني و الصديقات الماجدات عبر سواحل الدنيا و عند شواطئ الابحر كما عبر الراحل سيف الدسوقي في المع قصائده ، كل هذا البهاء كان يحيطني و ما زال يجدد في التماسك و معني ان تعيش ليوم آخر في الحياة .
.. للمرأة خصوصية جمة، فهي ذات تاريخ عريق مرتبط بهذه الأرض و أولي الحضارات الإنسانية خاصة السودانية ، المرأة كما يعلم كل المشتغلين في حقل الانثربولوجيا هي التي حفظت الحضارات و استمرارها و الرجل الذي كان يقتل و يعارك من أجل الحفاظ علي ما حققته المرأة، و اليوم أنا إذ اكتب هذه الحروف اليتيمة ممجددا لتلك المسيرة، أري أمام عيوني جسارتها و استماتتها البطولية في هذا الحضور الثوري الآخاذ في كل تفاصيل ثورتنا السودانية المستمرة، إذ ما زالت مع شقائقها الثوار تضرب النموذج الفريد للعالم و المنطقة و ما زالت تقول بأعلي صوتها اني هاهنا .. أنه صوتي انا إبنة النور أنا .. انا من دنياكم احلي المني.. كل حب في الوري رجع حناني .. انا نصف قد حوي كل المعاني .. ما نرجي من مني نحو سودان سعيد ) و لو لم يكتب شاعر القصيدة غيرها لكفاه و لو لم يغني العملاق الراحل الكابلي غيرها لكانت نشيد الاناشيد و كفي ، هذه الكلمات الشاعرات عبرت تماما عن المرأة السودانية في اجيالها المختلفة و دورها و أثرها الكبير في كل ثابت و متغير في حياتنا السودانية .
.. جاءت سنوات كالحات اهينت فيه هذه السيدة ذات التاريخ و الألق و الأشياء المنمازة عن كل العالمين، من ثقافتها و تجاربها الغزيرة و الي (حلومرها) و (كبريتها) حتي ، و الي مفرداتها العميقة الدلالة و الصوت(كر علي .. آجي) و بهذه المناسبة احكي قصة لأول مرة اكتب عنها، صادفت في مرحلة الجامعة _جامعة الجزيرة _ الدكتورة اللامعة(نفيسة صبير ) و من لا يعرفها فهي الاسم و الوزن و الدرجة العلمية و هي من كتب فيها الشاعر الحسين الحسن قصيدته الباتعة(حبيبة قلبي تفشي الخبر ) و كتب كاتبنا الفحل الطيب صالح عن بنات صبير في احدي مكتوباته الرائعة، علي كل ، كانت استاذتي و كانت تقترب في سنها من الستين عاما و لكنها كانت وضاءة الجبين و جميلة المحيا كما تحكي سيرتها و كانت تلمع في خدودها شلوخ تحكي قبسا من سيرة الجمال السوداني و تاريخه، كنت معجب بكل تلك التفاصيل و فخور بأنها استاذتي في الجامعة و كنت بعيد كل محاضرة اتحين الحوار معها عبر المسافة التي تفصل مدرجات الدراسة و مكتبها و قلت لها مرة هاتي حقيبتك لأحملها عنك و بدون شعور منها قالت لي:"آجي .. انت ما راجل سوداني " .. حملت الحقيبة و رددت عليها:" انتي بالله بتقولي آجي برضو بعد دراستك في المانيا دي كلها ؟" و ضحكت و ضحكت و كانت من اجمل اللحظات التي حملتها ذاكراتي لأستاذة سودانية في تبسطها علي تلميذها و انا اودع السودان المكلوم بتجربة الانقاذيين الاسلامويين، حيث احالوا كل هذا الجمال الي رماد .
.. للمرأة السودانية لمن في حوجة للعلم، ايادي بيضاء علي كل مراحل تاريخ النضال الوطني، منذ عهد الكنداكات الملكات و الي رابحة الكنانية و ليس ختاما بست النفور، لذلك يجب علينا كسودانيين أن ندرك مكانتها في القلب قبل التاريخ، حبوهن و اجعلوا من كل سيدة سودانية صديقة لك و رفيقة و ملكة تعتني بتفاصيلها حتي لو قابلتها عرضا في الطريق او في احدي المطارات او اي جغرافية علي هذا العالم .
.. رسالة الي اسراب النسويات و اللاتي يظنن ان هنالك معركة مع الرجل السوداني، اقول لهم بكل بود، هذه اوهام عوالم لا تخصنا، صحيح اننا معبأون بالمشاكل و لكن مشاكلنا واحدة كرجال و نساء و أنشأتها أوهام ليس من صميم تربتنا و امتدادنا الحضاري ، نحن كلنا ضحايا واقع اذا لم نعمل كتفا بكتف لتغييره فسوف نظل نعارك بعضنا و نسفك مشاعر بعضنا قبل الدماء و ننتهي في النهاية الي الانمحاق .
..كلنا نسيج هذا الواقع.. تشوهاته .. امراضه .. نقصه .. لذلك قومي مع شقيقك السوداني (نعم اب جيقة ) لنخرج من هذا النفق المظلم الذي جعل منه أب جيقة و جعل منك ام جيقة ، تائهة المعاني و الملامح .
.. يا ايها السوداني ،الرجل، الشاب كن جدير بثقتهن و حبهن و احترامهن .
.. التحية لكن و بكن و معكن و التحية لثوار بلادي حين يقفون في خط ثوري واحد معكن و الثورة وعي و بناء و فعل مستمر .
jebeerb@yahoo.com