(كلام عابر)
قبل بضعة أشهراستضاف منزلي في مدينة الدمام بعض الأصدقاء وجلسنا معا نتناول شتى الامور كما يحدث غالبا في مثل هذه المناسبات."لمة" الأصدقاء في الغربة لها طعم خاص تنقل الوطن كله إلى مهجرك خلال دقائق قليلة،تجتاز فيها الأمكنة وتخترق الأزمنة. واحد منهم لم يشاركنا الحديث وانصرف لمكالمة أجراها من هاتفه . بعد عدة دقائق فاجأني وهو يمد لي هاتفه ويقول لي"إنت مش بتحب المريخ ؟ مفاجأة ليك ..خد اتكلم مع رئيسكم". .أود المريخ ودا شديد وأناصره منذ طفولتي رغم أني لم أدخل استاد المريخ ولم اشاهده يلعب أمامي منذ سنين طويلة تعود لما قبل سنوات الإنقاذ. لم أستحضر وقتها إسم هذا الرئيس. لما رأى صديقي حيرتي قال لي ..خد كلم السيد آدم سوداكال. كلمت الرجل. قلت له أني سعيد حقا بالتحدث إليه. وقلت له أنه،أي السيد سوداكال، سيكون إن شاء الله إمتدادا لفؤاد التوم ومحمد إلياس وأبوالعائلة وحسن محمد عبدالله وعبدالحميد الضو حجوج..و..و وأخذت أردد على مسامعه كل ما استحضرته ذاكرتي من سلسلة أسماء ذلك النفر العظيم وقلت له أنه سيكون مثلهم إن شاء الله. لما لم أجد تجاوبا مع محدثي وكأنني أكلم شخصا غيره، أحسست،ربما إحساس متسرع بعض الشيء، أن هذه الأسماء لم تكن تعني له شيئا.
قال سقراط "تكلم حتى أراك" وقال إمام المتقين كرم الله وجهه "الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام" . دعوته او استدرجته لأسمع منه.أردت أن أعرف رؤيته وتصوره لحاضر ومستقبل النادي.حلق بي الرجل في الخيال الصعب بشيء غير قليل من السذاجة. قال لي أنه هو شخصيا سيحضر المريخ والهلال ليتباريا في عدة مدن في السعودية..جدة،الرياض، الدمام، حائل، المدينة، الخ.لا أعتقد على حد علمي أن هذا قد حدث من قبل في العالم.فريقا كرة من بلد واحد يتباريان في عدة ملاعب في بلد واحد خارج بلادهما.
لم يستمر حديثنا طويلا حتى تولد لديّ إحساس عميق بأن الرجل،مع كل الإحترام المستحق له، ربما يكون صادقا في توجهاته لكن مقدرته على الوفاء بمتطلبات المنصب تظل موضع شك كبير. تمنيت ألا يكون المريخ مقبلا على إخفاق بحجم الكارثة. في أزمنة مضت كان الفوز بمقعد في البرلمان أو الوزارة أسهل من الوصول لرئاسة نادي المريخ أو نادي الهلال.كان ذلك أمرا دونه خرط القتاد(والقتاد شجر شوكي لا يوصل إليه إلا بخرط شوكه وهو تشبيه للأمر الشاق العسير).
السيد سوداكال يمتلك بالتأكيد قدرات ومهارات بنت له هذه الثروة الضخمة التي قادته للمنصب في زمن حلّ فيه أصحاب الأموال محل أصحاب الفكر في إدارات الأندية للحصول على الوجاهة والقيمة المجتمعية وتحقيق مصالح أخرى خارج النادي، لكن التجربة أثبتت حتى الآن أن ذات المنصب يتطلب قدرات ومهارات ومعارف غير تلك التي يمتلكها السيد سوداكال وأن الرجل قد ضلّ الطريق فجاء أو جيء به رئيسا لنادي المريخ في زمان قاهر وظرف غامض.
abdullahi.algam@gmail.com