عن ماركس الإزيرق: هل يمكن قراءة رأس المال؟
١
سألت قارئة عن كتاب 'رأس المال' لكارل ماركس وكيف يمكن التعامل معه؟ الحقيقة أن 'رأس المال' كتاب مركب صعب القراءة كثير المطبات، وربما جاز تشبيهه بحارة من حارات أم درمان القديمة، زقاقات متداخلة كأنها شبكة صياد طال بها العهد، بعضها ينتهي إلى داخل حيشان واسعة وبيوت تفتح على بعضها عبر أبواب ضيقة لا يدركها إلا من سبق ومر بها، وطاقات صغيرة تفتح هي الأخرى على عوالم أخرى، ودروب تنتهي إلى أركان عمياء لا مخرج منها. بالإضافة إلى ذلك، لكتاب ماركس هذا طبقات متداخلة، فهو يبدو لي مرات كطبق الكسرة وقد داخَلَها الملاح بعد أن خرقت ست الدار وسطها خرقا لانسيابه، والقارئة مثلها كمثل من مدت يدها إلى طبق كسرة كثير الملاح تنال في كل قراءة لقمة من عدة طبقات وملاح يدهن بعضه الأصابع باللايوق اللزج. لذا لا يهم قارئة إن لم تحقق منه في أول قراءة ما كفايتها فهي كما 'الخواجية' التي تجرب طبق الكسرة بأم رقيقة أول مرة دون سابق تجربة في الأكل بالأصابع، وذلك في زحمة من الخلق. تنزلق طبقات الكسرة من بين أصابعها ولا تجتمع عندها لقمة يُعتد بها وقد يثنيها الإحراج والخجل من تكرار التجربة والعيون تتربص بها إن لم تضحك في وجهها إحداهن. لم أذكر مثال الطفل وفضلت الخواجية الغريبة، لأن معظم قراء ماركس من عندنا يقرأون تعريبا أو ترجمة انجليزية لأصله في الألمانية كما أنهم في الغالب يقرأون ماركس في عمر الرشد وبعد أن تراكمت لديهم معارف وقراءات من مصادر شتى، لكن الأقرب أن معظمها لا يعتد بالديالكتيك ولا يلقي له بالا. أما ماركس فهو ملك الديالكتيك كملك المنقة أو ملك الأقاشي إن شئت، والديالكتيك عدة شغله. قد يُعجز قارئة ماركس 'الخواجية' هذا الديالكتيك أكثر من مادة الكتاب الاقتصادية. قد تجد قارئة ماركس مختصرا يسيرا لمقولات ماركس الاقتصادية عند شُرَّاح ومعلقين لكن عادة ما تغيب في هذه المنقولات فعالية منهجه في تقصى أي قضية فذلك مما يتكشف بقراءة ماركس بغير وسيط، كما تغيب مهارات أخرى للشيخ الإزيرق (وربما جازت كتعريب لكنيته - the Moor - وسط الأسرة والأصدقاء وتعني المغاربي أو الأندلسي وتفيد البشرة الداكنة نسبيا بالمقارنة مع الشحوب الأوروبي)، منها سخريته وجزالة عبارته وإحالاته المتواترة لمعارف عصره والأدب في كل ضروبه، وهي إحالات وإشارات غنية بالمعاني والصور التي تغيب نصا لكنها تثري منطق ماركس وخطابه، فهي مثل 'المونة' في البناء وبدونها لا يتماسك طوب ماركس ودُرَّابَه الكثير.
٢
'رأس المال' في الحقيقة مخطوطة طويلة غير مكتملة فماركس لم يكمل صياغة المجلد الأول حتى، وهو الجزء الوحيد الذي عاش ليراه منشورا، أما الثاني والثالث فصاغهما وحررهما فردريك انجلز من مخطوطات كارل ماركس بعد وفاته. أعاد ماركس كتابة عدة فصول في المجلد الأول مع كل طبعة وكتب في كل مرة مقدمة جديدة وفي نهاية حياته كان مستعدا لتمزيق الكتاب كله وكتابته من جديد. لذلك 'رأس المال' ليس كتابا مكتمل الصياغة حسن التحرير وذلك أحد أسباب عُسره الأسطوري. لذلك ربما، أهمية 'رأس المال' ليست بالضرورة في خلاصاته فقط، على نصاعة معظمها، لكن في منهج ماركس، الذي هو بتعبير اليوم متعدد العلوم ومتزاوجها (multidisciplinary/intersectional) فمن نظر في ثبت مراجع ماركس، وكان قارئا صبورا وكاتبا حريصا عفيف القلم، وجد كتبا ودراسات ووثائق في كل العلوم الانسانية والطبيعية من الأنثربولوجيا حتى الكيمياء الصناعية والأحياء الدقيقة، بما في ذلك علوم استجدت في عصر ماركس وألزم نفسه بالتعلم منها كمثل الجيولوجيا والكيمياء العضوية ونظرية النشوء والارتقاء. كان ماركس بالدرجة الأولى جامع معرفة عظيم وتميز بقدرة هائلة على أن يكشف علاقات وينسج أخرى بين ضروب شتى من المعارف والعلوم في سبيل أن يفهم الإنسان وعالمه، كل ذلك بعدة الديالكتيك وكانت أداته الفلسفية للتكثيف والتجريد قصد الوصول إلى تصورات كلية تنهض على أساس معارف ملموسة للعالم. كتاب رأس المال هو جانب من مشروع ماركس الكلي، الذي لم يكتمل، والكتاب نفسه جمع مسودات كُتبت في أزمان مختلفة وخضعت لدرجات متفاوتة من الفحص والتحرير، بعضها هو نفسه غير مكتمل. سوى ذلك دخلت متن رأس المال خطابات كان ماركس كتبها لأصدقاء ومحاورين يعالج فيها قضية أو أخرى أو يخطط لذلك أو يشرح مسألة ما. لذلك تجد في هذا الكتاب العظيم أثرا من أرق الليالي الطوال ومتاعب الكاتب مع المصادر ومع الوثيقة ومع الترجمة (كان ماركس يقرأ بجانب لغته الألمانية الأم الفرنسية والانجليزية بإجادة الكاتب، كتب بالفرنسية النصوص التي باتت تعرف بمخطوطات باريس ١٨٤٤ وبالانجليزية مقالاته الصحفية في نيويورك ديلي تربيون، كما تعلم الروسية في عمر متأخر ووفر له تعليمه المدرسي معرفة باللغات الأوروبية القديمة اللاتينية والاغريقية) ومع الصياغة ومع تنظيم النص وتدبير انسيابه من قضية إلى أخرى.
٣
ماذا يمثل هذا الجزء المكتوب من 'رأس المال' إذن؟ هو محاولة كارل ماركس الباسلة لإدراك المجتمع الرأسمالي بكامله في حال حراكه وتطوره. اجترح ماركس في هذا السبيل نسيج من المفاهيم المتصل بعضها ببعض وفاز فعلا إذا ما عُدنا إلى تشبيه شبكة الصيد أعلاه بلآلئ لا حصر لها هي مطلب قارئة 'رأس المال' وعليها الصبر على تعقيد هذه الشبكة وأحيانا فوضاها الخلاقة لتصل إلى مطلبها. بدأ ماركس الانشغال بالاقتصاد في باريس وكتب وقتها ما بات يعرف باسم 'المخطوطات الاقتصادية الفلسفية' أو 'مخطوطات باريس' (١٨٤٤). تُشكل هذه المخطوطات في الحقيقة لبنة من لبنات 'رأس المال' وطبقة باطنية من طبقات مشروعه الكبير. لكن الطريق إلى 'رأس المال' لم يكن متيسرا، وأكبر محطاته لا شك الكراسات السبع المعروفة ب Grundrisse - اللفظة الألمانية التي تعني أسس أو خطوط عريضة وكانت عنوان ماركس الجامع لها وتعريبه 'أسس نقد الاقتصاد السياسي'، مقارنا بعنوان 'رأس المال' الجانبي 'نقد الاقتصاد السياسي'. هذه المخطوطات غير المنقحة وغير المكتملة والتي لم يعدها صاحبها للنشر أصلا هي دِغال فكر ماركس لا شك وكتاب 'رأس المال' بالمقارنة فسحة فيها، وضعها في الخزانة عام ١٨٥٨ ولم تجد طريقها إلى النشر حتى العام ١٩٣٩. اشتبك ماركس في Grundrisse مع قضاياه الرئيسة، رأس المال والعمل والإنتاج وعلاقاته والسلعة والتوزيع والتكنولوجيا والتراكم البدائي وأنماط الإنتاج ما قبل الرأسمالية والشروط اللازمة للنهوض الثوري، وانتخب من هذه الكراسات ما أعاد صياغته في 'رأس المال'. 'الأسس' هي أوسع ما كتب ماركس من حيث القضايا والمواضيع فهي تضم من جهة تراكيب فلسفية معقدة ومن أخرى معادلات حسابية استعان بها صاحبها لفض أسرار الرأسمالية. كتب ماركس لأصدقائه في آخر العام ١٨٥٧ يعد بقرب اكتمال مبادئ نقده للاقتصاد السياسي وكتب في منتصف ١٨٥٨ يقول العقدة أن المخطوطة بحالها جبة درويش ومعظم ما كتبت حتى الآن موقعه السليم في آخرها، ثم كتب في آخر ١٨٥٨ يقول نجحت في شرح تصور للعلاقات الاجتماعية بطريقة علمية، كتب وقتها أن المحتوى قد اكتمل لكن تبقت الصياغة ولم يجد طريقا بعد للأسلوب المناسب. اختار ماركس عند هذه المحطة أجزاء من المخطوطات نقحها وارتضى صياغتها وأسلوبها ونشرها منفصلة كجزء أول عام ١٨٥٩ تحت عنوان "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي"، لم تر الأجزاء التالية التي وعد بها ماكينات الطباعة أبدا وتقع على عاتق من طلبتها مهمة استكشاف 'الأسس' بحثا عن معاني ماركس.
٤
هل يمكن قراءة 'رأس المال' إذن؟ نعم لكن لا بد من الدبارة وقد أصبحت قراءة 'رأس المال' في حد ذاتها موضوعا للبحث والتأمل، على سبيل المثال كتاب الفيلسوف الفرنسي لويس آلتوسير 'قراءة رأس المال' (١٩٧٠) ومؤخرا كتاب ديفيد هارفي 'المرشد إلى كتاب ماركس رأس المال' (٢٠١٠)، هذا إلى جانب الآلاف من الملخصات والتفسيرات والمباحث التي تتناول كتاب 'رأس المال' بصورة أو أخرى إن لم يكن مئات الآلاف متى ما أخذنا في الاعتبار ما صدر في المكتبة السوفييتية، كان ذلك في الاتحاد السوفييتي أو في الدول الاشتراكية الأخرى ناهيك عن الصين الشعبية.
٥
يبدأ ماركس كتاب 'رأس المال' بالفصل المشهور والشاق عن السلعة وهي نقطة انطلاق تحليل ماركس الأولى وأساس كل تشخيصه للمجتمع الرأسمالي. يفقد عدد كبير من قراء ماركس أعصابهم عند هذا الحد وتصدهم أمثلة ماركس الحسابية عن القمح والكتان فيولون الأدبار وتنتهي مغامرتهم مع ماركس قبل أن تبدأ وإن احتفظوا بإعجابهم الغامض به وهللوا بالماركسية صباح مساء. لذلك، جاز ربما والنصيحة من آلتوسير، ألا تبدأ قارئة ماركس بالقسم الأول عن السلعة والنقد وإنما بالقسم الثاني من الكتاب 'تحول النقد إلى رأس مال'. يمثل هذا الجزء الثاني قلب الكتاب في الواقع وفيه يستعرض ماركس مفهومه لفائض القيمة وأساس الاستغلال الطبقي في المجتمع الرأسمالي. من هذا الموقع الاستمرار في القراءة يسير نسبيا فالقسم الثالث 'فائض القيمة المطلق' والرابع 'فائض القيمة النسبي' يتصلان بالثاني ويفصلان فيه. ينجم فائض القيمة المطلق عن ساعات العمل وفائض القيمة النسبي عن زيادة الإنتاجية عبر تجنيد التكنولوجيا. الجزء الخامس من الكتاب 'فائض القيمة المطلق والنسبي' تكثيف للقسمين الثالث والرابع ولا ضرورة ملزمة لقراءته في هذه المرحلة. الطريق من القسمين الثالث والرابع ممهد نحو القسم السادس عن الأجور. يجابه ماركس في هذا القسم من الكتاب دعاوى الرأسماليين أن الأجور التي يتلقى العمال هي قيمة ما يبذلون من عمل ويفحص بدقة الأجور وتركيبها وأنواعها، زمانية ومقطوعية. ما يخلص إليه ماركس في هذا القسم هو أن الأجور أو سؤال مستوى المعيشة هو آخر الأمر قضية صراع طبقي ولا صلة له بإنتاجية العمل والأرباح التي يجنيها الرأسماليون.
٦
من هنا تصل قارئة 'رأس المال' جوهرة الكتاب، القسم السابع عن تراكم رأس المال والثامن عن التراكم البدائي. يتطرق ماركس في القسم السابع بالتفصيل إلى نزعة الرأسمالية تحويل فائض القيمة إلى رأس مال دون هوادة في دورات متوالية كأنها "كرة الثلج" بعبارته. يستعرض ماركس هذا القانون الثابت للرأسمالية بمثال تراكم رؤوس الأموال في بريطانيا خلال الأعوام ١٨٤٦ إلى ١٨٦٦. من هذا القسم الطريق معبد نحو كتاب لينين 'الإمبريالية، أعلى مراتب الرأسمالية' (١٩١٧) وفيه يبين لينين أنه ومنذ نهاية القرن التاسع عشر اتخذت إعادة إنتاج رؤوس الأموال الصيغة الامبريالية وفيها اندمج رأس المال المصرفي والصناعي لينشأ رأس المال المالي (finance capital) الذي تولى مهمة الاستغلال المتهيج والمباشر لكل العالم عن طريق الاستعمار وتبعاته، الحروب الاستعمارية والحروب بين الدول الإمبريالية. أما القسم الثامن والأخير من الكتاب فيضم مناقشة ماركس الضافية للتراكم البدائي وهي العملية المفتاحية في نشأة الرأسمالية وكذلك العملية المستمرة للاختراق الرأسمالي في جغرافيات اجتماعية كانت في كنف الكفاية المعيشية ولم ينل منها التسليع. يفض ماركس في هذين الفصلين الأخيرين من رأس المال "التدليس" الذي يلف رأس المال ويكشف خباياه وخطاياه وقراءاتهما تأخذ بلباب الذين أتوا ماركس بشكوى الاستعمار والهيمنة الامبريالية. يجندل ماركس الخطاب البرجوازي حول نشأة رأس المال، الخطاب الذي يرد هذه النشأة إلى الاجتهاد والبذل وفضائل الادخار والعصامية الفردية. في مقابل هذا التدليس الذي يتكرر صداه في سير رجال وسيدات الأعمال حتى اليوم يشرح ماركس أن نشأة الرأسمالية في كنظام اجتماعي في الدول الأوروبية كانت نتيجة تراكم عظيم للمال في يد أسر تجارية كبرى وأن هذا التراكم كان خلاصة قرون من البلطجة والغزو والنهب والقتل الوحشي والجماعي لشعوب بحالها حيث حط الاستعمار الاستيطاني. كتب ماركس في الفصل ٢٤ 'ما يسمي بالتراكم البدائي': "إن اكتشاف مناجم الذهب والفضة في أميركا، واقتلاع سكانها الأصليين من مواطنهم واستعبادهم ودفنهم أحياء في المناجم، وبدايات غزو الهند الشرقية ونهبها، وتحويل افريقيا إلى ساحة محمية لصيد ذوي البشرة السوداء، إن كل ذلك يميز فجر عهد الإنتاج الرأسمالي. وتؤلف هذه العمليات المدرة للريع العناصر الرئيسة للتراكم البدائي. ثم جاءت في أعقابها الحرب التجارية التي خاضتها الأمم الأوروبية متخذة من الكرة الأرضية ساحة لها. فقد اندلعت بانفصال هولندا عن اسبانيا، واتخذت أبعادا هائلة في حرب انجلترا ضد اليعاقبة، ولا تزال مستعرة في حروب «الأفيون» ضد الصين، وهلمجرا."
٧
بهذا تكون قارئة ماركس قد خبرت ما يكفي من أسلوبه وتقنيته الفكرية لاستيعاب القسم الأول وفتوحه الديالكتيكية، السلعة وما أدراك ما السلعة. يدشن ماركس كتاب 'رأس المال' بالجملة الثرية التالية: "تبدو ثروة المجتمعات التي يسود فيها نمط الإنتاج الرأسمالي وكأنها تكدس هائل من السلع، والسلعة المفردة هي الشكل الأولي لهذه الثروة، وعليه لا بد لبحثنا من أن ينطلق من تحليل السلعة". يختار ماركس كلمة "تبدو" فهو يقول منذ البداية أن الأمر ليس كما يبدو عليه وظاهر السلعة، أي سلعة، يخفي باطنا عميقا ومعقدا، هي ما يجري خلف ستار الإنتاج الرأسمالي. في هذه الجملة الأولى أشار ماركس إلى أولى المتقابلات التي تشكل عدة شغله الديالكتيكي، الشكل والمضمون. ستلتقي قارئة ماركس في صفحات هذا الكتاب الباسل شخصيات شكسبير وحبكاته وعباراته منثورة في الصفحات وستلتقي بالزاك وجوتة وشيلي والإغريق، فلاسفة وشعراء وأمراء، وكذلك الأحاجي والأساطير ومصاصي الدماء والذئاب الضارية والساحرات، هذا إلى جانب المفكرين السياسيين وعلماء الاقتصاد السياسي والأنثربولوجيا والصحفيين وبطبيعة الحال الفلاحين والعمال والسخرة والرقيق والمضطهدين من كل سحنة ولون. قراءة سعيدة!
استفدت في هذه الكلمة إلى جانب 'رأس المال' لكارل ماركس ، المجلد الأول، كارل ديتز فرلاغ، برلين، طبعة ٢٠٠٩ و'أسس الاقتصاد السياسي' لكارل ماركس، كارل ديتز فرلاغ، برلين، طبعة ١٩٧٤ من كتاب سفن-إريك ليدمان 'عالم للفوز به: حياة وأعمال كارل ماركس، دار فرسو، لندن، ٢٠١٨ وكتاب ديفيد هارفي 'المرشد إلى كتاب ماركس رأس المال'، دار فرسو، لندن، ٢٠١٠ وكتاب لويس آلتوسير وإتيين باليبار 'قراءة رأس المال'، دار فرسو، لندن، ٢٠٠٩ وكتاب لينين 'الإمبريالية، أعلى مراتب الرأسمالية' [١٩١٧]، أعمال مختارة، المجلد الأول، دار التقدم، موسكو، ١٩٦٣.
m.elgizouli@gmail.com
////////////////////