عودة لموضوع المدرسة السودانية بباكستان

 


 

د. زاهد زيد
30 October, 2012

 


في مقال سابق لنا في المواقع المهتمة بقضايا الوطن والمواطن السوداني أينما كان ، نشرتُ ما سطرته إحدي المواطنات من حول المدرسة السودانية بباكستان ومحاولة ابلاغ المسئولين عن واقعة استيلاء السفير السابق لدى تلك الدولة (م.ع) على أموال تخص تلك المدرسة .
في وقت لاحق من هذا الأسبوع  كتبت لي هذه المواطنة تشكو من أن البعض ممن سمتهم بأسمائهم ووصفتهم بصفاتهم قد قاموا تحت ستار معارضة النظام باستغلال ذلك المقال لاشانة سمعت بعض أفراد من الجالية ذكرتهم المواطنة بأنهم من خيرة الناس وفوق الشبهات لا لشيئ إلا لتصفية حسابات خاصة ولأغراض بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة .
والأخطر من ذلك – كما تقول المواطنة - محاولة هذه الفئة استغلال معارضة النظام لتحقيق مكاسب شخصية للحصول على حق اللجوء السياسي والمساعدات المالية وغيرها من منظمات دولية كالأمم المتحدة . وتستمر المواطنة في رسالتها فتذكر أنه لم يكن غرضها ولا هدفها التشهير بأحد وأنها قد حددت هدفها بـأن تسترد المدرسة مالها بغير مزايدة ولا استغلال يسئ للأبرياء في اتهامات كاذبة لا دليل عليها .
لابد لي أولا من استهجان ورفض أي محاولة لاستغلال كتاباتي في أي عمل غير مسئول من أي شخص كان ، وأشكر هذه المواطنة الغيورة وكشفها لهذا النوع الخبيت من الديدان البشرية الذين عانينا ولا زلنا نعاني منهم في الداخل والخارج من منتفعي الأزمات والآكلين من موائد المعاناة والذين لا يهمهم ما يعانيه الناس في بلدهم بل يستغلونه أسوأ استغلال ، ليقدموا صورة مشوهة لنضال الأمة ولينتفعوا هم من معاناة الناس ، ويتاجروا بقضاياهم بلا رادع من ضمير ولا دين .
وقد نبهت في كثير من المواطن إلي ضرورة تطهير المعارضين لصفوفهم وابعاد المندسين والمنتفعين وعزلهم فهم مع المنفعة ولا شيئ غيرها فحيثما توجهت توجهوا إليها وما أسهل عندهم بيع الذمم وارتهان الضمائر .
أرجو من الأخت المواطنة ومن يتألم للحالة التي وصل إليها بعض ضعاف النفوس من متاجرتهم بقضية البلاد وبيعهم أنفسهم للشيطان أن نذكرهم بوجود هذا الصنف من الابتلاءات من الطفيليات البشرية يطفح بهم النظام الحاكم ويستغلهم أسوأ استغلال كما يستغلونه هم أنفسهم .
ولئن كنا نعارض النظام لفساده ذاك ولاستغلاله البشع لمقدرات البلد فلا يمكن أن نصل لأهدافنا من حرية وديمقراطية وعدل ومساواة وبين صفوفنا مثل هؤلاء . فأسلوب المنافع وتصفية الحسابات وإثارة الفتن وزيادة الشحناء بين الناس في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد ، يضر بعمل المعارضة وينفر الناس منها ويساوي بينها وبين ما تنتهجه الحكومة من أساليب فاسدة .
أرجو أن أوكد للأخت المواطنة أننا يجب أن لا نستكين ولا نضعف ولا يصيبنا الاحباط في مواجهة الباطل أيا كان مصدره ومهما تسربل بثوب الحق أو تلون بألوان براقة . فكم من مدع للمعارضة ليس له من معارضته إلا ما يملأ به بطنه . وأنه لا يجب علينا ان نعطي لهذه الجراثيم فرصة لتنموا وتتكاثر في جسد المعارضة حتى لا تقعد الناس عن أهدافهم العالية والنبيلة . وأن نفوت عليهم الفرصة فكثيرا منهم عملاء للنظام يهدفون لخلخلة الصفوف وخلط الأوراق ، ودمغ الناس بالفساد لتخويفهم وارهابهم وإلهائهم عن أهدافهم .
ولو تذكر  الأخت المواطنة والقراء الكرام دعوتي في مقالي ذاك  للرجال للكلام وعدم السكوت عن الحق ، وعجبت لصمتهم ولم تكن دعوتي موجهة لأنصاف الرجال والمرجفين والآكلين على كل الموائد . فهذا أوان الرجولة الحقة التي بها وبها وحدها تحقق أهداف البلاد والعباد .
Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]
///////////

 

آراء