غازي صلاح الدين: عضو أصيل في التنظيم

 


 

 

 

يبدو أننا سنتحدث عن الرجل الذي يعتبره التنظيم متعلماً متفوقاً يُباهي به أعضاء التنظيم الآخرين. فهو قد تمرغ في نعيم سلطة التنظيم بكسبه خلال العهد الطالبي واشتراكه في هجوم الجبهة الوطنية في 2 يوليو 1976، رغم فشله في السيطرة على مصلحة المواصلات السلكية واللاسلكية بالخرطوم، فقد بقي مشاركاً وحُسب له الفضل. تقلب في وظائف الإنقاذ منذ بداية الانقلاب 1989حتى 2013. فقد كوّن حزب الإصلاح بعد خروجه من حزب المؤتمر الوطني، وشارك حزبه في السلطة حتى موعد السقوط العظيم في 11 أبريل 2019.

*
تقلب في الوظائف التالية:

وزير الدولة والمستشار السـياسي لرئيس الجمهورية 1991- 1995م.
وزير الدولة بوزارة الخارجية 1995م.
يناير 1996- فبراير 1998 م الأمين العام للمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم).
فبراير 1998- فبراير 2001 وزير الإعلام والثقافة.
وزير الإعلام والاتصالات فبراير وحتى يونيو 2001م.
يونيو 2001 حتى ديسمبر 2003 مستشار رئيس الجمهورية لشئون السلام.
رئيس مجلس إدارة مؤسسة اتجاهات المستقبل. التي أسسها بعد استقالته من القصر الجمهوري في نهاية عام 2003م.
مستشار الرئيس وعضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني. ورئيس كتلة المؤتمر الوطني بالمجلس التشريعي (البرلمان) ومسؤول عن أهم ملفين سياسيين (ملف إدارة الحوار مع أمريكا) و ( ملف حل مشكلة دارفور).
قاد مجموعةً اصلاحية داخل الحزب الحاكم عرفت باسم سائحون و ذلك بعد استبعاده من رئاسة الكتلة البرلمانية للمؤتمر الوطني.
انفصل رسميا من حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتاريخ 26/10/2013 وأنشأ هو والمجموعة المنفصلة حزباً باسم حركة الإصلاح الآن، الذي شارك حكم البشير كواحد من الأحزاب الشكلية التي انضمت للسلطة.

(2)

نورد بعض المقتطفات من كتاب المحبوب عبد السلام عن العشرية الأولى من الإنقاذ، موضحين أن الوثائق هي من أحد قادتهم الذين اختبأوا في القصر يديرون ملفات التنظيم من الداخل، ولا يشغلون وظائف سياسية واضحة، لأن دورهم خلف الكواليس أضخم وأهم.

ص 159، ص 160:

(مثّل الخروج الأول للحركة الإسلامية إلى العلن اختباراً آخر لمدى تهيئتها للشفافية والديمقراطية، فقد اختارت هيأة القيادة مرشحاً جديداً لمنصب الأمين العام للمؤتمر الوطني، يجسد صدق التحول نحو حاكمية التنظيم السياسي وهيمنته على السياسة والحكم، ويحسم ازدواج الظاهر والباطن لصالح توحيدهما، حركة إسلامية غالب عملها ظاهر مفتوح في حزب سياسي ، يتهيأ للمنافسة مع أحزاب أخرى في إطار ديمقراطي تعددي.

كان مسرح الانتقال هو المؤتمر القومي العام للمؤتمر الوطني، الذي شهده عام 1997م، ورغم أن مرشح الحركة الإسلامية لمنصب الأمين العام، فقد أُتُفق عليه بقرار هيأ القيادة ، إلا أن إصرار كتلة مقدرة من ولايات دار فور على إعادة انتخاب الأمين العام السابق ومقاومة مقترح القيادة على حمل مفاجأة لم تعتدها القيادة في إخراج ترتيباتها وتدابرها للعلن، إذ ظلت تمضي كما كان يخطط لها من الباطن إلى الظاهر في سهولة ويسر طيلة عهد الإنقاذ منذ يومها الأول. أخذت المقاومة شكل تكتل جهوي انتظم فيه غالب أعضاء الحركة الإسلامية القدامى من دار فور ومعهم المكتسبون في عهد الإنقاذ ممن جمعهم جميعاً إطار المؤتمر العام للمؤتمر الوطني. وإذ بلغت عضوية المؤتمر بضعة آلاف، فقد جذب موقف دارفور تلقائياً موقف نظرائهم في الولايات الأشد لاسيما ولايات الجنوب. وعلى الفور انتظم تحالف لا يقام بالإجراء الانتخابي الديمقراطي كما يحدده النظام الأساسي للمؤتمر الوطني وكما تنظمه لوائحه ، فتكتل دارفور والجنوب يمثل أغلبية تحتاج لمنظومة واسعة من التحالفات حتى تُهزم بالغلبة العددية}

الهامش ص 159:

{ اختارت هيأة القيادية الدكتور غازي صلاح الدين مرشحاً لمنصب الأمين العام للمؤتمر الوطني، خلفاً للأستاذ الشفيع أحمد محمد. إذ أن الأول شغل منصب وزير الدولة للشؤون السياسية برئاسة الجمهورية ومنصب وزير دولة بالخارجية وفي الأطر الخاصة للحركة فقد تولى وظيفة مقرر مجلس الشورى وعضو المكتب القائد، ثم عضو هيأة القيادة، حمل ترشيحه مدى جدية الحركة الإسلامية في تأكيد الدور المحوري للمؤتمر الوطني في منظومة الحكم والحركة، بعد مرحلة متطاولة ظل دور المؤتمر فيها هامشياً لا يكاد يذكر}

ص 161 :
{ أخيراً لجأت قيادة المؤتمر الوطني في معركتها الضروس لفوز مرشح القيادة وهزيمة تحالف الهامش إلى إباحة التزوير، وهو خلقٌ استشرى بغير فقه ولا تقوى في منافسات الحركة الإسلامية مع خصومها في اتحادات الطلاب ونقابات المهن وبرعت فيه الأجهزة الخاصة للمعلومات والأمن، وظلت تتحالف لإنفاذه وتمام نجاعته عضوية الحركة في الأجهزة الشعبية والرسمية لتكسب به مقاعد الاتحادات والنقابات، ريثما تستدير بالفوضى على نفسها فتزور إرادة قاعدتها داخل حزبها لصالح أجندة القيادة. وإذ أن التزوير ظل سرياً ومكتوماً حتى عن الأمين العام للحركة لم يتح لأي من أجهزة الحركة أو عضويتها النهي عن منكره ومحاسبة مقترفيه، بل دأبت العناصر الغافلة لإنكاره حتى عندما بلغ خاصة أجهزتها، ضمن سنن الله في المجتمع و التي تدير الفوضى على منْ يمارسها على الآخرين إلى داخل بيته.

لقد بدأ المؤتمر الوطني عهده الجديد بغير تقوى أسس بنيانه على شفا جرف هار من التزوير، وبتواطؤ تام مع قيادة المؤتمر مع لجان الانتخاب، لفوز مرشح القيادة وهزيمة تحالف الهامش، الذي أراد إثبات إرادته في وجه المركز بالتجديد لمرشح، لم يكن له كسب كبير في إدارة عمل المؤتمر في مدى السنوات التي تولى فيها المنصب حتى لأقاليم الهامش، وقد فاز مرشحهم بالفعل، لولا التزوير الكبير الذي اعترى العملية}
الهامش ص 161:
{ أعلنت لجنة الانتخابات فوز الدكتور غازي صلاح الدين دون إشارة لعدد الأصوات}
الهامش ص 412:
{ وقع على مذكرة العشرة كل من: أحمد علي الإمام، غازي صلاح الدين، إبراهيم أحمد عمر، نافع علي نافع، سيد الخطيب، بهاء الدين حنفي، حامد تورين، عثمان خالد مضوي، بكري حسن صالح، علي أحمد كرتي}

(3)
يستغرب الإنسان حين يجد " غازي صلاح الدين " ضمن اجتماع بعض من المجلس العسكري الانتقالي بعد سقوط التنظيم، وهو يتقبل الصدمة الأولى كأنه لا يدرك أن العصبة قد سقطت، وأن تنظيمات الإخوان المسلمين الحربائية، قد ولى زمانها.
لقد أكسبت مهادنة المجلس العسكري، ولا سيما أعضاؤه الذين هم جزء من المشهد السابق جرأة ليس لها سابق. بدأ أعضاء التنظيم الأخطبوطي يحسون بأنهم جزء من المشهد الجديد، وكانوا يظنون أن التغيير شكلي، وحالما يعودون لمناصبهم السابقة. لم يكونوا يصدقون أن الحياة قد تغيرت بعد ثورة الشعب. فقد أثبت الشعب أنه معلم عظيم.
*
فقد تقلب " غازي صلاح " الدين في مناصب التنظيم، وكان بطلاً لتزوير انتخابات أمين عام المؤتمر الوطني عام 1997. و شارك في مذكرة العشرة الخاصة بقياديي التنظيم التي قادته إلى المفاصلة، وخروج الأمين العام للتنظيم من السلطة. وتلك صورة حربائية من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين الذي قذف بالسودان من الدول المتوسطة الحال، التي ترغب أن تكون نموذجاً ديمقراطياً، إلى دولة فاشلة تقبع في ذيل الأمم.

عبدالله الشقليني
29 أبريل 2019

alshiglini@gmail.com

 

آراء