فتاة تلعب بالنار

 


 

 

 

بداية تعارفنا كان في منصة الفيس بوك، لاحظت أن معظم بوستاتها ذات طابع ثوري ، وبما إني ناشط أيضاً في مواقع التواصل الاجتماعي، فكان التعارف بيننا سهلاً ، ثم طفقنا في تبادل الاخبار بشئ من الحذر الشديد، اذا مدتني بخبر، تلاعبت ببعض مصادره وبعض معلوماته دون الاخلال بأهم المعلومات الواردة، من عادة المدونين كتمان منصاتهم الحقيقية ، خوفاً من هجمات الحكومة الشرسة ، في خاطرهم كيف جلبت الحكومة وليد الحسين مؤسس ومسؤول موقع الراكوبة مُكبلاً من السعودية، بعده اقتادت أجهزتها الأمنية ود قلبها من الخارج الي زانزنة منفردة ، هي مثلي تعمل في وكالة أنباء تزاحم في الفضاء الأسفيري، بالرغم من معرفتي الأكيدة بذلك، لم أشأ ان أناقشها، لأن أول درس في التأمين تلقيته هو عدم التحادث مع المدونين، وعلى المدوٌن المحترف الإبتعاد عن مهاجمة الحكومة في الظاهر حتى لا يلفت الانتباه إليه ، قال لنا المدرب انا في صفحتي الشخصية بكتب شعر غزل فقط أو رسائل غرامية عامة ، لذا كل بصاصين الحكومة يصنفوني كعاشق ولهان، في وقت هو يشرف على اكبر مدونة تصنفها الحكومة بأنها منصة تمولها جهات أجنبية تعادي الإسلام!!!! من طبع الحكومة الربط بينها والإسلام،. لكسر حاجز الخوف طلب مني مسؤول الوكالة بالتعامل مع نادية بلال للاستفادة من خبراتها الكبيرة في مجال تصوير الفديو وتستفيد هي من خبراتك في مجال التحرير الصحفي ولكن فشلت في مناقشتها، بالرغم من أن لقبي بمثابة مفتاح لمعاملاتي داخل مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، بيد أني أتحاشاه كثيراً، بتقديم نفسي باسمي في المستندات ،. أول مقابلة بيني ونادية في محلات الأستاذ لبيع الموبايلات بالسوق الكبير ، جئت بغرض شراء تلفون، لما اتفقنا على سعر الهاتف، رفعت فتاة كانت تجلس على المعقد الوحيد رأسها لتنظر في شخصي، لاحقاً بررت نادية بلال رفعها لراسها المفاجئ للتأمل في الشخص الذي يشتري هاتف بسعر كبير، لحظتها كشف مرافقي عن لقبي، فاضل البائع لقبي بتخفيض كبير من السعر، قامت نادية من مقعدها مجاملة يتطلبها السلام مثل هذه المواقف، عند الفراغ من التحيات، استخرجت هاتفها من شنطتها وأجرت اتصال بشخص ما، بدأت تخاطبه بلغة الاثنى، ثم مدت لي الهاتف قائلةً سعاد (عايزاك) في التلفون، فكرت أسأل سعاد مين؟ ثم صرفت النظر عن السؤال نظام تأمين ، تفاجأت بأن الطرف الثاني رجل صوته مألوف لدي، هو المسؤول الاول عن الموقع الإلكتروني الذي يخدمني من خلال المكالمة طلب مني التعاون مع نادية تعاوناً غير محدود، بعد ساعات اتصلت بنادية لائماً على خطأ أمني وقعت فيه عند تصويرها فديو عن غلاء المعيشة في الضعين، كان السيناريو محبوك بخيال روائي، تظهر فيه نساء يتشكين من قساوة الحياة،. حولهن اطفال حالهم يغني عن السؤال، ثم يظهر في الفديو عمنا الحسن المكي كممثل للتجار هو رجل جيد لا غبار عليه ، لكن اذا الاجهزة الامنية استفسرنه لا يتوانى في كشف المصور، لجهله بخطورة العمل الإلكتروني، حصد الفديو اكثر من ربع مليون مشاهدة، بما ان المخلوع قضى دهراً من عمره في الحكم يتمنى الصلاة في جامع كاودا وتتلمظ شفتاه للرقص حول جماهير المنطقة ، بينما نادية بلال الفتاة التي استطاعت اللعب بالنار الصلاة فيها عشرات الصلوات، حيث تحميها قوات الحركة الشعبية شمال من قرب مدينة كادقلي الي داخل المناطق المحررة. كوني بخير المناضلة والمناصرة لحقوق الضعفاء بنت الضعين نادية.

tikobasher@gmail.com

 

آراء