تفاءلنا كثيراً بإعتلاء الملك سلمان لعرش المملكة وسررنا أكثر بسياساته التصحيحية التي الهدف منها أن تأخذ المملكة مكانتها القيادية والريادية للأمة الإسلامية والعربية السياسة التي طابعها الإستقلالية والإعتماد على الذات في التعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية وترجم ذلك بإقامة حلف إسلامي لمواجهة الإرهاب وإنشاء مركز دولي في الرياض لمكافحة الإرهاب فكل هذه الأشياء مجتمعة جعلتنا نثق أن المملكة خطت خطوات نحو الإتجاه الصحيح الذي يجنب الأمة الفرقة والشتات والحروب والكروب والمؤسف أن بعد كل هذا التفاءل ونحن نتحدث عن وحدة المسلمين حدث ما أصابنا بالإحباط كما أصاب الشارع المسلم والعربي لأننا كنا نعتقد أن المملكة بخطواتها الأخيرة الساعية الى وحدة المسلمين سوف تسير في هذا الإتجاه لكن ما حدث في الخليج هزّ قناعاتنا ألا وهو الموقف من دولة قطر وقد حدث ونحن في أمسّ الحاجة الى وحدة الصف لمواجهة الأخطار التي تحيط بالأمة فمهما كانت الأسباب والدوافع ونحن لسنا مع أو ضد وهذا الذي يحدث يقود إلى ذلك وهي الفرقة بعينها وما حدث ليس له ما يبرره لأن ما تخشونه في الجماعة خير مما تطلبونه في الفرقة ولا ننسى أننا مسلمون مأمورون بالإخاء والمودة والتعاون على البر والتقوى وليس التعاون على الإثم والعدوان وإصلاح ذات البين والتي هي من أفضل الأعمال وذلك في قوله تعالى:( لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)وقوله:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وفي الحديث:( لا يَحِلُّ لامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ ، فَيَلْتَقِيَانِ , فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ) وكذلك في الحديث:(عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال( : أربع من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر) أين نحن من هذه التعاليم التي هي من صميم ديننا وعقيدتنا فكيف نتحدث عن الإرهاب ونحن بهذه التصرفات نهيء له الجو ونخلق له المناخ وتعم الفوضى وتنشب الحروب والهرج والمرج والشاعر يقول:
اذا كنت في كل الأمور معاتباً***صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه فأعتبروا يا أولي الألباب فلنتعظ بما يحدث حولنا من دمار وخراب أليس هذا يكفي أم نحن في حاجة إلى بؤر أخرى للفتن والأحن والذي حدث يستوجب أن تعالج الأمور بالحكمة لا بالتهور وردة الفعل وأخيراً نأمل ان يرجع الجميع إلى رشدهم لأن الذي حدث لا يقره عقل ولا دين ولا عرف ومرفوض لدى الشارع المسلم حتى في دول الخليج نفسها إستهجن المواطنون هذا التصرف.