فرانسيس دينق: المثقف والسلطة … بقلم: خالد موسي دفع الله

 


 

 

 

أســـــتـدراكات

 

 

Kha_daf@yahoo.com

 

 

لعل النكتة التي أطلقها الراحل قرنق في واشنطون عن فرانسيس دينق تكشف المأزق الأنطلوجي الذي يعيشه هذا المفكر والسياسي الناشط.فقد سأله الزعيم الراحل قرنق عندما دعاه لتناول وجبة العشاء في منزله قائلا:أين تسكن يا فرانسيس؟فرد عليه أسكن في المنطقة الفاصلة بين واشنطون وميرلاند فما كان من قرنق إلا أنه قال له ضاحكا الي  متي تظل معلقا بين الأشياء وتتجاذبك الأنتماءات و فواصل الجغرافيا لأن أبيي تقع في المنطقة الفاصلة بين الشمال والجنوب تماما مثل منزلك الذي يقع في المنطقة الفاصلة بين واشنطون وميرلاند.

دائما ما ترتبط زيارة الدكتور فرانسيس الي الخرطوم ببعض التوترات نسبة للصفة الرسمية التي يحملها وهي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للأبادة الجماعية ، لأن تعيين شخصية سودانية مرموقة في هذا المنصب في ظل الأتهامات والمزاعم الجارية خلق بعض الريبة وربما يكون هذا ما دفع الدكتور فرانسيس لتأجيل زيارته الي السودان طيلة الفترة الماضية حتي تنتفي أو تهدأ تلك الشكوك، ثم ما فتئ أن حل ضيفا علي الخرطوم الأسبوع الماضي لحضور ندوة (الوحدة وتقرير المصير) التي نظمتها بعثة الأمم المتحدة في السودان بالتعاون مع مركز أتجاهات المستقبل وقدم فيها ورقة أتسمت بالصراحة والمباشرة.

إن الذهن السياسي في السودان تماري في ظلم الدكتور فرانسيس دينق وأكتفي بقراءة كتبه ورواياته خاصة طائر الشؤم، وحرب الرؤي وأعتبرهما  دعاية مبكرة للأنفصال وأستحالة التعايش المشترك ،و قد شن الصحفي الراحل محمد طه محمد أحمد هجوما كاسحا علي الدكتور فرانسيس دينق مفندا شخوص رواياته ورؤاه التي أعتبرها جلدا للذات وتعميقا للكراهية بين الشتيتين. وقد حز ذلك الهجوم في نفس الدكتور فرانسيس وعده هجوما شخصيا ، لأنه تجاوز الفكري الي الشخصي ، ومن ثم ردا بمقال مكتوب نشر في الصحف السيارة فند فيه المقال بعبارة بليغة، ودبلوماسية هادئة وشرح فيه ثمرة جهوده الفكرية في الرتق والتقريب. ولعل مما فاقم من نظرة الريبة والشك في الذهن السياسي السوداني هو أن فرانسيس ظل يحتفظ بمسافة معقولة من جميع الأحزاب والكيانات جعلته دائما في منطقة رمادية. فهو مثلا لم ينضم الي الحركة الشعبية،وكان في الفترة الأولي من أندلاع النزاع المسلح يقف علي الرصيف من رؤي وأيدلوجية الحركة الشعبية  ، بل وسدد بعض النقد لنظرية السودان الجديد، ولكنه في الخفاء كان يساند التمرد العسكري للحركة الشعبية تحت نظرية الكفاح المسلح من أجل أستعادة الحقوق.وقال بعد أتفاقية السلام في محاضرات مشهودة في واشنطون أن الكفاح المسلح والنصر الذي أحرزه قرنق في تسليط الضوء علي قضية التهميش أدي الي أن يعترف بعض المسئولين السودانيين بأعراقهم الجنوبية ونسبهم مع قبائل جنوب السودان، وقال إن الكفاح المسلح هو ما دفع السيد الأمام الصادق المهدي الي الأعتراف علنا بأن أحدي جداته دينكاوية ، كما أعترف مسئول رفيع آخر بذلك ولكنه رفض الأفصاح عن أسمه.

إن فرانسيس دينق هو من أفترع نظرية تشظي الهوية أو(أزمة الهوية Identity Crisis) التي عدها السبب الرئيس في تفشي النزاعات والصراعات في السودان،وصك من نماذجه التحليلة عبارة صارت مثلا وتبناها الدكتور قرنق في أدبياته السياسية وهي (أن المسكوت عنه هو ما يفرقنا ويعمق أنقساماتنا).وقد صار لهذه النظرية التي ظل يغذيها بالنماذج والأدلة والتحليلات سوقا رائجة في الغرب، وظلت هي النقطة المركزية التي تبني عليها مراكز البحث والدراسات تحليلاتها ورؤاها عن أسباب الحرب في السودان وآفاق الحلول الممكنة.وقد أدي ذلك الي أن يخرج نائب مساعد الخارجية السابق روبرت زويلك رئيس البنك الدولي الحالي بوصفة سياسية تتطابق حذو النعل بالنعل مع نظرية أزمة الهوية مما جعلها مرجعا نظريا هاما أنبنت عليها الأستراتيجيات الأمريكية لمعالجة أدواء السودان. مشيرا الي أن الخرطوم تكونت من بقايا التجار والجنود والمغامرين وأن تلك الهوية قامت علي الأمتيازات التاريخية مما أدي الي تهميش كثير من القوميات السودانية الأخري .

يري البعض أن فرانسيس كان يمثل الغطاء الفكري الناعم للكفاح المسلح الشرس الذي أندلع في الجنوب، بل ويرون أن أفكاره ورؤاه أكثر فتكا من مدافع ودبابات الحركة لأنها تهز القناعات بفكرة السودان التاريخي الذي نضج بالتفاعل والتطور المتدرج دون وصاية من أحد أو أقرار وحدة مفروضة بالقوة.

هل هناك فرق بين نظرية التهميش والسودان الجديد للراحل جون قرنق ونظرية أزمة الهوية للدكتور فرانسيس أم أنهما وجهان لعملة واحدة؟. أنطلق الزعيم الراحل جون قرنق مستلهما فكرة حركات التحرر الأفريقية ذات الصبغة والميول الأشتراكية ، فقدم مانفستو الحركة الأول عام 1983 وصفا لأختلالات التنمية في السودان ، وأحتكار الوسط أو المركز لكل ثروات السودان نسبة لسلطته السياسية المركزية ، ووصف النخبة المسيطرة علي مقاليد الثروة والسلطة بأنهم عرب مزيفين،ومن ثم طور من نموذجه النظري مدعيا أن العرب  في السودان أقلية حسب تعداد 1956 حيث يشكلون 39% مقابل الأعراق الأفريقية الأصيلة التي تشكل الأغلبية. وعليه فأن قرنق أستدعي نموذج التنوع التاريخي والتنوع المعاصر مشيرا الي أن السودان تاريخيا كان يمور بتنوع خلاق، مستشهدا بزوجة سيدنا موسي الذي قال أنها كانت سودانية تدعي حيزا زفورا من مناطق شمال السودان، ومن ثم تناول التنوع المعاصر الذي يؤكد فيه غلبة العنصر الأفريقي ، ووصل بالدكتور جون قرنق الزعم أثناء الحرب بأن العرب سيطروا علي الأندلس لمدة ثمانية قرون وأخرجوا منها لذا فأنه من الممكن أخراجهم من السودان كما خرجوا من الأندلس. ويخلص قرنق في رؤيته الي ضرورة أعادة تشكيل السودان من جديد (مشروع السودان الجديد) بحيث يتساوي الجميع دون أعتبار للعرق والدين أو اللغة.وتتشكل المنظومة السلطانية من نظام علماني ديمقراطي يحصر الدين في الكنيسة والمسجد ويفتح أبواب الدولة للتفاعل التلقائي بين الجميع ، والسبيل لتحقيق السودان الجديد هو الرؤية النافذة والتكتيكات المرحلية والكفاح المسلح.وتأثرا بتلك النظرية فقد ظل الرئيس اليوغندي موسيفيني يدعوا الي أستقلال جنوب السودان لأقامة حاجز عازل يحول دون تمدد الثقاقة العربية والأسلامية الي قلب القارة الأفريقية،ولعل ذلك هو ما دفع الدكتور التيجاني عبدالقادر الي أفتراع مؤلفه القيم (الزنوجة والأسلام) الذي بين فيه أن الأسلام يمثل أحد أضلاع الحضارة الأفريقية الثلاثية الأبعاد وأنه جزء أصيل من الثقافات المحلية..

أما فرانسيس دينق فلا يدخل في المنطقة الملغومة بأدعاءات العرب المزيفين أو أقلية العنصر العربي وفقا لتعداد 1956، بل يصوب النظر الي أن التفاعلات التاريخية التي أدت حسب زعمه الي سيطرة المجموعة العربية الأسلامية علي مركز السلطة والثروة في السودان، وعملت هذه الفئة المتغلبة علي صبغ هوية البلاد وفقا لرؤيتهم وصار السودان يعرف بهويتهم عن طريق أقصاء وتهميش الهويات الأخري ، وصار كل ما لا ينتمي الي هذه الهوية المركزية (عربي مسلم) يعتبر مواطنا من الدرجة الثانية ، ويظل يقول في نماذجه النظرية أن الجنوبيين وفقا لهذه الهوية المركزية يعتبروا مواطنيين من الدرجة الثانية، وزاد عليه مؤخرا بأن أسياس أفورقي أثناء فترة مغاضبته للسودان قال له إن الجنوبيين هم مواطنين من الدرجة الخامسة ويأتي ترتيبهم بعد المهاجرين من غرب أفريقيا.ويعتبر فرانسيس أن الحل يجب أن يبدأ بالأعتراف بالمشكلة لأن ما يفرق هو ما لا يقال، وأن تتنازل النخبة النيلية العربية المسلمة عن أمتيازاتها التاريخية وتعمل علي أعادة تشكيل الهوية السوداية بحيث تكون أنعكاس طبيعي للتنوع العرقي والثقافي في السودان علي قدم المساواة. ولعل هذه النظرة هي ما دفعت فرانسيس في بداية عقد السبعينات عندما كان وزيرا للدولة بالخارجية الي تبني نظرية التكامل الثقافي بين الشمال والجنوب ، والي أعتبار أبيي هي النموذج الأمثل لهذا التكامل القومي لتعظيم القواسم المشتركة بين الشمال والجنوب لبناء وحدة السودان. وكتب فرانسيس في تلك الفترة مقالات مشهودة لم تتخذ موقفا معاديا لما أسماه مركزية الثقافة العربية والأسلامية في السودان بل ودعا الي جعلها هي النقطة المحورية التي يلتقي عليها الجميع. ولعل هذه النقطة هي ما فتحت عليه باب النقد من النخبة الشمالية التي ظنت أنه أرتد عن أفكاره الوحدوية التي تمثل لها بكتابه عن مذكرات جون مجوك وبابو نمر ، ويدافع فرانسيس دينق عن نفسه مؤكدا أنه لم يتراجع عن أفكاره الوحدوية ولكنه بات أكثر واقعية .  بالتالي فأن الفرق بين قرنق وفرانسيس هو أن الأول يجنح في نظريته الي أدعاء الغلبة التاريخية للعنصر الأفريقي ، وأن العنصر العربي مزيف وطارئ، وأن المركز الجغرافي هو المستهدف بالتحرير ليس ممن بل من ماذا ودرج علي القول (لا نحرر السودان من منو ولكن من شنو).وأن أعادة تشكيل السودان تقوم علي الكفاح المسلح، وحدة الهامش ، التكتيكات المرحلية والأستراتيجيات طويلة المدي.أما فرانسيس فيعتبر أن أس أزمة السودان هي فرض هوية مصطنعة بواسطة النخبة النيلية نتيجة لأحتكارها منابع الثروة ومقاليد السلطة ، والنتيجة الطبيعية  أن هذه الهوية قامت بأقصاء وتهميش الآخرين الي مواطنين من الدرجة الثانية. وفرانسيس في رؤاه لا يجنح الي خلق عداوة مع النخبة النيلية كما أسماها بل يدعوها الي أنقاذ مصير البلاد من التشرذم والتمزق بأجراء مراجعات عميقة تمنح فيها الآخرين حقوقهم علي قدم المساواة، وهو في رؤاه هذه يعترف بفضائل الأخلاق والقيم الأسلامية مثل حق الأبن من الأمة المسترقة في هويته الشخصية وحقوقه ومنها حمل أسم والده ليكون له هوية معتبرة في المجتمع الذي يعيش فيه. ويرد الدكتور عبدالله علي أبراهيم علي هذا الأدعاء التاريخي مؤكدا بأنه منتحل من كتابات ماكمايكل مؤكدا أن الهوية أختراع ذاتي.

يحمل بعض المثقفين في الشمال علي فرانسيس تقلباته الفكرية من داعية للتكامل الثقافي والقومي في السبعينات والأتفاق علي مركزية الهوية العروبية في الدولة الي نظرية أزمة الهوية منذ منتصف الثمانينات الي أستحالة الوحدة الطوعية نسبة لفشل أصلاح تشظي الهويات مما يرجح خيار الطلاق والجوار الحسن مؤخرا. هل هذا الخط التصاعدي في التفكير نتيجة للتطور الفكري الحتمي وأستيعاب المتغيرات أم هو قناعات فكرية مستقرة يعبر عنها الدكتور فرانسيس حسب طبيعة كل مرحلة؟. أظن أن الدكتور فرانسيس من خلال قراءات متصلة وحوارات متعددة في الأطار الشخصي والمنابر العامة يتمتع بأتساق فكري عالي المستوي ولديه القدرة علي توليد الأفكار والأدلة لتغذية ودعم نظريته المركزية حول أزمة الهوية.وشئنا أم أبينا فأن نظريته التي نحن بصددها تتمتع بمقبولية عالية ودرجة كبيرة من الأقناع في الأوساط الغربية، بيد أن هذه المقبولية الغربية هي ذاتها مصدر التشكيك في السودان حيث يأخذ عليه بعض المثقفين في الشمال أن أحاديثه تتلون حسب المناسبة والحضور، حيث يقذع في أنتقاد السودان في المنابر المغلقة للحد الذي وصف فيه الأسلام والعروبة بأنها ثقافة أستعمارية وافدة علي السودان ، فأنبري له أحدهم قائلا له وهل أسم فرانسيس أسم أصيل في ثقافة أهل السودان أم أنه وافد بواسطة الكنيسة فأستشاط غضبا وسكت.

أكتفي مثقفوا الشمال بالتقريع الفكري للدكتور فرانسيس دينق زاعمين أن السودان الراهن هو نتيجة تفاعل تلقائي، وتلاقح مبدع عبر مصاهر التاريخ وأن المجموعات النيلية المتهمة بأحتكار الثروة والسلطة لم تفعل ذلك نتيجة مؤامرة بل يعود ذلك الي عوامل التعليم والأرتباط بالمؤسسات الحديثة، في الوقت الذي كان يعاني فيه الجنوب من التهميش بواسطة المستعمر. 

من التطورات الهامة في المسار الفكري لفرانسيس دينق هو أنه صار يتبني أيدلوجية السودان الجديد بعد التباعد المرحلي معها في وقت مبكر من تاريخ الحركة الشعبية، ويقول البعض أن فرانسيس كانت لديه تحفظات علي نهج الكفاح المسلح والأنكفاء علي معالجة قضية الجنوب فقط وعدم الأهتمام بقضية السودان الكلية مثلما يقول بونا ملوال.وظل يقرظ من عبقرية قرنق في توحيد أهل الهامش ونقل الحرب من الجنوب الي تخوم السودان المختلفة، والأشادة بمنهج الكفاح المسلح الذي ولد قناعات جديدة في تفكير النخبة النيلية وفرض علي الشمال نمط جديد من التفكير والأعتراف الذاتي وهو ما قاد للتسوية السياسية التاريخية في نيفاشا .وتثمينا لذلك يعكف الآن فرانسيس علي تأليف كتاب بعنوان (السودان الجديد في مسار التكوين)، ولكنه رغم التماهي مع خطاب السودان الجديد فأنه يمتلك الجرأة علي قول الحقيقة حيث ذكر في منبر مشهود من قبل بأن الخطاب السياسي المتشدد من جون قرنق الذي توعد بمسح الهوية العربية والأسلامية من السودان هو ما أدي الي قيام الأنقاذ بأيدلوجية متشددة دفاعا عن تلك الهوية المستهدفة.

كان الدكتور فرانسيس مفعما بالأمل عندما تم توقيع نيفاشا، وهو ما قاد الي ترشيحه سفيرا بالخارجية في قائمة الحركة الشعبية وكانت كل التكهنات تشير الي ذهابه الي واشنطون ، ولكن نسبة لوجود الدكتور لام أكول وزيرا للخارجية وبينهما ما صنع الحداد ،أضافة الي المشاورات الي أجراها مع بعض الأقطاب السياسية لا سيما الصادق المهدي الذي نصحه بعدم قبول المنصب بأعتباره شخصية قومية،وكذلك تشعبات مشكلة أبيي في ذلك الوقت . كل هذه العوامل أدت الي أعتذاره عن المنصب، وقد كان صادقا مع نفسه عندما أختار أن يكون ناشطا في قضية أبيي مشيرا الي أنه لا يمكن أن يمثل هكذا حكومة .

في ورقته التي قدمها الأسبوع الماضي في الخرطوم أعترف الدكتور فرانسيس بأن صيغة دولة واحدة بنظامين والتي كان أحد عرابها  من خلال التقرير الشهير الصادر عن مركز الدراسات السياسية والأستراتيجية بواشنطون ساهمت في تقوية النزعة الأنفصالية ، وقال بأن أتفاقية السلام نجحت في تقسيم الثروة والسلطة ولكنها لم تنجح في معالجة تشظي الهوية السودانية مشيرا الي أن الفشل في معالجة هذه القضية هو ما يرجح خيار الأنفصال.ويري بأن خيار الوحدة سيبقي مفتوحا إذا قرر الجنوب الأنفصال خاصة إذا قام سودان جديد في الشمال.

إن الخرطوم مازالت تنظر بعين الريبة للدكتور فرانسيس نسبة لمنصبه الأممي شديد الحساسية لقضايا السودان ، ولتقاطعات قضية أبيي ، أضافة الي التشاكسات الحادة بين منصبه الرسمي وآراءه الشخصية مما قاد الي بعض الأحتكاكات الدبلوماسية الطفيفة.  لقد أجحف المثقفون متجانفين عن تعميق الحوار مع الدكتور فرانسيس لأن نظريته حول تشظي الهوية السودانية قابلة للتعاطي الفكري الخلاق، وتعظيم المشتركات لأنه آخر العقلاء والمفكرين.لقد حاول البعض أستنساخ مشروعه الفكري مثل كتابات الدكتور الباقر العفيف حول متاهة قوم سوود ذوو ثقافة بيضاء. وهي تجاوز للمحمول الفكري الي توجهات أكثر عرقية لذا فأن الحوار مع المشروع الأصل هو الأصوب لأنه عندما يغيب يصبح الفرع أكثر شراسة.إن الدكتور فرانسيس دينق مازال يتنمي الي المنطقة الفاصلة بين الشمال والجنوب، ويقطن في الحدود الفاصلة بين واشنطون وميرلاند ويتحدث بلسان الأمين العام للأمم المتحدة ولسانه وجنانه الشخصي  وربما يفضل اللون الرمادي ولعل هذه الصفات هي ما تجعله سوداني كامل الدسم.لذا فالحوار معه أجدي وأنفع دون تهوين أو تخوين  فهل من مجيب.          

 

آراء