فضائية لتعرية الانقاذ وفضحها .. لا معارضتها فحسب (1)
Awatif124z@gmail.com
هذا هو المفهوم المنطقي الذي ينبغي أن تقوم عليه أي فضائية للمعارضة السودانية يراد لها ان تحيا وتعيش في نفوس الناس وأذهانهم وتمشى بينهم في الأسواق وتجوب معهم الفيافي والأودية والصحارى وتؤدي دورا حيويا آنيا ومستقبليا و تمثل الارادة الحقيقية لكافة شرائح مجتمعنا السوداني الصابر على أذى نظام عقائدي /أخطبوطي/ متسلط/ يتخذ من الدين وسيلة لأغراض دنيوية ويتاجر حتى بموتانا في قبورهم ويمارس حجر الحريات ودبلوماسية الغباء وإلغاء العقول والآخرين وغسل الأدمغة والتغرير بشبابنا وشاباتنا ويسجن قادتنا ويشرد كوادرنا ويغتصب حرائرنا ويعيث في الأرض فسادا أخلاقيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا .. ونريدها -فضلا عن كل ذلك - أن تكون قناة حرة وسودانية خالصة ومستقلة بعيدة عن الهيمنة الحزبية أوالجهوية أوالعنصرية وتتمتع بالمصداقية والحيادية والشفافية والمهنية لتبقى شامخة حتى بعد سقوط النظام حتى تصبح عاملا مبشرا لقيام عهد ديمقراطي مديد لسودان جديد يتعايش على أرضه الجميع جنبا الى جنب بصرف النظرعن الدين أو العرق أو الثقافة أو الانتماء أو الأصل أو الفصل .. الخ . هذه هي الفضائية التي نحلم بها ونسعى لانشائها ويتفق في ذلك جميع من اتصلت بهم سواء داخل الوطن المختطف أو خارج حدوده المتآكلة يوما بعد يوم .
لقد ظللت - ومنذ العام 1997 وعلى أيام طيب الذكر المرحوم ( التجمع الوطني الديمقراطي ) وأنا أجوب هذا العالم شرقا وغربا - أنادي بضرورة أن يكون للمعارضة السودانية وسيلة اعلامية خاصة بها تشكل رافعة فعلية لمجهوداتها – بشقيها السياسي والعسكري – ليس لتعرية جيوش الدجل والضلال والكذب والنفاق التي أسست لها ومولتها عصابة الانقاذ التي لم تكتفي – من خلال تلك الجيوش – بخطف ارادة شعب بحجم أمة فحسب وانما اختطفت وطنا بحجم قارة وشرعت فيه تقسيما وتجزئة وتفتيا على أساس قبلي وعرقي وطائفي وعقدي قبيح قاد – في نهاية المطاف – الى أن يذهب ربع شعبه وثلث مساحته بكامل ثرواتها .
كتبت وتكلمت وواصلت اتصالاتي الشخصية الهاتفية منها والاليكترونية طوال تلك السنوات - كما يعلم الكثيرون – وكنت مدفوعا بشعوروطني حماسي خالص استمد حياته واستمراريته من تشجيع عارم لقيته من كافة الاخوة : معارضين وأصدقاء ومعارف والشرفاء من زملاء المهنة .. ورغم انني كنت - في كل مرة- اصطدم بواقع محزن وأعود وأنا أجرجر أذيال الخيبة متخبطا بين احباط وتثبيط للهمم من قبل البعض إلا من رحم ربي .. ولكني لم أستسلم أبدا لذلك الواقع وانما عشت على ثقة من أنه سيأتي يوم أجد فيه من يصغي لي ويدرك – كمعارض هو الآخر- معنى أن تملك صوتا وصورة لمنازلة من لا يستحون ولا يقيمون للانسان وزنا ولا يقدرون رجلا ولا يحترمون إمرأة ولا يخافون الله في شعبهم ويعمدون – عنوة واقتدارا - لممارسة الكذب والنفاق والتضليل آناء اليل وأطراف النهار دون أن يرف لهم جفن .
كانت أخر مقالاتي المكتوبة في هذا الصدد ماجاء في الحلقة الثالثة من (الملهاة السودانية وعبثية المشهد ) والتي يبدو أنها قد أحيت الأمل و أيقظت – من جديد – الشعور لدى البعض بضرورة مثل تلك الفضائية وأهميتها وقذفت – تلك المقالات - بحجر كبير في بركة ظلت راكدة لبضعة أشهر كما يتضح للمتابعين .
كانت تلك بعض من جهودي المتواضعة / المتواصلة على صعيد الكتابة التي صاحبتها اتصالات لم تتوقف حتى اللحظة حيث تجاوب الكثيرون معها ودفعت بالبعض للكتابة حول تلك القناة / الحلم وأيقظت الحماسة لدى آخرين للحد الذي وصل بأحدهم أن ارسل لي قائلا: ( نحن معكم وسنتبرع لكم حتى لو من قوت أولادنا) .. وآخركتب لي صائحا : (لا تيأسوا وواصلوا ونحن معكم قلبا وقالبا بعد أن مللنا فضائيات الكذب والنفاق والخداع والدجل والتضليل وكرهنا مشاهدة عروض (المشير) وهو يرقص ويرسل الوعود في الهواء مبشرا بـ (مستقبل واعد ودولة سودانية عظمى !!!) و(نافع)يتوعد المعارضين ويصفهم بكل ما حوت قواميس الصفاقة من كلمات و(عبد الرحيم حسين) والزبد يتطاير من بين فكيه و(سيف الدين البشير) يمارس نفاقا فاضحا لم يعرف له التاريخ مثالا و(عبد العاطي) يسعى لتغطية الشمس بغربال و(الناكر الرسمي) للقوات المسلحة يكذب ويكذب حتى في وجود الصور والشواهد والشهود ).
في الواقع أن الذين يعرفون حجم الدورالذي يمكن أن يلعبه الاعلام في حياتنا العصرية لاسيما المرئي منه يدركون تماما أهمية قناة فضائية لتعرية هؤلاء الانقلابيين وفضحهم بالوقائع والصور والشهود وبلسانهم.. فكم من فضائية هدت عروش وحركت شعوب وأسقطت أنظمة وفضحت ديكتاتوريات وعرت متأسلمين .
وفي الحلقة القادمة - بمشيئة الله تعالى –المزيد عن هذه الفضائية وطبيعة الجهود التي بذلتها بصحبة إخوة كرام لا يقلون عني حماسة وربما يزيدون والمحطة التي توقفت عندها تلك الجهود .
فقولوا لي بربكم أيها الأحبة : ما قيمة إعلام لايكون مرآة لواقع شعبه أو نبضا للشارع أو حارسا لقيمه العليا ومصالحه ؟ .. تلك هي الرسالة التي ينبغي على القناة المزمعة القيام بها قولا وفعلا وإلا أصبح حرثا في البحر .