سلام يا .. وطن
*الفشل الذي لازم مسيرتنا منذ نشأة الحركة السياسية وحتى يوم السودانيين هذا ..يُعد فشلاً هائلاً بل يرقى لدرجة السقوط الذي يهز دويه الأركان ، فالمثقفين الكذبة مازالوا من الغافلين عن قضايا شعبنا الصابر ، وذلك لأنهم أسرى مطامعهم وطموحاتهم الذاتية الزائفة ، والحاضنة السياسية التي لم تستطع المحافظة على بلادنا ولاعلى الثورة التي إرتوت بدماء الشهداء ، وكنا على يقين بأن هذه الحاضنة التي ضمت الميتة النطيحة والموقوذة من الاحزاب السياسية ، وسرعان ماوجدناهم أقل من تطلعات الثورة ، وأدنى من أحلام الشعب ،ولم يكن ذلك بالأمر المستغرب ، فإنه منذ ان تكونت قوى الحرية والتغيير فهي كانت تحمل جرثومة الخواء السياسي لأنها لم تتقدم بأية رؤية عن كيف يُحكم السودان؟ والأنكى من ذلك أنها لم تتقدم بأي برنامج إصلاح إقتصادي ، وجاءت الحكومة الإنتقالية وورثت التركة المثقلة وهي بدورها لم تكن تملك حلاً ولا تجاور مساكن الباحثين عن حل .والوحيد الذي اعترف بهذا الوضع كان الفريق حميدتي والذي أرسلها بكل بساطة : لقد فشلنا ..نحنا فشلنا..
*ومن هنالك جمد حزب الأمة عضويته في الحرية والتغيير، ولحق به الحزب الشيوعي بل إن الأستاذة آمال الزين كشفت عن إصطفاف قادم خلف تحالف جديد مكون من قوى الشباب والثورة ولجان المقاومة والطلاب ، وتوقعت أن تغادر أحزاب أخرى الحرية والتغيير وذلك لأن مستقبل الحرية والتغيير قد تم تجييره لصالح الهبوط الناعم والعسكر والرأسمالية الطفيلية وبقايا النظام البائد ، وزادت بدورها أن الحرية والتغيير قد قبرت ولم يعد هذا الأسم موجوداً، ولعلنا من هذا الموضع نهدي هذا النعي للاستاذ ياسر سعيد عرمان الذي اختارته الجبهة الثورية على رأس وفد المقدمة لإستقبال رؤساء تنظيمات أطراف العملية السلمية فاذا به يسعى جاهداً لينفخ الروح في جثة قوى إعلان الحرية والتغيير فاذا بها تُقبردون ان تجد بواكي عليها سوى العزيز ياسر الذي تجاوز حتى التفويض الممنوح له في استقبال رؤساء تنظيمات العملية السلمية ، وياسر عندما يصرح بأن لاخلافات داخل الجبهة الثورية ، نسأله الى متى سيظل تضليل وتعمية الحقائق على الشعب السوداني ؟ إن الأستاذ التوم هجو على رأس الجبهة الثورية وسيادته على رأس وفد جبهة ثورية فلمصلحة من تعمية الحقائق وتغبيش الوعي؟!والثورة قد قالت كلمتها في الغتغتة والدسديس وماينبغي أن يعرفه شعبنا كثير ولن نخفيه عنه وإن كره المرجفون .
*إن المعاناة التي هلكت شعبنا والعجز الذي لم يترك للحكومة مجالاً لتخرج بنا من أزمتنا الراهنة وبالرغم من هذا الليل السوداني المدلهم جاءت اتفاقية السلام عسى أن تنزل على أهل السودان برداً وسلاماً ، وستكون كذلك ، وستتم حراستها بأدب جديد في الوظيفة العامة وروح جديدة الإختيار للحكومة ونبذاً للمحاصصة وجرأة في المحاسبة ، سيتم ذلك رغم مواقف المثقفين الكذبة وتجار اسواق السياسة البؤساء.. وسنظل نقول : فليأخذ السلام فرصته .. وسلام ياااااااااوطن.
سلام يا
عندما نطالع كتاب الإنتهازية السياسية في هذا البلد الكظيم فإننا نرجع بالذاكرة لمقولة رائد المقاومة المدنية في السودان ، المعلم الشهيد الأستاذ / محمود محمد طه ، الذي قال : الشعب السوداني شعب عملاق يتقدمه أقزام .وسلام يا
الجريدة الاربعاء 11/11/2020
haideraty2@gmail.com