فن الغناء في السودان – ماضٍ باذخ وحاضر بائس

 


 

 

هناك حكمة تقول إذا أراد الفن أن يكون أصيلاً، فلابد أن يكون مفهوماً وبخاصة لدى هؤلاء الذين يخاطبهم، وأن كثرة الايضاح تفسد روعة الفن. (وربما يكون المعنى للراقيين فن وللمنحطين فن).
انحطاط الاخلاق والسياسة والاقتصاد عندنا لا تحتاج لقول أو دليل وها هو الفن يأبى الا أن يسيل ويطفح وينجرف في مجرى هذا الصرف الصحي.

من نماذج انحطاط الفن في السودان ذلك الهبوط المظلي من قامات فنية سامقة كالكابلي ووردي والشفيع واحمد المصطفي وسيد خليفة الى قونات ونقاطين ومنقوطات (ضخ المال على الراس) ثم الانحطاط، دعونا نسرد بعض مما جادت به قرائح القونات وملكة التعبير لديهن ولدى شعرائهن:
تقول احداهن:
هكرت لي قلبي وغيرت دقاتو
ان شاء الله كدا مرتاح
انعل ابوك ذاتو
وتقول أخرى:
لو تفلفل شعرك وتدي لمعة
وتوديني دبي كل جمعة
وتزرف وراى كل يوم دمعة
ما بعرسك يا خيب تجيب لى السمعة
وتقول مطربة ثالثة:
ملهوفة بي غرامك
ملبوشة جنس لبشة
أنا قلبي من شافك دق التقول ركشة.
وتقول رابعة:
ما تعوج لي خشمك
وتتمغى في الكرسي
ياالعامل مفتح
ومكسر الجكسي
انا عندي معاك حساب
ودايرة الحساب حسي
ويكون في معلومك تف عليك يخسي.

حسين إبراهيم علي جادين

Hussainj@diwan.gov.qa

 

آراء