فولكر المبعوث رحمة للانقلابيين

 


 

طه مدثر
13 January, 2022

 

ماوراء الكلمات -
(0) معلوم بالضرورة حال السودان، في عيون كل العالم، فالشارع الثوري في وضع (التشغيل) والمكون العسكري في وضع (الطيران)، اما بعض القوى السياسية وبعض الأحزاب، كحزب الأمة القومي، فهو دائماً في وضع (اهتزاز)!!
(1) ويبدو أن فولكر المبعوث الأممي والممثل والناطق الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة، والذي عاش بيننا فترة من الزمان، قد تأثر كثيراً، بطباعنا عموماً، وطباع بعض القوى السياسية على وجه التحديد، ، والتي تدعم مايسمونه الهبوط الناعم، لانقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر2021، والهبوط هو آخر مرحلة من مراحل الطيران، لذلك جاء فولكر المبعوث رحمة للانقلابيين، فقد جاء، وعقد مؤتمراً صحفياً (طول بعرض) وقدم عرضاً باهتاً، برغم الاعلان الكثيف، لمؤتمره الصحفي، والذي تمخض فولد فأرا ميتا، فقد حاول فولكر، ايجاد مهبط ناعم، ومخرج آمن للانقلابيين و(مراقة)، عل وعسى تنجيهم من احتجاجات جيل الغضب، فقال فولكر، انه لا يحمل حلولا، وجاء ليستمع لكل أصحاب المصلحة، ولكن للحقيقة والتاريخ أن فولكر ماجاء، الا لشرعنة انقلاب قائد الجيش الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان، ومنحه الغطاء الاممي، الذي ناله من قبل انقلاب الثلاثين من يونيو 1989، والدليل، فرحة الانقلابيين، فقد جاءهم الفرج، ولسان حالهم، (مافيش حد احسن من حد)!!
(2) ولم يصدق قائد الانقلاب الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الذي يبدو انه صدق من قبل (تعريض) المدعو التوم هجو، الذي وصف البرهان، بأنه ثاني اثنين بالسودان، بعيدان كل البعد، عن أخطاء القادة العسكريين والسياسيين، فالبرهان لم تصدق عينه وأذنيه، ان الأمم المتحدة، تريد أن تفتح حواراً بين جميع الأطراف، فتشبس البرهان بهذه الفرصة الذهبية، بل فطفق ينادي، وعبر المجلس السيادي، بإشراك الاتحاد الافريقي، ولا بأس من اشراك الايقاد، وأيضاً دعوة المؤتمر الشعبي الاسلامي، لدعم المبادرة الأممية، حتى ينال انقلابه الشرعية الدولية والإقليمية.
(3) و أعتقد أن جيل اللاءات الثلاث، عازم على تحقيق أهداف ثورته الديسمبرية، وعازم على ازاحة كل من يقف في طريقه، وفي ذات الوقت لا يريد أن يشغل باله في كيفية إدارة الفترة الانتقالية، ومن هو البديل ومن هو الذي سيستلم السلطة؟ تاركاً ذلك إلى مابعد إسقاط الانقلاب، فالهدف الاستراتيجي هو اسقاط سلطة الانقلاب، ولجنة المخلوع البشير الأمنية، وبعد ذلك لكل حادثة حديث، ولكل مقام مقال.
(4) وجيل الغضب يرى أن حال البلاد لن ينصلح، ولن يرتاحوا، مادام هناك رجل لا يرتاح، الا اذا سمع اسمه تردده الحناجر، وسيرته وصورته تملأ الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، او كما قال أحد المصريين، (طول ما الراجل دا قاعدين لينا كده مش حنعرف نصلح حاجة)!!
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة
///////////////////////////

 

آراء