فى مواجهة جائحة الكرونا: حديث الحقيقة والصراحة والشفافية والمسئولية !!

 


 

 

 

استمعت – كغيرى من المواطنين السودانيين – بتقدير واحترام كبيرين، للحديث الجريء والصريح والشجاع لوزير الصحة الدكتور أكرم على التوم، يوم الثلاثاء 21 أبريل 2020، والذى أعلن فيه، بكل وضوح وشفافية، عن (مسئوليته ) " الشخصية " من موقعه كوزير للصحة عن الأخطاء التى ارتكبها بعض منسوبى وزارته، سوى فى المعامل المختبرية أوغيرها من المواقع الأُخرى فى الوزارة، فى التعامل مع جائحة الكرونا، وتعرُّض الوزير – فى حديثه - لموضوع وفاة الحالة الأولى، والذى أثار جدلاً واسعاً ولغطاً كثيراً، وأشعل حرباً شعواء وضروس، فى وسائط التواصل الإجتماعى، ومنصّات المواقع الإليكترونية، وبعض مؤسسات الصحافة التقليدية، بسبب عدم دقّة المعلومات، أوالتسرُّع فى نشر الأخبار، أوغير ذلك، ممّا يمكن تصنيفه إعلامياً ضمن منظومة (( الاخبار الكاذبة))، و(( المعلومات المضطربة ))....إلخ، وقد نُشرت وقتها تراشقات حادّة بين الوزير وأُسرة المرحوم، حاولت بعض الجهات الإستثمار فيها سياسياً، واستغلالها لضرب سياسة الوزير والحومة، ضمن معاداتها للثورة والتغيير، الذى نقل البلاد من الحكم الشمولى، إلى مرحلة انتقالية تفتح الباب لديمقراطية راسخة، يستحقها شعبنا العظيم، وهذا حديث يطول فى شؤون الإختلاف والإتفاق فى الصراع السياسى فى السودان!. وعموماً، يجب على الوزير مواصلة ذات النهج فى إعلاء قيم الشفافية والوضوح، فى اعلان نتائج ما توصّلت إليه لجان( تقصّى الحقائق) للجمهور، ونشرالمعالجات المطلوبة، التى تضمن عدم تكرار ذات الأخطاء مستقبلاً، حتّى يؤدّى ( النقد الذاتى) الذى أرسله الوزير أغراضه، وحتّى تستبين للجمهور مسألة المسئولية الفردية والتضامنية والتشاركية فى قضايا الشأن العام !. 

أسعدتنى إنتباهة وزير الصحة، الدكتور أكرم على التوم، لخصوصية اليوم (( الحادى والعشرين من أبريل ))، فى ذاكرة العاملين فى الحق الطبّى، وانتهازه لهذه السانحة، للترحّم على روح شهيد الأطباء الطبيب البارع، والنقابى البارز، والإنسان النبيل، الدكتورعلى فضل، فى ( الذكرى الثلاثين ) لإغتياله الوحشى - خارج القانون- فى بيوت أشباح واقبية جهازأمن نظام الإنقاذ المُباد... وهذه الجريمة النكراء ستبقى سُبّةً فى وجه النظام المُباد إلى أن تتحقّق المساءلة القضائية والعدالة والإنصاف وجبر الضررللأُسرة المكلومة والصابرة، وحتماً، فإنّ دم الشهيد على فضل، وغيره من الشهداء الأبرار لن يضيع سدىً، وستتحقّق العدالة طال الزمن أم قصُر. فالتحية والتجلّة والتقدير والمجد للشهيد على فضل فى عليائه ومرقده الأبدى، ولرفاقه الشهداء الميامين، ولأسرته الصغيرة والكبيرة والممتدة، والأُسرة الطبية جمعاء.
تعرّض وزير الصحة فى حديثه الضافى لظاهرة الإعتداءات المتكررة والمستمرّة، على الكادر الطبى والصحى من أطباء وكوادر صحية مساعدة، وجدّد التزامه بمواصلة الدفاع عن حقوق ( الجيش الأبيض ) فى الحماية المؤسسية والقانونية من كافة الإعتداءات المادية والمعنوية التى يتعرضون لها، وهم يؤدون واجباتهم المهنية والمجتمعية المقدّسة، فى حماية المجتمعات من الأوئبة والجوائح، وهذا واجب يجب أن ينتقل من دائرة القول للفعل القانونى السليم، لأنّ حماية العاملين فى الحقل الطبى والصحى، هى الخطوة الاولى فى محاربة جائحة الكرونا فى بلادنا، والعالم أجمع.
وعد وزير الصحة بالعمل على تحسين إدارتهم وادائهم - كوزارة - فى التعامل مع جائحة الكرونا، وفى رفع جهود احكام السيطرة على مرض كوبيد 19، والتصدّى لمجابهة جائحة الكرونا فى ولاية الخرطوم والولايات الأُخرى، وهذا وعد يجب أن يؤكده العمل، ويضع على الوزارة والسلطات الصحية فى البلاد، والحكومة، مسئوليات جِسام، لا يُمكن - فى تقدير كاتب هذا المقال - تحقيقها دون التعاون التام من قطاعات أُخرى فى الدولة والمجتمع، وهُنا تأتى مبادرات المجتمع المدنى والمنظمات القاعدية، لأنّ التعامل مع جائحة الكرونا، يبقى ناقصاً – مهما حاولت الحكومة سد فجواته – مالم يجد التعاون الواعى والخلّاق من المجتمع بأكمله، فى تنفيذ اجراءات مكافحة انتشار مرض كوبيد 19، الناتج عن جائحة الكرونا، وبخاصة فى بلدٍ كالسودان، ورثت فيه حكومة الثورة، نظاماً صحيّاً " مهترءاً "، يتحمّل النظام المُباد وزره.
يبقى أن نضيف أنّ أهم مقومات ومطلوبات الإنتصار على جائحة الكرونا تكمن فى الإلتزام بقول ( الحقيقة ) للجمهور، وعن وعى وادراك تامين بأهمية ( الحق فى المعلومات)، وبلا شك، يأتى فى مقدمة هذه المطلوبات امتلاكنا نحن - شركاء وزراء الصحة - فى جبهة الصحافة والإعلام، لمهارات التعامل الصحفى مع الطوارىء الصحية، ومحاربة الأخبار الكاذبة والإضطراب الإعلامى. وهذا حديث نعِد أن يأتى قريباً الخوض فى متونه وأتونه، وبالتفصيل.
نص شعرى : شلناك هُتاف ونشيد ... دمّك صعب يا على .... وزولك وراك صنديد ...والشارع البيغلى ساعة يسيل الدم ..لا بينفع الصهلى ... ولا حى وووب بتفيد (( محد الحسن سالم " حِمِّيد " ))

فيصل الباقر

faisal.elbagir@gmail.com

 

آراء