فيتو امريكي اشبه بصاروخ عابر للحدود في عمق الاعماق السودانية

 


 

محمد فضل علي
6 October, 2021

 

بيان من السفارة الامريكية في الخرطوم حول زيارة المبعوث الامريكي الخاص للقرن الافريقي الي العاصمة السودانية يسلط الضوء علي المطالب الامريكية العاجلة حول مستقبل العملية السياسية في السودان ومطالبتها بتحديد موعد لنقل رئاسة مجلس السيادة الي المكون المدني مما يعني انتقال شخصية مدنية الي المقعد الذي كان يجلس عليه الجنرال عبد الفتاح البرهان في رئاسة المجلس السيادي بينما لايزال نائبة قائد قوات الدعم السريع مجهول المصير في ظل المتغيرات القادمة .
وربط المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الامريكية خلال اجتماعة برئيس الوزراء عبد الله حمدوك والمشير البرهان باستمرار دعم بلاده للسلطة الانتقالية السودانية وبين الالتزام بموجهات الحكم الانتقالي ونقل السلطة الانتقالية ورئاسة المجلس السيادي الي شخصية مدنية مؤكدا ان الانحراف عن المسار المشار اليه سيعرض علاقة بلاده بالسودان الي الخطر بما في ذلك ما وصفه بالمساعدات الامريكية المالية الضخمة الي السودان والتعاون الامني لتحديث القوات المسلحة وطالب المبعوث الامريكي بعملية شاملة لتطوير ما وصفة برؤية جديدة للامن القومي السوداني لتوجيه اجندة اصلاح قطاع الامن باشراف سلطة مدنية.
بينما تري بعض الاوساط والنخب السياسية السودانية ان التدخل الامريكي المباشر في صياغة مستقبل الحكم وهيكلة مؤسسات الدولة القومية مثل الجيش واجهزة الامن السوداني التي تحتاج الي اصلاح بالفعل قد يتحول في ساعة ما الي ما يشبه كلمة الحق التي يراد بها باطل و عمل غير مضمون العواقب استنادا الي سوابق التدخل الامريكي المباشر في العراق وجنوب السودان بنتائجة الكارثية المعروفة وبطريقة ستحول السودان الي حقل تجارب لنوع من الترف السياسي والشعارات الغير واقعية .
جهات اخري قالت ان الولايات المتحدة الامريكية تريد وضع العربة امام الحصان و تمنح مجموعات مدنية موالية لها صلاحيات حكومة ديمقراطية منتخبة ومفوضة من اجماع الامة السودانية بطريقة فيها نوع من التحايل والتهديد المبطن والابتزاز الواضح والصريح .
اما علي صعيد المجموعة العسكرية في قيادة الجيش السوداني الراهنة وقيادة ماتعرف بقوات الدعم السريع فتبدو الامور واضحة وضوح الشمس حيث سيتم ابعادهم من العمل العام تدريجيا وذلك بعد ان اعتقدوا ان الملق والمداهنة والتقرب من الادارة الامريكية السابقة واسرائيل سيعبد لهم الطريق للبقاء في الواجهة السياسية وقيادة الجيش والاجهزة الامنية .
ويبدو ان المجهود الجبار الذي بذلة نائب رئيس المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع في تحديث وتطوير قواته ومقراته العسكرية وجهاز الامن والدعاية الاعلامي الموالي له سيذهب ايضا ادراج الرياح وان قواته هذه قد تخضع الي تغيرات كبري بمرور الايام بما فيها سلطته عليها وقيادتها .
ولم يتبقي للمكون العسكري غير المحاولات الساذجة بالترويج لقصة الحرب المزعومة علي داعش والارهاب علي شكل رسالة للعالم الخارجي الذي بدأ ذاهدا في خدماتهم في هذا الصدد بانحيازة المطلق للنصف الاخر من الشراكة الانتقالية والذي يعاني بدورة من مشكلات معقدة وعميقة وعلي درجة عالية من الخطورة اشبه بالالغام المؤقوتة علي صعيد الحكم وادارة الدولة حتي مع التفويض والتدخل الامريكي الغير مسبوق في تاريخ الدولة السودانية..

 

آراء