العقل الرعوي .. قراءة في الانثروبولوجيا السياسية والاجتماعية

 


 

 

3 اغسطس 2022

بين يدي أحد المنتجات الفكرية التي تبحث في الأسباب الجذرية التي أخرجت السودان من دائرة التقدم التنموي الحضاري. كتاب الدكتور النور حمد، نختلف أو نتفق معه، المسمى (العقل الرعوي). وفي مجتمعنا وقبل كتاب دكتور النور، كثيرا ما تجري مفردة سلوك بدوي أو رعوي على طرف اللسان، تجاه الفعل الذي يجافي السلوك الحضري المنضبط. وكذلك يام التبرير على حالة عدم التقدم وعدم تكيف المجتمع السوداني بما يكفي لتبني الحياة الحضارية، بأن السبب هو الخلفية البدوية. والشواهد كثيرة في ذلك، بما في ذلك حكم وأمثال.
وقد تعودت في مثل هذه القراءة، أنّه عندما أجد ظرفاً مواتيا، أن آخذ ورقة وقلم وأكتب بعض الجمل المفيدة خلال تصفحي. ثم لاحقاً أقوم بنسق وتركيب تلكم الجمل بما يتأهل أن يكون مقالاً متماسكاَ، بما أدرج فيه من بعض اقتباساتي وبنات أفكاري، وأضيف من ماضي الذكريات.. أحفظ به ظلال الكتاب المقروء.
هذا، ولا أخفي سراً، أنّ الكتاب استدعى لدي كتباً ومعاني تعرفت عليها من قبل، فالمعرفة تمسك بتلابيب بعضها وتشدها. استدعى لدي كتاب المبعوث الامريكي أندرو ناتسيوس المسمى: (السودان، جنوب السودان ودارفور)؟. وكتابين اثنين، هما: Understanding Arabs للكاتبة مارقريت نيدل، والكتاب الثاني The Arab mind لمؤلفه: رافايل باتيه. والكتاب الأثير لديّ للمرحوم مكي ابوقرجة: أصوات في الثقافة السودانية. وكذلك سلسلة البروفسور بدرالدين حامد الهاشمى، التي اسماها السودان بعيون غربية. ورواية أنفاس صليحة لصديقي الدكتور عمر فضل الله، والتي تدور بعض أحداثها في سوبا قبل وبعد الإجتياح. وبالطبع لا يفارق مخيلتي كتاب الشيح بابكر بدري (حياتي) الذي أنجزت منه نسخة مصغرة. وكذلك لا يفارق مخيلتي التقرير السنوى للتنمية البشرية في العالم، الذي أراجعه كل عام، أرى فيه حال السودان، أغداً نلقاه، ويا ويح السودان من غده. وبحسب أخر القوائم المنشورة أن السودان استقر علي المقعد رقم 170، من جملة 189 دولة. وذاك من خلال تقييم شامل فيه مواصفات الناس من معرفة أو جهل، من مرض أوعافية، من بيئة خضراء أو هشيم تذروه الرياح. وحال المساكن وحال الأمن الغذائي بما فيه مياه الشرب، وحال التسجيل أو التسرب من المدارس، إلى جانب حاجات أخرى يمكن أن توصف أو تعد.
ولا شك وأنا أقرأ، أمر علي شذرات من قراءاتي وكأن رأسي يحلم. تذكرت كتاب ذكريات البادية للاستاذ حسن نجيلة، ولي منه مستخلص قصير مماثل. وعلى ذكر الجائحة على سوبا اذكر في كتاب طبقات ود ضيف الله، قول الشيخ ود حسونة لسلطان سنار، عندما استغرب الأخير لمشهد الشيخ حسن، وللأبهة الملوكية التي اعتمدها في تنظيم موكبه من الجمال والبغال والأقاريب المكادة، عندما قدم إلى المحروسة سنار. حيث قال السلطان للشيخ: سويت لك ملك يا فقير؟. ليرد عليه الشيخ ود حسونة: الملك ما هولكم، الملك هول النوبة وانتو غصبتوه. يذكر أن الشيخ ود حسونة قد أدى الحج وذهب للشام ومصر ثم عاد. ولا بد أن في مخيلة الشيخ صوراً لأبهة السلطان تفوق تلكم الصور التي تحملها مخيلة سلطان سنار المحاور له. كان ود حسونة وقتها ربما الوحيد الذي يمتلك بندقية، عندما كانت أسلحة جنود سلطان سنار أمضاها الرماح.
يشير المؤلف الدكتور النور حمد إنه من دواعي تحرير الكتاب، إنه كشاهد على الحياة خلال نصف قرن أو يزيد، يشاهد أن ثمة تراجع ملفت لأحوال الدولة، وتراجع في مسلك الأشخاص. وأن في أكثر التقييمات (رغم وفرة موارده البشرية والطبيعية) أن السودان يحل في أسفل القوائم. فما الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى مثل هذه النتائج غير السارة؟. هذا في الوقت الذي فيه أن السودانيين، في مقابل رصفائهم من الدول الأخرى، يوصفون بحسن الخلق. راجع مقال الكاتبة السعودية ثريا العريض في الأسافير، المسمى: (الذين لا يصدأون). فمن المتفق عليه أن السودانيين يعتبرون من أحاسن البشر عشرة إجتماعية وفي مكان العمل سلوكاً مهنياً، وأنهم أصحاب أخلاق سودانية، مروءة ونجدة، كرم وبسالة وتضحية. لكنّهم على مستواهم الجمعي السوداني، لم يقدموا نموذجاً حضارياً، يدعم ما يقال أو ينظر إليهم أنهم أحق بالتقدم والرقي.
يقدم المؤلف مرافعة بالشواهد الأنثروبولوجيه، عما يراه من أسباب حقيقية لظاهرة التدهور المريع في الحياة السودانية، في مستواها الجمعي (الدولة) وعلى المستويات الأقل (المستوطنات: البلدات والمدن والأفراد كمان). وللدكتور النور مؤلفات في ذات النسق، منها مؤلفه مهارب المبدعين، ولماذا يصحو مارد الهضبة ويغفو مارد السهل؟. ويشير المؤلف في كتابه العقل الرعوي أن السودانيين أهملوا علم الأنثروبولوجي الذي هو أحد العلوم التي لها يسهل التعرف على أسباب نشؤ وتقدم المجتمعات. وأقول أن السودانيين كذلك أهملوا الفنون التي تضفي رونقاً وجمالاً على منتجاتهم. والفنون الرفيعة منتجات حضارية بامتباز.
يفيد المؤلف أن الإجتماع (الحياة الإجتماعية) إختراع بشرى، قد بدأ ربما منذ حياة الصيد الأولى، عندما ميز العقل البشري أن المجموعة تستطيع أن تسيطر على طرائدها بطريقة أفضل من سيطرة الصائد المنفرد علي طريدته. وفي تلكم الممارسات الحياتية الباكرة من صيد أو جمع ثمار، بدأت مظاهر القوة بينهم، والعقل والضمير. وبظهور قدرات القيادة لديهم، بدأ التظيم والتخطيط، وهي أول سمات الحوكمة. حتى وإن كان اعتماد القيادة قسراً أو طوعاً، ثم تميز الوسط الثقافي الحاضن لتلكم الممارسات.
يورد المؤلف أن السلطة هي إحدى أهم مظاهر الحضارة ودعائمها. يستعرض المؤلف مفهومي الحضر والبر. أي التحضر والتبربر (من البراري). ذلك أن التحضر معني بالاستقرار، ومزاولة أنشطة وإمتهان مهن تؤدي للعمران. ومن منتجات التحضر السلطة، والدولة. وأن الأنماط الحضارية تنتج وفرة منتجات، بما يدعو لإبتكار المزيد من المناشط (صناعة، نقل، تجارة، سياحة وفنون). وللدولة ثروة وخزانة وجيش احترافي. وكلّما ساد السلوك الراشد، قلت أدوات الدولة الباطشة. فالدولة قامعة لمن يخرج عن نظامها. ذلك في سبيل إرساء قيم الحق والعدل. وأن الدولة، في ذلك لها مؤسساتها وأدواتها المعيارية، القوانين والخطط وسياسات الإنتخاب والإنابة والإحلال والإبدال. وأن الحضارة هي إرتفاق بالوسائل التي تزيد من طلاوة الحياة. وأنها تؤدي للتمدن (سلوك متقدم في سلم الحضارة).
لكن، كذلك تاريخ الحضارة لم يخل من أطماع توسعيه للدولة وإخضاع وكسب موارد الآخر أو كسب أسواق الآخر. وربما حرب الافيون بين الصين وبريطانيا كانت من هذا القبيل. والحقبة الاستعمارية خلال القرون الثلاثة الاخيرة، شاهد على ذلك. لكن يحمد للدولة المتحضرة تقدمها وإحراز مكاسب غير مسبوقة، لما تبتكره من نتائج جديدة للحضارة. وأنها بعمرانها تضيف منتجات للحياة وللعقل وللسلوك البشري المتقدم. وأن الدولة قد لا تحقق العدل. بل قد تهضم الحقوق وتعيد إنتاج المظالم. لكن وجود الدولة أفضل من اللادولة. أقلها أنها تعترف بحق الحياة، وحق الحرية، وحق التقاضي، وتداول السلطة ديمقراطياً. وقد وصفت الديمقراطية أنها إحدى أكثر منتجات الدولة الحديثة التي ظلت تحرز تقدماً لعدة قرون، وتكتسب أرضاً وجمهوراً حتى اليوم (أمارتيا سن).
أما التبربر، أو الحياة الرعوية في البراري، يا رعاك الله، بما تحمله الكلمة من معاني، العيش في البراري، وعدم الاستقرار، ومن سماتها الحياة تحت ظلال الرماح، وسيادة روح الغلبة والسيطرة على الآخر، وأخذ ممتلكاته وازاحته بالقوة، وإن شرب كدراً وطيناً. يحدوها تنقل مستمر. ولنوع الحياة الرعوية قيماً ومؤسسات، ترتكز على زعامة مركزية، تتمثل في قيادة القبيلة، التي الغلبة والمنعة فيها عامل حاسم. والنظم فيها عرفية غير مكتوبة. بل قد لا تكون هناك كتابة أصلاً. ولها أدوات لإرساء العدالة وتسوية النزاعات بين المجتمع وافراده المنضوين تحته. ولهم فيها احترام الكبير، والحماية لقرابة الدم والجوار لمن يستجير. ولها أعراف في الثأر ورد العدوان. وأن من هو خارج دائرتها، أما أن يأتي مذعناً أو هو عدو تكتنفه السيوف والرماح، أو هو معاهد، له ما له وعليه ما عليه. وقد ينفرط العهد ومن ثم الرجوع لمربع الحرب. دلالة صارحة على العدوان البربري، أورد المؤلف نموذجاً لحادثة سطو على قافلة حجيج، رغم سلميتها، وقداسة مقصدها، لم ينج منها أحد. هذا مع وضوح تعاليم الاسلام ضد سلوك العدوان، خاصة تجاه الحجيج الآمين البيت الحرام (الايات الاولي في صدر سورة المائدة). وأن مفهوم وممارسة النهب معلومة (النهباتة)، ممارسة بفخر: ألبلاً (إبل) كبار في بطونا سايفناهن.. وردت البينة يا فندي ما شفناهن. أكان عوضكم سجن أيامنا عديناهن.
وأن الأنماط المعيشية للرعويين محدودة ودائرية. ويحتقر الرعويون المهن التي لغيرهم. ويتسم الرعوي بسرعة الغضب، وسرعة الإنزلاق في العنف. وأن نمط حياته لا ارتباط فيها مع أرض يراهن عليها ويقاتل دونها. (البلد الأبوك عمدو، وجفوك نظارو، زى المتلى قاعد فيهو شن أفكارو، أولى الخترة فوق جملا تكب فقارو، مو خالقنا زول، مولانا واسعة ديارو). يحب الرعويون الحياة الطليقة، بعيدا عن القيود. عن الدولة وضرائبها. وعن خدماتها الإلزامية. ولا يتخلى الرعوي عن باديته إلا لضرورة.. وسعة البراري التي ينتقل فيها لم تستغل لصناعة حضارة، ونمط حياة أخر غير النمط الرعوي. وقد أشار الكاتب أن الطبيعة العدوانية، ربما تعود للجذر الحيواني في الإنسان. تتضاءل بنمو العقل واستبطان الحكمة. وأن الرعويين، خاصة في الفضاء السوداني، لم يشفوا من حالة البدواة، ولم يستطيعوا الإمساك باسباب التقدم. ملخص الأمر أن العقل الرعوي بكل تلك المنتجات هو طريقة تفكير mindset، ثم ممارسة، وصفت بأنها دائرية لا تكاد تخرج عن نمطيتها.
ويشير المؤلف أن بين الظاهرتين (الحضارة والبدواة) مدافعة غالب ومغلوب. تظل الدولة توصف بالقوة والأبهة عندما تغلب. فكم وكم فعلت الجيوش الغالبة بالمغلوب. ويظل البدو في يوصفون بالفوضى، مثل الإعصار، لما يعملوه من قتل وسبي وتهشيم لمقدرات الحضارة كأن لم تغن بالأمس، فيزال كل مظهر للعمران، يجرفون كيان الدولة ويزيلونه تماماً مبنىً ومعنىً. فالدولة المحتضرة عرضة لاجتياح وسلب متى ما ضعفت وقويت إلى جوارها كتلة حرجة من البداوة. كان ذاك يمثل شأن سوبا. وقد أورد المؤلف أمثلة لإجتياح في التاريخ.
كذلك الدولة، متى ما توفرلها من استقرار، تكون لها الغلبة والتوسع ودمج المجتمعات في كنفها، بما في ذلك مجتمعات وكيانات البدو الرعويين، والتي تخضع عند خضوع زعماء العشائر للدولة وإعمال سلطانها عليهم. في التاريخ العربي شواهد، خضوع البدوي في هوامش الامبراطوريات، معلومة سير الغساسنة والمناذرة وغيرهم للإمبراطوريات الكبرى. والعلاقة الكل يكسب win-win، حتى يثبت العكس، فتدور الدوائر.
يصل المؤلف إلى أن ثمة حضارة سودانية، في وادي النيل الأوسط، إمتدت من شمال الخرطوم وكل وادي النيل الأوسط. حضارة غابرة كانت لها منتجات حضارية عتيدة، في الأبنية، والفنون، وأدوات المهن، أظهرتها جهود البحوث والكشوفات الأثرية الحديثة. وأن تلكم الحضارة المسماة الكوشية، والتي وردت بكثافة معتبرة في الإرث التوراتي. أنّها كذلك حضارة أخلاقية روحانية دينية. وأنها هي ربما الخميرة التي أخذت منها الحضارة الاغريقية. انتقلت منها فكرة بناء الدولة وإستحداث النظم على أسس العدالة والمساواة والإعتدال والمثابرة. وأن روح الديانات قد انتقلت منها. وفي ذلك يفيد المؤلف أن الدين له أثر عظيم على البشر بلا استثناء. لكن تلكم الحضارة قد تلاشت أمام موجات من الإجتياح، بما في ذلك اجتياح الرعويين وغيرهم. وأن تلكم الجوائح كان أبرزها: النبويون الرعويون، العربية البدو، الخديوية، المهدية. وربما جوائح أخرى لم يدرجها المؤلف، بما في ذلك الجوائح الطبيعية التي تصنف أنّها عوامل مضاعفة لأثر التغير. يذكر المؤلف الجائحة على مملكة مروي، بفعل محلي وبفعل خارجي من الهضبة الاثيوبية. ثم الإنتشار الواسع للبدو العرب خلال قرون، وسيطرتهم على الموارد، واجتياحهم الممالك، ومنها سوبا التي وصفت بأنها كانت باذخة العمارة، إلا أنها سويت بالأرض.
وإن كان لابد من تعليق، فلا بد أن يصنف الإنتشار الإستعماري جائحة، ماحقة وإن كان مقصدها زرع حضارة ما. وفي هذا الصدد، ربما أكبر جائحة اجتاحت السودان في العهود الحديثة هي حملة كتشنر، التي قضت على الألاف في ضحى واحد. فمهما جاء بعدها من منهج وطريقة بناء السودان، إلا إنه كان بناءاً شيدوه فوقياً، فلم يصمد على أيدي العقلية الرعوية للورثة من الموظفين الجدد. ولا بد أن كتاب حسن نجيلة ملامح من المجتمع السوداني قد تضمن ملامح من تلكم البداوة لدى اولئك الخريجين.
عموماً، يشير المؤلف أنه قد ظلت البداوة )نمط حياة اجتماعي) في المنطقة العربية، مدعوم بنمط طبيعي بيئي (الصحراء). وأن تكرار الجوائح هو الذي أنهك الإمبراطورية الاسلامية، التي لم تنعم بالإحتفاء بمنتجات العقل والعلم الذي بسطته في مبادئها. بل أن بعض الفقه، على الأقل قد تأثر سلباً بنمط الحياة الرعوية، فناصب العلم والمنتجات العلمية، وصنف الكثير منها في صنف البدع. ومن أكبر الشواهد محاربة الطباعة لعدة قرون، باعتبارها من البدع.
عوداً علي مسألة السودان، فقد كان انعكاس تلكم الأنماط من الحياة، كان واضحاً على الحياة السودانية في المرافق والسكن وطريقة العيش، والسلوك البدوي في الإحتياز والإستحواز، وفي النظر للآخر، وفي طرائق تبادل الخدمات. كلها أمور مشاهدة وملومسة وممارسة بشكل لا يمكن نكرانه.
وبمثل القراءة بأكثر من زواية النظر، أن ذات الأنماط غير الحضرية، ذات أثر بالغ على الأفراد، خاصة الذين تلقوا تعليماً نظامياً في السودان (سمهم النخبة إن شئت). ومثال أن وسائط التواصل الاجتماعي التي قد ظهرت مؤخراً، قد كشفت عن عوز المنتجات الفكرية (الحضرية) للمتعلمين في مجموعات التواصل. فقد لوحظ فقر النقاش، وإنفراطه (إنزلاقه في معارك سبرانية) وتواضع محتوى ونوع الرسائل بين افراد تلكم المجموعات الجامعية. مما يوحي بأن بعض من تخرج في الجامعة وله أكثر من ثلاث عقود، لا يكاد ينتج معرفة منقولة، علي أسس العلم والمعرفة، فضلاً عن إنتاج معرفة معقولةً سبراً وتحقيقاً وكشفاً علمياً. أو على الاقل في سلوكه ومعاشه، حتة مجرد اقتباسه من المنتوجات الحضارية المتوفرة في السوق. ولا بد أن الطريقة الدائرية تنطبق على كثير من أولاء النفر، ممن تلقى تعليماً راقياً، دارت به في دائرة مفرغة، إرتدت به إلى حالة من الأمية. مما يثبت أن كثيرا من المتعلمين خارج دائرة الفكر والحضارة، حتى على مستواهم الشخصي. هذا رغم أن الخريجين في السودان قد وصلوا يوماً إلى وحسل الأرقام إلى كتلة حرجة كفيلة بتأسيس حضارة معتبرة. وأن الناتج الإجمالي للحالة هو ما يحاول الدكتور النور إثباته.

sadigabdala@gmail.com

 

آراء