فيم الحيرة أيها الوالي؟ إنها امانة التكليف (2)

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وجهة نظر

خيرا فعل السيد والي الخرطوم بإجتماعه مع رؤساء الأحزاب المشاركة في حكومة المؤتمر الوطني وإن كان  معظم الشعب يعتبرها أحزاب توالي لا تقدم او تؤخر في مسيرة الحكم لا إتحاديا ولا ولائيا، وهذا إجتماع راتب يقوم به أي وال مكلف ياتي لرئاسة الولاية منتخبا أو معينا علما بأن هؤلاء الولاة  كلهم جميعا مؤتمر وطني ولم يتمكن  المكتب القيادي للمؤتمر الوطني عبر رأي سديد في أن يكون  بعض من هؤلاء الولاة من احد قيادات هذه الأحزاب . تحدث السيد الوالي  كثيرا عن أمن الولاية أنه خط أحمر( إختلطت علينا الخطوط الحمراء) مما يعتبر  تهديدا لهذه الأحزاب بأن تحدث نفسها وتحرك جماهيرها للمطالبة والتغيير بأي حقوق سياسية  خدمية  وإقتصادية  أو غيرها  ومعلوم أن الوضع الإقتصادي من قفة الملاح والصحة والتعليم ورغيف الخبز والجازولين والصرف الصحي والعطالة والمواصلات كلها في قمة أزمتها التي تشابه سبتمبر 2013م ، بل وحتي الإغاثات والإعانات التي تأتي من دول الجوار في توزيعها خيار وفقوس وتذهب لإهل الولاء ويترك الفتات  للمحتاجين وخير دليل وبرهان ما حدث في إغاثات أعوام سابقة . من حق الوالي أن يتحدث عن أمن الولاية وهو خط أحمر ولكن لا قنوط من روح الله عسي ولعل هذه الأحزاب تحدث نفسها بحقوق جماهيرها وتناصح شريكها المؤتمر الوطني رغم أن لنا وجهة نظر في تلك الشراكة، كيف لا والشركاء يجب أن يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات ومسئوليتهم تجاه الوطن وعضويتهم التي يمثلونه، ولكن الأمل فيها  لجد ضعيف إن كانت هي أحزاب توالي كما قال سابقا الشيخ حسن الترابي. نطلب من  السيد الوالي  أن يكون  واليا علي  جميع مواطني ولاية الخرطوم عادلا صادقا شفافا امينا نزيها متفقدا لرعيته وأن يكون بيان بالعمل كما ذكر أنه سيخطو علي درب  سيدنا عمر بن الخطاب- لو عثرت بغلة بالعراق- ونقول له إنهم حوالي 8  او عشرة مليون مواطن سكان ولاية الخرطوم. أنا شخصيا أثق في قيادات الجيش بصورة مطلقة لأني أعلم أن هذه الفئة لها تربية وطنية خاصة  ضبط وربط وإلتزام  بالتوجيهات العسكرية ، والآن السودان أمام مفترق طرق وعرة داخليا وجوارا وخارجيا من حيث العقيدة ومن حيث الجماعات لا أقل المتشددة ولكن المتفلته والتي في ذهنها أن غيرها ليس  بفقيه بل ناقص دين ودنيا وعقل، ويعتبرون نفسهم قوام علي الوطن والمواطن والمسلمون اينما كانو، ولهذا أتمني من قيادات قوات الشعب المسلحة  الذين هم علي رأس السلطة من رئيس الجمهورية والنائب الاول وقياداتها ذات التكليف التشريعي في الدولة أن يضعوا أيديهم علي هؤلاء المتشددين وأن يكون أمل حرز حفظ السودان امنيا أولا ثم سياسيا وأن لايتبنوا  طائفة سياسية بعينها أي كان نوعها وهدفها وأن يخلعوا الإنتماء السياسي تماما ويلبسوا جلباب الوطن والوطنية قوامين بالقسط علي هذه الأمانة ولو علي انفسهم وأن يعيدوا الثقة التي تزعزعت كثيرا. القوات المسلحة لها خير لا ينضب وما زال بكر  علي ارضنا  إن أحسن الإستغلالللوطن والمواطن وأمنه  وتنميته ونهضته وعمرانه، ولهذا الضرب بيد من حديد علي القطط السمان الذين باعو الحتات ورهنو المؤسسات  وغشوا في الإفتتاحات واجب  تفرضه المرحلة  كخط احمر والسيد الوالي هو أحد شهود ربع قرن من الزمان علي حكم الإنقاذ.. قال الخليفة عثمان بن عفان لإمرائه : إن الله أمر الأئمة أن يكونو رعاه ولا جباة، فإن صاروا جباة إنقطع الحياء والأمانة والوفاء، إن الله خلق الخلق بالحق فلا يقبل إلا الحق، خذوا الحق وأعطوا الحق ، والأمانة الأمانة قوموا عليها ولا تكونوا أول من يسلبها، الوفاء الوفاء لا تظلموا اليتيم ولا المعاهد فإن الله خصم لمن ظلمهم . قال  الخليفة العادل عمر بن الخطاب لإبي موسي الأشعري: إن أسعد الرعاة عند الله من سعدت به رعيته وإن أشقي الرعاة من شقيت به رعيته، وإياك أن تزيق فتزيق أعمالك فيكون مثلك عند الله مثل البهيمة نظرت إلي  خضرة في الأرض فإرتعت فيها تبغي بذلك السمن وإنما  حتفها في سمنها والسلام. قال  الخليفة الصديق أبوبكر رضي الله عنه ليزيد بن أبي سفيان عندما ولاه الشام: إني وليتك لإبلوك وأجربك وأخرجك فإن أحسنت رددت إلي عملك وزدت وإن أسأت عزلتك، فعليك بتقوي الله فإنه يري من باطنك مثل ظاهرك. الأخ الوالي نقول لك إذا إستشرت فأصدق  الحديث تصدق المشورة ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتي من قبل نفسك وأسمر بالليل مع اصحابك تأتيك الأخبار وتتكشف عندك الأستار، لايمكن  أن نتصور جماعة أو أمة أو مجتمع دون أمر ونهي فقطعا لا يستقيم الحال مالم يكن هنالك من يزيل المنكر عندما يراه بيده أو لسانه أو قلبه لأن التربية الإسلامية أمر بالمعروف ونهي عن المنكر والمجتمع المسلم يقوم عليها ، فهل نحن قادة وأفراد كذلك؟ إن إختيار وزراء حكومة الخرطوم ليس بالمستحيل ، ولكن حسن الإختيار هو المحك لمستقبل أمة وتنمية وعمران وبناء ولاية هي دولة و عنوان  لوطن بأكمله، ربما أصابتك الحيرة فيمن تختار، ولكن نكرر إنها أمانة تكليف لخدمة المواطن، ليست تشريف ومهرجانات وإفتتاحات  ومزامير ، بل  مسئولية أمام الواحد الأحد ونكرر لك ماقاله الخليفة العادل عمر بن الخطاب الذي قلت إنك تتأسي به: من إستعمل رجلا لمودة أو لقرابة لا يستعمله إلا لذلك فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. كسرة: عليك بوقف  إنشاء أي مؤسسات جديدة مهما كانت الحوجة ماسة لها مالم تكتمل  تلك المشاريع  التي إبتدرها من سبقوك وتأتي أكلها وتراجع أدائها وتقييمه ومن ثم  تقررون بشأن الجديد.لانقول لك أن يكون مكتبك للغاشي والماشي ولكن ميدانية عملك هي  عنوان  إلتزامك جانب المواطن والبيروقراطية أضاعت الوطن والأمة والمواطن وتلك التقارير  آتية من العاجية هي سبب بلوتنا وتخلفنا  وتدهور جميع مؤسساتنا، أبراء الذمة ومن أين لك هذا لجميع  موظفي ولاية الخرطوم من الغفير للوالي هي أساس القسط والحكم، تحصين الولاية  وأن امنها  خط أحمر لا يتم بالكبت ومصادرة حقوق المواطن ، بل بالعدل وأن يفتح المواطن فمه أينما كان وليس عند طبيب الأسنان فقط، أخيرا نكرر دعوتنا لكم بأن تتكرم  بزيارات تفقدية غير مبرمجة ودون سارينا  لجميع المؤسسات التي تم إعادة إفتتاحها أخيرا لتري الغش والكذب والنفاق وإنعدام الوطنية والضمير  والوازع والرادع ونتحدي من  جمل صورتها للإفتتاح   لأن من غشنا ليس منا، اللهم استر فقرنا بعافيتنا

sayedgannat7@hotmail.com

 

آراء