في الاقتصاد السياسي لانقلاب 25 أكتوبر او في الإسلامويين وراسمالية الحياة والموت

في هذا المقال نحاول في لغة مقتصدة عرض مفهوم رأسمالية الحياة و الموت Nercrocapitalism و الذي اشتغل عليه بوبي بانيرجي في ورقته necrocapitalism 2008 و في مقالنا هذا نحاول ايضا اعادة قراءة هذا المفهوم الحديث في سياق واقعنا السياسي الاجتماعي ما قبل انقلاب 25 اكتوبر( الانقلاب الثالث منذ 11 ابريل 2019) وما بعده و نسال إلى مدى يمكن لهذا المفهوم أن يضيء لنا بعض من الطريق نحو فهم او من مزيد من الفهم لطبيعة السلطة الانقلابية الراهنة.بكونها رأسمالية طفيلية.بمعنى آخر نروح نشوف نظريا كيف أن الرأسمالية الطفيلية منذ استيلائها على السلطة في يونيو 1989 راحت تتحول في إطار ديناميات البنية الاجتماعية إلى رأسمالية طفيلية ذات تنويعة جديدة هي رأسمالية الحياة و الموت في السلطة السياسية بما هي سلطة السيادة و التي باتت تحت سيطرة انقلاب 25 اكتوبر (هي هي سلطة الاخوان او قل المؤتمر الوطني) هي من يحدد من يستحق العيش و من يستحق الموت و للموت تنويعات منه القنص من فوق المباني الشهقة بايدي الملثمين(اياهم) او بالطلقات المحرمة دوليا(الخرطوش ذو الطلقات المتناثرة و الموت في مناطق النزاع الأهلي في مدن دارفور و الموت البطيء بسبب الفقر و الموت بسبب من التعرض لكيمياويات في مناطق التعدين و التي يقدر عدد العاملين فيها ما بين ال2 الي 4 مليون و للموت تنويعات أخرى في الفضاء الاجتماعي السياسي و هكذا منطق رأسمالية الحياة و الموت.
المفهوم يعني به (بوبي بانيرجي) الأشكال الحديثة من التراكم التنظيمي الذي ينطوي على نزع الملكية وإخضاع الحياة لسلطة الموت وكيف أن الأشكال المختلفة للسلطة (المؤسسية والمادية و الفكرية ) و التي تشتغل في في حقول : الاقتصاد السياسي والعنف ونزع الملكية يمكن وصفها بأنها ممارسات لرأسمالية الحياة و الموت و التي منها على سبيل المثال، أثر صناعة الموارد في البلدان النامية وخصخصة الحرب والمؤسسة العسكرية.و في سبيل توضيح المفهوم اكثر يستلف بانيرجي من التاريخ البعيد و القريب قصتين.القصة الأولى تعود وقائعها إلى عام 1757حينما خاضت شركة الهند الشرقية الإنجليزية (أحيانا يشار لها بكونها أولى الشركات المتعددة الجنسية في التاريخ)معركة مع القوات الفرنسية،وعلى اثر هزيمة القوات الفرنسية تتمكن الشركة الانجليزية من الاستيلاء على حصن (تشانداناغار في البنغال). و قد نتجت عن المعركة عدة مئات من القتلى وجرح الآلاف. عندما وصلت أنباء الإنتصار إلى لندن ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 12٪ في بورصة لندن. والقصة الثانية كانت في ديسمبر 2004، سعر سهم شركة ( Armor Holdings) ، وهي شركة متعددة الجنسية مقرها الولايات المتحدة و كانت احدي الشركات العسكرية الخاصة المتعاقدة من الباطن في العراق، وصل إلى أعلى مستوى له في (وول ستريت) بعد أن أعلنت الحكومة الأمريكية عقود إعادة الإعمار في العراق.و تترائ ل بانيرجي أن تفسير هذين الحديثين بكونه مجرد تكسب من الحرب فيه الكثير من التبسيط النظري وأن كلا الحدثين تتمظهر فيهما شكل من أشكال العنف والقتل والاحتلال . و شكل من اشكال التراكم الرأسمالي مارسته تلك الشركات من أجل الاستحواذ على أسواق جديدة و إزاحة المنافسة والحصول على موارد البلد المحتل باقل الاسعار في سبيل تعظيم أرباحها.إذن ورقة صديقنا (في درب المعرفة و درايتها عبر المفهوم ) كانت بشكل من الأشكال رحلة استكشاف في الآثار المترتبة على "إدارة التجارة العامة من خلال السيف " في الاقتصاد السياسي في زمنا المعاصر. بالتناص مع مفاهيم نظرية أخرى في حقل السياسة و الاقتصاد ووفق قراءة نقدية لتلك المفاهيم و التي منها: سياسة الحياة و الموت necropoloitics واقتصاد الحياة و الموت necroeconomics و الكولونيالية و الامبريالية و حالات الاستثناء و علاقتها بمفهوم السيادة(الوطنية) توافرت لدي بانيرجي ما يستدعي (نجر) مفهوم راسمالية الحياة و الموت.كمفهوم محتوى و متجاوز لهذه المفاهيم التي أشرنا إليها توا.
يمكننا القول أن هناك خريطة أو مسار لحياة تطور هذا المفهوم و هي اولا الاشتباك النظري النقدي و الذي عبره قام المنظر الكاميروني اشيلي ميبمبي بنقد لمفهوم فزكو الخاص ب السياسة الحيوية (biopolitics) و يقدم بعد تجاوز مفهوم السياسة الحيوية نقديا مفهوم سياسة الحياة و الموت .فما هو معنى السياسة الحيوية :السياسة الحيوية هي الطريقة التي حاولنا بها و القول لميشيل فوكو في محاضرة له في 1974 ، منذ القرن الثامن عشر ، ترشيد المشاكل التي تطرحها ممارسات الحكومة من الظواهر الخاصة بمجموعة من الكائنات الحية المكونة من السكان: الصحة ، والنظافة ، ومعدل المواليد ، وطول العمر والأجناس نحن نعرف المكان المتزايد الذي احتلته هذه المشاكل منذ القرن التاسع عشر ، وما هي التحديات السياسية والاقتصادية التي فرضتها حتى اليوم.و وفق زهير الخويلدي (https://bit.ly/3PioQbr) يستخدم مفهوم السياسة الحيوية لتحديد شكل من أشكال ممارسة السلطة التي لم تعد تتعلق بالمناطق ولكن بحياة الأفراد والسكان والسلطات الحيوية .خلال هذا المفهوم حاول فوكو التمييز بين الشكل "التقليدي" من الشكل "الحديث" للسلطة التي تمارس على نطاق الحياة ، وبالتالي يمثل انقطاعًا هامًا في تاريخ التقنيات التي يتم بها توجيه أفعال البشر ، وطريقة سلوكهم ، وتستثمر أجسادهم بالمعنى السياسي.
يصف الفيلسوف آشيل مبيمبي سياسة الحياة و الموت بأنها (القدرة على تحديد من هو ذو القيمة ومن الذي لا قيمة له ومن يمكن التخلص منه ومن لا). بعبارة أخرى، هي إطار يسلط الضوء على كيفية قيام الحكومات بتعيين قيمة تفاضلية للحياة البشرية( https://bit.ly/3cktwzz). كلما ما تصالحت مع السلطة المسيطرة، زادت قيمة حياتك. دعنا مثلا نقول في ظل سلطة انقلاب 25 اكتوبر، إذا كنت مؤتمرا وطنيا، او من الحركة الاسلاموية، من (اعتصام الموز) او الحركات المسلحة جناح (سلام جوبا) او من الخبراء الاستراتيجيين (اياهم) او طفيليا ثريًا، او في المنطقة الرمادية ما بين دعم الانقلاب و رفضة التام، فهذه أخبار رائعة بالنسبة لحياتك. ولكن كلما ابتعدت عن محاور السلطة الانقلابية و تحالفاتها المرئية وغير المرئية ، كلما ما تم تقليل قيمة حياتك(ذاتا او مؤسسة ما) في ظل منطق سياسة الحياة و الموت. يجادل مقال (مونتاج) بأن اقتصاد الحياة و الموت (necroeconomics)بكونه او تكوننه كنظرية وممارسة اعلاء قيمة الحفاظ على الية السوق الحرة حتى لو كانت اعداد من يموتون من الشعب كثر جراء فرض الدولة لقيمة سيادة السوق علي قيم الحياة.و نحن هنا كاننا امام حالة او تعريف جديد للاقتصاد :الاقتصاد منتج للعنف ومعتمد عليه.استدعت تنظيرات اقتصاديات الحياة و الموت المبكرة دورًا جديدًا للملك كضامن لسلاسة الية السوق. وهكذا يوضح مونتاج كما تشير (ان مور) أن اقتصاد الحياة و الموت ليس بديلاً للسياسة الحياة و الموت ولكنه وسيلة للتنظير حول أشكال الحكم والسيادة التي تخفي السوق .ففي هذا الاقتصاد تبدو ان القيمة العليا هي سيادة اليات السوق و الدولة ليس عليها سوى حراسة هذه القيمة العليا و ان قيم الحياة و الموت تبقي قيم ثانوية مقارنة بقيمة السوق الحر و الدولة هنا كأنها تقيد الحياة حد الموت و لا قيد لالية السوق و الربح و المزيد منه فوق الحياة؟
في جدلية قراءته النقدية لمفهومي سياسة الحياة و الموت و مفهوم اقتصاد الحياة و الموت انبثق مفهوم رأسمالية الحياة و الموت كتقاطع لهذين المفهومين، كممارسات للتراكم الرأسمالي في سياقات (ما بعد) الكولونيالية حسب الفاعل او اللاعب الاقتصادي المحدد - الشركات المتعددة الجنسية، على سبيل المثال - التي تنطوي على ممارسات نزع الملكية، والموت، والتعذيب، والانتحار، وتدمير سبل العيش، الإدارة العامة للعنف. و يشير بوبي بانيرجي الي كيف ان ابتداع او خلق مناخات صديقة للاستثمارات الاجنبية و السموات المفتوحة لرأس المال الاجنبي يستدعي راسمالية الحياة و الموت. و من امثلة جذب الاستثمارات الأجنبية يشير بانيرجي إلى إعلان من الحكومة الفلبينية كان أن نشر عام 1975 في مجلة Fortune: " لجذب شركات مثل شركتك ، قمنا بتحطيم الجبال ، ازلنا الغابات ، دفنا المستنقعات ، غيرنا مجارى الانهار ، نقلنا المدن الى مواقع جديدة .... كل ذلك لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية هنا لك ولشركتك ". غالبًا بعد مجي تلك الاستثمارات الاجنبية و سياسات التحرير الاقتصادي ما تكون آثار خلق مناخ صديق للاستثمارات الاجنبية عنيفة، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح وخلق عوالم الموت. على سبيل المثال، فمع تحرير التجارة في الزراعة و خصخصتها في العالم الثالث و فشل البذور المعدلة وراثيا و التي استخدمها المزارعون الهنود دلت الاحصاءات الى زيادة قدرت ما نسبته 260٪ في معدلات انتحار المزارعين في الهند حيث انتحر أكثر من 4000 مزارع في ولاية أندرا براديش منذ فرض تلك الإصلاحات الزراعية المتعلقة بتحرير الزراعة.و في هذا السياق ايضا تم توثيق أن ما بين 30 و 50 مليون هندي فقدوا أراضيهم التقليدية نتيجة لمشاريع السدود.و علي سبيل المثال نجد ان مشروع سد ساروفار لوحده ادي إلى تشريد 400 الف من الاهالي.وهذا التشريد الذي تم لملايين الهنود تحت حجة بناء السدود: توليد الكهرباء عاد بالفوائد ليس لهم بل لسكان المدن ومياه السدود تم توزيعها لري المزارع الالية الكبيرة.
تحرم الممارسات الرأسمالية الناس من الوصول إلى الموارد الضرورية وصحتهم وحياتهم، وتدمير سبل عيشهم، ونزع ملكية المجتمعات المحلية. ومن الأمثلة على ذلك خصخصة المياه في أفريقيا وأمريكا الجنوبية: ففي كل حالة تقريبا تمت خصخصة المياه، انتهى الأمر بالشرائح الأفقر في المجتمع إلى دفع ليس فقط أسعار أعلى للمياه ولكن أيضا إلى دفع ثمن أغلى و هو فقدان الحياة في حد ذاتها ( اي ميتة وخراب ديار). في جنوب أفريقيا خلال 2002-2003 أصيب أكثر من 100 الف شخص بالكوليرا، مما أدى إلى وفاة 200 شخص بعد ان تبنت حكومة جنوب إفريقيا توصية البنك الدولي بخصخصة خدمات المياه والصرف الصحي لآلاف المواطنين في مقاطعة (كوازولو ناتال) الذين كانوا فقراء للغاية بحيث لا يمكنهم دفع فواتير المياه الخاصة بهم.
و قد تكونن تمظهرات من رأسمالية الحياة والموت فيما سماه بوبي بانيرجي بسيادة الدولة المشتتة او خصخصة السيادة الوطنية لأن الحكومة المحددة قد تتواطأ في فتح اقتصاداتها لرؤوس الأموال الأجنبية و الأسواق الدولية،مما يؤدي ضمن عوامل أخرى الي تخلق دولة تكثر فيها حالات الاستثناء و يتزائد فيها حالات الإكراه والعنف والقتل. و الدولة هنا عبر توظيف آلياتها القمعية قد تذهب بعيدا في شن الحروب والاقتتال ضد القوى الاجتماعية المتمردة والحركات المسلحة و التي هي في بدورها قد تتأثر بقوى السوق، فالدولة تسعى عبر جيشها دحر المتمردين او قل تطهير الأراضي من المتمردين من اجل احتكار او استعادة الامتيازات الاقتصادية المحددة :قطع الأشجار وخطوط أنابيب النفط والمناجم والسدود. وبالتالي في هذا المشهد من حالة الاستثناء و خصخصة السيادة ، فإن الرأسمالية تخلق حالات من الاستثناءات حيث "تقتصر الحقوق الديمقراطية للمواطنين على المجال السياسي "مع استمرار أشكال الهيمنة والاستغلال والعنف في مجالات أخرى. و الوفيات اثر هذا الاقتتال الاهلي و قمع الدولة تتمظهر فيه ممارسات التراكم الراسمالي و التي تبدو محصنة من التدخل القانوني والسياسي، مما يؤدي إلى تعليق السيادة.فهذا الوصف لراسمالية الحياة و الموت يكاد يماثل لحد بعيد علي واقعنا السياسي والاجتماعي في تتريخته من 1989 الي راهنا الان 2022 .فراسمالية الحياة و الموت هي سلطة النخبة الإسلاموية ممثلة في الجنرال البرهان رموا لسيادة الدولة المشتتة و خصخصة سيادة الدولة و في حالة من حالات الاستثناء امتدت الي 3 عقود وأكثر من الومان..ففي الأسابيع القليلة الماضية كانت ان زارت السودان وفود (تجي و تروح و تروج لتجي مرات و مرات) المبعوث البريطاني و المبعوث الفرنسي و المبعوث الصيني و المبعوث المصري والمبعوث الامريكي اضافة الى تدخل الالية الثلاثية ممثلة في فولكر(الامم المتحدة و ود لباد(الاتحاد الافريقي) و اسماعيل (الإيقاد) والاتحاد الأوروبي و ذهاب رموز السيادة(المشتتة) إلى منزل السفير السعودي وإضافة للحضور الإماراتي في مشهد التفاوض بين رموز السيادة في زمن خصخصتها وبعض من (فرقاء) (الثورة) حول امكانية عودة المسار(الانتقالي الديمقراطي). الحكومة المحددة (بقيادة الجنرال البرهان و حميدتي النائب) لا تزال تتواطؤ في فتح اقتصاد البلاد المكشوف علي الخارج لرؤوس الأموال الاجنبية والأسواق الدولية( من تصدير و تهريب الذهب و اللحوم و الماشية و المحاصيل الزراعية و التي لا تعلم عنها وزارة مالية البلاد ذات السيادة المشتتة شيئا)،مما يودي ضمن عوامل اخري الي تخلق دولة تكثر فيها حالات الاستثناء و يتزائد فيها حالات الإكراه والعنف والقتل ضد ثوار البلاد في صغريات و كبريات المدن المنتفضة.انها الراسمالية الطفيلية حينما تتزاوج مع راسمالية الحياة و الموت بهدف استدامة تراكم الثروة و بهدف اخضاع الاقتصاد(المدني و اللي فيه فقط 18%) لسيطرة اقتصاد الجيش و الدعم السريع سيد القطاعات الاقتصادية الكبري:زراعة و ذهب و صادرات و واردات...الخ.
ان موجات التهميش الاقتصادي والاجتماعي والثقافي على مختلف المستويات و التي يواجهها يوميا الملايين من البشر في بلدانهم و في مختلف القارات والنضالات المتعددة ضد تلك السياسات التي تمارسها الحكومات وشركاتها المتعددة الجنسيات والمحلية، والوكالات الدولية والمنظمات فوق الوطنية. الضحايا الرئيسيون العنف البنيوي للممارسات الرأسمالية.راسمالية الحياة و الموت هم فقراء العالم.تبلغ نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر حوالي 46.5 في المائة ( على أقل تقدير)، فيما ترتفع نسبة الفقراء إلى 52.4 في المائة إذا ما تم اعتماد مؤشر الفقر متعدد الأبعاد، بحسب أحدث تقارير التنمية البشرية الصادر عام 2019. وكنتيجة للصراعات المستمرة في السودان وأيضا الانفصال عن الجنوب عام 2011، صنف 5.5 مليون شخص على انه بحاجة لمساعدة إنسانية عام 2018، منهم 3.1 مليون في دارفور.و تتاتر التقارير طوال 2022 و كان آخرها في يونيو 2022 و الذي يشير إلى أزمة غذاء تلوح في الأفق في السودان نتيجة لآثار النزاع المسلح وانخفاض إنتاج المحاصيل الأساسية والاضطراب الاقتصادي.من المتوقع أن يعاني 11.7 مليون شخص، أي ما يقرب من 25% من سكان السودان، من موجة حادة من الجوع في ذروة موسم العجاف في سبتمبر 2022، بزيادة تبلغ نحو مليوني شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2021. في هذا العام تجاوزت الملاريا عتبة الوباء حيث تمثل 12.4 في المائة من جميع الأمراض التي شملها الاستطلاع من قبل القطاع الصحي (الحصبة، والزحار (الدوسنتاريا)، والتيفويد، و الاسهال المائي الحاد والتهابات الجهاز التنفسي وما إلى ذلك) بمعدل وفيات قدره 13 لكل 10,000. هذه زيادة بنسبة 30 في المائة مقارنة بنفس المدة من العام الماضي. فقد أوردت التقارير أن هناك 1,8 مليون حالة إصابة بالملاريا في أنحاء السودان كافة حتى الآن في عام 2019. وتتأثر عدة ولايات في إقليم دارفور والنيل الأبيض والخرطوم وعدة ولايات أخرى أكثر من غيرها. وقد جرى الإبلاغ في نوفمبر وحده عن أكثر من 250,000 حالة إصابة بالملاريا من دارفور طبقاً لوزارة الصحة الفيدرالية. ويشمل ذلك حوالي 110,000 حالة إصابة بالملاريا في ولاية جنوب دارفور، و103,000 حالة في ولاية شمال دارفور، وحوالي 45,000 حالة في ولاية شرق دارفور(shorturl.at/ioAMX)
سوء التغذية هو أكثر من مجرد نقص في الطعام! سوء التغذية هو نتيجة لعوامل مختلفة كنقص البروتين والطاقة والمغذيات الدقيقة، والعدوى أو الأمراض المتكررة، وممارسات التغذية غير السليمة، وعدم كفاية الخدمات الصحية والمياه غير النظيفة والصرف الصحي , وفق تقرير لليونيسف 2020( https://uni.cf/3AHQdYg) يعاني سنويًّا قُرابة 2.7 مليون طفل في السودان ممن هم دون سن الخمس سنوات من سوء التغذية، ومن بين هؤلاء يعاني 522،000 طفل من سوء التغذية الحاد.أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إرتفاع نسبة سوء التغذية الحاد وسط الأطفال بالسودان إلى 16٪ ، وحذرت و أشارت إلى أن انتشار التقزم بنسبة عالية، و إن وفيات الأطفال لسوء التغذية فى السودان بلغت 40 % ، وأبدت المنظمة قلقها لارتفاع معدلات سوء التغذية المزمنة وسط الأطفال بالسودان، والتي قالت إنها بلغت مليون و800 الف طفل.
قال انشو برنجي ممثل الصحة العالمية، إن وفيات الأطفال لسوء التغذية فى السودان بلغت 40 % ، وأبدت المنظمة قلقها لارتفاع معدلات سوء التغذية المزمنة وسط الأطفال بالسودان، والتي قالت إنها بلغت مليون و800 ألف طفل وأكدت وزارة الصحة الاتحادية ان مؤشر سوء التغذية العام الحاد بلغ أعلى نسبة من الحد العالمي ، وأكد وكيل وزارة الصحة عصام عبد الله أن نصف مليون طفل بالسودان يعانون من سوء التغذية شديدة الحدة أي أن (1) من كل (20) طفلا سودانيا مصاب بسوء التغذية شديدة الحد ووفاة ( 48 ) أماً يوميا او اثناء الولادة شهدت السنوات الأخيرة اتجاها متزايدا في الاستعانة بإمدادات دولية للحرب و مع صعود الطلب العالمي للخدمات العسكرية و الامنية الخاصة بما في ذلك العمليات القتالية والتخطيط الاستراتيجي وحماية الأصول والدعم، والتدريب. و يشير بانيرجي الي السودان بكونه احدي الدول (اضافة للسودان : أنغولا، الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا والكاميرون و كينيا) و التي نشطت فيها هذه الشركات العسكرية و الامنية الخاصة و قد استفادت العديد من تلك الدول من هذا السوق المتنامي (سوق العنف الخاص) لتوطيد دعائم سلطتها العامة، مما أدى إلى خصخصة السيادة في الأقاليم التي تعمل هذه الشركات العسكرية و الامنية الخاصة المتعدية الجنسية . ويحق لهذه للشركات أن تقتل أو تقرر من يستحق الحياة، وان تحمي الأصول، و حتى المطالبة بحقوق الحصول علي امتيازات التعدين، كما هو الحال في العديد من الدول الأفريقية. بالنظر إلى لطبيعة أعمالهم، فهناك نقص في الشفافية بشأن العمليات الفعلية التي تقوم بها. يقدر أن هذه الصناعة لها إيرادات سنوية تصل إلى 100 بليون دولار آنذاك هي 2008،و نفترض ان تلك الإيرادات قد تضاعفت اليوم على أقل تقدير لاربع اضعاف ما كانت عليه عام 2008.وربما نشير هنا إلى شركة فاغنر الروسية كمثال لخصخصة العمل الأمني لصالح شركات أجنبية.
مصادر و مراجع
Necrocapitalism Subhabrata Bobby Banerjee
Organization Studies · December 2008
Necroeconomics, Originary Accumulation, and Racial Capitalism
in the Early Iberian Slave Trade
Anna More
Journal for Early Modern Cultural Studies, Volume 19, Number 2, Spring 2019,
--------
زهير الخويلدي
https://bit.ly/3PioQbr
الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28

tarig.b.elamin@gmail.com
////////////////////////////