في انتظار البترول ٢٠١٣!! (1-2)
د. كمال الشريف
6 May, 2013
6 May, 2013
رحم الله من كتب ورحم الله من ممثل ورحم الله من أخرج مسرحية كوميدية سودانية عرضت في المسرح القومي السوداني الذي كان وحيداً ولكنه كان متربعاً في ثقافة كل أهل السودان في ذاك الوقت الذي عرضت فيه مسرحية (في انتظار البترول) في ثمانينيات القرن الماضي وكانت المسرحية تحكي عن أن الحالة الاقتصادية للمواطن السوداني هي حالة فوق ١٠٪ من حالة الفقر المعروفة وليست كحالة المواطن السوداني الذي يعيش أكثر من ٥٢٪ من شعبه تحت خط الفقر كما قالت الحكومة وأكثر من ٧٤٪ من شعبه تحت خط الفقر كما قالت الهيئات الدولية وخط الفقر المشار إليه هنا هو أن يكون دخل الفرد أقل من دولار واحد في اليوم الواحد وعندما عُرضت مسرحية (في انتظار البترول) كان خط الفقر يساوي ٣ دولار مقابل الجنيه الواحد وكان واحد من ممثلي المسرحية لا يتمنى أن يكون في (جزلانه) دولاراً واحداً ولكن كل الممثلين كانوا يتمنون أن يكون في (جزلاناتهم) عدد يساوي فقط (عشرة جنيه سوداني) التي كانت في وقتها تساوي ٣٠ دولاراً وبرغم هذا أصبح البترول الذي انتظره السودانيون مع مسرحية في انتظار البترول في ثمانينيات القرن الماضي نقمة وليس نعمة والمواطن يقول كل أموال الخزينة الحكومية مأخوذة من جيوبنا (ضرائب وعوائد والكثير من الجبايات) بمسميات مختلفة ولم نلمس شيئاً من البترول الذي أنتظرناه طويلاً.
الآن وبعد أكثر من ربع قرن من الزمان على مسرحية في انتظار البترول يعود هذه المرة متدفقاً بمعنى عابر ويوجد آخر ملكاً (حراً) للسودان.. علينا وعلى الحكومة المسؤولة عن اقتصاد وأموال الناس أن تستعين بوزراء وبعلماء اقتصاد وليس بوزراء يفهمون في عمل البنيات التحتية فهم (القموسنجي) الذي يرسل البضاعة ويأخذ المال ويذهب لشراء الخضار فقط.
على الحكومة أن تراعي هذه المرة في نفطها (الملك الحر) والآخر العابر المتدفق في خطتها احلام أهل مسرحية (في انتظار البترول) ولكنها أحلام ومشاريع في القرن الواحد وعشرين برؤية تختلف اختلافاً جوهرياً بالنظرية المعروفة بزيادة الايرادات وتقليل الانفاق، علينا أن نضع مشاريع تنتج حالاً وأخرى تنتج مستقبلاً حتى يكون البترول برنامجاً استراتيجياً على أرض الواقع وليس في موازنات تتكلم عن أرقام كلها محسوبة على نظام السوق الحر أو نظام التحرير الاقتصادي.
//////////////