في ذكرى 30 يونيو البائسة

 


 

 

 

خابت أهداف الحركة الإسلامية، حين انعقدت شوراها، لتنظيم انقلاب 30 يونيو 1989. كانت تأمل أن يأتمر أبناء الشعب الباسل، للحفاة الجياع، وهم يسرقون بلا وازع. مكنوا أنفسهم من الأرض وما حملت في بطنها، يريدون أن نصفّق للعبتهم الحلوة !. لا وألف لا ، في الأجيال التي تربّت على القهر وبيوت الأشباح ليسهل قياد الجميع، لمذهبهم الماسوني. لقد غيروا التعليم ليُسبّح المتعلمون باسمهم. 30 عاما يسرقون حتى قال قائلهم سنسلمها لنبي الله عيسى، يملأ الأرض عدلا بعد ما ملئوها جورا. وفي ذلك محقين، فقد نبت من أظهر رجالنا، ومن دفء التلقيح، منْ يكنسهم. وتقف كنداكات السودان بالمرصاد لمنْ حجر عليهنّ الحرية، وألهب ظهورهن بسياطه، وقلبهنّ في شواء التعذيب والاقتصاب، لا وازع ديني لهم، كل ظنهم أن القهر يرّكع المجنى عليها وعليه.

(2)
وجاءت حاقة الثورة، لتكنس زعيمهم، الفاقد التربوي لكل مراجع الثبت التي يؤمنون بها، وجهل فيهم جهل الجاهلينا. وكشف عامة الناس سوء طويتهم، وانحسار النخوة فيهم، فصار رئيسهم يركبهم حميرا له، يعلفهم حين يشاء ومن غير ماله. وبدّل هو حياة الفقر إلى نعيم، بالسرقة والغصب حتى صار مشيرا، ليس من فرط حرب يقود، ولا تمرين أسلحة اتخذ، فقط رقىّ نفسه، وصحابته من أجهل الجاهلين، وصاروا محض فرقاء أوائل، نصب وسرقة، كما دارت الدوائر على الدرجات العلمية، التي صارت على قفا من يستطيع أن يحمل.
صدق الشاعر الهمام محجوب شريف، لم يدنسونه بمثقال حبة من خردل، على ألا يقول فيهم شعرا، وضنّ عليهم بكلمة سماح، حتى غادر الدنيا، وبقيت كلماته تشيّعهم لمثواهم الأخير. فانفلقت الثمرة الإسلاموية، وتقيحت الدمامل، وصار السودان في ذيل الأمم، ويصرّون أنهم مُحاصرون !، بل قالوا إن الوطن مُحاصر، كأن الحصار ابتلاء!. وكأن فواجع دارفور في النجم الثاقب، وليست في السودان، وليس من فعلتهم الدنيئة: القتلة والسارقون والمعذبون. ولا يستحون من أوصافهم. قالوا (نحن أتقياء ووجوهنا تنطق بالتقوى ولساننا لسان صدق حين يقول:
هي لله لا للسلطة لا للجاه!!)
ونحن نقول كل أفعالهم للسلطة والجاه، يقتلون ويزنون ويعذبون، وصلاتهم رغم ذلك في وقتها!!. صلاتهم لا تزيل لهم عثرة ولا ترتفع قيد أنملة عن الأرض، لا يتوجعون فقد فقدوا الإحساس. نقول لهم لِمَ هذه الجحود ولِمَ التعذيب، ولِمَ السرقة؟، وسرقة أموال الأيتام، وجابية الزكاة يرفلون في النعيم المقيم، وبأموال الفقراء.

(3)
أي ديمقراطية نريد؟
ربما كانت ديمقراطية وست منستر لا تناسب تنوع ثقافات ولغات واثنيات متعددة. وأرى أن يناسبنا انتخاب مباشر ونسبي، وهي خلطة تناسب تنوع السودان. لدينا تاريخ في ممارسة الديمقراطية، تمتد إلى أكثر من سبعين عاما، ما خلا حين سلّم رئيس الوزراء عن حزب الأمة للفريق عبود، مكايدة في حزب الوطني الاتحادي لكي لا يكوّن حكومة ائتلافية، وأيضا حلّ الحزب الشيوعي السوداني، في مخالفة للمحكمة الدستورية، وتلك هي فاتحة شهية لكافة ضباط القوات المسلحة، وسارت رغبات فئة غير قليلة من العسكريين طريقهم للتطلع للسلطة.

(4)

يا شعبا لهبك ثوريتك/ محجوب شريف

على أجنحة الفجر ترفرف فوق أعلامك
و من بينات أكمامَك تطلع شمس أعراسَك
يا شعباً لهبَك ثوريتَك
تلقى مُرادَك و الفي نيتَك
و عُمق إحساسَك بحريتَك
يبقى ملامِح في ذُريتَك..

ماكا هُويِّن سهل قيادَك
سيِّد نفسَك, مين أسيادَك؟
ديل أولادَك
ديل أمجادَك
و نيلَك هيلَك جرى قِدامَك
تحت أقدامَك رجع صداك
و سجع نحاسَك
و إنتَ نسيج الفداء هندامَك
إنتَ نشيد الصبح كلامَك
و عِطر أنفاسَك ..

أرفع صوتَك هيبة و جبرة
خلِّي نشيدَك عالي النبرة
خلِّي جراح أولادَك تبرا
كِبروا مكان الضحكة العبرة
إلا يقينهم فيك إتماسَك
يا الاصرارَك سطراً سطراً
ملأ كراسَك

*
تطاردهم ريح صرصر أنا يذهبون، يتبعهم الخزلان المبين، فأموال السُحت سنستردها وإن طال الزمان،إن كانت في ماليزيا أو تركيا أو غيرهما، من واق الواق، سنقطع حبل عهرهم من الشريان الرئوي، وسنخسف بهم الأرض، فهم ليست لهم حرية، ولا عدالة يستحقونها. صبرا صبرا.
عبدالله الشقليني
27يونيو2020

alshiglini@gmail.com

 

آراء