في محبة أرض السمر والنيل والنخيل ..!! بقلم: صديق السيد البشير

 


 

 

abumaha76@gmail.com
(1)
أرض الجمال والخير
أرض السمروالنيل
حضارة ممتدة
حاولنا نبقى دليل
نعكس صور للغير
سودانا فيهو كتير
خير ما بتعدا
متباينة فيك ألوان
يا منارة التاريخ
بيك الزمان شاهد
أرض الجمال والخير
أرض السمر والنيل
حضارة ممتدة
بهذه الكلمات التي تفيض رقة ومحبة ، نظمت بلغة عامية سودانية ، خرجت من ورشة عمل مشتركة، خصصت لإنجاز شعار للسلسلة، جاءت بألحان الموسيقي (هيدلي) البعيد عن أضواء الإعلام ، إلى جانب أداء جيد بمصاحبة للفنانة (لولي) التي ظهرت من خلال برنامج (أغاني وأغاني) الذي يبث على شاشة قناة النيل الأزرق في رمضان المبارك من كل عام ، بجانب الفنان (ماهر) أحد المشاركين في البرنامج الشهير (ذا فويس) الذي يبث على شاشة mbc ، ثم تظهر لوحة الشعار ، لتصافح الأذن والعين ، موشحة بأنغام ساحرة وأصوات عذبة ، عذوبة السودان ، أصالةو معاصرة ، الراسخ في ذاكرة الكرة الأرضية ، تاريخا وجغرافيا ، هي لوحة مرسومة بعناية وعشق عن حكايات بصرية وثائقية مدهشة ، تخاطب الأسماع والأبصار والعقول ، تسرد قصة وطن اسمته نبتة للإنتاج الفني والإعلامي (أرض السمر) عنوانا جاذبا لبافة منتقاة من أعمال تلفزيونية توثق للسودان تاريخا وجغرافيا وحكايات ، أنتجتها قبل سنوات وتستمر في إنجاز مجموعة أخرى ، عجزت عن إنتاجها كل الحكومات التي تعاقبت على إدارة السودان وتصريف شؤون البلاد والعباد.
(2)
في الخامس عشر من أغسطس عام 2016م كان لفيف من الإعلاميين والباحثين والعلماء والمؤرخين يجتمعون على مائدة مستديرة للحوار هي أشبه بالمدارسة من ورشة العمل نظمتها شركة نبتة للإنتاج الفني والإعلامي ، حيث كانت تهدف بها إلى تطوير فكرة خلاقة غير مسبوقة وتعنى بتوثيق السودان .. الأرض والإنسان ، وصولا إلى القول هذا هو السودان الذي لم نره من قبل ، بإنسانه وثرواته وتنوعه وخيراته ، او هكذا ترمي إلى تحقيق هذه الأهداف ، من فكرة جاذبة ثم تخطيط محكم وصولا إلى تنفيذ مميز ورجع صدى بما يحقق للحلقات سمات الجودة والريادة والتميز ، صوتا وصورة ومؤثرات ، بشكل يسهم في تغيير الصورة الذهنية النمطية عن السودان التي تتصف بالتشويه والتزوير لتاريخ وجغرافية السودان عبر تقديم أرض السمر بصورة أكثر صدقية وواقعية لماض تليد وحاضر زاهر وغد مشرق.
(3)
(74) من شباب السودان تبدو عليهم ملامح المعرفة والبراعة والاحترافية والإبداع والخبرة في مجالات الإنتاج الفني والإعلامي ، بحثا ، إضاءة ، رواية ، وكتابة ، موسيقى ، تحريرا ، صوتا ، وصورة ، وإخراج ، قطع هؤلاء الشباب اكثر من مئات الكيلومترات ، ثم زيارات ميدانية على ستمائة مدينة وقرية ، بهدف الإنتاج البصري المميز ، مشاهد وحكايات ، أهدوا المكتبة السودانية أكثر من (1500) ساعة من المادة التوثيقية بأحدث تقنيات التصوير والتحرير التلفزيوني والرؤى الإخراجية لذات المشاهد التي أنجزت أكثر من (100) فيلم وثائقي ، تزينت بعرضها خمس قنوات فضائية سودانية بجانب سادسة أخرى هي قناة أرض السمر على منصة يوتيوب ، على كل حال هذا جهد تلفزيوني توثيقي مميز أنجزته نبتة للإنتاج الفني والإعلامي برعاية ودعم أكثر تميزا من نخبة من رجال المال والأعمال وقيادات الشركات ، ابرزها زين للإتصالات.
(4)
هي كلمات نكتبها بمحبة (لأرض السمر) السلسلة الوثائقية المهمة لمكتبة السودان ، جمعت كنوزا مهمة ، من شخصيات وأماكن وعادات وتقاليد وموارد وموروثات والتي تنوعت بحلقات جيدة ، تنوعت بين كادوقلي عروس الجبال وتوثيل درة الشرق ، لم تبدأ بجزيرة سنجنيب في عمق البحر الأحمر أو أم دبيكرات وأهرامات شمال السودان ثم مدينة بارا وشلالات كلبي بمدينة الدلنج ، ثم متعة المشاهدة لأنغام الأزرق وأركويت وكوستي ثم الرهد وقرآن الفجر وتحفيظه في خلاوى الشيخ أبوعزة (رحمة الله عليه) ، أو سحر الطبيعة في دارفور ، هي حكايات من اقاصي الشمال إلى جودة الحدودية مع دولة جنوب السودان ، او من سواحل البحرالأحمر شرقا وحتى تخوم دارفور وبوادي كردفان غربا ولاننسى الجزيرة الخضراء وسط السودان مستودع غذاء أرض السمر والنيل والنخيل.
(5)
عكف على كتابة السلسلة نخبة من أرباب المعرفة بفنون القرطاس والقلم ثم يحيلها الإعلامي الأردني الأستاذ نبيل محمود سليم أبوعبيد ، بحنجرته عذبة المخارج ، صوتا وصدى ، مع ربط مميز لرجل أكاديمي لخص نفسه بأنه (لغوي تطور إلى مؤرخ) ، هو الدكتور أسامة الأشقر الفلسطيني الذي أحب السودان حبا جما ومعرفةموسوعية بأرض السمر والنيل والنخيل ، متفوقا على أهل السودان ببلدهم ، تاريخا وجغرافيا ، كان يؤدي دور الراوي ، الذي مزج بين تلقائية الأداء وعذوبة الصوت ، ما أسهم بشكل او بآخر في تنفيذ السلسلة بإحترافية وتميز ، مع دعوات وأمنيات للمخرج سيف الدين حسن وشركة نبتة للإنتاج الفني والإعلامي والشركاء بالمضي في إنتاج حلقات جديدة بلغة عربية وأخرى مترجمة بلغات أخرى ، لتصبح أكثر إبهارا وجودة ، صوتا وصورة ومؤثرات.
*صحافي سوداني مقيم بالمملكة العربية السعودية
*مراسل بقناة الشروق الفضائية (سابقا)

 

آراء