في مقابلة تلفزيونية مع وزير المالية في قناة 24 الفضائية

 


 

 

لم نر في وجه الوزير أياً من التعابير التي تدل على اهتمامه بقضايا الوطن والمواطن فعند كل سؤال كان وزير الماليه، يتحدث بعدم اهتمام وبكثير من اللامبالاه في مقابله تلفزيونيه مع شاشة الـ (24) الفضائيه... قضايا جوهرية تمس معاناه حقيقية للمواطن السوداني كان يتحدث عنها وكأنها لا تعنيه في شئ وهو منبسط الوجه فكأنما معاناة السودانيين في واد وهو في وادٍ آخر... مسئول كان بامكانه ان يوزع الدخل القومي بين القطاعات الخدمية والاقتصادية المختلفة حسب حاجة كل قطاع على حده، ولكنه آثر أن يوزع هذه النسب بطريقة أقل ما يوصف أنها عشوائيه ... فمثلا قطاع التعليم من اكثر القطاعات اهمية لتربية الأجيال الذين يحملون مشاعل التنوير والعلم في بلد يئن من وطأة الجهل والتخلف، فالبلاد المتقدمة تصرف للتعليم اكثر من نصف ميزانيتها لا 7% كما قال الوزير فهذه النسبة لا تكفي حتى لشراء الكتب المدرسية في بلد اكثر مدارسه آيل للسقوط بسبب الامطار والفيضانات وحتى انها غير صحية كفصول للتدريس.... كان السيد / الوزير يتهرب من الاجابة على اسئلة المذيع بشتى الطرق وكان يقول مثل هذا لا يمكن أن يقال على الشاشه، فما الذي يمكن ان يقال وما الذي لا يمكن ان يقال، فالذي اضاع السودان هو عدم الشفافيه فيما يخص المواطن السوداني... يا استاذ جبريل هنالك فرق بين قيادة ميليشيا وقيادة دولة... فقيادة دولة تحتاج لرجل دولة تؤمن بالمهنية والتخطيط الاستراتيجي البعيد المدى وليس تسيير الدولة برزق اليوم باليوم.... فلماذا لا تكون هنالك خطط اقتصادية تدريجيه للوصول بالاقتصاد السوداني لما هو منشود... كما قلت أنت هنالك قطاع كبير يعمل في التعدين التقليدي للذهب فهذا صحيح ولكن لماذا على سبيل المثال وليس الحصر، والسودان يعاني من شح الطاقة الكهربائية، فهذه القطاعات تعمل في بيئة غير صالحه على الاطلاق .... فلماذا لا تفكر الدولة في جلب راس المال الاجنبي لاقامة مشاريع الطاقة الشمسية لمناطق التعدين ويمكن لهذه الشركات الاجنبية أن تسترجع رؤوس أموالها بالاضافة الى الربح عن طريق (نظام البوت)، بهذه الطرق يمكن أن تقوم مدن صناعية في مناطق التعدين العشوائي والتقليدي بالاضافة لانشاء طرق ومناطق سكنية حديثة ولكن مثل هذا التفكير يحتاج لرجل دولة وليس لرجل يحمل عقلية مليشياوية ولا أقصدك فقط بهذا ولكن جميع من يعملون الآن في الحكومة، عصابة متحكمة في معايش المواطن السوداني بقوة السلاح وليس بالكفاءة....
قلت إنك جايه من المحرقه ولا تهاب المحرقة... فاذا لم تهاب من المسئولية فكيف تتحمل المسئولية إذن فالذي لا يخاف في مثل هذا الوضع عليه ان يتحسس نفسه هل هو انسان طبيعي ام غير ذلك، في مثل هذه المواقف يجب على الانسان أن يخاف من العواقب السالبة في عمله لانه لو لم يُسأل عنه الآن فسوف يسال عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم....
فالمحرقه التي أتيت منها كانت تخصك وحدك ولكن للاسف المحرقه الآن تخص السودان كله فماذا انت فاعل به...

sabryhilal67@gmail.com

 

آراء