في مقومات النهضة ومكبلات الانطلاق

 


 

 

عفو الخاطر!
قد يتساءل الكثيرون منا في أسي عن سر تخلفنا وقعود بلادنا عن مسيرة الامم،وقد يعجب وهو يري بني وطنه في دول المهجر-ذكاء وقادا ومعرفة واسعة وخلق رفيع،وتتري الاسئلة؛ تري ما هو سر النهضة والتقدم؟ هل يكمن في الافراد النابهين؟ ذوي القدرات الذهنية والابداعية فحسب؟ ام في ملكات اخري،لا نستطيع ادراكها؟ قد يكون في وسعنا الاتيان ببعضها وقد يتيسر لنا الاستدلال بما اتي به الاخرون في هذا الشأن.واذكر هنا ما ورد في مجلة للتنمية المانية،اسمها (C+D)- التعاون والتنمية.
التنمية، كما نعرفها:مستدامة أو غير مستدامة.المانيا كما يدرك الجميع ،نموذج للنهوض بعد دمار غير مسبوق! وقد عرفت بقدرات بنيها وعزيمتهم التي لا تلين،كبولادهم الشهير،كروب.
وردت في احدي اعدادها القديمة،مقارنة بين دولة بنين في الغرب من قارتنا التعيسة وبين دولة كوريا الجنوبية في الشرق من اسيا السعيدة! مساحة واحدة هنا وهنالك،تعداد في النفوس متقارب وانفلات من قبضة الاستعمار في عام واحد،مع مستوي من دخل للفرد متقارب.وبعد عدد من السنين،لم يزد عن العقدين كثيرا،تفاوتت الحظوظ،ان اطلقنا عليها ذلك! إذ الأمر عندي ليس ضربة حظ أو قسمة،كما يحلو للبعض منا ان يدعي ،حين الشعور بالعجز وقلة الحيلة.ولكنه،عمل وعزيمة وصبر،يعززه علم والتزام بقيم الأسرة وتقاليد عريقة وديانة،زعم انها لا تحسب ضمن الاديان؛ إلا انها تدعو للفضيلة والصدق! اضافة لالتزام بالعمل الجماعي ونبذ الفردية!.
اجد عند المقارنة؛حال بلادنا شبيه بحال دولة بنين للاسف! كما لا اجد للاسف ايضا،اية محاولات جادة للبحث في هذا الأمر الهام.ولكن نجد اضاعة للوقت بوجوه لا مثيل لها: صيوانات اضحت تنصب في اوقات العمل،علي قلتها! ماكولات تؤتي،وتمور توزع،طبول تقرع ومعازف ،حناجر تدوي وعواطف تشحن فيما لا يفيد أو ينفع! وكان الاجدي،النظر في حالنا البائس، فقرنا وجهلنا السائد،الدجل الراقد بيننا!.
هذه محاولة كتبتها قبل سنوات خلون وادعو لاستنطاق العقول للمساهمة في هذا الامر.ونحن في ثورة للاتصالات تمنح شيئا من الحرية! واحسب ان الحرية من اولي عناصر النهوض والتقدم.لتاتي من بعد،ديموقراطية تمكن من اختيار قيادات نمحصها ونمحضها!دعوة للجميع للمساهمة، مع ترك المجاملة،خاصة،كثيرها- فهو مضر. ولنحكم العقل ونحد من العاطفة والانفعال.
هنالك عنصر آخر ذي صلة بالمجاملة وهو النفاق،فهو أيضا يقعد الافراد والامة،اعني بالمجاملة،تلك التي وصفها د.حيدر ابراهيم،حين دعي للاحتفال بقراءة كتاب د.كامل ادريس،فتلك هي المجاملة التي اعني! وقد كفر عنها د.حيدر،بمقال جيد في نقد الكتاب.
لا بد لنا من ترك المجاملة ان اردنا الانطلاق! وان نسمي الأشياء باسمائها.
امر آخر وهو الوطنية وحب الوطن! وهما يتجاذبنا صراع كبير بين تعاليم الاسلام ومفاهيمه"الم تكن ارض الله واسعة،فتهاجروا اليها؟" ولا اميل للقتال" اسوة بقيم رفيعة"لا تلقوا بايديكم الي التهلكة" " ومن قتل نفسا واحدة فكانما قتل الناس جميعا" واضعف جدا في قتل نملة أو عصفور! كما اعجب للمتصارعين والمتقاتلين علي ارض- فهذه آلأرض جد واسعة.سنتركها،كما وجدناها!
اتخاذ القرارات.وهي احدي الافات،يتخذ قرار بخفض سن المعاش وقبل ان يطبق،ياتي قرار آخر لرفع سن المعاش الي 65 عاما!
وفي هدؤ ينزوي مركز الدراسات الاستراتيجية لا اجد من يتكلم عن هذا الموضوع،غير د.عبدالله علي إبراهيم.ويذهب مركز دراسات المستقبل الي الشؤون الدينية! وفي عقولهم بان المستقبل من أمور الدين ويركدون عليه ركود دجاج عقيم،لا يبيض!
مراكز ،كنا نرتجي قيامها ونامل في عراكها وعصفها العقلي!وابداعها،لتدرس سر تخلفنا!..
كان حريا بنا انشاء مركز للسياسات العامة،ليرسم من السياسات ما نفتقده،مثل السياسات العسكرية والامنية، لقد اودي غيابها بالبلاد.شرد اهلها واهلك اخرين.
وليلحق مركز السياسات العامة،باحد الجامعات،ليساهم في تقيبمها ويعزز من موقعها بين الجامعات.وليضع ثمرات طيبة،بجهد اساتذته واصدقائهم من كافة انحاء العالم! وليرث طلابها المعرفة المكتسبة..
اغتم واحزن حين اسمع عن منظمة لحسن الخاتمه! مع سؤ الاعمال واذكر هنا الحكمة الشعبية النابعة من فهم صحيح للدين غير سقيم."الحي اولي من الميت". اموال هذه المنظمة وغيرها،اولي بها طالب علم،العمال البؤساء والمشردين..والمرضي!
وفي هذا الشأن،اي اتخاذ القرار،يجئ التوقيت وتغييره،اسراع في الخطأ وبطء في التصحيح!
دعوة للمساهمة،ونحن نعيش في كارثة،هي نتاج لما ذكرت وما لم اذكر! وهي جاءت هكذا ،عفو الخاطر،غير مرتبة.فلتكن مساهمات الاخرين أكثر ترتيبا.مع وضع مؤشرات اخري،مثل الشجاعة،الصدق واخلاص النوايا.

a.zain51@googlemail.com

 

آراء