أنا الشــقيّ بأحبـَـابـي ، وإن يبســوْا كمثلِ مَــا تيْبس الأيــّــامُ أو أفــلـوْا ففيمَ أزْهـو اغترابـاً عنهـمُ .. وأنــا كل الذين عَلوْا في الأرضِ أوْ سَفـلوْا وفيمَ استنهــض الأمــواتَ مُعتـذراً ما دامَ تاريخ أجــدادي هوَ البـَـطــلُ غفوتُ.. لم أغفُ :مثل النهر سابحـة أسماكهُ .. وهوَ في استغـراقـهِ ثمِـلُ نأيتُ.. لمْ أنأ :كأنّ المــوتُ يلبسـني حياً .. ويلصقُ في عُمري وينفصِلُ بكيتُ .. لم أبكِ: مرت غيمةٌ فسَـقَتْ غصناً من الوردِ يدنو ثم لا يَصِـلُ
( 1 ) تذكروا شاعراً نبضه من نبضكم ، سمرته المذهبة مجلوّة بمحبتكم ، هذا الشقيّ بأحبابه. هو محمد مفتاح الفيتوري . في عام 2008 كتب الأستاذ أحمد سعيد محمدية كتاباً عن الفيتوري ، يفيض وفاءاً لشاعر كبير تمدّدت تجربته الشعرية على مساحة شاسعة من الوطن العربي . لو كانت الجغرافيا تمثل ذلك التحدي الذي فشلنا في تجاوزه ، لسبب قد يتصل مباشرة بضعف قدراتنا على اكتشاف تراثنا الحضاري، وقيم الرقي التي أنتجت حضارة عربية، عبرت إلى أطراف أوروبا ، وبثت أضواءً كانت تحتاجها عصور الظلام هناك، فإنّ التاريخ لكفيل بأن ينشط الذاكرة الكسلى ، وأن يستدعي فينا تلك القدرات الكامنة في ذواتنا ، لنواجه مصائرنا الجغرافية ، ونحقق لأنفسنا مرتبةً نستحقها في خارطة الحضارات الإنسانية . من التاريخ ، جاء شاعرنا الفيتوري ومشى بعكس الجغرافيا ، بل ضدها تماماً .
( 2 ) أهداني قبل سنوات الأستاذ الكاتب اللبناني والناشر الكبير صاحب "دار العــودة"، أحمد سعيد محمدية، كتابه عن الشاعر الفيتوري ، وظننته لأول وهلة تمريناً عادياً في الوفاء من صديقٍ محب لشاعر يستحق ، ولكني وجدت في الكتاب سيرة الشاعر الفيتوري على خلفية العثرات العربية المبكية، وقد صيغت بمعرفة وبمحبّة وبإعجاب . إذاً هي كتابة عن محبة وليست نقداً أواستعراضاً تعريفياً بشعر الفيتوري الكبير . هذا شاعر يكتب منذ الخمسينات ، وكانت كتابته الشعرية وفية لواقعه . في أواسط الخمسينات من القرن الماضي، أدرجت المناهج المدرسية المصرية، قصيدة له تضمنت صوراً انسانية بالغة الجدة ، هي قصيدته عن الحوذي . في ذلك الزمان ، لم يكن يسيراً لشاعر سوداني أن يقتحم حصون المناهج العربية المصرية . قليل من شعر شعراء المهجر وجد طريقه إلى مناهج الشعر العربي في مصر، كما في السودان وفي عدد من البلدان العربية الأخرى. تمكن الشاعر الأسمر القادم من السودان، أن يجد موقعاً في منهج مدرسي ضمّ قصائد عربية تدرّس في المدارس الثانوية المصرية . وقتها لم يتجاوز الفيتوري عشريناته، والقاهرة حافلة بكبار المفكرين والكتاب والشعراء، مثل العقاد وطه حسين وابراهيم ناجي وصالح جودت وعبد الرحمن شكري ومحمود حسن اسماعيل وكامل الشناوي. رؤوس كبيرة يصعب أن تجارى ، لكنه كان ذلك الشاعر الفتيّ الذي شقّ دربه بموهبته فكسب مكانة ونبوغاً شعرياً باكرا .
(4) وإن نظرنا في شعر الفيتوري في السنوات الوسيطة من القرن العشرين ، نجده قد سكن بكامله في هموم القارة الافريقية ، فكانت جلّ انشغالاته بقضايا مواجهة الاستعمار والنظرة الظالمة للقارة السوداء ، يرونها أدنى درجة في مقام الثقافات ، فيما لا يرى شاعرنا في قارته السوداء غير كبرياءٍ مظلوم، وتوقٍ لنهوضٍ قعدتْ به إرادة مستعمرٍ متغطرسٍ ، رأى السواد سبّة منفّرة ، والبياض نعمة مرغوبة . ولقد رأيت أن تجربة الشاعر قد تشربت من معايشته لواقع ظالم استغرقه زمانا ، وتجلّى في تجاربه الشعرية الأولى ، ولكنه كان أكبر من هذا الواقع، فتجاوز بحذقٍ سلبية الدوران في فلك الظلم اللوني ، إلى مجابهة الظلم السياسي والاجتماعي والثقافي . إن تماهت تجربة الشاعر في الالتفات للقارة السوداء مع تجارب شعراء الزنوجة الذين استغرقوا في اشتقاق صوت شعري يعبر عن ثقافة سوداء أهملت، جراء هجمة كولونيالية ظالمة، لم ترَ في ثقافات القارة الأفريقية، وفي ثقافات جزر "المارتينيك" ما يقارب الثقافة الناطقة بصوت الكولونيالية وحده. أشار جمال م.أحمد في كتابه "مطالعات في الشئون الأفريقية" (القاهرة، 1969) إلى شعر الزنوجة الذي رآه باذخاً عند الأفارقة الذين نظموه بالفرنسية وأقل شأناً عند الأفارقة الذين نظموا بالانجليزية. عجب جمال أن لا يصدر شعراً نيجيرياً بالإنجليزية إلا بعد عام 1949. لعلّ مرجع الأمر يكمن في الثقافة الفرنسية، فيما يقول جمال إذ : "يسرت باريس للمهاجرين من أبناء الأقاليم كلّ سبيل للنشر، كما يسّرت لهم ذلك المناخ الفكري الذي لا تستطيعه غير باريس..". طبيعة التجربة الاستعمارية الفرنسية هي جنوحها لوضع بصمتها على الفكري قبل المادي. غير أني عجبتُ أكثر لإهمال أستاذنا الراحل جمال الإشارة إلى شاعر كتب عن القارة السوداء، وأصدر ديواناً كاملاً عنها، عنوانه "أغاني أفريقيا" (القاهرة ، 1955م)، إلا أن يكون قد أنجز مقاله ذاك عن الشعر في أفريقيا، قبل صدور مجموعة الفيتوري عن أفريقيا ، فما عاد جمال لمراجعة كتابته عند نشر مطالعاته في الشئون الأفريقية عام 1969 من القاهرة . إن محمد الفيتوري لجدير بإبراز ريادته في الشعر الأفريقي المنظوم باللغة العربية إلى جانب ايميه سيزار وليوبولد سنغور وبقية شعراء القارة الأفريقية، الذين نظموا لها بالانجليزية والفرنسية وأيضا بالسواحيلي. .
(5) كانت إقامة الشاعر في موطنه السودان، في أوائل ستينات القرن الماضي ، إقامة تمناها أن تكون دائمة ، إذ برغم احتفاء القاهرة بمحمد الفيتوري في تلك السن الباكرة، فهي لم تنكر موهبته، ولا استدبرت عن بذله ، غير أن الخرطوم فتحت له قلبها وعقلها ، فرأس تحرير مجلة "هنا أم درمان" السودانية، فصيرها مجلة للإذاعة والتلفزيون ، وقد خرجت موشاة بأجود قصائده آنذاك. وإن شهدتْ سنواته في الخرطوم استقرارا نسبياً ، لكن الفيتوري، ذلك الفراش القلق، لن ينسلخ عن طبيعته وتكوينـــه . صدق الأستاذ محمدية إذ رأى في الفيتوري بطلاً من أبطال التراجيديا العربيـة. (( عاش حياته بين عالمي الأسى والحبور ، والفرادة والعادية، متقارب مع الناس ، متباعد عنهم ، شديد الإلتصاق بالأهل ، متنافر معهم.. متسكعاً في الأزقة والحواري ، أو في الفنادق والمطاعم والقصور ، وأيضاً في المساجد والمناسك ،أو مع خفافيش الليل في علب الليل.. مع المقاتلين الصادقين . . ومع المدلّسين المزوّرين، وقد رأى وعايش وعاشر زعماء ومناضلين وخائبين ، وباعة أحلام ، وشعراء ومتشاعرين ، وكان عليه – وسط ذلك – أن يصون رهافة حسّه وشاعرية عبارته ، والامساك – بقدر المستطاع – بالقيم التي رآها تتدحرج على عتبات الحياة العربية.)) ص 10 من مقدمته لكتابه محمد الفيتوري : ملامح من سيرة مجهولة ، دار العودة ، بيروت 2008.
(6) وإنك إن نظرت في الكتاب ، فكأن المؤلف يأخذك في صفحاته ، ويحثك حثاً لأن تلهث معه وراء شاعرٍ يقفز من أرض إلى فضاء ، ومن فضاء إلى أرض ، لا يكاد يستقر في بيئة أو في مكان ، كما لم تستقر قصائده على قافية ، أو يهدأ موجه على بحرٍ من بحور الخليــل. لم يكن الفيتوري مستقراً في مكان واحد ، بل هو الساكن في أمكنة كثيرة ، المقيم في القمر كما في الشمس ، المستدير كما المربع . . في جينات الشاعر أثر من "جنينة" "المساليت" ، لا يغيب عن العين الفاحصة . ونعرف أن "الجنينة" وهي عاصمة دارفورية يفخر الفيتوري بانتماء جدته إليها، هي في عامية السودان الحديقة الغناء الغنية بأنواع الزهر والثمر ، فإن الشاعر الفيتوري قد جعل من ذاته القلقة ، ومن تعدّد مكوناتها ، حديقة ضمّت أزهار هويته الملوّنة ، بربيعٍ بكر وخريفٍ واعد وشتاءٍ بعيد . فأنت تراه كفراشة شعرية تتقافز بأجنحتها الملوّنة من الاسكندرية ، إلى القاهرة ، إلى الخرطوم ، إلى طرابلس ، إلى روما ، إلى بيروت ، ثم آخر المطاف إلى الرباط ، ولكلّ مدينة من هذه المدن قصص طويلة مع الفيتوري ، ومنها ما ترك أثره في الفراشة، ومنها ما تخلق رحيقه منها ، ومنها ما خصم من طمأنينة الشاعر ، فأصابه من شوكها وحصرمها ما أصابه . لكنه بقي فتياً في ذلك اللهب الصوفي الذي سكن جوانحه ، فكأنه من قبيل الفراش القلق توقاً لاحتراقٍ مستحيل ، المتنقل وكأن لا حاجة به إلى جوازات أو سمات دخولٍ أوعبور، بين بلدان فشلت في أن تلغي الحدود الوهمية ، فأرهقت ذلك الفراش الراحل بين عواصمها ، حتى كادتْ أجنحته الرقيقة أن تنكسر ، وهو الذي كسب الصلابة عودا ، وكاد أن يحتويه ظلام الغياب ، وهو الذي أحبته الشموس وعشقته الأقمار . لم يكن غريباً على الفراش الدارفوري ، أن لا يعترف بجغرافيا المكان الأفريقي والعربي ، وأن لا يرى في الحدود حواجز مانعة . يقول محمدية في كتابه عنه ، إنه لم يكن غريباً على شعر الفيتوري، أن يعبر إلى غرب السودان وإلى شمال العراق ، ومن وهران إلى البصرة ، ومن الإسكندرية إلى عدن ، ويخاطب الشاعر : ((. . إنك صديقٌ للفقراء والملونين والآملين ، وأنك خليل العقول المستنيرة والمنيرة التي ما زالت ترى في الأمة أملاً ووعدا.)) (ص 144 ، من كتاب محمدية : الفيتوري :ملامح من سيرة مجهولة). وتستفسر الأديبة اللبنانية غريد الشيخ ، في كتابها عن الشاعر في سلسلة "أيام معهم" : الفيتوري – دار الكنوز الأدبية ، بيروت 2001، عن تنقل الشاعر بين العواصم العربية، فيقول لها الفيتوري : ((. . لعلني محظوظ تماماً إذ أجدني إنسانا آخر منتمياً بكل جوارحي إلى هذه المواقع .. لا، إنها منابع ذكرياتي ومواقع طفولتي ومسارح أحلامي ، وأنا لا أستطيع أن أقول إن انتمائي إلى هذه يفوق انتمائــي إلى تلـك ، إنني قطعة لحم بشـري تحمل من هــذا وذاك . .))
( 7 ) لقد استوقفتني في مسيرة الشاعر رحلته إلى بيروت ، فقد لامس نبضها نبضه العاشق . غير أن السياسة التي لن تكون أبداً على تصالح مع الفراش الراحل القلق ، لم تكن رحيمة مع عاشق الحرف العربي المحروق بشموس القارة الأفريقية، مثل قهوةٍ استوائيةٍ غنية المذاق . لم يكن الفيتوري غريباً على بيروت – فيما يحكي محمدية – إذ كان ضيفاً على مهرجان شعري، أقيم ذات عامٍ في ذكرى الشاعر اللبناني بشارة الخوري (الأخطل الصغير)، فكان رصينا حزيناُ رقيقاً، وهو يجزل عطاء شعره في الرّاحل "الأخطل الصغير" ، فتهتز قاعة "الأونسكو" الشهيرة في بيروت ، ولقد سمعت الكثيرين يردّدون أبياتا من قصيدته تلك على أيامي في بيروت، برغم مضي سنوات طوال على تلك المناسبة . أنشدني منها وزير الثقافة السابق الأستاذ الصديق الياس حنا ، وقد احتشدت القصيدة بمشاعر فيّاضة بمحبة عارمة لبيروت ، بيروت "الأخطل الصغير" ، بيروت الشعر والكلمة الحرّة والغناء والجمال ، فيما الفجيعة تحاصر الجميع والشر المستطير مقيم. أنشد الفيتوري : قفْ خشوعاً واخفـــض الـرأسَ فقد أشعلَ الموتى القناديلَ وقاموا . . . . . . عــادتْ المعـجـــزةُ الكبـــــرَى فللموت رغم الموت بـدءٌ وختامُ فتعــــلم كيـــــفَ تُـحــيّ أمـــــةً نسيتْ أنّ البطــولات اقتحــــامُ أن أرضَ الحـرّ مهمـا اغتربـتْ أرضهُ فهيَ على الغيـرِ حَــرامُ أن تاريخــاً مشتْ فــي ظـــله قـدمُ الطغيــان تاريــخٌ مُضَــامُ يا أميرَ الشعر أغضبــها فقـــد تُخصِبُ الرّوح وتخضرّ العظامُ
(8) على أن لبنان لا يستقرّ على حال، والفيتوري هناك ينازل الشعراء والعشاق والساسة ، فلا تلين عريكته ، ولا هو قابل لانكسار . لكن تنشب الحرب الأهلية أظفارها الجارحة في لبنان ، وينجرح الشاعر في "مارونية" أحبها وتقطعت إليها السبل ، وسياسة قربت بينه وزعيم لبناني شاب هو بشير الجميل الذي لم يعمر رئيساً طويلاً فاغتيل ، ولكن أثارت هذه العلاقات مع رموز من حزب "الكتائب" ، شكوك التيار العروبي المقاوم نحو الشاعر المرهف القلق بعروبيته وافريقيته . أنشد الفراش القلق بكائية على فراق بيروت الجريحة : يسألونك عن لبنــان كيفَ صَــحا الفينيق والنارُ في التابـوت تسْتـعرُ . . . . لبنان والشعرُ موسيقَى الإلهِ وبعض الشعرِ مِن كرْمةٍ في الغيبِ تُعتصَــــرُ لـوْ كانَ لي لغفرت الإثمَ مُـعتــذرا عمَـن أسأوا ومَـن هانوا ومـَن غدروا ولانكفــأتُ علـى ذاتـي كما انكفأوا ولانكسرتُ على ضُعفي كمَا انكسَروا لكنّ تلـكَ العذاباتُ التــي ارتسمت على وجوهِ الضحَايا .. كيف تُغتفــَرُ ؟!
آخر المطاف ، رحل الشاعر عن بيروت ، مثلما رحل الكثيرون قبله وبعده . بعض الراحلين اختاروا نهايات مأساوية ، مثل الشاعر خليل حاوي الذي أنهى حياته منتحراً، عشية اجتياح الاسرائيليين لبيروت. ولعلّ حسرة الفيتوري تتجلى في قصيدة "لا ليس لبنان" ، وظني أنها من بين أروع ما كُتب عن ما جرى في بيروت : لا .. لا تقل دخلوا في الموت أو رحلوا هنــاك مـن أمــر الأبطــــــال فانتقـــلوا هناكَ لبنــان والأرضُ التي غضِبــتْ لوقعِ أقــدامِ مـن خـــانوك يــا جبـَـــلُ ..... ماضيّ مجدٌ قديمِ النقــشِ أحمــــلهُ على ذراعـي مَيْتاً حيـثُ ارتحـــلُ ودارتي قطعة من صخرةٍ سقطـتْ من نجمةٍ لم تزل في الأفق تشتعــلُ وبي مِن الهمّ ما بالكونِ من عربٍ ضاقت بهم صحراءُ التيـهِ فاقتتـلوا
(9) حسرات أفريقية أخذته في شبابه ، وحسرات عربية أخذت بعناقه في كهولة الشعر وعنفوانه . بين تلك الأيام كتب بكائياته في الزعيم الرّاحل عبد الناصر ، كما في عبد الخالق محجوب زعيم الحزب الشيوعي الذي أعدم في الخرطوم . بين هنا وهناك ، ظلت "صوفية" حرفه تراوح بين الانتمائين ، وفي حراكه وتنقله من حديقة إلى أخرى ، ولكن تفاقم الألم واعتصر قلبه ، وتلاقت خساراته الوطنية والقومية بخسارات شخصية وأسرية . عاش الفيتوري آخر أيامه في المغرب بقرب زوجة المغربية ، التي رعت انكسار جسده الواهن . هي هناك رفيقة مشوار بديع ، رعت ذكرياته وشعره العظيم ، حتى توفاه الله في عام 2015..
(10) بقي علينا أن نستذكر ، هذا الطائر الفريد الذي أمضى عمره، متنقلا بين "جنينة" سودانية و"خـيمة" ليبية و"حديقـة" بيروتية . كان في الرباط ، مقيما في عيون المغرب ، وفي حمى الحرف العربي هناك . ووري ثر اقتراحا لاتحاد الكتابى المغرب فكأنه ووري في مقابر البكري. يسأل السودانيون عن معلم نخلد به ذكرى الشاعر الفحل. إن مدينة الجنينة الجنيلة بادرت بمعلم يحفظ إسم الشاعر الفيتوري في الذاكرة : مركز ثقافي يحمل إسمه. .