في نقد الفكر السياسي للجمهوريين (٢ من ٥) 

 


 

 

٢/ الاسلاموعروبية في أقصى تجلياتها :


مقدمة :

نتابع في هذه الحلقة نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية ، كما تجلي في نشاطها السياسي منذ عام ١٩٤٥ عندما تم تأسيس الحزب الجمهوري، وحتى الحاضر المعاصر حيث تلعب هذه الطائفة وبعض اجنحة هذا الحزب دورا محوريا في حكومة قحتر القائمة. ونزعم أن الحزب الجمهوري هو أحد احزاب الاسلام السياسي الشرسة في السودان ، وأنه إحدى تجليات الايدلوجية الاسلاموعرويية التي مزقت البلاد وسامت شعوبنا العذاب.


١/ الحزب الجمهوري منذ البدء حزب للاسلام السياسي  :

واذا كنا قد قلنا في المقال السابق إن دستور الحزب الجمهوري الأول  كان في صفته العامة إيجابيا ، في دعوته للاستقلال والجمهورية ، الا انه من الواضح تماما غياب مفهوم دولة المواطنة المدنية فيه ، وكون ذلك الحزب كان  واحدا من أوائل أحزاب الإسلام السياسي في البلاد.


يظهر ذلك في دستور الحزب  وكذلك في الفقرات المتعلقة باراء ومواقف الحزب الأساسية المضمنة في كتاب ( السفر الاول )  . انظر لهذه الفقرات من الدستور واراء وافكار الحزب المنشورة في عام ١٩٤٥ :

( نحن اليوم بسبيل حركة وطنية تسير بالبلاد في شحوب أصيل حياة العالم هذه المدبرة ، إلى فجر حياة جديد ، على هدى من الدين الإسلامي ، و برشد من الفحولة العربية ، و بسبب من التكوين الشرقي)


ويمارس الحزب - منذ وقتها - هجوما عنيفا على المدنية الغربية، والتي تحتوى على تيارات مختلفة متناقضة ، منها الرجعي والتقدمي والمتوحش والإنساني ،  ليصمها كلها  بأنها كفرت بالله والإنسان :

(هذه المدنية تضل و تخطئ ، من حيث تنعدم فيها معايير القيم ، وتنحط فيها اعتبارات الأفكار المجردة .. فليس شئ لديها ببالغ فتيلاً إذا لم يكن ذا نفع مادي ، يخضع لنظام العدد ، والرصد .. فهي مدنية مادية ، صناعية ، آلية ، وقد أعلنت إفلاسها ، وعجزها ، عن إسعاد الإنسان ، لأنها كفرت بالله ، و بالإنسان)


أما في مسألة التعليم فيقول الحزب :

(  يطمع الحزب الجمهوري بأن يسير بالحياة على هدى الدين الحنيف .. ويطمع في أن يرد الحياة إلى ما كانت عليه أيام عمر ـ عمر العظيم .. أيام كان فيها الناس آدميين كآدم ـ أيام كان الناس يخافون الله ولا يخافون شيئاً عداه ـ أيام كانوا ينشدون العزة ، فيطلبونها عند الله ، ويعلمون ان العزة لله جميعاً ـ نعم يطمع الحزب الجمهوري في أن يرد الحياة إلى ما كانت عليه في تلك الأيام الغر ، وسبيل الحزب الجمهوري إلى ذلك هو التعليم على أسلوب غير هذا الأسلوب المضلل الذي نسير عليه اليوم .)


واذا كانت هذه الآراء الاسلاموية ضعيفة في الطبعة الأولى  لذلك السفر  ، فإنها تظهر بقوة  وفي الطبعات اللاحقة والمقدمات التي كتبت له، كما تظهر في الطبعات اللاحقة لدستور الحزب في كل من ١٩٥١ و١٩٦٨ ، ولنقتبس من المذكرة و التفسيرية لدستور الحزب في عام ١٩٦٨ التالي  :

( الحزب الجمهوري دعوة إلى مدنية جديدة تخلف المدنية الغربية المادية الحاضرة التي أعلنت إفلاسها بلسان الحديد والنار في هذه الحروب الطواحن التي محقت الأرزاق وازهقت الأرواح)

 ( وطلائع هذه المدنية الجديدة أهل القرآن الذين قال تعالى فيهم (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أي وسطا بين تفريط الغرب المادي وإفراط الشرق الروحاني ودستور هذه المدنية الجديدة (القرآن) )

 ( وأول خطوة في سبيل تطبيقها بعث "لا إله إلا الله" من جديد لتكون خلاقة في صدور الرجال والنساء، اليوم كما كانت بالإمس، وذلك بدعوة الناس إلى تقليد محمد، إذ بتقليده يتحقق لنا أمران: أولهما توحيد الأمة، بعد أن فرقتها الطائفية أيدي سبأ، وثانيهما تجديد الدين.)


٢/ دستور الجمهوريين  المقترح للسودان هو دستور اسلامي :

  كما تظهر الدعوة الإسلاموية للطائفة الجمهورية بقوة أكثر في مشروع الدستور الذي طرحه الجمهوريون في نهاية عام ١٩٥٥  للسودان، إذ يقولون  في ديباجته التالي :

( ليحقق دستورنا كل الأغراض آنفة الذكر، فانا نتخذه من ((القرآن)) وحده: لا سيما وأن ((القرآن)) لكونه في آن معا، دستورا للفرد ودستورا للجماعة قد تفرد بالمقدرة الفائقة على تنسيق حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، تنسيقا يطوع الوسيلة لتؤدي الغاية منها أكمل أداء.)


وفي مشروع هذا الدستور يطرح الجمهوريون أن أساس التشريع هو القرآن، وكذلك تشاريع السنة في المعاملات ، ويصرون على التمسك بها ، حيث يقولون مثلا :

 ( فنحن اذن نتخذ دستورنا من روح القرآن ولا نقيد تشريع هيئتنا التشريعية إلا بالتوحيد المنسق للحقوق، التي تبدو لدي النظرة الأولى متعارضة، لأنه ان لم يكن كذلك لا يكن قانونا – وننظر إلى نصوص تشاريع القرآن، ونصوص تشاريع السنة في المعاملات، كوسائل لتحقيق روح القرآن، ونصر على التمسك بها، إلا إذا كانت المصلحة في تطويرها بحيث تتقدم خطوة أخرى بمجتمعنا الحديث نحو تحقيق ذلك الروح، في مضمار الحياة اليومية)


ولا يكتفي الجمهوريون بذلك ، بل يدخلون  في مشروع دستورهم فقرات طويلة ذات اصل عقائدي تتعلق بالجبر والإختيار والإنسانية ومستقبل الدين وغيرها من القضايا ليست ذات الصلة ابدا بمشروع دستور مدني لدولة متعددة الديانات والعقائد يفترض أن تقوم على أساس المواطنة . ومرة أخرى نقول أن بعض الحلول في ذلك الدستور كان يمكن أن تكون مقبولة ، لو لم تخلط خلطا فظيعا بالدين ولو لم يفرض الجمهوريون عقائدهم الضيقة في مشروع ذلك الدستور الذي أُريد له أن يكون لكل السودانيين .


كما  يطرح الجمهوريون في مشروع ذلك الدستور قضية  تطبيق الحدود والتي تشكل كعب اخيل في الفكر السياسي الجمهوريين ، وهو أمر ناقشناه في مقال سابق وسنرجع له في تحليل شكل الدولة الجمهورية القادمة كما يرونها، ولكن  نكتفي هنا بهذا الاقتباسين  :

(ونحن نرى لذلك أن قوانين الحدود: الزنا – الخمر - السرقة - القذف - قطع الطريق -، يجب ان تقام، ونرى أن تشريعنا يجب أن ينهض على مبدأ القصاص)

وكذلك:

(ثم علينا إلا نفارق تشريع القصاص، إلا حيث لا يكون التطبيق ممكنا، وفي تلك الحالة نجعل عقوبتنا أقرب ما تكون للقصاص.)


ولكي لا يقول أحد إن ذلك طرح قديم ربما تجدد أو تغير ، نحيلهم إلى مقدمة الطبعة الثانية من ذلك الدستور في نوفمبر من عام ١٩٦٨ ، حيث يكتبون :

( «أسس دستور السودان» خرجت طبعته الأولى للناس في ديسمبر من عام ١٩٥٥، وظهرت الحاجة اليوم إلى إعادة طبعه فلم نجد شيئا نحذفه منه: ولم نجد ضرورة لإضافة شيء عليه، فأخرجناه من هذا الاعتبار، على ما عليه كان أول عهده بالخروج) .


كما أن الجمهوريون يدعون بقية أطياف احزاب الاسلام السياسي لدعمهم في دعوتهم للدستور الاسلامي ، ولكلمة سواء، بل يعدونهم دعاة للإسلام ،  حيث يكتب محمود في عام ١٩٦٨ في كتاب (الدستور الاسلامي نعم ولا ) التالي :

(هذه كلمة نوجهها إلى "جبهة الميثاق الإسلامي" والى "الحزب الاشتراكي الإسلامي" والى "الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي" كهيئات، والى كل مهتم بالدستور الإسلامي، من المواطنين كأفراد .. فان الدستور الإسلامي اليوم لا تمليه حاجة المسلمين فحسب، وإنما تمليه حاجة البشرية جمعاء)

(فيا دعاة الإسلام في هذه البلاد تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن نجلس، ونترك وراءنا حظوظ نفوسنا، فنجود فهم ديننا، )

 ( ومن يدري فلعلكم واجدون في دعوة الحزب الجمهوري إحياء لسنة المعصوم بعد اندثارها؟؟

ومن يدري فلعل الجمهوريين أن يكونوا الفئة القليلة المهتدية في فئة كبيرة ضالة؟؟)


كما أن كتاب (الديباجة) ، وهو آخر ما كتبه محمود محمد طه ، اي في أكتوبر من عام ١٩٨٤، باعتباره ديباجة لمشروع دستور متكامل للجمهوريين ، يكرر نفس الأفكار ويتمسك بنفس تطبيق الحدود، وقد نرجع لذلك النص المحوري والاخير  بتحليل نقدي مستقل ، إذا اتسع الوقت وتوفرت الرغبة والقدرة .


٣/ الحزب الجمهوري حزب عروبي:

إن قراءة بسيطة لوثاثق النشاط السياسي الجمهوريين في كل مراحلهم ، توضح أنهم حزب عروبي بحت، وأن افريقيا كانت - وربما لا زالت - غائبة تماما عن فكرهم السياسي . وأن رؤيتهم لهوية السودان لا تختلف عن أي حزب عروبي اخر، بل قد تكون عروبيتهم اقوى من باقي تلك الأحزاب .


نعيد مثلا قراءة الفقرة التي اقتبسناها في بداية المقال ، من اول وثيقة سياسية لهم ( السفر الاول )  والتي تقول إنهم بسبيل انشاء   ( حركة وطنية تريد أن  تسير بالبلاد  إلى فجر حياة جديد ، على هدى من الدين الإسلامي ، و برشد من الفحولة العربية ، و بسبب من التكوين الشرقي) ونتساءل ما معنى الفحولة العربية هنا ، إن لم يكن الحزب عروبيا يرى جذوره في الثقافة العربية فحلة كانت أو غير فحلة؟!


كما نمضي أكثر في ذلك السفر لنقرا في المذكرة التفسيرية لدستور الحزب وفي الفقرة الوحيدة التي تتحدث عن العلاقات الخارجية ، إشارة للدول العربية والاواصر معها ، واغفالا تاما لأفريقيا .  تقول الفقرة الخامسة من المذكرة التفسيرية لدستور الحزب التالي :

(  نحن وإن كنا لا نريد أن نرتبط بشيء ما في الوقت الحاضر, ولكن لا يمكننا أن نتجاهل الأواصر التي تربطنا بدول الشرق العربي بشكل عام ، والمنافع التي تربطنا بالأقطار المجاورة بشكل خاص وسوف تتكيف علاقاتنا مع هؤلاء جميعاً علي هذا الأساس )


ويتبني محمود فكرة أن السودانيين عرب (هكذا ) حيث يقول في مقال عن ( مستقبل الثقافة العربية في السودان ) التالي :

( وليس من همي هنا أن أنكر على السودانيين كونهم عربا، أو كون ألسنتهم شرائح مقدودة من ألسنة العرب.. ولست أذهب مذهب التقليل من شأن اللغة في مسائل الثقافة.. ولكني إنما أحب أن أقرر أن اللغة العربية (تابعة) للإسلام وليست (متبوعة)..)


ليس غريبا في هذه الحالة ان يكتب محمود محمد طه والجمهوريون كتبا مطولة عديدة عن قضايا العرب و الشرق الاوسط ، ومن بينها ( التحدي الذي يواجه العرب) و ( مشكلة الشرق الأوسط ) و(السادات ) و ( اتفاقية السلام ضد مصلحة الشيوعية الدولية وفي مصلحة العرب) و(إصطلحوا مع إسرائيل)  وغيرها ، ولا نجد كتابا واحدا مخصصا لأفريقيا أو جزء منها .


كما أن محمود محمد طه قد أرسل رسائلا بالنصح والتوجيه لكل من محمد نجيب وجمال عبد الناصر ، وأعلن الجمهوريون تأييدهم منقطع النظير للسادات ، الذي الفوا كتابا بإسمه ، في حين لم نجد رسائلا من محمود محمد طه للقادة الأفارقة المعاصرين لمحمد نجيب وعبد الناصر والسادات ، والذين شغلوا الدنيا وقتها ، مثل كوامي  نكروما أو ليوبولد سنغور، أو حتى المسلمين منهم مثل أحمد سيكوتوري أو موديبو كيتا، ناهيك عن تاييد اي من هؤلاء او إصدار كتاب بإسمه.


أدى هذا في المحصلة أيضا للغياب التام عن قضايا التهميش وعنصرية الدولة السودانية وانحيازها الاسلاموعروبى، حيث لم يخصص الجمهوريون اي كتب عن قضايا دارفور او جبال النوبة أو شرق السودان أو النوبة الشمالية الخ ، رغم ارتفاع مطالب تلك المناطق و انطلاق حركاتها في الخمسينات والستينات الخ. واذا كان الجمهوريون قد اهتموا بقضية الجنوب بعض الشيء ، إلا أنهم راؤا أن الحل الجذري لها يتم عبر " الفكرة الجمهورية".


 هذا الموقف المتجاهل لأفريقيا ولافريقية السودان ، والمنطلق من نظرة اسلاموعروبية ضيقة ، يقف في تناقض واضح مع موقف مثقفين ومبدعين سودانيين كثيرين وقتها اهتموا بافريقيا وسياساتها وثقافاتها، مثل الفيتوري الذي تغني بها في أكثر من ديوان ووردي الذي غنى لها  ، بل لقد اهتم بافريقيا  حتى مثقفين منحدرين من الوسط النيلي ، مثل  عبد الخالق محجوب الذي كتب مثلا في الستينات كتاب ( المدارس الاشتراكية في افريقيا ) ، وعبد الهادي الصديق الذي كتب عن ( السودان والافريقانية) ، ناهيك عن مثقفي الجنوب وجبال النوبة ودارفور الخ .


من جهتهم خاض ودعم الاشتراكيون والتحرريون السودانيون مختلف قضايا التحرر الأفريقية، أن كان من منطلق يساري أو ليبرالي، سواء كانت ضد الاستعمار أو ضد التفرقة العنصرية  أو من أجل التغيير الاجتماعي ، بل لقد شارك بعضهم في الحركات  التحررية في القارة ، وخصوصا في دول الجوار ، بينما كان انجاز الجمهوريين في هذا المجال صفرا كبيرا.


٤/ الحزب الجمهوري وغياب مفهوم المواطنة :

يقول الجمهوريون دائما أن أساس وهدف دعوتهم شئيان : الاسلام والسودان. وفي الحقيقة أنهم بوضع الاسلام كهدف اول لدعوتهم،  وفقا لمفهومهم الضيق ، فهم بذلك ينفون غير المسلمين تماما من معادلتهم ،  و يجعلون نفسهم طائفة دينية أخرى ، وليس حزبا سياسيا يقوم على أساس المواطنة، ويشككون في كون السودان الواحد المتعدد ، هو هدفهم فعلا .


ورغم أن الحزب قد أعلن في بداية نشاطه أن عضويته مفتوحة  لكل سوداني بلغ من العمر 18 سنة بل و لكل مواطن ولد بالسودان أو كانت إقامته فيه لا تقل عن عشر سنوات لم يبارح خلالها السودان، دون تحديد الدين ، فإن الممارسة العملية قد أثبتت عدم انضمام مسيحي أو يهودي سوداني واحد للحزب طوال تاريخه وفي تجلياته المختلفة ، عكس ما تم في اغلب الأحزاب السودانية الأخرى ، التي انضم لها المسيحيون مثل حزب الأمة واحزاب الاتحاديين المختلفة والحزب الشيوعي والحزب الليبرالي الخ ،  ناهيك عن الأحزاب والحركات  الجنوبية والحزب القومي السوداني التي قادها مسيحيون.


و قد يزعم البعض ان الطائفة الجمهورية طائفة عالمية ، بشهادة انضمام بعض الأجانب و( الخواجات) لها. وفي الحقيقة أن هؤلاء الخواجات قد كانوا وما زالوا قلة قليلة وسط الجمهوريين ، فوق أن شرط انضمامهم هو القبول الكلي لأفكار محمود. ووسط الأجانب والخواجات خصوصا ليس من النادر مقابلة هواة الفرقعات الفكرية والباحثين عن انتماء ولو بمعاقرة الخرافات .


 مع ذلك كان الجمهوريون ولا زالوا  في أغلبيتهم  الساحقة طائفة سودانية صغيرة تنتمي للوسط النيلي. بل لقد أصبحت الجمهورية عند الكثيرين انتماءا اسريا بحتا، ينتقل فيها الاعتقاد الجمهوري من الآباء للأبناء ، ولم تصبح تنظيما وطنيا شاملا قط.


في الخلاصة نقول إن الدعوة لدستور اسلامي في بلد متعدد الثقافات والديانات ، والدعوة لتطبيق الحدود حتى على غير المسلمين ، بزعم أن هذا في صالحهم ، والتمسك بعروبة السودان والتوجه شرق اوسطيا ، في بلد متعدد الاعراق و يقع - باعتراف الجمهوريين أنفسهم- في قلب افريقيا  ، يضرب دولة المواطنة في الصميم، ويجعل من الجمهوريين مجرد فصيل اخر من فصائل أحزاب الاسلام السياسي والايدلوجية الاسلاموعروبية في السودان .


يتبع


عادل عبد العاطي

١٥ اغسطس ٢٠٢١م


abdelaati@gmail.com

 

آراء