قراءة في مدونة الإمام “الصادق” على شاهد قبر” نُقُد” .

 


 

 

Abdallashiglini@hotmail.com



لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإِنِّي لأَوْجَلُ ** على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ
وإنِّي أَخُوكَ الدَّائِمُ العَهْدِ لم أَحُلْ ** إِنَ ابْزاكَ خَصْمٌ أَوْ نَبا بِكَ مَنْزِلُ
(معن بن أوس المزني )
أيصدق البيتان الشِعريان عندما نُقارب بين علائق السياسيين و آثار المشيب الذي يضيء النهار من تجارب أصحابه في الدنيا ؟
(1)
ليس لنا إلا أن نعيد بشائر الذين  أوصونا بتوقير الكبير ، ومدّ فراش الود له، على  أن نلقى إمام الأنصار في موضع الندى ، لا موضع السيف . لاسيما وهو عالٍ بأحمال التاريخ ، من إرث السيف المسلول عند جده الأول ، ومن بعده تربى في بيت " حداثة الغُبش" عند الإمام السيد "عبد الرحمن المهدي" |1|.  تجربة  مرت ،شكّلت جزءاً من تاريخ الوطن القديم الذي وصلت إشعاعات شمسه إلى حاضرنا. صناعة أتت أكلها بوجه آخر ،حين صار الإمام" الصادق"  في  موضع تاج السلطة التنفيذية التي اقترع عليها الناس . ورشّحه البرلمان ليكون رئيساً للوزراء  لمرات عديدة. و لن يزايد أحد على شعار " السودان للسودانيين " الذي انطلق بنُصرة الإمام "عبد الرحمن المهدي" منذ العشرية الثانية من القرن العشرين .
بشائر التوقير تأتي أيضاً بالحفاوة بالرأي الآخر حين يرى  النصوص بمنظار جديد . يقرأ  كتابها  ويعيد قراءته ، ليتسع صدر القارئ حتى اكتمال الفكرة  . فالاقتباسات المدونة على شاهد قبر الراحل الأستاذ "محمد إبراهيم نُقد " بدأت بالعتبات الموازية من أيقونات العنوان والمقدمات والمقتبس . فتجلّت البنية السطحية منها والعميقة . وكلها مدونة في معمارية النص . تكشف قصة البناء وأصل التأسيس  الذي سطره الإمام في مدونته على شاهد قبر السيد " محمد إبراهيم نقد ".
يقولون : الدجاجة  المُحمَّرة حين تتوسط موائد المُترفين تكون محشوة بالمفاجآت . 
(2)
عندما كتب " المرزوقي، أبو أحمد بن محمد بن الحسن "|2|، في مقدمة شرح ديوان الحماسة عن شرف المعنى وصحته ، وجزالة اللفظ واستقامته والإصابة في الوصف والمقاربة في التشبيه ومناسبة المستعار منه والمستعار له ومعضلات اللفظ والمعنى ،فهو قد أفاض  وكان من أقرب النقاد اهتماماً بالمعنى منذ زمان  . تلك الفتوحات النقدية جاء بها الأقدمون وتطورت من بعدهم إلى حاضرنا  لترشدنا إلى قراءة ما صمت عنه النص .
(3)
نعود للمقدمة أو العتبات التي أبحر السيد الإمام بمركبها لتكن فاتحة يستعين بها للتدوين على شاهد قبر الراحل السيد" محمد إبراهيم نُقد "سكرتير الحزب الشيوعي السوداني ،ثم نحاول قراءتها وفق ما تحفر هي  في النصوص المكتوبة . ونمتد  إلى ما سكت عنه النص ، وترك لنا دليلاً نسترشد به  لنتعرف على خفايا نستنطقها من حبال تربط العتبات بصلب الموضوع . استخدم   "الصادق المهدي" آليات البلاغة من ( البيان والبديع و علم المعاني ) بخبرته  في تبيان موضوعه. ونرى المقدمة تراوح مكاناً بين الوضوح وما خَفيَّ من وراء النصوص. ففي حضرة  صاحب الشاهد في مرآة صاحب المدونة : الكثير من التقدير . و أيضاً الكثير من الغموض في فهم علاقة صاحب الشاهد بالدين في نظر صاحب المدونة . رغم أن تراث الراحل الفكري كان واضحاً بيّناً وفق ما قرءنا  وسمعنا وعرفنا .
عام من الغيبة الكُبرى . صورة  بحق تتضخم ببعده القسري  وفق الإرادة و المشيئة  . زادها الغياب بريقاً .
(4)
أول  عتبات المدونة هذا النص  :
( قال نبي الرحمة (ص): "اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ" [1] وظيفة هذه المقولة أن نجعل من محاسنهم بوصلة تربوية للأحياء، وأن نترك الحساب الكلي للعالم بالسرائر، القائل: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [2]. الإسلام دين الإنسانية، (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) [3] تكريم لكل البشرية. وقف النبي (ص)  لجَنَازَةٌ، فَقِيلَ: إِنَّهُ يَهُودِيٌّ؟ فَقَالَ: أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟ [4]، إذا رأيتم الجنازة فقفوا. وديننا يثمن مكارم الأخلاق من حيث هي، لذلك ألزم النبي (ص) نفسه بحلف الفضول المبرم قبل الإسلام وقال: "لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ" [5]. وثمن مكارم الأخلاق حتى المعروفة قبل الرسالة، وقال: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ" [6].
وديننا يعلي شأن العدل من حيث هو، لذلك قال ابن تيمية: إن الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة على الظالمة وإن كانت مؤمنة.
وبعد ذكر لأهل الكتاب جاء في القرآن: (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)
[7]. )
http://www.sudanile.com/2008-05-19-17-39-36/34-2008-05-19-17-14-27/45973-2012-10-22-18-14-26.html

(5)
عندما يتخير السيد الإمام نصوصاً مقتبسة من الذكر الحكيم ، فقد انتقى اللفظ الحامل والمعنى القائم والرباط الذي ينظمهما .  ومن ثم اقتبس ما يراه  من عتبات لنصه  .فقوله (وأن نترك الأمر للعالم بالسرائر )، تخفي الكثير من الظنون والاشتباه لدى الإمام عن أن سيرة السيد " نُقد " الدينية  مشكوك في أمرها ، بل أن الراحل ملتبس في عقيدته  وفق ما عرفه صاحب المدونة. واقتبس الإمام من النص القرآني (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) الأعراف156.  وذهب  الإمام  مذهباً في انتقاء رحمة مولانا ومالك أمرنا  صاحب الوقت التي وسعت كل شيء . ومن خفوت يخفي النص  أن من ضمن كل شيء  :" نُقُد"  صاحب الشاهد . إذ أن النص المقتبس اتسع ليس لأهل الدين والعقيدة ، بل لكل شيء : الإنسان العابد والتقي والمنافق والخارج عن الملّة والكافر والحيوان والنبات وغيرهما . وتلك دعوة حسنة على اتساعها ، ولكنها  تُخفي أن  الذي انتقى جزءاً من الآية الكريمة وقد انتقى منها منْ  تشملهم الرحمة وما يشمله النص القرآني من رحماتٍ على سعتها . ولنا أن نسعد بتلك الأريحية في استبعاد القريب  !. وفي الآية القرآنية  : سعة رحمة المولى في رحابتها ،مع أمنية مُضمرة علها تنال " نُقد "  في مُقبل أيامه القادمات من بعد الرحيل ! . وأعقب النص  بأن الإسلام دين الإنسانية يكرم كل أبناء آدم . والقراءة الخفية أن الذي يجمعه بالسيد نُقد ( أنه من سلالة آدم ) ،يبعُد هو عنه  ببيدٍ دونها بيد . ولكن الآية كاملة : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70،تتحدث عن عوالم أكبر من النص المجتزأ . وتشمل ضمن ما تشمل  ما لا يجمعهم دين ولا ثقافة ولا إرث ولا رحم ولا رفقة طيبة . أما  إيراد عتبة النص القرآني : {وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ }آل عمران115 . أما لن تكفروه بمعنى : لن تعدموا ثوابه بل تجازون عليه |3| . و نقرأ الباطن الخفي أن الإمام  لن يعدم ثواباً  سيجازى عليه بطلب الرحمة للفقيد ، وليس هناك من نص  يماثل مثلاً ( أن يسكنه  مسكن الصديقين ) كما تعودنا في سائر الدعوات المنقولة عن السلف لموتى المسلمين !. وهنا يستبين المكنوز من المعاني الخفية التي سكت عنها نص المدونة على شاهد قبر الراحل  السيد " محمد إبراهيم نُقد " قدس الله سره" .
(6)
مثل تلك القراءات تأتينا أيضاً من اقتباسات أصحاب السلطان  من الإسلاميين و التكفيريين ، الذين يستحضرون ما يشاءون من آي الذكر الحكيم ، ينتزعونها من صيغة اللفظ والمعنى والدلالة والتاريخ ، لتكن قضية عامة يتخذون منها أجزاء متفرقة كوسيلة لخدمة  معنى جديد أرادوه أن يستنصروا به في كتابة الرأي ، ودعم إيديولوجية الفكرة الخفية. فهم الناطقون بالنصوص المقدسة والأحاديث الشريفة لدعم الفكر الإيديولوجي الذي يتسول النص ليربطهم بالقداسة رباط مُحكم ، وهو استحضار خفي يقول لنا  أن صاحب المدونة إمام الأنصار وحامل راية الإسلام منذ تاريخه القديم وإلى حاضره ، اختلفت وسائله وتوحدت أهدافه في دولة دينية مأمولٌ أن تتحقق في السودان ! . هذا النص المكتوب يلتقي  بنصوص المتطرفين السلفيين والتكفيريين  في رواءهم ومقاصدهم  ولا يختلف عنهم إلا اختلاف مقدار . وقد شهدنا  ذلك حين جاء صاحب فكرة (الإنقاذ ) في مؤتمراته الإسلامية  أوائل التسعينات عندما كان الحاكم الحقيقي للإنقاذ ،  يجلس في مكتبه بشارع البلدية وسط الخرطوم تحت سِتر " التقيّة" بالعمل الطوعي الذي تموله الدولة،و من يدٍ خفية وظاهرة يدير شئون الدولة ويراقب تفاصيل ما يجري ويعطي الأوامر . فرابطة الدين عند الإسلاميين هو المعنى الأوحد للوطنية في دستورهم ، ولو حاول بعضهم  التخفي تحت النص الملتبس ( الدولة المدنية ) ، والتي يمكن تفسيرها عندهم في التفاصيل على أنها في حدها الأدنى ( تلك التي لا يرتدي أصحابها جُبّة العسكر) ! . فليس هنالك عند الإسلاميين مواطنة أخرى يلتقون فيها مع جميع سكان السودان الذين نقتسم معهم  ما تبقى من الوطن ، بل قطيعة مع الجميع  وتكفير خفي أو وصم بالنفاق لكل من يختلف معهم في أمر السلطة والحكم . وهي دعوة ألا نلقى بعضنا البعض ، بل أن نتفجر أشتاتاً متناثرة  !.
(7)
أيصل المكر السياسي القديم حياته الجديدة بدم جديد يملأ الشرايين ،بأن الشيوعيين كَفَرة ، وأنه السّر في التداوي بأعشاب النصوص المقدسة ، لعلها تكون علاجاً من التباس الفِكر ومخاتلة الاقتباس ،ليصبح المقال مُباركاً لفظاً ومعنى ؟ .أيفر المرء عن المختلفين معه فراره عن المجزوم  ؟!. إن التكفير المبطن للراحل السيد "محمد إبراهيم نقد " أو تهمة النفاق المبطنة  والتي نقرأها في باطن المعاني المستترة ، تكشف أنها قضية كل الذين قاموا بخرق الدستور عام 1965 م بدعوى كُفر الشيوعيين وأتباعهم وخروجهم جميعاً عن الملّة ، وطرد نواب الحزب الشيوعي السوداني الأحد عشر من البرلمان ، وحلّ حزبهم بذات القضية  المهلهلة  التي تم بناءها على أن الطالب( شوقي محمد علي ) الذي كان في عامه الأول بمعهد المعلمين عام 1965  هو عضوا في الحزب ،و ليس كذلك فحسب ، بل عضو فاعل في الحزب الشيوعي السوداني  وربما قيادي !!،والذي تحدث عن قصة الإفك بذات رؤى وأحاديث  "‏مسطح بن أثاثة‏ "أو "عبد الله بن أبي بن سلول "  قبل أن تنزل الآية  التي برأت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها { إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} " ، وكان الطالب حينذاك في سن التاسعة عشر . وكان قد خرج عن الحزب الشيوعي السوداني منذ 1964 كما قال هو بذلك، أي قبل عام من القضية التي تم تأسيس حلّ الحزب الشيوعي عليها !!. و هذا الطالب لم يلتق في حياته بأي من قيادات الحزب الشيوعي آنذاك ( راجع لقاء شوقي محمد علي بعد أربعين عاماً على حادث الإفك – صحيفة السوداني – نقلته سودانيزأونلاين ) |4| . ومَكَرَ برلمان السودان آنذاك ، ومكرت سلطة التشريع بالتضامن مع السلطة التنفيذية لتكسر قرار السلطة القضائية التي حكمت بعدم شرعية حل الحزب الشيوعي أو طرد نوابه . فأين  هو "حلف الفضول" في إعادة الحق لأصحابه ؟!. علماً بأن المعروف في أبجديات الدساتير الديمقراطية فصل السلطات الثلاث : التنفيذية والتشريعية والقضائية عن بعضهما !!!.
كانت تلك وصمة في جبين الطائفيين والإخوان المسلمين . مكروا  من أجل الكراسي ، وانقلبوا على الديمقراطية بفوضى ضربت أطنابها باسم الدين حين رفعوه على أسنة رماحهم ، وإطلاق شفرة العنف لحماية الدين ، والدين منهم برئ . انتهجوا مسلك الانقلابيين في كل زمان ، ولا يختلفون عنهم إلا اختلاف مقدار! . أما قصة أن السيد " محمد إبراهيم نُقد " قد أمّن على الانحناء للعاصفة  في تلك الفترة ، فذاكرة الشعوب السودانية مدونة ومكتوب تاريخها ، لا شفاهة تزروها الرياح . و حين يخرج علينا نص السيد  الإمام بأن السيد " نُقد " قد وافقه على قضية الإذعان لقرار حلّ الحزب الشيوعي  و طرد نوابه من البرلمان ، وهي قضية جاء بها السيد الإمام ليقول لنا من الباطن أننا لا نعرف التاريخ ، أو أنه لا توجد للشعب ذاكرة تعرف تفكيك  أيقونة المكر السياسي القديم والعبث بالمؤسسات الديمقراطية في كل مرة ، ومن أجل الكراسي ، بلا رؤية في قضايا الوطن وهموم أهله ، اقتصادهم وثقافاتهم  ومصالحهم. وحزب الإمام " حزب إسلامي " مثل كل الأحزاب الإسلامية ، ليس له إلا منظور المنقول عن السلف  واجتهادات عصور خلت في السلطة والدولة ، التي عجز الجميع على إيجاد نص لها في الذكر الحكيم  . سبقهم عجز الصحابة  الأجلاء عند اجتماعهم تحت " سقيفة بني ساعدة " ، إذ لم  يجدوا نصاً يركنون عليه حين تجمعوا طلباً للسلطة قبل أن يتم تجهيز النبي الأكرم للدفن ! . ومن بعد زمان قصير جاءت دولة الأباطرة الذين جمعوا السلطة الدينية والدنيوية، لتكن  مرشداً لجميع الطامحين اليوم في الحكم الإسلامي ،يستقبلون به القرن الحادي  والعشرين! .
أما الدولة المدنية  في نظرهم فهي قصة تلاعب بالمصطلح  : من الإسلاميين  منْ يرى أنها  التي لا يلبس أهلها لباس العسكر !! . فدولة المواطنة ومساواة المرأة بالرجل وعدم التفرقة بسبب الدين أو الجندر أو العرق أو المنطقة أو اللغة أو الدين أو الإعاقة أو الثقافة ...الخ من مواثيق حقوق إنسان القرن ، فلا يعرفون عنها إلا أنهم السباقون إليها بفكر السلف. وعند كشف التفاصيل يأتوننا " بالقطعيات "  !!
(8)
أما أنموذج " جنازة اليهودي " فقد أضمر الإمام ألا يقولها صراحة  ، ولبيب القراءة يعيد فهم النص أن السيد الإمام قد اختار من الأحاديث ما يوافق تصوره  المُبطن عن كُفر أو نفاق  سكرتير الحزب الشيوعي ، بل وكفّر من معه في حزبه  أو لعنهم بالنفاق  من سكوت ، عند قراءتنا للنص الذي اختاره دون غيره ،  وهو ما نرى أنه كاد أن يقول  " إن أنتم إلا كاليهود "   !! .
هذا هو ما تيسر لقراءتنا عما سكت عنه نص المدونة . وهو منهاج في النقد لا يسبح في السطح ، بل في عميق بحور الفكرة المختبئة من وراء النصوص المكتوبة . ونترك السيرة الحسنة الطافية في السطح عن الراحل السيد " محمد إبراهيم نُقُد" وهي خير ما كتب الإمام في مدونته ، وتكشف الوجه المشرق  الذي نعرفه في شخص الإمام  العام والخاص . ويقول المثل :
( الحقُ ينام أحياناً ، ولكنه لا يموت أبداً )
الدين المعاملة ، وهو حرية يمارسها المجتمع بأشتاته المتنوعة ، المتآلفة في السراء والضراء  .لا يتعين أن يُكْرَه عليها أحد . ولا نوزع صكوك الإسلام والتكفير والنفاق على من نختلف معهم في أمر الدولة  والحكم . تلك قضية الدولة المتحضرة  التي نراها آتية ولو بعد حين . وهي قضية تُخْرِج الأديان عن آلية  الدولة و أسس الحكم ، وتبقيها في حضن المجتمع ترضع من أثداء تعرف المحبة ولا تعرف الكُره ، لتكن للجميع شرائعهم وأديانهم  يختارونها بحرية دون إكراه . يربط بينهم  قانون مشترك  للمواطنة يحكم  كل أصحاب الديانات ويحكم شركاء الوطن والوطنية  .
المراجع :
|1| مقال الدكتور حسن محمد موسى ، السير عبد الرحمن المهدي وحداثة الغبش،  2007
|2| مقدمة شرح ديوان الحماسة، تحقيق أحمد أمين وعبد السلام هارون ، القاهرة ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر،1951 .
|3| من تفسير الجلالين .
|4| http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1142326253
عبد الله الشقليني
26/10/2012

 

آراء