قراءة موضوعية في: مبادرة تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين لحل صراع المتحاربين

 


 

 

تحمل هذه المبادرة بين طياتها ،العديد من الخطوات الايجابية، أبرزها وقف الحرب فورا...ورسم خارطة طريق جديدة لإدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية المتفق علي ميعادها وصولا إلي إجراء الانتخابات العامة بانتهاء الفترة الانتقالية.
وتجتهد لجان التجمع المتخصصة وكذلك قواعده، داخل وخارج السودان، حاليا، في إعادة قراءة وصياغة بنود المبادرة ومفرداتها حتي تكون مقبولة شكلا وموضوعا من أطراف الصراع ، حتي لا يتم رفضها بسبب الحساسية التي ترافق فرقاء الخلاف حول المصطلحات وتسمية الأشياء بما يهواه كل منهما...وهي ظاهرة تنازعية غالبا ما تصاحب الجلسات التمهيدية لكل مشاريع المصالحة.
المبادرة ، لا زالت في طور الاعداد والتنقيح واعادة قراءتها مرات ومرات، رغم تكامل واتساغ مرئياتها الكبري، بعد أن طرحها الأخ البروف البخيت النقر البطحاني، في خطوطها الرئيسية ، وترك للتجمع حرية السياحة والسباحة في التفاصيل.
لقد اشتهرت الساحة السياسية في السودان ، خلال الفترة الماضية، بحشدها الملحوظ من المبادرات السياسية..حتي أصبح من داخل كل مبادرة تنبت مبادرة أخري...الأحزاب السياسية قدمت مبادراتها لحل المشكلة السودانية...التجمعات المهنية والفئوية قدمت مبادراتها...أساتذة الجامعات...القبائل...الإدارات الأهلية ...وحتي الطرق الصوفية..والكل دخل( الحلبة)..ولكن ظل أطراف الصراع الحقيقيين في عزوف عن قبولها إما بالرفض الصريح وإما بالتجاهل كما هو الحال مع المبادرات الإقليمية والأممية!!
وفي ضؤ هذا الرفض المتكرر للمبادرات.. يطفح علي السطح سؤال منطقي:إن كان لمبادرة تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين أي حظ في النجاح ، أو نصيب في القبول عند الأطراف المتصارعة..؟
نقول، ورغم ذكر كل المثبطات ، فإن قبول مبادرة تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين سيكون لها النصيب الأكبر من القبول لدي المتحاربين ولدي المجتمع الدولي بسبب وجود عدة متغيرات ومؤشرات في أصحاب المبادرة أنفسهم وما يمثلونه من مكانة علمية رفيعة..او المبادرة نفسها بما تحتويه من بنود قابلة للتطبيق وبما يرضي الشعب السوداني صاحب القرار الأول والأخير.
لعل أبرز بنود هذه المبادرة، الجنح الي السلام وسلامة المواطنين واامحارببن أنفسهم وذلك بوقف الحرب فورا وفقا لما تطرحه المبادرة من توافقات.
ويتمسك أصحاب المبادرة بميزة فريدة لهذه المبادرة...بأنها مبرأة تماما من الغرض أو المنفعة الذاتية..بل مكرسة بشكل واضح لا لبس فيه لمصلحة السودان...كل السودان.
أيضا تمتاز هذه المبادرة بأنها تأتي من رحم وأفكار علماء وخبراء وباحثين سودانيين أجلاء، أصحاب خبرة ومشورة واستنارة إكتسبوها بطول السنين داخل وخارج وطنهم السودان ويريدون توظيفها في خدمة بلدهم السودان.
أيضا ، ما يميز هذه المبادرة، عن غيرها من المبادرات السابقة، طبيعتها المتميزة من حيث الإحاطة والشمول والفهم العميق لكل متغيرات المشكلة السودانية وطرح الحلول لها برؤية علمية نافذة تصتحب معها كل الخلفيات المؤثرة في المسيرة والشخصية السودانية، السوسيولوجية
والانثروبولوجية والتاريخية بما في ذلك الزمان والمكان وأثرة في مسيرة الحياة وما أفرزته من متغيرات في وضعنا الحالي.
لقد وضع مشروع هذه المبادرة لكي تقرأ بعيون وطنية خالصة...وبقلوب مطمئنة صادقة مفعمة بحب الوطن واحساس وتوجه عقلاني ووجداني يضع السودان الكبير أمامه لوحة مضيئة براقة تحجب دونها كل الاضواء والأنواء الأخري.
دعونا ،ننتظر بأمل وتفاؤل وامنيات صادقة ، طرح هذه المبادرة فقد تكون هي الترياق والحل الأمين لمشاكل السودان..خاصة وأنها قد كتبت بأيدي سودانية خالصة ، غير ملوثة بأية إملاءات أو تدخلات أجنبية ، ظاهرة كانت أو خفية.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء