قرار حلّ قوات الدعم السريع

 


 

بشرى أحمد علي
25 February, 2023

 

أعتقد إلى الآن، لا يوجد مصدر مستقل أكد قرار البرهان بإلغاء امتيازات قوات الدعم السريع أو دمج مرتباتها مع هيكل موظفي الحكومة ، ولا زال التسريب يدخل في بوابة الحرب النفسية والإعلامية ، و في العادة كانت مخصصات الأجهزة الأمنية تبقى في إطار السرية وغير متاحة للعامة ولا يُمكن الإطلاع عليها بحجة أنها أسرار عسكرية ..
لكن ما الجديد اليوم ؟؟
الدعم السريع ليست قوة بسيطة ، ولا يُمكن الإستهانة بما يُمكن أن تفعله ، ولو كان قرار خلع المخصصات صحيحاً فسوف يصبح السودان أمام أزمة حقيقية وحرب أهلية مقبلة بدون شك ، وهي حرب لن تكون مثل سابقاتها ، بل هي حرب بين طرفين يعرفان مقدرة بعضهما البعض وميدانها سوف يكون المدن السودانية ، ولو صح هذا الخبر فإن البرهان قد إتجه نحو تمزيق ورقة الإتفاق الإطارئ وسوف ينصب إهتمام العالم نحو إطفاء الحريق المشتعل وليس نقل السلطة للمدنيين ..
وكما يقول المثل ، في الحروب من السهل إطلاق الرصاصة الأولى و لكن لا يُمكن إيقاف ماكينة الحرب بعد أن تنطلق ، وحجر يرمي به مجنون يرهق مائة عاقل ، صحيح أن هذه الحرب قد أشعلها حزب المؤتمر المؤتمر على شكل قرارات إدارية ولكنه لن يحصد ثمارها بعد إنهيار الدولة ولن يجدوا عرشاً ليجلس فوقه. وسوف يتعدد لوردات الحرب حسب مناطقهم الجهوية ، وحرب البرهان مع حميدتي هي مثل حرب مع الدولة مع (الدويلة ) التي قادها العماد ميشيل عون ضد قوات سمير جعجع في تسعينات القرن الماضي والتي إنتهت بفرار عون إلى فرنسا.
لذلك اقول أن المؤسسة العسكرية السودانية المترهلة لا يحفل سجلها بأي إنتصار في تاريخ حروبها العديدة ، فقد خسرت حرب الجنوب والذي إنتهت قضيته بالإنفصال ، وعاش عبد العزيز الحلو بدولته في جبال النوبة داخل السودان ، وحرب دارفور قادت جنرالات الجيش نحو المحاكم الدولية ، وفشل هؤلاء الجنرالات في الدفاع عن الخرطوم عندما غزاها خليل إبراهيم في عام 2008 ، وعجز وفشل المؤسسة العسكرية في دارفور هو الذي أنجب ظاهرة الدعم السريع.

 

آراء