قصيدة “النثر” والبلاغة الكلاسيكية

 


 

 

قصيدة "النثر" كتابة حرة تطمح أن تتجسد في شكل "قصيدة" مستفيدة من خواص الشعر الأخرى من موسيقى الألفاظ والأفكار ومن التناظر والمقابلات بين الصور والأخيلة والرؤى.
يرى الفرنسي جان كوهين في كتابه (بنية الشعر) أن لغة الشعر تنهض على مستويين: "صوتي ودلالي"، وأن قصيدة النثر اكتفت بالبعد الدلالي في تحقيق الأثر الجمالي، وتركت البعد الصوتي في لغة الشعر، غير مستغل شعريا. أما القصيدة الكلاسيكية فقد احتفظت بالمستويين: الصوتي والدلالي لذلك فهو يصفها بـ"الشعر الكامل".
ويقصد كوهين بالبعد الصوتي الذي اهملته قصيدة النثر الوزن الشعري. فهو يرى أنه يجب الاعتراف أن الوزن أداة فعالة في الشعر، وأنه ليس مجرد حلية زائدة ومن الخطأ الاعتقاد بأنه يعوق الانطلاق الحر لفكر الشاعر.
ولذلك يعتقد كوهين أن قصدة النثر رغم المكانة التي أحرزتها في فرنسا إلا أنها ظلت استثناءً في الشعر الفرنسي. ويدلل على ذلك بالقول: من يستطع أن يماري في أن (بودلير) الأعظم هو ذلك الذي كتب (أزهار الشر). يقصد بذلك أن شارل بودلير اشتهر بوصفه شاعراً عظيما بفضل أعماله الشعرية التي التزم فيها الوزن وليس بسبب كتابته وريادته لقصيدة النثر.
ونحن إذ نتفق مع ما ذهب إليه جان كوهين، نرى أن البعد الصوتي للغة الشعر ليس مقصورا على الوزن كما قد يفهم من كلامه. فموسيقى الشعر لا تنتج من الوزن فقط، بل تنتج أيضاً من الجَرس اللفظي أو موسيقى الألفاظ إلى جانب موسيقى المعاني والأفكار. فإذا كانت قصيدة النثر قد ضحّت بموسيقى الوزن فإنها استثمرت خواص الشعر الأخرى اللفظية والدلالية.
وفي ذلك تقول سوزان برنار في كتابها (قصيدة النثرمن بودلير إلى أيامنا) إن قصيدة النثر وإن تخلت عن الوزن والقافية، فإنها استعاضت عنهما بإيقاع الجملة وقوة الكلمات وطاقتها الإيحائية والنغمات المتولدة عن علاقات الكلمات فيما بينها وعلاقاتها بالمعاني والأخيلة وما تولده في النفس من إشراقات وذبذبات غنائية.

موسيقى الألفاظ والأفكار:
كانت مذاهب الحداثة النقدية قد أدخلت مصطلح، الموسيقى الداخلية للقصيدة، وهي غير موسيقى الوزن ويقصد بها موسيقى الجرس اللفظي والتعالق الصوتي والدلالي للكلمات. هناك أيضاً مصطلح "موسيقى الأفكار" وهو تعبير استخدمه آي ايه ريتشاردز، ناقد جامعة كمبريدج الشهير وأحد رواد (النقد الجديد) في وصف البنية الموسيقية لقصائد شاعر الحداثة الأشهر تي إس إليوت.
وهذه المصطلحات وإن كانت حديثة، إلا أنها موجودة في البلاغة العربية القديمة بمسميات أخرى. فعلم (البديع) وهو أحد علوم البلاغة الثلاثة (علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع)، يتألف من بابين: محسنات لفظية ومحسنات معنوية. وإذا استخدمنا مصطلحات الحداثة يجوز لنا أن نطلق مصطلح موسيقى الألفاظ على المحسنات اللفظية، ومصطلح موسيقى الأفكار والمعاني على المحسنات المعنوية.
وتتألف المحسنات اللفظية في علم البديع من السجع والتكرار والجناس والتضمين والاقتباس (التناص) وغيرها. وأما المحسنات المعنوية فتتألف من الطباق والمقابلة والتورية وحسن التعليل وغيرها.
ويعد الجناس أو المجانسة أو التجنيس أبرز أدوات الموسيقى الداخلية في لغة الشعر. والجناس كما هو معروف أن تأتي بلفظين أو أكثر متشابهين في النطق مختلفين في المعنى. فإذا جاء الاتحاد في النطق اتحاداً تاما سمي الجناس جناسا تاما، وإذا اختلفت الألفاظ في حرف أو حرفين أو أكثر أو اختلفت في عدد الحروف وترتيبها سمّي الجناس جناسا ناقصا أو غير تام. والجناس من أبرز الخصائص الأسلوبية لقصيدة النثر. يقول الشاعر السوداني، عاطف خيري، أحد رموز قصيدة النثر، في قصيدة (الجلوس) بديوانه (الظنون):

المُلكُ: جلستُك خامل الذّكْر
على مقعدٍ مغمور،
ترتشف شاياً لا يروج له الإعلان
وحدك
لا تعبأ بمَنْ جاء، لا بمَنْ ذهبْ
الجلوسُ ذهبْ.

هنا جانس الشاعر في قوله: "مَنْ ذهبَ، والجلوسُ ذهبٌ" بين الفعل (ذَهَبَ) بمعنى مضى، واسم معدن (الذَّهب). وهو جناس تام لاتحاد الكلمتين في النطق واختلافهما في المعنى.
وأما المحسنات المعنوية فمنها الطباق والمقابلة، والطباق هو الجمع بين الشيء وضده في نسق الكلام. فإن تجاوز الطباق ضدين كان مقابلة، على قول ابن رشيق في (العمدة). وتسمى المقابلة الضدية في الإنجليزية contrast والغرض البلاغي منها المقارنة والتناظر بين الصور والمعاني والأفكار وهو من أهم الخواص البلاغية التي تشتغل عليها قصيدة النثر. يقول الشاعر عاطف خيري في ديوان (الظنون):

أصعدُ هاويةً من سؤالٍ وفقدْ
تتسللُ أقمارُك الحانيةُ ضلالَ عتمتي،
ويُضاء رصيفُ الذكرياتِ شيئاً فشيئا.

هنا يقابل الشاعر بين الصعود والسقوط، وتنطوي هذه المقابلة على مفارقة جمالية إذ يجعل السقوط في الهاوية صعوداً. وكذلك يقابل مقابلة ضدية بين أضواء أقمار (الحبيبة) وعتمة روحه من جهة، وبين إظلام نفسه وضوء رصيف الذكريات من جهة أخرى.
ومن المحسنات المعنوية في علم البديع (التورية) وهي أن يأتي الشاعر بلفظً مفرد له معنيان قريب ظاهر غير مراد، وبعيد خفي هو المراد. ومن ذلك قول عاطف خيري بقصيدة (الجلوس) بديوان (الظنون):

جالسٌ في أمان الله
قال: قمْ
خصني بالنهوضِ وجلسْ
كلانا يرى أننا كفيفان
وهو يعلمُ أنّ في الأمرِ نَظرْ.

كلمة (نظر) في السطر الأخير فيها تورية. فهي تشير إلى معنيين في وقت واحد: الأول النظر بمعنى البصر والذي استدعته في السياق كلمة (كفيفان) والثاني النظر بمعنى الرأي أي (وجهة النظر).

بلاغة المفارقة:
كانت سوزان برنار قد وصفت بلاغة قصيدة النثر بـ(المجانية) فهي لا ترى لقصيدة النثر أي غاية بلاغية أو سردية خارج ذاتها. وهي تقصد بذلك أن القصيدة تجترح بلاغتها الخاصة بها وهو ما نصفه نحن بالبلاغة البكر القائمة على المفارقة الجمالية. بمعنى أن الصورة الشعرية في قصيدة النثر لا تنسج على نموذج سابق أو مماثل في الموروث البلاغي، وإنما تأتي الصورة البلاغية بنت لحظتها وتأخذ دلالتها من عالم النص وشبكة علاقته الداخلية.
والمفارقة بهذا المفهوم paradox مصطلح نقدي معروف في الآداب الغربية لا سيما عند (النقد الجديد) الذي ساد على ضفتي الأطلنطي في ثلاثينيات القرن الماضي. وهي نفسها "نزع الإلفة" عن الأشياء في عملية الخلق الفني التي طالب بها شعراء ونقاد (الشكلانية) الروس في العشرينيات من القرن الماضي.
ومن النماذج التي تضرب مثالاً على المفارقة البلاغية في قصيدة الحداثة الشعرية صورة القمر في قصيدة الشاعر الإنجليزي T.E. Hulme تي إي هيلوم الذي قتل في الحرب العالمية الأولى، وعنوان القصيدة Above the dock "على المرفأ" وهي (رباعية) لا تتجاوز الأربعة أسطر. وهيلوم أحد رموز مدرسة (الصورة) التي أسست لقصيدة الحداثة في الشعر الأنجلو أمريكي بزعامة عزرا باوند، يقول:
"على المرفأ الهادئ في منتصف الليلْ، هنالك فوق السارية المنتصبة عالياً، تدلّى القمرْ، إن ما بدأ بعيداً ليس إلا بالون طفل تركه منسياً بعد اللعب".
بذلك أحال الشاعر صورة القمر الجميلة الساحرة الملهمة إلى مجرد بالون "معلق في الهواء" على سبيل المفارقة الجمالية.
هذا وقد انطوت بعض أبواب البلاغة العربية على مفهوم المفارقة على النحو المتعارف عليه في النقد الحداثي. وكاتب هذه السطور يعد (حسن التعليل) وهو من المحسنات المعنوية في البلاغة العربية، ضربا من المفارقة. وحسن التعليل هو "أن ينكر الأديب صراحةً أو ضمناً عِلة الشيء المعروفة، ويأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه". ويمثلون لذلك بقول أبي العلاء المعري في الرثاء:
وما كُلفَة البدرِ المنيرِ قديمة * ولكنّها في وجهِه أثرُ اللطمِ
والكلفة هي الكدرة والظلمة والعتمة في وجه القمر. فالشاعر ينكر العلة الطبيعية لوجود ظلال على وجه القمر بسبب الهضاب والجبال التي على سطحه، فتبدو معتمة للرائي مع انعكاس ضوء الشمس عليها، وبدلا عن ذلك يأتي بسبب آخر طريف وهو أن هذه الكدرة ظهرت تعبيراً عن حزن القمر على وفاة الشخص الذي يرثيه الشاعر.
وبذا أحدث الشاعر مفارقة بلاغية مع صورة القمر الرومانتيكية الراسخة في مخيلة المتلقي. ولذلك يمكنّا القول بلغة اليوم إن الغرض البلاغي من (حسن التعليل) إحداث مفارقة جمالية. ومنطلق أبي العلاء المعري هو نفسه منطلق الشاعر الإنجليزي الحداثي هيلوم في تصويره المفارق للقمر بقصيدته (على المرسى) المشار إليها أعلاه، والذي أحال فيها القمر إلى "بالون لعب للأطفال تُرك معلقاً في الفضاء". فكلاهما قد نزع الصورة الرومانتيكية المعروفة عن القمر وذلك على سبيل المفارقة البلاغية.
وقد وجدنا المتنبي يستخدم (حسن التعليل) على سبيل المفارقة الجمالية في قوله في النسيب:
وما شــرَقي بالماءِ إلا تذكــــراً * لماءٍ به أهلُ الحبيبِ نُزُولُ
فهو ينكر العلة الفسيولوجية للانشراق أو الغصة التي أنتابته عند شربه الماء ويعزوها إلى تذكره ماء المكان الذي يقيم به المحبوب. ويعد (حسن التعليل) أحد أساليب قصيدة النثر، يقول عاطف خيري بقصيدة (الجلوس) بديوان (الظنون):

نكايةً بالنهر
تجلس الجزيرةْ،
تجلس الشمس في الصباح
تتفوه القهوة، هي خيرُ من جلس، برائحةٍ فادحه
البائعة ادركتها الشرطة في تمام الزبائنْ.

فهو قد ترك العلة الطبيعية لظاهرة تشكل الجزر وأتى بمفارقة طريفة بأن جعل ظهور الجزر في الأنهر مجرد نكاية فيها. وأما البائعة التي أدركتها الشرطة ساعة ازدحام الزبائن فهي إشارة إلى بائعات الشاي والقهوة في السودان اللالىء يعرضن بضاعتهن على الزبائن في فرندات المحلات التجارية وأرصفة الطرقات ويتعرضن لحملات مطاردة من شرطة البلدية لافتقارهن إلى الترخيص التجاري الرسمي.
كذلك من المحسنات البديعية التي تنطوي على بلاغة المفارقة الاقتباس والتضمين أو ما يسمى حديثاً (التناص). فالشاعر الحداثي عندما يستدعي نصا ما، فهو لا يطمح من وراء ذلك بالضرورة إلى تكراره وإعادة تأكيد ما يقوله، وإنما يطمح في كثير من الأحيان، إلى توظيفه وإعادة انتاجه وربما برؤية مختلفة قد تنتهي به إلى التجاوز والمفارقة.
وقد تنبه بعض علماء البلاغة العرب القدماء إلى أن للتضمين والاقتباس وظيفة أبعد من مجرد الاستدعاء بغرض التكرار لتقوية الأثر الفني، ومن هؤلاء الخطيب القزويني في كتابه (المفتاح) حيث يرى أن "أجود التضمين وأحسنه ما زاد في البيت المضمن نكتة بلاغية كالتورية والتشبيه". وهو يشير بالنكتة البلاغية هنا إلى إحداث مفارقة دلالية مع النص المقتبس أو المضمّن.
ويمكن القول إجمالاً إن المفارقة تكاد تمثل العمود الفقري لبلاغة قصيدة النثر، فهي تنطوي على المباغتة وكسر التوقع فتأتي الصورة الشعرية ذاهلة لمفارقتها مخزون الذاكرة الجمالية المألوفة. المفارقة بهذا المفهوم حيلة جمالية متمردة على نظرية "المحاكاة" التي تستند عليها الصورة البلاغية القديمة.
فإذا كان الشاعر وفقاً للنظرية التقليدية في التخييل، يستمده أخيلته وصوره الشعرية من الطبيعة ومنطق الأشياء في الواقع، فإن الشاعر الحداثي بالإضافة إلى ذلك ينحو أحيانا في خلق صوره إلى قلب منطق الأشياء مجازياً في الطبيعة مفارقاً لما هو مألوف بغية إحداث أثر جمالي ما. يقول الشاعر السوداني، محمد عبد القادر سبيل، أحد كبار شعراء قصيدة النثر، في ديوان (عاليا عالياً.. مثل شهيق الحسرة):

مَنْ عَلّقِكِ جَرَسَاً على غُصْنِ نَهَارِي؟
أحْرُسُكِ الآنْ
بِحِرَابِ وجُومِي
وبنَهْدِكِ المُتَأهِّبْ
كالظّنْ
أُضِيعُ خَرَابي اف..اف
وأغْرِفُ الدّقَائِق
بمِلْعَقَةِ الصَبرِ الرَاعِشة
أدُسّها في بُهارِ الفَضِيحهْ
والشِكّ
يَفُوحُ الجُنُونْ!

هذه الصور الشعرية لم تُنسج على نموذج بلاغي سابق في الذاكرة الجماعية الموروثة، وإنما تجترج بلاغتها كفاحا من عالم القصيدة ومنطق علاقاته: غصن النهار، حراب الوجوم، النهد المتاهب كالظن، الصبر الذي يُغرف بالملعقة، بهار الفضيحة إلخ.
كل هذه الصور جاءت على نحو مفاجئ وغير متوقع، فهي بنت لحظتها ولا تأخذ معناها ودلالتها إلا من وجودها في فضاء هذا النص. يقول محمد عبد القادر سبيل في ديوان: (عاليا عالياً.. مثل شهيق الحسرة):

عَاشِقَاً..
أُدِيرُ القَمَرَ على قَدَحْ
تَظُنّين الظُلْمة َحِبْرِي ببَشَاعَة
وأنَا
لا أظُنّ القَمَرَ شَيبَةً
في مِفْرَقِ الليلِ الطَويلْ
ولَكنْ
حِينَ يَنْبَحُ جَسَدُك في النصِّ
أفوّضُ زِمَامِي
إلى الأبْيضِ الأبْيضْ
وأخَالُ القَمَرَ
شَامَة هَذا المَسَاءْ

أول ما يلفت النظر في هذه اللوحة الشعرية أن النسق الجمالي فيها ينهض على ثنائية التعارض والانسجام (الطباق والمقابلات) بين العناصر: البياض السواد، القمر والليل والمساء (الظلام)، الحبر وبياض الورقة، الشيبة والشامة إلخ.
كما تتسم هذه الرؤى الشعرية بالإغراب في التصوير إلى الحد الذي تخرج فيه على معايير البلاغة التقليدية والتي تشترط المقاربة في التشبيه والمناسبة في الاستعارة. فالقمر يدار على قدح، وهو شيبة في مفرق الليل الطويل، وتارة أخرى شامة المساء.
فلو أخذنا مثلاً قوله: "أدير القمر على قدح" نجده يحيل القمر إلى شيء يشرب وبغض النظر عن الشيء الذي يشرب وسواء أكان خمراً أو شيئاً آخر فلا توجد أية علاقة مشابهة محسوسة بين القمر والشراب، دعك من القول بضرورة المقاربة في التشبيه، التي نادى بها النقد البلاغي القديم كذلك لا توجد مناسبة للاستعارة، فالقمر ليس شيئاً يشرب، حتى يستعير له شيئاً من لوازم الشراب وهو القدح، إذن لابد من البحث عن جامع أو رابط آخر بين القمر والشراب غير العلاقة الحسية المباشرة القائمة على التشبيه والاستعارة. وكلمة، عاشقاً، التي تسبق قولـه: "أدير القمر على قدح" تشير إلى حالة الوجد والنشوة التي يصدر عنها الشاعر لذلك يمكننا القول إن الجامع بين القمر والقدح جامع نفسي.
فقد أطلق الشاعر عقال عقله الباطن حيث يختلط الواقعي باللاواقعي (السيريالي)، وهو ما يعرف في النقد الحداثي بتقنية (تيار الشعور أو الوعي). وكانت الحركة السيريالية تنظر إلى رواد قصيدة النثر: بودلير ورامبو ولوتريامون، بوصفهم الأباء الروحيين للحركة.
والمعروف أن السيريالية تهدف إلى تحرير النشاط الأدبي والفني من سلطة العقل والمنطق بالمراهنة على نشاط العقل الباطن وتوظيف لغة الحلم. إذ يعتقد السيرياليون أن هنالك منطقة (برزخا) في العقل الباطن يقترن فيها ويمتزج الوعي باللاوعي، والعقلي باللاعقلي، والواقعي بما فوق الواقعي، "فهي أشبه بمنطقة (الأعراف) بين الجنة والنار، حيث الجحيم الشخصي للمبدع الذي منه تخرج الأعمال الأدبية والفنية".

____
*كلمة كلاسيكية هنا لا تعني تقليدية وعتيقة وحسب، وإنما أصيلة راسخة يقاس عليها وتستمد منها المعايير والأسس الجمالية والنقدية.

المراجع والمصادر:
1- ابن رشيق القيرواني، العمدة في محاسن الشعر ونقده، (3ج في مجلد واحد) المكتبة العصرية، بيروت، 2001
2- الجاحظ، البيان والتبيين، 3 أجزاء في مجلد واحد، المكتبة العصرية، لبنان، 2003
3- الخطيب القزويني، تلخيص المفتاح: في المعاني والبيان والبديع، المكتبة العصرية، لبان، طبعة 2002
4- جان كوهين، بنية الشعر، ترجمة محمد الولى ومحمد العمري، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء،1987
5- فكتور ايربنج، الشكلانية الروسية، ترجمة الولي محمد، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 2000
6- سوزان برنار، قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا، ترجمة زهير مجيد مغامس، دار المأمون، بغداد 1993
7- عبد المنعم عجب الفيا، الشعر السوداني: من مدرسة الإحياء إلى قصيدة النثر، 2020
8- I. A. Richards, the Principles of Literary Criticism, Routledge, 2009.
9- Thom Gunn, Ezra Pound, Faber & Faber, 2005.
10- Oxford Concise Companion To English Literature, revised edition,1996
11- The Penguin Dictionary of Literary Terms and Literary Theory, Fourth ed. 1999.

abusara21@gmail.com
////////////////////////

 

 

آراء