قضايا الاغتصاب في الحروب هل تموت بالتقادم … النساء الكوريات نموذج

 


 

 


كيم يوك دونغ" و"كيل ون وك" مسنتان كوريتان تجاوزتا عتبة التسعين من العمر تحكي قسمات وتجاعيد وجهيهما عن حوادث الدهر وريب المنون وظلم الإنسان لأخيه الإنسان ..ظلتا على مدى أكثر من 25 عاما تنظمان ضمن أخريات وقفة احتجاجية ومظاهرة أسبوعية في كل يوم أربعاء أمام السفارة اليابانية في سيئول مطالبات باعتذار من اليابان عن استغلالهن وإجبارهن على تقديم المتعة الجنسية لجنود الجيش    الياباني إبان الحرب العالمية الثانية فيما يعرف اصطلاحا بنساء المتعة    (Comfort women)
وقد كانت مظاهرة الأسبوع الماضي هي رقم 1178 إن كل آهة وكل نفس منهن يحكي مأساة الظلم الذي حاق بهن.. فما أقسى أن تفقد الحرائر في هذا العالم أعز ما يملكن ويغتصبن تحت صليل السيوف وحوافر الخيل أوقعقة الكلاشنكوف وهدير المجنزرات سوي كان ذلك في دارفور في السودان أو ناغويا في اليابان أو البوسنا والهيرسك على يد أي من كان ، سوى الجنوجويد أو الباشبوذك أو الصرب أو الجيش الإمبراطوري الياباني ..فالجناة كلهم أوغاد وتختلف مسمياتهم والجرم واحد وجرحه له حتى على الميت إيلام!....إن هاتين المسنتين رغم تعديهن لعتبة التسعين ما زال يعتصرهن الألم ومرارة الاغتصاب وتكالب الجنود "الدواعش" اليابنيين علي أجسادهن التي كانت غضة ناعمة ينهشونها كما تنهش الذئاب فريستها ..إن مظاهرتهن الأسبوعية السابعة والثمانين بعد المئة والألف تؤكد على قوة شكيمتهن وأن التأريخ لا يرحم وأن جرائم الاغتصاب لا تموت بتقادم التأريخ ولا يطويها النسيان فقد شيدن نصبا تذكاريا لنساء الاسترقاق الجنسي والاغتصاب أمام السفارة اليابانية في سيئول وكثير من مدن العام ليكون رمزا يحكي مأساتهن للأجيال الحاضرة و القادمة .
يشار إلى أن الجيش الإمبراطوري الياباني كان قد جند كرها وقسرا أكثر من 200 ألف من الحرائر من الدول الآسيوية مثل الصين والفلبين و تايلاند وكوريا ليعملن في الترويح وتقديم الخدمة الجنسية للجنود اليابانيين في الخطوط الأمامية في أحقر امتهان لكرامة المراة والإنسانية ...إن قضيتهن أصبحت قضية عالمية تهز الوجدان العالمي وتم نقاشها على صعيد منظمات ووكالات الأمم المتحدة ..إن "كيم يوك دونغ" و"كيل ون أوك" تطالبان فقط حتى آخر رمق منهن بمجرد اعتذار يحسبه البعض هينا ولكنه لو تعلمون عظيم ..فهل يستجيب صلف العتل الزنيم المتمنع ليرسم على وجوهن ابتسامة قبل مفارقتهن لهذه الفانية إلى حيث لا ينفع صلف ولا قوة ، إلا من أتى الله بقلب سليم.
إبراهيم مصطفى
صحفي بوكالة يونهاب الكورية للأنباء

barhoom35@yahoo.com

 

آراء