قضية صلاح ادريس تضع امريكا فى مواجهة أكبر حزب سودانى! …. بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

royalprince33@yahoo.com

نقف مع صلاح أدريس بقوه .. لا لأنه سودانى فحسب ولا لأنه زعيم ورئيس نادى حبيب الملايين وسيد البلد هلال  الحركه الوطنيه كما يطلق عليه محبوه .. ونادى الهلال فى الحقيقه ليس مجرد ناد عادى تمارس فيه كرة القدم، هو فى الحقيقه أكبر حزب فى السودان غير مسجل عند مسجل الأحزاب ويسكن عشقه وجدان كافة أهل السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا على اختلاف انتماءتهم .. هو كيان رياضى لكنه اقوى من اى حزب سياسى وتاثيره يفوق اى تاثير آخر يمكن ان يحدثه اى تجمع مدنى أو انسانى ويكفى ان الهلال استطاع أن يوحد أهل السودان الذين عجزت السياسه من توحيدهم خلال فترة زادت عن الخمسين سنه.

 

نحن نقف مع رئيس نادى الهلال لأنه مع الحق وعلى الحق ولذلك واجب علينا أن نؤيد مطالبه العادله والمشروعه فى استرداد امواله التى أهدرت بضرب مصنع الشفاء وأن ندعمه بما نستطيعه على كافة الجوانب والأصعده وفى زمن اصبح سلاح الأعلام فيه اقوى من سلاح المال.

 

ونحن فى هذه القضيه بين رئيس نادى الهلال والأدارة الأمريكيه لانقبل أى تسويف ومراوغة أوعبارات سياسيه مغلفه .. فاذا كان هذا المصنع الذى ضرب له أدنى علاقه بجهات ارهابيه أو كان يقوم بتصنيع مواد ممنوعه فيجب أن تفصح الأدارة الأمريكيه عن هذا الأمر بكل وضوح، وبخلاف ذلك فعليها ان تتحمل مسوؤليتها الأخلاقيه والا تصبح مكروهة أكثر مما هى مكروهة الآن وأن تعتذر بكل شجاعه وأن تعوض صاحب المصنع عن امواله التى أهدرتها صواريخ الكروز.

 

مواقفنا السياسيه والفكريه معروفه وواضحه ولا نحتاج أن نكشف عنها وفى ذات الوقت نحن مع الحق ومع طلاب الحق فى اى مكان فى العالم، ونعتقد أن رئيس نادى الهلال وهو أكبر حزب يعشقه السودانيون له مليون حق فى مطالبه.

 

حكى لى دبلوماسي سودانى  يعمل حاليا  فى أحدى السفارات السودانيه وهو من أهلنا فى جنوب السودان بأنه كان يتابع مباريات الهلال باعصابه حينما كان متمردا فى الغابه يخوض حربا ضد حكومة السودان وضد جيش السودان، وحكى لى قصة مشابهة لتلك احد كبار القاده فى حركة العدل والمساواة وعن عشقه للهلال الذى يصل حد الجنون، ولو بحثنا فى جميع الأحزاب والحركات لوجدنا نفس الأنتماء وذات الأحساس والشعور، فالهلال يعشقه دون مزائده أكثر من 90% من أهل السودان نساء ورجالا شيبا وشبابا وأطفالا وحتى من بين المريخاب المنافس الأول للهلال تجد عشاق ومريدين للهلال جهرا وسرا، لما لا وقد كان افضل ادارى فى تاريخ المريخ كله من اصلاء الهلال ومن أعز ابنائه وهو الراحل ابو العائله الذى احببناه هلاليا وأحترمناه مريخابيا.

 

لما لا والهلال أدب وثقافة وقيم وأخلاق ومبادئ ومورثات ونعمة الأنتماء اليه لا تحصى ولا تعد.

 

فى مرة من المرات كتب أحد اقطاب الهلال ردا على محتج تساءل بغضب عن لماذا الأعلام مع الهلال والحكام مع الهلال والمسوؤلين مع الهلال قائلا:-

 

وما هو ذنبنا اذا كان الجميع معنا؟

 

على الولايات المتحده الأمريكيه وهى الدوله العظمى والكبرى أن تعلم بأن صاحب مصنع الشفاء السيد/ صلاح أدريس رئيس نادى الهلال، وصل الى هذا المنصب عن طريق الديمقراطيه التى يتشدقون بها لا عن طريق انقلاب عسكرى ويتفق مع سياساته هلالاب كثر مثلما يختلف معه هلالاب كثر كذلك لكنهم جميعا يتفقون على شئ واحد بانه اكبر داعم لهذا الكيان المدنى الرياضى الأنسانى التربوى وبصورة لا يمكن ان يصدقها انسان فى الوجود، وفى سبيل هذا الكيان باع املاكه واهدر امواله ودخل السجون وسمع ما لم يسمعه بشر من كلام طيب ومن لغو حديث.

 

وهذا الأتفاق أو الأختلاف كله يصب فى جانب الرياضه وفى جانب ادارته لنادى الهلال ولا يبعد عن ذلك الا قليلا .. لكن طالما كان الحق معه فالسودانيين كلهم معه ويقفون الى جانبه الذين اوغلوا فى حبه والذين تطرفوا فى حربه أو من تطرف هو فى خصومتهم ولا اتوقع أن يشذ أحد عن ذلك.

 

وعلى الأدارة الأمريكيه التى تدعم اسرائيل وتقف الى جانبها وهى تعتدى على نشطاء حقوقيين عزل فى وسط البحار حتى بعد أن قتلت منهم عدد كبير وجرحت عدد كبير، أن تعيد لهذا الرجل امواله بل أن تكرمه وتعترف بما يقوم به من عمل انسانى ودعم لمجال رياضى يجب أن يقدر تعجز عن القيام به حكومات ومؤسسات رسميه.

 

فاعاقة صلاح أدريس رئيس نادى الهلال وتعطيل امواله اعاقة للهلال وتعطيل لمسيرته.

 

ولا نريد أن نقول هنا بأن صلاح أدريس ينتمى لحزب كبير معارض هو الحزب الأتحادى الديمقراطى فيكفى انه ينتمى لأكبر حزب يجمع كافة اهل السودان وينتمى له غالبية من ينتمون للأحزاب السودانيه وهو حزب الهلال.

 

بل عدد ضخم من الذين يعشقون الهلال لا علاقة لهم بالسياسه ولا يمارسونها ولا يحبون سيرتها.

 

وعلى المثقفين السودانيين ومن يديرون مؤسسات صحفيه ومنتديات ثقافيه وفكريه ورياضيه وفنيه داخل السودان وخارجه أن يجعلوا هذه القضيه قضيتهم الشخصيه.

 

حكى لى المدرب المصرى المحترم مصطفى يونس وهو احد رموز الجيل الذهبى فى كره القدم المصريه أنه كان يظن بأن عشاق النادى الأهلى المصرى هم وحدهم الذين يحبون ناديهم على هذه الدرجة من الجنون حتى ذهب ودرب فريق الهلال السودانى فوجد من يفوقون جمهور الأهلى عشقا وجنونا!

 

ان امريكا بهذا التصرف غير المفهوم وبهذه الطريقه الظالمه التى لخصت بها قضية صاحب مصنع الشفاء الذى ضرب قبل عام 1998 تكون قد وضعت نفسها محل كراهية أكبر حزب سودانى لا يعرف عشاقه العنف ولا الأرهاب ولا يحبون رؤية الدماء لكن صوتهم مؤثر وقوى وفاعل وعلى الولايات المتحده الأمريكيه أن تراجع هذه القضيه وأن تتعامل معها بعدل وأنصاف وأن تقدم ردا يحترم عقل هؤلاء الناس فأن كان هنالك اى تجاوز أو مخالفات مؤكده فى حق هذا المصنع فيجب ان تكشف عنها بكل وضوح، فما ورد عن المحكمه لا يمكن ان يقنع اىانسان عادى دعك من مثقف أو مفكر أو ناشط فى حقوق الأنسان.

 

فهل يعقل ان تحكم محكمه امريكيه على من يطالب بحقه المادى المشروع بأن القضاء الأمريكى ليس من حقه أن يحاسب الأدارة السياسيه على قرارعسكرى خاطئ اتخذته بضرب مؤسسه أو مصنع كما حدث لمصنع دواء فى السودان والا تعوض صاحب المصنع عن خسارته؟

 

على الولايات المتحده الأمريكيه فى هذا العصر الذاهب بسرعه نحو ترسيخ المبادئ والقيم الأنسانيه ان تراجع تصرفاتها وأن تتخلى عن تبرير مواقفها غير المفهومه من خلال نظرة المصالح الضيقه وأن تهتم بالحق والعدل، ويكفى دليلا على عدم اهتمامها بتلك الجوانب الأستقاله المفاجئه التى تقدمت بها عميدة الصحفيين فى الأبيض هيلين توماس وبعد خدمه بلغت 57 سنه فى ذلك الموقع وكان سبب استقالتها احتجاجا على ما يفعله الأسرائيليون الذين يأتون من روسيا وبولندا وأمريكا بالفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين.

 

بهذه الطريقه التى تتعامل بها أمريكا من حقنا أن نسأل هل هذه الولايات المتحده الأمريكيه أم الولايات المتحده البلطجيه؟

 

آراء