قميص البشير ..هل من مزيد !! .. عبد الباقي الظافر
14 January, 2010
تراسيم
عندما احتدم الصراع بين المشيرالبشير والشيخ الترابى ..لاذ المشير الى عصبته العسكرية .. وسند مذكرة العشرة الكرام بالبزة العسكرية ..فيما ارتد الترابى الى الجماهير ..وتمكن فى مؤتمر العشرة الاف فرد ..من هزيمة العشر ولم ينجوا من مكر الشيخ غير الدكتور غازى صلاح الدين والبروفسور ابراهيم احمد عمر.ولكن فى الجولة الحاسمة تمكن ضابط المظلات عمر البشير من تنفيذ طلعة جوية ماهرة تمكن عبرها من هزيمة شيخ الحركة الاسلامية ..نجح المشير عمر البشير لأن كل الجيش والقوات الامنية كانت بجانبه ..بينما تجرع الترابى الهزيمة القاسية ..لأنه ادار الحرب بعمامة رجال الدين .
من هنا يكتسب (الكاكى) رمزيته للمشير البشير..انه سلاح الردع عند الشدائد ..لذلك رفض المشير مرارا ان يخلعه ..حتى بعد ان دان له الامر فى السلطة وفى التنظيم ..وكأنه يقول هذا قميص البسنى له الشعب ..وعلى ذات النهج مضت دولة الانقاذ فبدلا من تمدين العسكر ..قامت بتجيش الناس ..فامسى (الكاكى) لباسا رسميا للطلاب والطالبات .. وزيا غير غريب داخل مؤسسات الحكومة المدنية.
اخيرا فعلها المشير البشير ..وخلع الزى العسكرى ..واحال نفسه للحياة المدنية ..وتحزم لملاقاة حلف جوبا ..ولكن حلف جوبا فى شغل شاغل ..الخطوة فى حد ذاتها تعنى تطورا فى المسار الديمقراطى ..سواء ان جاءت تقيدا بقانون الانتخابات ..او تحييدا لمؤسسة الجيش القومية ..ولكن تنقصها خطوات اخر.
عمليا مازال الحزب الحاكم مهيمنا على اجهزة الدولة ..وذات الشىء تفعله الحركة الشعبية فى الجنوب ..اذ يصعب الفصل بين الحكومة كجهاز تنفيذى مؤقت ..وبين مؤسسات الدولة الاخرى ذات الديمومة ..فتصبح هذه المؤسسات جزءا من الصراع الانتخابى فتفصع شفافية الانتخابات وحيدتها ..ثم تضربها فى مقتل عند نهاية السباق الانتخابى.
اسوأ ما يواجه الانتخابات القادمة ..ان تأتى نتائجها ويرفض ان يعترف بها الخاسر ..ويمتنع الخارج ان يمنحها شهادة الجودة والنزاهة .فترتد البلاد الى المربع الاول ..العزلة والمواجهة والتنازع .
السبيل الاوحد ..ان يخطو المشير (م) البشير والفريق سلفاكير خطوة اخرى ..بتكوين حكومة تصريف اعمال ..يرأسها حكيم من اهل الثقة والحيدة ..عمرهذه الحكومة ينتهى بانتهاء الانتخابات ..وتعمل بالتوافق مع البرلمان الحالى .
انها الفرصة الاخيرة ..أامل الا تضيع ..نجاحنا فى الانتخابات يضع بلادنا فى المسار الامن ..ليس مهم من يفوز ..ولكن مهما ان نخرج من دائرة الدول الاكثر فشلا فى العالم .
Abdulbagi Alzafir [alzafir@hotmail.com]