قميص ميسي .. نسخة جديدة!

 


 

 

مناظير الاربعاء 11 مايو، 2022
manazzeer@yahoo.com

* أن يزعم شخص أنه ممثل لجهة ما وهو ليس ممثلا لها، أو أنه يحمل شهادة دكتوراة وهو لا يحمل شهادة إبتدائي، أو انه رجل خير ونصير للغلابة وهو لص يأكل مال النبي، فهو أمر طبيعي وعادى جدا فالمجتمعات البشرية مكتظة بالادعياء والكذابين والمحتالين من شتى الانواع والاصناف، ولكن ان يزعم سودانيان أنهما سعوديان موفدان من امام الحرم المكي الشريف ويلتقيان بكبار رجال الدولة فى البلاد وعلى رأسهم رئيس الوزراء المكلف ووزير الاوقاف المكلف، ويبحثان معهم العلاقات الثنائية بين البلدين وتحتفى اجهزة الدولة بالزيارة وتفرد لها اجهزة الاعلام الرسمية ومن بينها وكالة الانباء الرسمية حيزا كبيرا فى الاخبار، بدون ان تتحقق الدولة من شخصيتهما أو يلفت نظرها غياب السفارة السعودية تماما عن الزيارة وعدم وجود اى مراسلات بين وزارتى الخارجية السعودية والسودانية او وزارتي الاوقاف فى البلدين حول هذا الشأن كما جرت العادة فى مثل هذه الزيارات، فهو أمر غريب ومحيِّر ومضحك ومبكي فى نفس الوقت، يدل على الفوضى والعشوائية والعبثية والسبهللية التى تدار بها شؤون الدولة على اعلى المستويات فى عهد السلطة الانقلابية!

* بل انها فضيحة لو حدثت فى اي دولة تحترم نفسها لزلزلت اركان الحكومة، وتمخضت عن استقالة رئيس الوزراء الجاهل بكيفية التعامل مع الزيارات الرسمية والاجراءات التى يجب ان تسبقها، أو على الأقل إستقالة وزير الاوقاف، أو إقالتهما إن لم يفعلا، غير أن شيئا من ذلك لم يحدث، ولم يصدر عنهما حتى بيان اعتذار او توضيح لما حدث، وظلا صامتين صمت القبور( ولبدوا وعملوا رايحين) حفاظا على منصبيهما!

* ولم يحرك ما حدث شعرة فى جلد رئيس السلطة الانقلابية الذي كلفهما بالمنصبين، وليس ذلك بغريب على شخص كل همه السلطة فقط، أما عدا ذلك ولو كان سمعة الدولة والعبث بها والاحتيال عليها وفضيحتها (عند الليسوى وما يسواش) أو حتى إنهيارها وخرابها، فهو امر ليس مُهماً بالنسبة إليه ما دام هو الذى سيجلس على رأس تلة الخراب، وهى شيمة متأصلة فى نفوس الدكتاتوريين والمتسلطين العاشقين للسلطة والتسلط والعبث بشؤون الدول والبلاد والعباد منذ قديم الازمان، من فرعون مرورا بنيرون وهتلر وحتى المخلوع الذى ضحكت عليه إمرأة عابثة لاهية واوهمته بان نجم الكرة العالمي (ميسي) معجب متيم به وارسل له قميصه الرياضي تعبيرا عن اعجابه وغرامه فلبسه مزهوا مثل الطاووس وأمر بالتقاط الصور له وتوزيعها على الصحف واجهزة الاعلام، وحصلت منه فى المقابل على ملايين الجنيهات المنهوبة من مال الشعب، واضحكت عليه العالم الذى يعرف كل من هب ودب فيه ان ملايين المتاجر فى العالم تبيع أقمصة نجوم الرياضة المشهورين ويستطيع اى انسان ان يحصل عليها بتراب الفلوس، ولكنه بريق السلطة الذي يعمى البصر والبصيرة ويحول صاحبهما الى مسخرة يتلاعب به اى محتال !

* وكلى ثقة ويقين أنه لولا البيان الذى أصدرته السفارة السعودية فى الخرطوم وقالت فيه أن الشخصين المذكورين (أحمد بن عبدالرحمن الباشري وابراهيم الباشري) ليسا سعوديين ولا يمثلان المملكة العربية السعودية بأي صفة وحذرت من التعامل معهما أو الدخول في تعاملات معهما ذات ارتباط بحكومة المملكة، مؤكدةً على أهمية الرجوع إليها في مثل هذه الحالات (وهو ما يكشف عورة وجهل حكومة السودان على اعلى المستويات بطريقة التعامل مع هذه القضايا وغيرها)، لفُتحت لهما ابواب القصر للقاء قادة الانقلاب، وكنا سنسمع منهم العجب عبر اجهزة الاعلام عن العلاقة الحميمة بين البلدين والنتائج الطيبة التى ستنجم عن زيارة المسؤولَيْن السعوديَيْن الرفيعين بما يحقق مصلحة البلدين، وتكليفهما بنقل التحايا الى إمام الحرمين الشريفين والمسؤولين السعوديين، وربما تمخض الأمر عن تقديم طلب لزيارة الحرمين واداء العمرة ولقاء اولى الامر فى المملكة العربية السعودية ... ولماذ لا وكل هم قادة السلطة الانقلابية انتظار المواكب السلمية الرافضة لهم لقتل وقمع المتظاهرين السلميين للحفاظ على سلطتهم الوهمية، ولو ادى ذلك لتدمير الدولة والجلوس على تلة الخراب!

 

آراء