قناة النيل الأزرق .. و.. كمال آفرو يارومانسي وشفاف !

 


 

 

مفاهيم

Nadiaosman2000@hotmail.com

بعكس الرجل المصري يُقال عن الرجل السوداني أنه لا يعرف أو يستحي من أن يُعبّر عن مشاعره للمرأة عن طريق الغزل الكلامي !
 وإن كان يقوم بأشياء (فعلية) ليصل حبه للمرأة عبر الافعال وليس الاقوال !
الرجل المصري ينادي زوجته بكلمة ( حبيبتي) و( روحي) وغيرها من المفردات الحميمة ، بينما الرجل السوداني نادراً مايفعل ذلك !
هكذا يشاع عن الرجل في السودان بأنه ( مُتجهّم) ولا يعرف دروب الرومانسية التي إن شق طريقها فستوصله للسعادة الحقيقية مع شريكة حياته لا محالة !
هذا هو الفهم السائد لدى بعض النساء عن الرجال لدينا ، وفي حلقة متميزة من برنامج ( للنساء والرجال) الذي تقدمه قناة النيل الأزرق عبر المذيعة المتألقة (نجود حبيب ) كان النقاش غاية في التشويق والموضوعية والحدة أيضاً ، حيث تركز حول معايير نجاح الحياة الزوجية ، وكيف يُعامل الرجل زوجته بما يُسهم في إنجاح الشراكة ، ودوام الإستقرار بينهم ؛ وقد كان ضيوف تلك الحلقة المتميزة هم سيدة وأستاذة جامعية شابة ومن الرجال كان الضيوف الأستاذ الرياضي المطبوع كمال آفرو والفنان المبدع الكوميدي محمد المهدي الفادني ؛ وبحق كانت تلك الحلقة رغم مافيها من حدة خاصة في النقاش بين الاستاذة الشابة ( عفواً لا أذكر أسمها ) وبين الأستاذ كمال والذي إستحوذ على معظم الحلقة بذكائه وتعليقاته التي إتخذت طابع القفشات اللطيفة والسخرية في بعض الأحيان !
وأضحكني الرجل عندما كان يقاطع المذيعة وهي تتحدث بلغة رقيقة عن أهمية (الرومانسية والشفافية) في حياة الزوجين فيقول لها آفرو فيما معناه وهو يضحك ( بتعجبني غايتو الكلمات بتاعة شفافة ورومانسية والحاجات دي ) !
والأستاذ كمال الذي يمتاز بثقافته العالية ولباقته وخفة دمه الشديدة يُمثل كثير من الرجال الذين يحملون في قلوبهم الكثير من المشاعر الجياشة والرقة المتناهية لشريكات حياتهم وحبيباتهم، ولكنه من نوع الرجال الذين يستحون من التصريح بذلك قولاً ، ولكنهم يعبّرون عنه فعلاً  ، حتى لو كان ذلك بتقديم هدية  مثلاً ( غويشة دهب) أو ( طقم عشاء) !
ودون شك أن الأستاذ آفرو هو ابن جيله وثقافته ونشأته وبيئته ولكن نموذجه لا يُمثل كل رجال السودان بالطبع ، خاصة شباب هذا الزمان الذين يحتفلون بأعياد الحب ويبذلون كل ما في جيوبهم لشراء الورود الحمراء والدباديب للمحبوبة !
رجال هذه الأيام وشريحة الشباب خاصة قد سهلت لهم شركات الإتصالات بكافة مسمياتها وسائل التلاقي عبر الهواتف النقالة ورسائل الإس أم أس بالإضافة لما سهلته وسائل التكنولوجيا الحديثة ؛ مما جعل التواصل بين
( آدم وحواء) السودان سهلاً ، وبالتالي تغيرت لغة الصمت والخجل من البوح بمشاعر الحب كثيراً وأصبح الحديث عنها بدون مؤاربة ولا ( كبكبة) !
يقيني أن الرجل السوداني يحمل بين طيات قلبه كل الأحاسيس الجميلة وهو شاعر بطبعه وإن لم يكتب الشعر ولكنه جياش وفياض في مشاعره مهما أخفى بعضها أو إستحى من قولها لمن يحب !
الرجل السوداني رقيق وشفاف ومرهف حد الثمالة ، وأكثر ما يميزه صدق المشاعر ، وحرارتها ، ويظهر ذلك في كل تصرفاته تجاه شريكة حياته أو حبيبته !
كلمة ( حبيبتي) لا يقلها الرجل السوداني كثيراً ولكنه إن قالها فهو لا يفعل ذلك إعتباطا أو من باب (التعود) كما يفعل الرجل المصري مثلا !
فهو أن نطق بها فهي حقيقية في الغالب ومن سويداء قلبه ( من جووووة) !
الرجل السوداني ( حنين) والمرأة تقطّر حناناً وتتدفق حباً وصدقاً لمن تحب !
وأذكر أن صديقة مصرية قالت لي يوماً بخصوص اللهجة السودانية أنها تتميز بـ ( الغنج اللذيذ) والحنية المتدفقة خاصة في طريقة كلام النساء السودانيات مقارنة معهن هن المصريات وضربت لي مثلا بقولها إن المراة عندما يناديها زوجها في مصر تُجيب أما بـ ( نعم) أو ( أيوة) ؛ لكن المرأة السودانية عندما يُناديها زوجها أو حتى والدها أو شقيقها تجدها ترد على ندائه وهي تجر وتمط  الكلمة بغنج غير متعمد في ردها هكذا ( أأأأأي) أو
( هوووووى) أو( شنوووووو) !
هي ملاحظة جيدة عزيزي القاريء تؤكد حنية المرأة السودانية ، وكأمرأة متيقنة من حنية الرجل في بلادي سواء كان الأب أو الأخ أو الزوج ويظل السودان بلد ( الحُنان) رغم كل شيء !
التحية لقناة النيل الأزرق وللمذيعة الجميلة المتألقة نجود حبيب ولمنتج البرنامج الصديق محمد عكاشة ولكامل طاقم القناة المتميزة 1
و
يا آفرو يا (شفاف) لك مليون تحية !

( نقلاً عن أجراس الحرية)
 
 

 

آراء