قهوة المتمة وموية أم روابة
د. كمال الشريف
5 May, 2013
5 May, 2013
drkimoo6@gmail.com
ما بين المتمة وأم روابة مسافة يفصلها (النيل) الذي لا يعرف أهل (أم روابة) من خيره سوى ماء جوفية تمتد داخل أرض أم روابة التي يفضل ماءها الحاكم الإنجليزي المستعمر في ذلك الوقت أن يشرب منها مفضلاً لها عن ماء النيل الذي كان ينوم بجانبه في قصر الجمهورية وفي أم روابة أيضاً نهر نيل وهو خور كبير يمتلئ الخريف بالماء ويسمونه أهل تلك المدينة التي تعصر السمسم في وقت سابق من قبل أن يصبح مزروعاً في دول الجوار ومسلوباً داخل السودان وانعدمت صناعته في أم روابة وحكاية ماء أم روابة التي يعترف بحلاوتها ونقائها كل أهل السودان وتمثل لها نوع من رواج السياحة إذ اهتمت الدولة بها وجعلت منها بركات سياحة وماء معبأ كمثله وماء البحر الميت وماء كثير من أنهار العالم التي يدعي أهلها بأنها للشفاء وللجمال وأيضاً للاستجمام.
وحكاية قهوة المتمة التي يعترف الجعليون من أهل المنطقة بأنها مجرد (ريحة) وليست مجرد مزاج كما هو معروف في أواسط وشرق السودان والمتمة نفسها مدينة تاريخ أقيمت عليها مذبحة للمستعمر وأيضاً أقيمت فيها مذبحة للرجال المدافعين عنها.
والمدينتين تمثلان لكن من يتمرد على الحكم في السودان إن كان ديمقراطياً أو شمولياً تمثلان نموذجاً أفضل للتعبير عن قوة المعارضين للحكم والمعارضين أيضاً لقضايا عرفية مختلفة.
والقهوة التي تمنى أن يشربها الراحل (جون قرنق) في مدينة المتمة أتمنى من بعدها من أجل دعم الأمن والاستقرار والوحدة كما قال أتمنى وشربها في مركز المؤتمر الوطني العام الحاكم بشارع أفريقيا وكانت أمنيته أن تكون الوحدة (جاذبة) ويكمل مشروع مزاجه السياسي والفكري ويشرب من قهوة المتمة ولكن قتل قبل أن يكمل مشروعه الفكري والسياسي والمزاجي أيضاً واعتبار (المتمة) محطة للتعبير عن أحقية الحركة الشعبية في امتلاك أرضها كجزء من مشروع أفريقيا الكبير تأتي أم روابة كمحطة وسط تربط ما بين العاصمة السودانية الخرطوم وأكبر عواصم كردفان سوقاً، ومجتمعاً مدينة الأبيض وتأتي مجموعة (الحلو) في اختيار الوسط المملوك أمناً وماء ومجتمعاً هدفاً رئيسياً لإرسال رسالة للشعب السوداني الآخر كما يذكرون وللحكومة كما يقولون واعتقاد (الحلو) ومن معه بأن موية أم روابة مثل قهوة المتمة مشروعاً للتحدي قد يكون خاسراً وموجباً في حالتي تنازلت الحكومة عن جزء من إقتصادها كما حصل في (نيفاشا) وفي حالة عدم الاهتمام بما يعترف به الناس بأنه جزء ممثل لدولة السودان.