قوة الدولة من قوة مجتمعها

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم  

 

التهنئة للشعب السوداني بعيد الحرية و الوطنية والوفاء . علينا أن ننتهز هذه المناسبة وننشر قيمة التسامح و الديمقراطية و العقلانية والإخاء المفقود بين الأحزاب . أن التقارب بينها من أهم المطالب الوطنية نريد التسامح السياسي إلي أقصى حد ممكن سعيا وراء حرية الفكر وحرية الاختيار. لا نريد للمواطن أن ينظر إلي بلده ( السودان ) نظرة المتشائم اليائس الذي لايري في الحياة و الأحياء والزمان والمكان ، إلا الأشباح  التي تطارده صباح مساء ( الكهرباء – سد مروي. المياه وهذه الأنهار تجرى. –رسوم المدارس  الضرائب الباهظة وسياسة السقف  .ومنظر شرطة المرور الغير حضاري في الشوارع والأزقة وهي تطارد العربات و الركشات   حني ظن البعض أننا نعيش في دولة ترفع شعار حق الملوك الإلهي . بعد عيد الاستقلال نأمل أن ينعم مجتمعنا ببتروله وزراعته وذهبه وموارده .فقد أرهقته متطلبات الحياة وبلده سله غذاء العالم العربي .. وبات لا يري في الورود إلا الشوك ، وحياته يائسة لا تشقها ابتسامة آملة . فهل يعيد العيد هذه الابتسامة و بريق الأمل ؟ فحياة المجتمع من غير أمل حياة لا فسحة فيها فهي أضيق من سم الخياط. وما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل.لا نريد لمجتمعنا أن يكون مثله مثل السمكة العاجزة التي وصفها ابن المقفع   لا هي  قادرة علي الاستبصار والاستعداد قبل حلول الكارثة و لا هي حازمة في طلب المهرب عند وقوع ما لم تتخذ له العدة .لنكسب مجتمعنا القوة ليكون بمنآي – بقدر الإمكان – عن الظلم وإهدار الطاقات والنكوص عن غاياته حتى لا يعيش بكرامة مجروحة أو مذبوحة .ولضمان قوة مجتمعنا نأمل في الآتي  :

1- توجيه العناية الفائقة إلي النهوض بمراكز البحث العلمي، سواء التابعة منها للدولة أو للمجتمع..لأن الدول تستمد عزتها من العلم وحسن التنظيم و القدرة على الإنتاج وانتزاع حظها من التكنولوجية دون انتظار لفتات المائدة. فلا قوة لمجتمع اليوم إلا بابتكار مستقبله والمشاركة في صنع قراره

2- أن يكون الخطاب السياسي موضحا آلية التغيير والتجديد والترشيد وتثبيت القيم وفتح مجال التوظيف بالتساوي من أجل الحد من ظاهرة البطالة التي تؤرق كل بيت .

3- أن نحافظ علي وحدتنا وهويتنا لأنها إرادة يجب أن تكون وعزيمة منها نختار كيف نكون .

ولابد -  أولا و آخرا – من مزيد التأمل في قصة ابن المقفع التي يرويها عن السمكات الثلاث : أعجزها بقيت تهتز وتتخبط عنفا وجنونا حتى أخذتها شباك الصياد . وأقل منها عجزا التي لما رأت الصياد قادما اتخذت الي الهروب سبيلا ، ثم الحازمة الكيسة التي تنبأت بالكارثة قبل حدوثها ، فاتخذت لنفسها العدة بالعقل والحكمة وبعد النظر ، ليتنا اتخذناها مثالا يحتذي به .

أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان -  أمدرمان  .

salah osman [prof.salah@yahoo.com]

 

آراء