قوي الحرية والتغيير لا تستحق جزاء سنمار

 


 

 

تحالف قوي الحريه والتغيير هو اكبر تحالف سياسي ومهني في تاريخ السودان. استطاع هذا التحالف ان يقود الحراك الشعبي بالتحالف مع تجمع المهنيين لاسقاط أطول ديكتاتوريه في تاريخ السودان.
تعرض هذا التحالف منذ سقوط البشير والي الان الي انتقادات حادة ادت الي مطالبة البعض بحله و تكوين تحالف جديد وهناك من يدعوا ان تكون لجان المقاومه هي القائد للحراك. في هذا المقال اود ان اوضح رأيي لعله يخدم هدف وحدة قوي الثوره مما يؤدي الي اسقاط الانقلابيين.
طالب البعض قحت بالاعتذار عن توقيعها الوثيقه الدستوريه ولكن قحت لم تخطئ حتي يطلب منها ان تعتذر لان الوثيقة الدستوريه كانت حصاد توازن القوي في الارض وخاصه بعد فض الاعتصام امام القياده العامه للجيش.
وافق على الوثيقه الدستوريه كل الشعب السوداني والدليل هو اننا لم نري حراك يطالب بإلغائها بعد التوقيع عليها وكانت بحضور كل الاحزاب السياسية حتي الشيوعي وكان المهندس صديق يوسف حضورا.
واجهت قحت بعد التوقيع على الوثيقه الدستوريه حربا منظمه من فلول النظام السابق وانصار العسكر والحزب الشيوعي
واتهامها بالهبوط الناعم و التآمر على الثوره ، وبيع دم الشهداء بدون اي ادله. قحت كانت لا تسيطر على القوات النظاميه ولا القضاء. وكان الهدف هو الوصول الي دوله مدنيه كامله وبعدها يسهل محاكمة كل من أجرم بحق الوطن. فليس من المنطق إدانتها على هذه الأفعال. أما من يستفسر عن وضع الاستاذ ياسر عرمان داخل قحت اقول ياسر ادان الانقلاب ووقف ضده فلا داعي ان نلومه على موقف مالك عقار. ففي هذه المرحله يجب علينا عدم الدخول في صراعات جانبيه وعلينا ان نركز في اسقاط الانقلابيين وبعدها يمكن أن نتحاور بكل هدوء عما حدث في الماضي للاستفاده مندروسه.

واجهت قحت ايضا حربا من الجبهه الثوريه وحاولوا ابعادها من المشهد السياسي وتجلي ذلك في الاعتداء على ندوات المهندس خالد عمر والاصم وندوة الامام الصادق المهدي في دارفور بعد اسقاط البشير.

تم ابعاد قحت من اتفاق سلام جوبا كما هو معلوم وانسحاب ابراهيم الشيخ من المفاوضات احتجاجا على المسارات وبعد ان اصبح الاتفاق امر واقعا اجازته بهدف بان اي اتفاق سلام مهما كان افضل من الحرب. ولم تكن تعلم الغيب بالاتفاقات السريه للعسكر والمليشات.

تم تاجيل المجلس التشريعي من قبل المجلس العسكري والجبهه الثوريه باتفاقهم على ذلك دون استشارة قحت.
دخول قحت للحكومه تم بعد الاتفاق بان تكون الجبهه الثوريه جزء من الحكومه القادمه ولذلك رأت بان الدخول هو لحماية الثوره لان القرار يتخذ بالتصويت في مجلس الوزراء بالغالبية فإذا لم تدخل سوف يتم سيطرة العسكر والجبهة الثوريه على السلطه بدون وجود ممثلين للمدنيين. والسبب الاخر لدخول الاحزاب السياسية السلطه هو ضعف أداء حكومة حمدوك الأولي من التكنوقراط.
انقلاب ٢٥ اكتوبر تم بسبب النجاح الاقتصادي الكبير الذي حققته بعد دخول كوادرها للسلطه من استقرار في سعر الصرف والانفتاح على العالم واعفاء الديون . وسبب آخر هو رفض قحت بان تكون جزء من الانقلاب واصرارها على استلام رئاسة المجلس السيادي وكانوا اول من ادخلوا السجون بعد الانقلاب فكيف تخونهم ونطالبهم بالاعتذار ! .
كان الأجدر هو تكليفهم بقيادة الحراك السياسي وادارة الحوار الداخلي والخارجي لاستلام السلطة من الانقلابيين. لجان المقاومه لا يمكن ان تكون بديلا للاحزاب السياسية وتعريفها على حسب مفهوم الدوله المدنيه هي اقرب بمنظمة مجتمع مدني وتحالفها لكي تكون فعاله وتضم اكبر عدد هو تحالف الحد الادني يعني تسقط بس. وبنيان الدوله بعد السقوط يقوم به المتخصصين على حسب تخصصاتهم. اذ دخلول اللجان في برامج سياسيه يحولهم الي حزب سياسي ويقلل من المنتسبين إليها مما يقلل من تاثيرهم على الشارع وتحريكه.

لذلك اقول بكل صراحه قحت لم تتآمر ولم تخن ولكن تآمر العسكر والكيزان وحتي جزء من المنتسبين للقوي الثوريه لإضعافها.
الحل الان هو تقويتها باضافة عناصر جديدة من لجان المقاومه وليس حلها وتكوين جسم جديد لاننا لا نضمن الاتفاق بعد حلها على تكوين جسم جديد ونكون بذلك قد هدمنا الجسم السياسي الوحيد الذي يجمع عدد مقدر من الأحزاب السياسية والاجسام المهنيه ولو دعمنا هذا التحالف طورناه لما تحدثنا اليوم عن وحدة قوى الثوره. ويقيني بانها قادره بما فيها من قيادات سياسيه العبور بالبلاد الي بر الامان .

meltayeb12@yahoo.com
/////////////////////////////////

 

آراء