(كافوراب) أحبكم

 


 

كمال الهدي
28 October, 2021

 

تأمُلات
. أجزت لنفسي السرقة من الأعزاء.

. ولا شك أنكم جميعاً تعلمون أن " هلالاب أحبكم" هو عنوان زاوية الحبيب الكاتب والروائي دكتور صلاح البشير.

. واشتقاق " كافوراب" أتيت به من كافوري.

. فحين شاهدت فيديو بروفة أهل هذا الحي الجميل الليلية لمسيرات الثلاثين من يوليو أحسست بهزة وجدانية مهولة (الفيديو منشور بصفحتى على الفيس بوك).

. لحظتها لم أتخيل أن يحكم هذا الشعب الجسور المحب للحياة والحرية والانعتاق ثلة من المقاطيع ولو لأيام معدودات، ناهيك عن أن يهنأوا بفسحة من الوقت تمكنهم من تشكيل حكومة برئيس وزرائها وكافة مسئوليها لكي يخدعوا بها العالم من حولنا.

. فقد ولى زمن التضليل والخداع إلى غير رجعة.

. وقال شباب السودان كلمتهم الفصل منذ أكثر من عامين، ولم يعد المجال متاحاً لا لعسكري ولا لمدني سافل و(متعسكر) للتلاعب والعبث مجدداً بمصير هذا الشعب بعد سنوات حُكم (المقاطيع) العجاف.

. هذا المشهد الرائع والملحمة البطولية لأهلنا في كافوري ليست حكراً عليهم وحدهم بالطبع، فقد تابعنا مشاهد شبيهة ببري الصمود وشمبات البطولات وبانت العزة وجبرة الكبرياء وكافة أحياء الخرطوم وعطبرة الحديد والنار وفاشر السلطان ومختلف مدن هذا السودان المترامي الأطراف.

. وإن كانت البروفات بهذا الشكل، فهل ذهبتم بخيالكم الضعيف يا برهان وحميدتي وخليل ومناوي وهجو لما سيكون عليه الحال في الثلاثين من هذا الشهر!!

. المثير للضحك والسخرية أن لاعق أحذية العسكر التوم هجو قال بالأمس خلال حوار بقناة الجزيرة أن الشعب السوداني لماح وسوف يتضح مع الأيام مع من يقف هذا الشعب، توهماً منه بأنه وشلة انسه يُعدون من المناضلين الشرفاء الذين يجدون الدعم والمساندة من أفراد شعبنا الأبي.

. ولو كنت مكان هذا الهجو لأعتزلت العمل السياسي تماماً فقط بسبب اللعنات وعبارات الغضب التي تمتليء بها مواقع السوشيال ميديا كلما ذُكر هذا الاسم.

. المهم في الأمر أن الرد جاء سريعاً من كواسر وكنداكات كافوري عبر بروفة ليلية وقبل أن تحين ساعة الصفر لمواكب الثلاثين من أكتوبر التي يبدو واضحاً أنها سوف تعيد جميع الفئران الواجفة لجحورها.

. هؤلاء الشباب والشابات الأنقياء الذين يتمتعون بوعي لا نظير له يستحقون حياة أفضل.

. أنتم يا شباب وشابات السودان جديرين بالعيش في وطن تسوده الحرية والسلام والعدالة فعلاً لا قولاً.

. وهذا الوطن الذي تحلمون به لن تبنوه إلا أنتم بأنفسكم.

. وطالما أن بعض السفلة فرضوا عليكم (تصفير عداد) ثورتكم العظيمة فلابد أن تكون البداية هذه المرة صحيحة لا تشوبها شائبة.

. حرام أن تقدموا التضحيات في كل مرة وتسيل منكم الدماء وتتعرضوا للأهوال والتنكيل ليتولى أمركم في نهاية الأمر بعض الكبار ويبدأون لعبة التوازنات والمساومة على دماء وأرواح رفاقكم ورفيقاتكم.

. هذا الوضع لا يجوز ولا يمكن القبول به مجدداً.

. ومن خدعوكم في المرة السابقة بحديث غير مقنع حول حقن الدماء وتأجيل المعركة صوناً للأرواح لم يكونوا صادقين فيما سمعتموه منهم.

. والدليل أن الدماء لم تُحقن والأرواح لم تُصان والموت لم يتوقف.

. إذاً أجلوا المعركة لأشياء في نفوس بعضهم لا أكثر.

. وهذه المرة سنقف جميعاً وقفة رجل واحد لإعادة الأمور لنصابها الصحيح وارجاع العسكر لثكناتهم والذهاب بقادتهم المجرمين إلى حيث يفترض أن يكونوا ورمي لاعقي بوت العسكر في مزابل التاريخ.

. علينا أن نتحد تماماً من أجل تحقيق هذا الهدف السامي، شريطة أن يتحلى الشباب بكامل اليقظة ولا يتخلوا عن (فتفوتة) من حقوقهم هذه المرة.

. وأول هذه الحقوق أن تتصدر المشهد قيادات شبابية نقية وواعية ووفية لتراب هذا الوطن.

. وما أكثر أفراد هذه الفئة وسط شباب اليوم.

. لديكم أكثر من قائد محتمل يتحلون بالأخلاق الحميدة والوعي والكاريزما وقوة الحجة والقدرة على الاقناع والرغبة الجادة في خدمة وبناء الوطن بعيداً عن أي مصالح شخصية، جهوية، قبلية أو حزبية كما يفعل الكثير من الكبار.

. في ذهني عدد من هذه القيادات الشبابية المحتملة التي أثق في قدرتها على الزعامة الحقيقية بالأسماء.

. و بالطبع لن أفصح عن أسمائهم حماية لهم من المجرمين والقتلة الذين وجهوا فوهات بنادقهم لخيرة شبابنا في أوقات مضت.

. هذا موضوع سأعود له، لكن أهم نصيحة أود تقديمها هنا هي أن يحرص الثوار على حياة بعضهم البعض ويقللوا احتكاكهم بهؤلاء القتلة لأقل درجة ممكنة.

. أما قادتكم المحتملين فلابد أنكم تعرفونهم بسيماههم، وهؤلاء يجب أن تُشكل لهم أقصى درجات الحماية، ويا حبذا لو ابتعدوا تماماً عن مقدمات المواكب.

. يكفي ما قدموه في دور التعبئة وحشد الطاقات وحين تدق ساعة الجد لابد من توزيع الادوار بذكاء.

. فلا يفترض أن نسهل على هؤلاء القتلة مهمة قنص من يمكن أن يشكلوا أفضل قيادات لمستقبل هذا البلد.

. ولي عودة لهذا الموضوع المهم بإذن الله.

. الثورة مستمرة وما النصر إلا من عند الله، وهو ناصر للحق دائماً.

kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////////

 

آراء